█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ عرّف بعض الفلاسفة الفن بأنه هو التعبير المادي لفكرة دينية. والدين والفن توأمان منذ البداية, فالفن يولد في معظم الحالات في خدمة الدين, فتماثيل الآلهة وصورها وأماكن العبادة ومستلزماتها كانت أهم مظاهر الفن منذ البداية.
كان للدين الإسلامي موقف حيال الفنون التطبيقية, يختلف عن موقف الدينين السابقين؛ فهو لم يستعملها في طقوسه الدينية كما هو الحال في المسيحية, كما أنه لم ينكرها كما فعل الدين اليهودي. أما عن كراهية التصوير عند المسلمين فأساسها أحاديث تنسب إلى النبي عليه السلام, والقصد منها البعد عن الوثنية وعبادة الأصنام, ذلك فضلا عن كراهية الترف في ذلك العصر الذي ساد فيه الزهد والتقشف. والجهاد في سبيل الله. أما القول بأن الإسلام حرم التصوير فليس له أساس من الصحة, إذ لم يعرض القرآن الكريم للتصوير بشيء, وقد كان لهذه الكراهية أثرها في الفن الإسلامي, الذي ابتعد عن نحت التماثيل المجسمة, وكذلك اللوحات الفنية المستقلة
قام الفن الإسلامي على أسس من الفنون التي كانت سائدة في البلاد التي فتحها العرب والتي أصبحت تكون جزءا من الدولة الإسلامية, وهي الفن الساساني والبيزنطي والروماني والفن الهندي وفنون الصين وآسيا الصغري, وإن اختلف علماء الآثار في تحديد نصيب كل فن من الفنون القديمة في بناء الفن الإسلامي الجديد . ❝
❞ مصر "سياحة تاريخية" - خطبة للشيخ محمد الغزالي(*)
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير.
وأشهد أن محمدا رسول الله، الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، والسراج المنير. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
■ الدين والحضارة:
أما بعد: فإن الله جل شأنه ذكر بلدنا هذا- مصر- فى مواطن كثيرة من كتابه العزيز، وهذا يشير إلى أن بلدنا هذا- مصر- قديم التاريخ موصول الحضارة، تعتبر المدنية التى نبتت على شاطئه من أعرق المدنيات على ظهر الأرض، ويبدو أن الحياة الرتيبة فى هذا الوادى، وأن الاستقرار الذى يصبغ جوه وأحواله عموما أعان على تكوين حضارة فى بلدنا هذا.. حضارة تغلغلت فى تاريخ الإنسانية وتركت أثرا واضحا نضح على ما حولها، وأفاد الآخرون منه إفادة غير منكورة .
وكانت الحضارة المصرية على الإجمال حضارة متدينة، يظهر أن تربة هذا الوادى لا يصلح فيها الإلحاد ولا يتشبث بها إلا الإيمان .
كان الناس فى أودية كثيرة من قارات الأرض يبحثون عن لقمة الخبز، وجهدهم أن يصلوا إليها ، فإذا وصلوا إليها استراحوا واطمأنوا، أما المصريون القدماء ، فكان جهدهم كيف يعبدون ربهم، كيف يرضونه جهدهم، كيف يؤمنون لقاءه يوم يلقونه، كيف يمهدون للدار الآخرة بالعمل الصالح فى هذه الدنيا .
ومع أن حضارة المصريين الأقدمين اختلط الإيمان فيها بين توحيد وتعديد، فإنها على الإجمال كما قلت لكم كانت حضارة متدينة، وكان الشرك فيها إن حدث فاستجابة للرأى السائد يومئذ فى الدنيا، وهو رأى يرفضه الإسلام بداهة.
هذا الرأى أساسه أن الاتصال بالله الواحد صعب وأنه لابد من وسطاء يمهدون له أو يوصلون إليه، وبداهة رفض الإسلام هذا المعنى لأنه أعطى كل امرئ الحق إذا عبد الله أن يقف بين يدى ربه يقول له: (الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم) ، وإذا أذنب أن يقف أمام ربه نادما مستغفرا بقوله: (ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين) .
لكن أجيالا ضلت طريقها لم تحسن الصلة بالله، وكان المصريون الأقدمون عموما أهل توحيد حينا، وأهل تعديد حينا آخر،. وإن كان التوحيد قد غلب عليهم فى فترات كثيرة من حياتهم وتاريخهم.
■ المصريون والرومان:
ثم وقع شىء لابد أن يذكر، فقد هجم الرومان على مصر، وكان الرومان يومئذ وثنيين واحتلوا هذا البلد قرابة ستة قرون !!.
كانت مدة طويلة كليل الشتاء البارد المظلم، وكان مجىء الرومان إلى مصر فى موجة من موجات المد التى تجعل بعض الأجناس يستغل خصائصه، ويمتطى قواه كى يستعبد غيره ويستخلص لنفسه خيره، ويجعل من نفسه سيدا، ومن الناس عبيدا !!.
كان الرومان لما دخلوا مصر على هذا النحو، ووقعت أمور نذكرها .
فى أثناء احتلال الرومان لمصر ظهرت المسيحية، وقيل إن عيسى ابن مريم وأمه جاءا إلى بلدنا هذا، فارين من بطش الرومان، ومن ضغط حكامهم ، أو من عسف الحاكم هناك ومن ضغطه ، ورجع بعد أن نمى عوده، وأخذ يؤدى دعوته فى فلسطين.
