█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ بعض الناس يتميزون بالعفوية والتلقائية في كل شيء، في تصرفاتهم، في كلامهم، وفي ردود أفعالهم. يتصرفون على سجيتهم، يقولون ما يتبادر إلى أذهانهم دون وضع مفرداتهم تحت مجهر ليتفحصوها ما إذا كان من المناسب النطق بها كما هي أو أنها بحاجة إلى تعديل لتجميلها. لا يتصنعون ولا يتجملون، ولا يبحثون عن وسيلة للإشادة بهم، أو الثناء على أقوالهم، أو التهليل لكلامهم. فالعفوية ولدت معهم بالفطرة، ولا يستطيعون إلا أن يكونوا كذلك مهما تعرضوا للانتقاد أو واجهوا مواقف صعبة.
غالباً هؤلاء يتمتعون بطيبة القلب، البساطة، التسامح، حب الناس وتمني الخير لهم. لا يحملون في قلوبهم كرهاً أو غلاً لأحد، بل إن قلوبهم لا تعرف سوى الرحمة والتعاطف والمحبة. هم أنقياء السريرة، إن تكلموا فبصدق ووضوح وشفافية، ولأنهم كذلك، فهم لا يحبون المجاملات والتكلف والتصنع. يعيشون باكتفاء وقناعة، يملأ الرضى نفوسهم، فرحين مكتفين بما لديهم. لديهم إباء وعزة نفس بدرجة عالية، إذا أُغلق باب فجأة في وجه أحدهم لا يطرقه ثانية، بل يبتعد بهدوء وحب واحترام، مع الاقتناع أن من قام بهذا الفعل تجاهه لديه مبرراته ودوافعه القوية.
أيضاً من صفات العفويين، الابتسامة المشرقة التي ترتسم تلقائياً على محياهم في وجوه الجميع، حتى وإن كان الحزن ينهش في نفوسهم، والألم يعتصر قلوبهم، والدموع تنهل من أرواحهم. يتمتعون برجاحة العقل، واتزان الفكر، ونبل المشاعر، ورهافة الأحاسيس، فمن السهل جرح مشاعرهم ليس فقط بكلمة، بل حتى بنظرة لوم أو عتب. عاطفيون في كل شيء، وفي الحب يعطون بطيب خاطر ومع فيض هائل من الحنان دون انتظار لما سينالونه من ثمن أو مقابل، يكفيهم أن يشعر الطرف الآخر بالسعادة والفرح والرضى، فهذا يسعدهم كثيراً.
لكن العفويين، وفي أحيان قليلة، يضطرون إلى اختيار كلماتهم بعناية حرصاً على مشاعر الآخرين، لئلا يجرحوا أحداً عن غير قصد، أو يُساء فهمهم، خاصة إذا كان هذا ال˝أحد ˝ شخصاً عزيزاً لديهم، وله مكانة خاصة في قلوبهم. ومع ذلك، ومع انتقائهم لكلماتهم يبقون على طيبتهم وصدقهم.
منار أحمد الديب ˝عـــآشــــقـــهِ آلَهِدوء˝ . ❝
❞ سوف اقول للتافهين في حياتي ما اشعر به حينما ينتقدونني و سوف اوجه لهم انذار . اما الملاعين فاما ان امرهم بالتوقف عن انتقادي و اما ان اقول لهم (وداعا الى غير رجعة ) . ❝
❞ لو أن أقسى خيانة هي خيانة الصحة لصاحبها... فأقسى صدمة هي الصدمة النفسية التي تحدث لشخص في شخصيته عندما يتعرض لهزة داخلية تجعله يشك في أفكاره ومفاهيمه التي عاش بها في ماضيه... ولا سيما عندما يتسبب أحب الناس إلى قلبه في هذا الزلزال المعنوي الذي يدفعه لأن يرى نفسه أنه كان يعيش أكذوبة الشخص المثالي في زمن خيالي...
بطل الرواية هو ذلك الشخص المصدوم الذي أدى التنمر على هويته وانتقاد مثاليته من أقرب الناس إليه لأن يخوض أجرأ مغامرة في حياته ليتحرر من قيوده الأخلاقية التي يكبل بها روحه، فيفقد ما لا يتوقعه في هذه المغامرة ويتعرض لأغرب سرقة ممكن أن تحدث في تاريخ البشرية!
فتنقلب حياته كلها رأسا على عقب في محاولة البحث عن السارق، وقد أقسم أنه عندما يجده سيلقنه درسا يظل خالدا في منهج الحياة...
ويكون صراعه الداخلي سببا في أن يخوض صراعات خارجية متعددة
لم تكن في حسبانه...
وبينما حياة البطل تتحول لساحة قتال ويستحوذ الثأر على كل تفكيره... إذ بزغت من بين هذه المعركة من تشبثت بما تبقى من مثاليته بعد الانهيار النفسي الذي أصابه أثر الزلزلة المعنوية التي تعرض لها...
هذه اللوحة التي تحوي ألوان فاتحة وقاتمة متداخلة من الأحداث المتصاعدة هي رواية (روشتة الثأر)...
هل البطل سيجد السارق ويعرف منه المغزى من هذه السرقة المبهمة؟ وإذا وجده هل سينفذ معه ما أقسم به؟
وهل سيستجيب للفتاة التي تحاول أن تجذبه لجذوره الطيبة؟
أم أنه بعد خوض هذه الحرب الضروس يصبح كالوحوش الضارية؟
للإجابة على هذه الأسئلة فلا بد من إمعان النظر جيدا في هذه اللوحة الأدبية . ❝