█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ أجول بخاطري أفكر في ماضيِّ، ماذا كنت؟ وماذا أنا الآن؟ هل تغيرتُ حقًّا؟ أم أن القناع قد أزال ملامحي الحقيقية التي يجب أن يعكسها ظلِّي أمام الناس؟ قلت أني تغيرت، أني لم أعد أهتم، أني أحب نفسي، وأني لن أسمح لليأس أو الاكتئاب بتحطيمي، لكن هل أصبحتُ كذلك؟ أم أن كل ما تغير أني أصبحتُ محطمة من الداخل لا من الخارج؟ هل حقًّا استطعت تخطي كل ما مضى من آلام؟ أم أن روح آلامي لم أستطع دفنها بداخلي؟ هل أنا حقًّا بخير؟ أم أن كل شيء بخير إلا أنا؟ هل يستحق الأمر حقًّا كل هذه المعاناة أم أنني أبالغ بعض الشيء؟ تُرى جسدي يبالغ في إظهار كل هذا العناء عن طريق أمراض لا أصلَ لها معروف ولا علاج لها متاح؟ هل تُرى عقلي يبالغ في كونه يسهر الليالي لا يفكر في شيء ولكنه لا يمكنه التوقف عن التفكير في آن واحد؟ تُرى ابتسامتي تبالغ في كونها تظهر بينما أفرح وأموت؟ تُرى قلبي يبالغ بكونه حتى الآن ينتظر اللحظة التي يخبر نفسه دائمًا بأنها ستأتي؟ هل عيناي تبالغ في كونها تصارع دموعها وتنتصر كل مرة في جعلي لا أدمع مهما كان الحال؟ تُراني أبالغ في أن كل شيء ضدي حتى ذاتي؟ أني يمكنني قتل نفسي ولكن لا يمكنني قتل مأساتي وذكرياتي؟ والله آمل كل يوم بأن يريح الله مهجتي وبالي؛ لعل هذا يجعلني يومًا ما أجد ذاتي، تلك الذات التي تاهت في منتصف ظلي وقناعي، ذاتي التي تاهت بين أنا هذه وأنا تلك، بين التزييف والحقيقة، ذاتي عديمة اللون والوجهة والتعريف، أجل هذه الذات التي آمل أن أقابلها يومًا ما بعيدًا عن منتصف الطريق.
#منى_أحمد
#كيان_خطوط . ❝
❞ التضليل الإعلامي أشبه بإخفاء آثار الجريمة فهو كي يؤدي دوره بفعالية أكبر لابد من إخفاء شواهد وجوده ، أي أن التضليل يكون ناجحا عندما يشعر المضللون أن الأشياء هي ما عليه من الوجهة الطبيعية والحتمية وبالتالي فإن التضليل الإعلامي يقتضي واقعاً زائفاً هو الإنكار المستمر لوجوده أصلاً . ❝
❞ في صباح اليوم التالي، ارتكن في شقته دون أن يعلم ما قد يفعله ليملأ نهاره، لا عمل لأنه يوم السبت، ولا مواعيد أو زيارات غير المساء الذي عمد فيه الذهاب للمحفل، حيث سيكون اللقاء مع إخوته في العشيرة، وفكر في أنه يجب أن يزور زيد، لعل ذلك قد يخفف عن كليهما، كما أنها ستكون زيارته الأخيرة قبل أن يغادر وباقي الأصدقاء إلى الوجهة التي سيختارونها في المساء.
زاره، وجعلا يتبادلان أطراف الحديث، ويستمعان إلى بعض الموسيقى التي نسجها شوبرت المتمثلة في سوناتا البيانو في مقام ˝لا مينور˝، وفي أحد اللحظات التي دام فيها الصمت نحو الدقيقة جعل زيد يسأله ما إذا كان يؤمن بالقدر على غرار ما يعتبره حقيقة في أن لا إيمان يعلو على الإيمان بالإنسان، ابتسم أنس ابتسامة هادئة، وأجابه:
- أومن بالإرادة، لكن إرادتنا دائما ما تعلو عليها إرادة الآخرين، فإرادتنا هي نتاج إرادة الآخرين، نحن نسيج الآخرين بهذه التفاصيل الكبيرة، حتى إن دعوة ألبير كامو البائسة للتمرد والخروج من وضع سيزيف هو أمر غير منطقي ما إذا نظرنا إلى أننا ننسج أنفسنا في محيط تحيط به إرادة الآخرين وإرادة عبثية للطبيعة، فالغضب الذي يفوح منا يخرج طبقا لنتاج تصرف الآخرين حسب إرادتهم، والتحكم في عدم إبداء هذا الغضب يبقى رهين التفكير أو ما نسميه القناعة التي يحيطها التفكير في أنه إن لم نكبت هذا الغضب فستكون هناك عواقب وخيمة أبسطها الخصام مع الآخر ، وبالتالي فإن التمرد قد ينتج عنه ما يراه الآخرون رجوعا للطبيعة البوهيمية والضارية التي تكتسح الألم وتصير عذابا يغمر صاحبه ومن يحيطون به، وكامو دائما ما دعى لأن تكون الشرائع مهذبة من طرف القانون الذي يضعه البشر ، و بالتالي هنا قد يدعو إلى نقيضين، و في حالة ثانية ما نسميه التربية التي يكون الآخرون مسؤولون عنها، إننا وبالتالي محاطون بمسؤولية تعلو مسؤوليتنا . ❝