لكن المصريين كانوا قد اعتنقوا النصرانية، ولما اعتنق المصريون النصرانية ضاق الرومان بهم، وغضبوا منهم؛ لآن الرومان عباد أصنام ؛ لأن الوثنية الرومانية كانت تصبغ الحكم صبغة شديدة، حاول الرومان أن يردوا المصريين عن المسيحية التى اعتنقوها ولكن المصريين أبوا وتشبثوا بدينهم الذى اختاروه لأنفسهم.
وبدأ عصر من العسف والطغيان والمذابح حتى قيل إنه ما من قرية فى مصر أو مدينة إلا سفك فيها الدم وكثر فيها القتلى !! .
أبى المصريون أن يتركوا الديانة النصرانية التى اختاروها لأنفسهم، وبدأ بهذا العصر الذى يسمى " عصر الشهداء " بدأ التاريخ المسيحى فى مصر، وهو تاريخ يشرف أهله؛ لأن أهله قاوموا عبادة الأصنام، ودفعوا ثمن المقاومة من دمهم وأبوا إباء شديدا أن يتحولوا عن التوحيد وعن الكتاب السماوى الذى جاءهم، ثم شاء الله بعد ذلك أن يدخل الرومان المسيحية !!.
ولكن الرومان لما دخلوا المسيحية دخلوها على نحو غريب، حتى قال بعض المفسرين: لا يدرى أتنصر الرومان أم ترومت النصرانية؟!. .
أيا ما كان الأمر فقد تحول الرومان إلى النصرانية واعتبرت الديانة الرسمية لهم، لكن المذهب أو الفهم الذى استقر الرومان عليه كان فهما آخر غير الفهم الذى استقر عند المصريين.
وحدث نزاع نظرى تحول إلى جدل مر، وإلى أخذ ورد طويلين، ئم رأى الرومان وعلى رأسهم هرقل أن يفرض المذهب الرومانى ومذهب الكنيسة الكاثوليكية على المصريين !!.
وهنا قاوم المصريون الرومان وبدأوا عصرا يشبه العصر الأول، عصر الاضطهاد، والاستشهاد، إلا أن هذا العصر الجديد لم يطل.
■ المصريون والإسلام:
فقد شاء الله أن يخرج من قلب جزيرة العرب مد إسلامي عريض انتشر فى أنحاء العالم انتشار السنا بعد ليل معتكر، انتشار الرحمة بعد عصر ملىء بالقسوة والمرارة!!.
ونال المصريين شىء من هذه الرحمة، فإذا عمرو بن العاص يقرع أبواب البلاد وهى فى حال منكرة من الاضطهاد والفوضى !!.
كان بطريرك الأقباط محبوسا ، وكان أخوه قد قتل بعد أن عذب بالنار، وكان رجلا بدينا فتقاطر دهنه على النار، ثم رمى به فى أمواج البحر الأبيض فمات غرقا .
لما دخل عمرو بن العاص عرض دينه عرضا عاديا !!
الناس لا تفهم كيف عرض عمرو الإسلام؟
إن الإسلام لا يعرض فى مجالس مناظرة، وهو فى مجالس المناظرة قادر على أن يقهر الخصم، وأن يعلن الدليل، ولكن الإسلام عرض نفسه حُكْما عادلا ومجتمعا فاضلا ، ونفوسا بلغ من صفائها وعفتها أن قال الرافعى فيها: " ربما خافت البنت على نفسها من أبيها، ولكنها لا تخاف على نفسها من الفاتح العربى المسلم "!!.
دخل الإسلام مصر حرية عقل وضمير، وتوازن مجتمع لا تطغى فيه طبقة على أخرى.
دخل الإسلام مصر، وأمام المسلمين قول نبيهم عليه الصلاة والسلام لهم:" إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع " .
دخل الإسلام مصر فكان أول ما محاه التعصب الدينى، وقال للأقباط: كنائسكم لكم تعبدون الله فيها على رأيكم وفهمكم لا يجبركم أحد على رأى أو على مذهب، أو على معتقد، وأطلق سراح البطريرك المحبوس حتى قيل: وأعان الأقباط فى بناء بعض الكنائس .
والعجيب أن عمرو بن العاص رضى الله عنه الذى دخل مصر فبنى هذا المسجد - مسجد عمرو بن العاص - للركع السجود، والذى أقام حكما ذوب فيه الفوارق بين الأجناس والألوان، عندما أخذت ابنه نشوة من نشوات النصر، أو نزوة من نزوات العرب، أو قوة من قوى الجاهلية فأساء إلى أحد الأقباط، وكان القبطى ماكرا لبيبا ، فذهب إلى الرجل الذى أرسل عَمْرا ، ذهب إلى عُمَر نفسه وشكى له !!
فجاء عمر صاحب محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتلميذه، جاء بالقبطى المظلوم وبابن عمرو بن العاص ابن الحا كم وقال لعمرو: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا.. !؟
ثم قال للقبطى: خذ حقك من ابن الأكرمين !!
ثم قال فى فترة من فترات الغضب لله: " لو شئت أدرت السوط على صلعة عمرو بن العاص !!.
هذا حكم النبوة، هذا حكم الإسلام .!!
كان الإسلام يومئذ عقيدة تعرض نفسها ، على أى شىء تعتمد؟ على صفاء حقائقها، على نضارة عقائدها وغزارة فضائلها، ووفرة المثل الرفيعة التى تدعو إليها.
والرجل يوم يكون صاحب ثروة طائلة من الصدق والشرف والرحمة والوفاء والعفة فإنه يطمئن إلى أن ثروته هذه ستوطئ له الأكناف، وتفتح له القلوب، وتضئ له النواصى.
