█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ اقتباس من قصة ( أب هذا أم لعنة)
وذات يوم كان سيف عائدًا من المدرسة وسألته أحد الجيران عن والدته هل هى ستذهب إليهم اليوم لتغسل السجاد أم ستأتي إليهم غدًا؟ تضايق للغاية أن والدته تعمل خادمة في المنازل وتركها ولم بجبها على سؤالها . وقرر أن والدته لم تعمل بعد اليوم وعاد إلى المنزلمستشيطًا من الغضب وجد والدته تنقي الأرز القى الحقيبة بغضبٍ على الأرض بضيق وسألها :
-ازاي يا ماما تنزلي تشتغلي وأنا موجود ومحدش يقول
لي أعرف بالصدفة يا ماما؟ ثم أكمل:
وأسألك جايبة الفلوس الدروس منين؟ تقولي لي مره من
خالي ومرة من خالتي!! كده يا ماما تشتغلي في البيوت؟!.
ومن غير ما أعرف !!و تكذبي علينا؟
وضعت إيمان الصينية التي بها الأرز على الطاولة بضيقوقامت من على المقعد وسألته بعصبية:
-أمال يا ابني كنت عايزني أعمل إيه وأجيب منين؟ مش
أحسن ممد إيدي لده ولده أبوك منه لله كان معيشنا في جحيم وكان بيديني يدوب على القد ولما طلقني حتى مطلقنيش عند مأذون طلقني شفوي، و مبعتليش ورقة طلاق عشان اخد حتى معاش مطلقين أبوك جبروت
ويموت ع القرش و معطنيش مليم أصرفه عليكم ثم تنهدت
وأخبرته أن خاله وخالته ليسوا أغنياء كما يعلم وأنهم يساعدوا على قدر مقدرتهم ولكن لم يكفي لأن الحِمل ثقيل مصروفات منزل وتعليم وأشياء أخرى .
ولكن سيف كان رافض أنها تعمل و خصتًا أنها تعمل خادمة في المنازل فسألها بضيق:
- تشتغلي خدامة في البيوت؟
-الشغل مش عيب، العيب اللي يمد إيده للناس للحرام ولا اللي قابل يبقى عاله على غيره ويقول الظروف و الجوبات وبعدين الناس اللي بشتغل عندهم محترمين
وحتى لما تعبت ودوني للدكتور وكشفوا عليَّ وقالو لي لو
احتاجتي أي حاجة ما تتردديش
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ{21}ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد عليها بنرفزة :- كتر خيرهم بس مش هتنزلي تشتغلي
تاني وأنا مش هروح المدرسة وهنزل أشتغل وأنتِ تقعدي
في البيت معززة مكرمة.
إيمان عندما سمعت من ابنها أنه سيترك التعليم شعرت
كأن أحدًا سكب عليها دلو ماء ساخن وسألته بعصبية :
-إزاي تسيب تعليمك أمال أنا اتحملت بخل أبوكم وأسلوبه
الهمجي عشان مين؟ ونزلت أشتغل لما أبوكم رماني و
معطنيش ولا مليم عشان مين؟ مش عشانكم؟
ثم أكملت وهى تتنهد:
- ورجاله عرضت عليَّ الجواز وأنا أرفضهم عشان
مجبلكمش جوز أم عشان مين مش عشانكم؟!! وعشان
أعلمكم ويبقى معاكم شهادات وعشان اقدر أجهز إخواتك
البنات لما يكبروا وأنت تيجي تقولي أسيب المدرسة؟!
كان صوت إيمان وسيف عاليًا فسمعتهم ياسمين وهى
بالخارج وسألتهم عقب دلوفها عن سبب الصوت العالي:
- في إيه يا سيف؟ في إيه ياماما؟ صوتكم جايب لآخر
الشارع
أجابها بعصبية: ماما يا ستي بتشتغل في البيوت بقولها
أنا هسيب المدرسة و هنزل أشتغل عشان عايز أريحها
بتزعقلي يرضيكي؟!!
ربتت ياسمين على ذراعه وأجابته أنه من الممكن أن
يعمل ويدرس بنفس الوقت، وينظم وقته للمذاكرة وللعمل
ولا داعي لترك دراسته.
گ/ عزة ابو يوسف . ❝
❞ وبعد مرور خمس سنوات كان سيف تعلم مهنة النجارة ، وكان ماهراً في هذه المهنة واستطاع أن يوفق بين
دراسته والعمل إلى حدٍ ما ودخل معهد خدمة اجتماعية، ورغم أنه كان يرغب أن يدخل كلية الألسن ولكن تقديره كان أقل من تقديرها بسبب ضغط العمل ولكن تفوق في المعهد وهو الآن بالسنة الثالثة ، و عرفه الحاج رمزي على تجار الخشب والأثاث و كبّر ورشة وأصبح معلِّمًا،
وجلب عمال للورشة لكي يسلموا ما يطلب منهم من أثاث، وأصبح سيف له اسم في سوق الأثاث والأخشاب، رغم صغر سنه وكان يعطي والدته كل أجره ويأخذ مصروف جيبه فقط، بينما إيمان بعد أن تعلمت مهنة الخياطة هى وابنتها ياسمين، واشتروا ماكينة خياطة، كانت تحيك
الملابس للجيران والمعارف إلى أن اشتهرت، و جاءها زبائن من كل مكان وكانت إذا توفر معها مبلغًا من المال
تدخره، وكان هشام وياسمين بالثانوية العامة، هشام في الصف الأول وياسمين في بالصف الثالث وسارة بالصف الأول الإعدادي وكانوا يعيشوا سعداء إلى أن جاءهم بعد
بعد الظهيرة مفرق الجماعات و هادم اللذات خالد الحسيني يدمر . ❝
❞ مقدمة قصة أب هذا أم لعنة قصة من واقع الحياة بعض أحداثها مرئية بالعين وبعض الآخر حكي لي.وقد وضفت جانب إيجابي بسيط لهذه القصة المأساوية . ❝