ولذلك ما فكر الإسلام فى بلد دخله أن يقيد الحريات، لِمَ يقيدها؟ والحرية عونه الأول على غرس الإيمان وتصحيح المعتقد، ما فكر الإسلام يوما أن يقيم حكما استثنائيا، ولِمَ يقيمه؟ والعدالة هدفه، وهو يعلم أن الله عز وجل إنما ينصر أو يهزم بمقدار قوة الصلة به أو ضعف هذه الصلة.
ظل المسلمون الذين جاءوا إلى مصر وهم أربعة آلاف مع عمرو لحقهم عدد قليل بعد ذلك من الناس بعد أن قوضوا الحكم الروماني ، ظلوا على هذا النحو قلة، ولكن المصريين أخذوا يغلغلون البصر فى الدين الجديد، وفى المبادىء التى قام عليها، وبدأوا يدخلون فيه، وظل المصريون يدخلون فى الإسلام خلال القرن الأول، وخلال القرن الثانى ، ولم يتحول الإسلام فى مصر إلى كثرة فى السكان إلا فى القرن الثالث تقريبا !!، والأساس هو ما قلت لكم: دين لا يعرف قط إلا مخاطبة العقل الحر، وإيقاظ الضمير النائم ، وما يعتمد فى نشر مبادئه على عصا أو على إكراه.
■ نسل الفاتحين أم نسل السكان الأصليين؟:
يخطىء المسلمون فى مصر الآن خطأين: الخطأ الأول: أن عددا منهم لا أدرى أهو عدد كبير أم صغير؟، يقول بشىء من الغباء: إننا عرب، يقصد بذلك أنه نسل الفاتحين، هذا كذب، هذا كذب!! ولعل مركب النقص هو الذى يدفع إلى هذا الزعم !! فنحن فى الحقيقة أبناء المصريين الذين أسلموا !! ربما كان هناك عدد من أبناء العرب الذين وفدوا، لكن هذا العدد قليل !! أما الكثرة الكبرى من المصريين فهم أبناء المصريين الذين دخلوا فى الإسلام.
وعندما يقول المصريون إنهم أبناء الفاتحين يعطون غيرهم حجة مكذوبة أنهم أبناء مصر وأن غيرهم وافد وطارىء ، وهذا غير صحيح !! يجب أن نعرف الحقائق فإن أكثرنا غافل.
أريد أن أقول لكم: إن شيخ الأزهر العباسى المهدى كان أبوه قبطيا!! ويوجد بين أئمة المساجد الآن وبين مفتشى المساجد وبين علماء الأزهر رجال آباؤهم أو أجدادهم من الأقباط!!.
فالقول بأن المصريين أبناء الفاتحين غلط فاحش ما ينبغى أن يقال، هذا خطأ يرتكب !!.
■ فتح عربي أم تحرير إسلامي؟:
الخطأ الثانى: الذى يرتكبه المسلمون أنهم يسمون مجىء عمرو بن العاص الى مصر: الفتح العربى لمصر !!.
كان هذا التعبير سليما يوم كانت كلمة فتح تعنى شيئا آخر غير المفهوم الذى عرف به الآن فى العالم، فكلمة الفتح الآن تساوى الغزو، والحقيقة أن الوصف الدقيق لمجىء العرب إلى مصر هو تحرير العرب للمصريين!!.
الجيش الذى انطلق من المدينة عبأه أبناء محمد عليه الصلاة و السلام فى عقيدته، وحملوه راية التوحيد، لم ينطلق كى يُكره على إيمان، وإنما انطلق كى يحرر شعوبا مستعبدة أو كما قال أحد القادة لحاشية كسرى : تقولون: لم جئتم؟ " جئنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد " !!
لم نجيء لنستعبد الخلق، والدين لله ، هذا ما ينبغى أن يعرف، وهنا أريد أن أشرح هذا المعنى، وألقى الضوء عليه:
توجد الآن فى أفريقيا شعوب ترسف فى قيود الهوان مسروقة تحت الشمس !!
توجد شعوب تترنح تحت ضربات الأقوياء الذين ألهبوا الجلود بسياطهم، وكمموا الأفواه حتى لا تصيح من الألم !!.
توجد الآن فى جنوب أفريقيا وفى روديسيا، وفى مستعمرات البرتغال الثلاث فى وسط أفريقيا وغربها، وتوجد تحت راية حكومات مستقلة للأسف، توجد جماهير كثيفة تضرع إلى الله أن يرسل إليها من يفك الأغلال عنها، ومن يكسر أبواب السجون التى قبعت وراءها فهى لا تعرف فى قيودها وسجونها إلا الهوان والبأساء والضراء !!
لو أن جيشا ذهب إلى الملونين فى جنوب أفريقيا ليسقط الحكم القائم، ويقيم حكم مساواة ورشد، لو أن جيشا ذهب إلى مستعمرات المستعبدين تحت الحكم الكاثوليكى البرتغالى وأسقط الراية التى هناك، وأقام راية أخرى تعطى الملونين من الزنوج، والمظلومين من المسلمين الحقوق العادية للبشر العاديين، أيسمى هذا غزوا؟ أيسمى هذا فتحا استعماريا ؟ أيسمى هذا افتياتا على الأمم؟ !!.
إن العرب لما خرجوا من جزيرتهم إلى مصر أو الشام لم يخرجوا مستعمرين أو طلاب دنيا، لماذا؟ لأن طلب الدنيا فى دينهم - على هذا النحو - جريمة .
رجل قال لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : " إنى أقف المواقف أريد وجه الله وأحب أن يُرى موطنى " ؟ فلم يرد عليه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شيئاً حتى نزلت هذه الآية (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) .
اعتبر الرياء شركا، اعتبر القتال طلبا للدنيا جريمة . وقال فى تعريف الجهاد: " من قاتل لتكون كلمة الله هى العليا فهو فى سبيل الله " .
هذا هو الإسلام، فالذين جاءوا إلى مصر أو ذهبوا إلى سوريا، ما جاءوا وما ذهبوا كى يقال: إنهم فتحوا أو إنهم غلبوا أو إنهم ملكوا.. لا .. لا، كانوا يعملون لله، ويؤدون حق الله ، وكانت الآخرة أحب إليهم من الدنيا، وكان الموت فى سبيل الله أحلى مذاقا فى أفواههم من أن يعودوا إلى زوجاتهم وأولادهم، كانوا أصحاب عقائد. وإذا حلا لبعض المستشرقين أن يتساءل ما الذى جاء بالعرب إلى أفريقيا أو إلى آسيا؟.
فلنقل له قبل ذلك: وما الذى جاء بالرومان إلى مصر، والى آسيا الصغرى، وإلى الشمال الأفريقى كله؟!.
قبل أن تسأل: ما الذى جاء بالعرب ليحرروا، إسأل نفسك ما الذى جاء بأجدادك هنا ليستعبدوا؟!. لا تقل لم جاء العرب مصر؟ سل نفسك أولا لم جاء الرومان مصر؟ إن المحرر لا يسأل عن فعله، وإنما يسأل المستعبد عما صنع !! ثم إن الجزية التى يتحدث البعض عنها ما كانت أكثر من توازن اقتصادى بين المسلمين وغيرهم.
كان المسلم مكلفا بدفع الزكاة، وكان مكلفا بدفع ما يقيم عدة الحرب، وجهاز القتال، ولم يكن أهل الذمة مكلفين لا بقتال ولا بمساهمة فى قتال ولا بالإعداد له بقرش ولا بدفع زكاة !!.
فإذا كان المسلمون سيأخذون القليل فى نظير أن ينهضوا هم بالحماية فأى عيب فى ذلك؟.
ويقول التاريخ: إن أبا عبيدة بن الجراح لما وصل إلى " حمص " وأخذ من أهلها الجزية أكرهته بعض العمليات العسكرية على أن ينسحب فقرر رد الجزية إلى الناس، فقالوا: ما هذا ؟.
لقد تعودوا أن الحكام يأخذون ولا يردون، تعودوا لحكام يغصبون ولا يعدلون، فوجدوا حاكما أخذ منهم بالأمس جنيها وهو يرده اليوم !!
فقال لهم: لقد أخذنا منكم هذه الجزية فى نظير أن ندفع عنكم أما إذ عجزنا عن الدفاع فلا يحق لنا أن نأخذها فقالوا لابى عبيدة: استبق المال معك، وسنقاتل الرومان معكم معشر العرب جنبا إلى جنب، فما عانينا من ظلمهم يجعلنا نتفق معكم على قتالهم !!.
إن التاريخ ملىء بالإشاعات الكاذبة، ومن الإشاعات التى روج المسلمون لها للأسف أن الإسلام دخل مع الفاتحين وأنه دين الفاتحين وهذا غير صحيح.
حمل الفاتحون العقيدة لكنهم ما فرضوها ولا أكرهوا أحدا عليها، وكان المسلمون قلة فى القرنين الأولين من الفتح،. ثم بدأوا يكونون كثرة بالاقتناع الفردى، ولا يجرؤ أحد أن يقول: إن المصريين أكرههم الإسلام على الدخول فيه، فإن المصريين وفق تاريخهم الثابت عنهم قاوموا الرومان، وقتلوا فى كل قرية، ولم يفرطوا فى دينهم، وقاتلوا الرومان مرة أخرى حتى جاء الفتح العربى فأنقذهم من بطشهم، فلم يدخلون فى الإسلام دون أن يسفك دم؟ إنما دخلوا لان الله شرح بالإسلام صدورهم !!.
فماذا كانت علاقة الإسلام بغيره من الديانات بعد أن أصبح دين الكثرة هنا؟.
المسلمون فى أرض الله كلها ناس طيبون وسمحاء، والتعصب لا يعرف طريقا إلى قلوبهم، والحروب الدينية التى جعلت سطح أوربا ملوثا بالدم مليئا بالفتن، هذه الحروب لا يعرفها العالم الإسلامي ، إن العالم الإسلامى عاش على فهم أنه يمكن أن يتعاون اثنان بينهما اختلاف دين على أمر ما !!.
وقد حدث أن النبى عليه الصلاة والسلام وهو يهاجر استأجر الدليل على الطريق استأجره مشركا.
وهذا الدين قال: يمكن أن تتسع غرفة - متران فى ثلاثة أمتار - لرجل وامرأة على غير دينه تكون يهودية أو نصرانية !!
فإذا اتسعت حجرة لدينين أفلا تتسع الأرض الفضاء لدينين؟!
■ الاستعمار الثقافي:
مشى الإسلام فى بلدنا على هذا النحو يعيش بسماحته، ويعيش بقدرته الذاتية على الحياة، إلى أن نكب بالاستعمار الأوربى، وحدث ما حدث فى تاريخ يطول، ثم بدأنا ننتعش ونعود، لكننا عندما حاولنا أن نعود وجدنا الاستعمار قد نكبنا بنكبتين من لونين مختلفين!!.
فى عهد مضى نكبنا بالمادية الحيوانية، والمادية الحيوانية فلسفة تجعل الشباب يعيشون بحثا عن الشهوات، تجعل الناس يكدحون لمأرب خسيس أو غرض قريب، المادية الحيوانية تجعل العيش فى الأرض للأرض، وهى مادية قصد بها تكوين جيل مقطوع عن دينه يبحث عن الأهواء والدنايا فقط !!.
وقاومنا هذه المادية مقاومة نجحنا فيها حينا وفشلنا فيها حينا، ثم جاءت مادية أخرى هى المادية الجدلية الحمراء، هى مادية تجعل الناس يفتحون أفواههم بوقاحة يقولون: لا ألوهية والحياة مادة !! لكن شاء الله أن يتلاشى هذا الزحف، وأن يتضعضع ويضطرب. عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952م كانت قلوب الناس أجمعين معها، لماذا؟ كان القادة يرفعون المصاحف، وكانوا تحت علم مكتوب عليه: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) .
وكان العمل للعروبة والإسلام واضحا فى هذه الخطط، ثم شاء الله أن تسرق الثورة !! وأن تجىء مراكز قوة تنال من ديننا، ومن عقلنا، ومن تفكيرنا، وبدأت المادية بألوانها تنضح علينا من كل ناحية حتى ظن أن الصلاة جريمة وأن الاتصال بالله منكر وأن العودة إلى الإسلام طريق الهلاك !.
■ الاعتصام بالدين:
أيها المسلمون: الذى أريد أن أقوله بعد هذه السياحة التاريخية المتقطعة :
إن التمسك بالدين ضرورة حياة لكم ، وإن الذى يتصور التمسك بالدين طريقا إلى السجن مخطئ جدا، وإن الذى يتصور التمسك بالدين طريقا إلى السجن، ثم يترك دينه فهو مجرم !! فالسجن أولى من ترك الدين !!.
ومع هذا فنحن لا نقول ما قال يوسف: (رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه) ، فإننا لا ندعى الآن إلى منكر، لا ندعى الآن إلى ضلالة، إننى أهيب بالشباب، بالجيل الناشئ ألا يهاب العودة إلى دينه، أن يكون جريئا فى التمسك بإيمانه وانطلاقه تحت راية التوحيد، غير متهيب ولا متوجس، ولا قلق ولا جزوع، يجب أن يعلم أن راية الإيمان لابد أن تمشى القوافل تحتها حثيثة كثيفة لا تخاف ولا تخشى.
ثم أقول للمسلمين شيئا آخر: إن الضعيف لا يقويه أن يهدم غيره، إن الضعيف سيبقى ضعيفا ، ولو أن غيره تلاشى من الأرض، ولو أن أعداء الإسلام اختفوا جميعا من هذه الدنيا وبقى المسلمون على الوضع الذى هم عليه الآن نظريا ونفسيا وخلقيا فإن الأرض لا تصلح بهم ولا يستحقون التمكين فيها !!. إنني أقول للمسلمين استرجعوا دينكم بحقائقه، عيب أن يكون الشباب المسلم أو الطالب المسلم متأخرا فى ثقافته أو فى دراسته، وغيره قوى فى دراسته، أو فى معرفته وعلومه !!.
عيب أن يكون التاجر المسلم ضعيفا فى عمله، مضطربا فى أسلوبه، غاشا فى سلعه، ثم يحسد الآخرين إذا نجحوا أو تقدموا، لا، إن العقيدة تحتاج إلى خدمة من نوع جديد، حدث منذ بضع سنين لا تتجاوز الأصابع أن صدر أمر إلى المسيحيين فى القدس أن يشتروا الأرض من المسلمين.
كانت رغبة فى أن يوضع الطابع الصليبى على القدس القديمة، و بدأ ناس من المسلمين يبيعون دورهم، المتر الذى يساوى خمسين عرض عليهم فيه مائة، مئتان!! وقال المفتون يومئذ: إن المسلم الذى يبيع شبرا من أرضه يعتبر مرتدا لأن الشبر الذى يبيعه من أرضه يكون موطىء قدم لحملة صليبية جديدة على بلادنا.
ألا فليستيقظ المسلمون. إن يقظة المسلمين لا تعنى أكثر من أن يتمسكوا بدينهم، ويحترموا أخوتهم، ثم الآخرون ممن ليسوا على ديننا سوف يعيشون معنا كما عاشوا على امتداد القرون، لهم ما لنا وعليهم ما علينا !! بل ربما قلنا: " لهم ما لنا من الحقوق وأكثر !! وعليهم ما علينا من واجبات بل أقل " !!.
إننا نحن المسلمين ليس فى تاريخنا الطويل أننا أصحاب تعصب، ولكن فى تاريخنا الطويل أننا أصحاب طيبة قد تبلغ حد الغفلة والجهل!! أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم .
الخطبة الثانية :
الحمد لله (..الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون * ويستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد) .
وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا رسول الله، إمام الأنبياء، وسيد المصلحين . اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين.
■ لزوم الوحدة:
أما بعد: عباد الله أوصيكم ونفسى بتقوى الله عز وجل، واعلموا أيها الأخوة أن بلدنا هذا يحتاج إلى مرحلة من الاستقرار، يمكن فيها أن يتم بناء على العقيدة والخلق، على الإيمان والشرف، على الإسلام ومبادئه وشرائعه .
نحن بحاجة إلى هذه الفترة، ووحدتنا الوطنية سلاح لنا، وأنا أخشى أن يكون أعداؤنا قد حرضوا البعض على أن يحدث أى تعكير لهذه الوحدة لحساب غيرنا لا لحسابنا، إن أى تعكير لهذه الوحدة الآن ليس لحسابنا، والذى يعكر هذه الوحدة معروف، لأنه يعمل لحساب الاستعمار الأجنبى!!.
إننا نوصيكم مشددين ألا يستفزكم أحد، وأن تضبطوا أعصابكم، وفى الوقت الذى أكلفكم فيه بضبط الأعصاب، وامتلاك النفس، أقول لكم: إن الوسائل التى تنجحون بها دينكم وتملكون بها السيادة على أرضكم فى أيديكم ولا تحتاج إلى مشقة طويلة ولا إلى جهد العباقرة، تحتاج إلى جهد الرجل العادى ، ويوم ينقص المسلمين جهد الرجل العادى لينجحوا فهم أهل لأن يضيعوا !! وهم أهل لأن يتلاشوا وتخلص الإنسانية منهم لأنهم ليسوا أهلا للحياة !!.
إن تماسك المسلمين لا يحتاج إلى عبقرية ، وإنما يحتاج إلى اليقظة العادية؟ إلى السيرة التى لا غفلة فيها ولا استكانة ولا فوضى ولا تواكل !!هذا ما ألفت النظر إليه.
" اللهم أصلح لنا ديننا الذى هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التى فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التى إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا فى كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر " .
(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم) .
عباد الله : (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون) . أقم الصلاة .
. ❝
❞
القدس تجارة الخوارج-1
انتبهو أيها السادة فهذه تجارة الخوارج علي مدار العصور والأزمنة
فلا شك أننا ندين لله أن القدس هي أولي القبلتين وثالث الحرمين ومسري النبي الكريم
وأن صلاة فيها تعدل خمسمائة صلاة فيما سواها إلا المسجد الحرام الذي تعدل الصلاة فيه مائة ألف صلاة ومسجد النبي الذي تعدل الصلاة فيه ألف صلاة فيما سواه.
ومما يجب أن يعلمة الناس أن النبي لما سئل عن أي المساجد وضع في الأرض أولا قال المسجد الحرام قيل ثم أي قال المسجد الأقصى قيل كم بينهما قال أربعين سنة إذ أن المسجد الأقصى بني في حياة نبي الله يعقوب بن اسحق بن إبراهيم خليل الرحمن.
وقد استوطن إبراهيم القدس بعد أن هاجر إليها من أورو الكلدانيين بالعراق وعاش فيها حتي توفاه الله ثم خلفه فيها ابنه اسحق ثم يعقوب بن اسحق الذي تركها فرارا من الجدب والقحط وذلك أثناء السبع العجاف في حياة ابنه يوسف الصديق عليه السلام
انتبهو أيها الأحباب فإن يوسف الصديق عاش في مصر ومات فيها وقبر فيها ولم يعد إلي القدس رغم علمه بمكانتها وأبوه يعقوب ترك القدس فرارا من القحط والجدب ليعيش في كنف ابنه في مصر مصطحبا معه كل أبناءه بنو إسرائيل مرتحلين من القدس إلي مصر رغم علمهم بمكانتها
وعاشوا في مصر قرابة أربعمائة سنة حيث مات يوسف ويعقوب ودفنا بأرض مصر بعيدا عن القدس الشريف
ألم يكونوا يعلموا بمكانتها؟ كلا والله
ثم استقر بنو إسرائيل حاملي لواء التوحيد في زمانهم وأبناء الرسل في مصر الكنانه بعيدا عن القدس الشريف قرابة أربعمائة سنة حتي خرجوا من مصر فارين من بطش فرعون وبصحبة موسي وأخيه هارون متجهين صوب سيناء فمات موسي وهارون بصحراء سيناء دون أن يدخلو القدس الشريف
ألم يكونوا يعلموا بفضلها ؟
وخلف في بني إسرائيل يوشع بن نون الذي قاد بني إسرائيل ودخل بهم القدس وأسس لهم مملكة بعد انتصاره علي العماليق
لكنهم سرعان ما انهزمو مرة أخري وسيطر العماليق مرة أخري واستمر الموحدون من بني إسرائيل تحت سطوة العماليق إلي أن أراد الله ببعثة داوود الذي هزم العماليق وأسس مملكة كبيرة لبني إسرائيل في القدس خلف عليها ابنه سليمان وهو أحد الملوك الأربعة الذين ملكوا الدنيا
لكنه لما مات انشقت مملكة سليمان إلي قسمين إيذانا بزوالها حيث قامت مملكة يهوذا في القدس ومملكة السامرة في الشمال
وهذا إيذانا بزوال ملك سليمان علي يد الملك البابلي بوختنصر أو كما يقال عنه نبوخذ نصر مؤسس الإمبراطورية البابلية الذي أحرق القدس وقام بسبي بني إسرائيل إلي بابل العراقية هناك حيث عاش بنو إسرائيل عبيدا تحت السبي إلي أن هاجم كورش الملك الفارسي الإمبراطورية البابلية وهزم نبوخذ نصر
واستاق هؤلاء الذين انحرفوا عن هدي الرسل من بني إسرائيل إلي بلاد فارس حيث عاش في وسطها أنبياء كثر من بني إسرائيل منهم صموئيل ودانيال وأرميا وأشعيا وغيرهم
والسؤال الآن
ألم يكن هؤلاء الرسل يعلمون مكانة القدس ؟
ألم يكونو يبحثو عن الشهادة علي أعتابها ؟ كلا والله
واستمر بنو إسرائيل سبايا في كنف الإمبراطورية الفارسية حتي قامت إمبراطورية جديدة في اليونان علي يد الإسكندر الأكبر أو الإسكندر المقدوني الذي اجتاح بلاد فارس وقضي علي الملك كورش الكبير ملك الفرس وحرر بني إسرائيل من السبي الفارسي وأعادهم مرة أخري إلي القدس
ولكنه سرعان ما انشق خلفاء الإسكندر علي بعضهم وقامت الإمبراطورية الرومانية خلفا لليونانية ووقع اليهود تحت الحكم الروماني الذي استمر في القدس أكثر من سبعمائة سنة كان هؤلاء اليهود أقرب للعقيدة الوثنية للرومان أقرب منهم لعقيدة التوحيد حيث كانوا يحاربون الرسل محاولين قتلهم حتي نجحوا في قتل نبي الله زكريا ويحيى واحتالوا علي قتل عيسي عليه السلام لكن ربنا تبارك وتعالي نجاه ورفعه إليه
وظلت القدس تترنح تحت حكم الرومان في حياة أنبياء بني إسرائيل وهم لا يملكون القوة لتطهيرها من الرومان الوثنيين واستمرت أكثر من ستمائة عام بعد رفع عيسي وهي تعج بالوثنيين الرومان حتي أراد الله ببعثة خاتم الأنبياء محمد صلي الله عليه وسلم الذي أسري به ربه من المسجد الحرام إلي القدس الشريف حيث صلي بالأنبياء جميعا إماما ثم عرج به إلي السماء العلي حيث كلمه ربه ثم عاد إلي مكة فمكث فيها حتي عمر ٥٣ عاما وهو يعلم ما تعج به القدس من الوثنيين
والسؤال الآن
ألم يكن النبي غيور علي القدس ؟ كلا والله
إنما كان يعلم أنها قبلة الإسلام الأولي وقبلة جميع أنبياء بني إسرائيل الذين سبقوه لكن ماذا يفعل وليس لديه القوة ؟
وهاجر النبي إلي المدينة وأسس دولة الإسلام الأولي وحول الله له القبلة إلي مكهدة ودخل النبي في معارك كثير مع كفار قريش ومع اليهود حتي توفي عن ثلاث وستين سنة دون تحرير القدس من دنس الروم الوثنيين.
ألم يكن غيور علي القدس غيرة الخوارج الذي لا يزالون يخرجون علينا بشعارت كاذبة من أمثال تلك الشعارات الرنانة التي يقولونها كذبا وبهتانا........علي القدس رايحين شهداء بالملايين........وا قدساااااه......لبيك يا قدس..........
وكأن دينهم لا يستقيم إلا بالقدس
وكأنهم أغير عليها من هؤلاء الرسل الكرام
وكأنهم أغير عليها من محمد وموسي وعيسي
.عجبا لهؤلاء القوم وعجبا لما يتاجرون به أمام الناس
فقد مات رسول الله والقدس محتلة
ومات أبو بكر بعد عامين من الحكم والقدس محتلة
ولما جمع الله القوة لعمر بن الخطاب إنما سير لها جند الله بقيادة سيف الله المسلول خالد بطل اليرموك كما سير سعد بطل القادسية وكما سير أبا عبيدة بن الجراح بطل أجنادين وكما سير عمرو بن العاص فاتح حصن بابليون وباني الفسطاط في مصرنا الحبيبة نعم فعلها عمر
أهو صاحب غيرة أكثر من رسول الله وخليفته أبى بكر كلا والله إنما هو الاستعداد والقوة وليست شعارات الخوارج المارقين الذين أسسوا فرقة من فرق الخوارج قالوا عنها جماعة القاعدة راحوا يقاتلون بها في أفغانستان وبينهم وبين القدس مسيرة ساعات
لكنهم أبوا إلا التظاهر بجهاد الروس وهم ينفذون أجندة الأمريكان بل وقامو بمهاجمة أبراج أمريكا ليجروا الوبال علي بلاد المسلمين وهذا أيضا بوحي من اليهود وذلك ليعطوا زريعة للأمريكان لضرب أفغانستان والعراق وسوريا وهم يتظاهرون بالجهاد
ألم يكن اولي لهم مهاجمة اليهود وتحرير القدس بدل من جهاد أفغانستان وضرب أبراج أمريكا إنما هي الخديعة التي يخدعون بها المسلمين وهؤلاء ممن يسمون بدولة الإسلام في العراق والشام داعش المزعومة يستوطنون العراق والشام ليجاهدوا هناك وبينه وبين فلسطين مجرد عبور الحدود فأين القدس أيها الدواعش المارقون تجاهدون المسلمين في بلادهم وتتركون القدس رغم أنكم كم هتفتم لها كذبا وزورا أيها الكذابون
وهؤلاء أتباع الماسوني في مصر وفلسطين يزعمون أنهم يريدون تحرير القدس وهم يهتفون واااااا قدسااه ... والموت لأمريكا والموت لإسرائيل ثم تجدهم يرتعون علي موائد اليهود والأمريكان مع شريكهم حسن نصر اللات عميل الفرس في المنطقة
وهم يرتعون في سيناء مصر ما يقاتلون إلا جيشنا وشرطتنا أعماهم الله عن القدس واليهود وما رأوا إلا حكام المسلمين كفروهم وحملوا الناس علي مقاتلتهم وصدق فيهم الرسول حيث قال حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه تخرج آخر سلة منهم تقاتل مع الدجال
أيها الإخوة ليس هذا تفريطا في حق هذه القبلة وتلك المدينة المقدسة إنما أمر الجهاد موكول إلي أولياء الأمور فنحن علي أتم الاستعداد إلي الانضمام تحت راية أولياء أمورنا إنما هم لهم الرؤيا ولهم حق التدبير فأمر الجهاد موكول إلي الحكام إذ أنهم يرون ما لا نري ولهم السمع والطاعة في المعروف
فإن القدس عاشت تحت حكم الوثنيين أيام الرسل فهل كانوا غير حريصين عليها؟
كلا والله إنما هي حرمة دماء المسلمين التي هي أعظم عن الله من حرمة الكعبة هذه الحرمة التي لا يدركها الخوارج المارقين الذين يتاجرون بدماء الناس ثم يكونو هم اول الفارين
هذه المدينة التي عاشت تحت حكم الأمراء الأمويين والعباسيين في عز ومنعة بعد أن تسلم مفاتيحها عمر بن الخطاب لكنها سرعان مع وقعت تحت الاحتلال الصليبي مرة أخري في أواخر حكم الدولة العباسية
فاحتلها الصليبيون قرابة مائة وخمسين عاما حتي قيض الله لها صلاح الدين فقضي عليهم في حطين
ثم سرعان ما تعرضت للاحتلال التتاري فقيض الله لها سيف الدين قطز فقهرهم في عين جالوت ولكنها سرعان ما سقطت مرة أخري تحت احتلال اليهود ونحن نأمل في ربنا تبارك وتعالى أن يقيض لها خالد آخر ليقهرهم في اليرموك أو صلاح آخر يرينا فيهم عز حطين أو قطز آخر يرينا فيهم نصرة عين جالوت أو فارسا جديدا خلفا للسادات يرينا فيه عز أكتوبر المجيد أيها الإخوة قاتل الله الخوارج المارقين الذين اتخذوا قضية القدس تجارة يدجلون بها علي المسلمين حتي لما ماتت الصحفية الكتابية علي أثر القصف اليهودي للمنطقة إنما راحوا يترحمون عليها واحتسبوها من الشهداء إن لم تكن من الصديقين ولم كل هذا فهي مراسلة لأحد القنوات الفضائية تؤدي عمل تتقاضي عليه أجر فالقضية بالنسبة لها هي عمل مقابل أجر وليست قضية إيمان وكفر ولا جهاد ولا حتي دفاع عن الأرض والعرض لكنهم كذبة اعتبروا أن تصوير الأحداث ونشرها هو جهاد في سبيل الله ولا ندري ماذا استعاده فلسطين والقدس من المراسلين الصحفيين أيها السادة القضية ليس تصوير ونشر إنما هي جهاد بالقوة لا يتم إلا بالجيوش الذين يأتمرون بأمر القادة وليست بالكاميرات والأقلام فمن ظن أن فلسطين والقدس قضية إعلامية فهو مجذوب لكنهم الخوارج تجار الدين الذين لا يتورعون عن بيع أركان دينهم بالكلية من أجل الكذب والخديعة عاملهم الله بما يستحقون
انتهي . ❝
❞ سلسلة من الجاني
الجزء الاول انا لم اقتله ولكن الحب الذي قتله تتكلم عن الحب الاناني لم يكن حب امراة لرجل بل كان حب ام ربت وتعلقت واحبت ثم قتلت .
الجزء الثاني فتاة القبور تتكلم عن النفس الزائغه التي يحركها الفقر والجوع الى السطو على القبور وسرقه الجتث وبيع اعضائها
الجزء الثالث راقصة على اوتار الحب وهي من اصدارات اتحاد كتاب الجنوب لم اقصد هنا الرقص بمعني الرقص وانما قصدت التحايل والتلاعب بمشاعر الضحية بهدف القتل وسرقه الاموال وساتكلم عنها بشكل موسع في حفل التوقيع
سلسلة الحب المستحيل صدر منها الجزء الاول ربما يوما ما وجاء في ظاهرها حب وزواج مسلمة بمسيحي اما باطنها فتتكلم عن حياة القديس اوكتافيوس الذي اذخل الوثنية للمسيحية وفي اخرها تنادي للمساواة بين الاديان
مجموعة قصص ورحلت مع اوراق الخريف قصص واقعيه رومنسية وطنية ورمزية كتبتها بشكل عفوي بسيط كما هي
مجموعتي زائل الظل و يوميات الزهور
قصص اطفال ترتقي لقصص ديزني فقد حرصت على انتاج شخصيات جديدة للطفل كما احتوت على مجموعه من القيم والمبادئ الاخلاقية والتربوية ليستفيد منها الطفل . ❝
❞ كما ينبت الشرك فى أحضان الوثنية ينبت الرياء فى ظلال الكبر، وحيث يوجد السادة المستكبرون يوجد الأتباع المتملقون والأشياع المراءون. وجو الحكم المطلق أحفل الأجواء بجماهير العبيد الراضخين للهون عن طواعية أو كراهية، وفى الحرب التى شنها القرآن الكريم على هذه المجتمعات المظلمة ترى الهجوم يتتابع على مبدأ ' السيادة والتبعية ' وعلى ما يلحق هذا الجو إلغاء للعقول والضمائر . ❝