❞ وصايا نافعة لتربية الأبناء من القصص التربوية فى القرآن الكريم كقصة لقمان الحكيم ووصاياه لولده ، ووصايا النبى لأطفال الصحابة ، ومنهم عمه عبد الله بن عباس فى الحديث المشهور ... \"احفظ الله يحفظك ...\" ، وكذلك علاقه الآباء بالأبناء وواجب الأبناء نحو الآباء فى ضوء نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
أيتها الأم أيها المربي اسوق لك بعض المواقف مختصره :
20 . في مواقف السخرية والاستهزاء يقرأ على الطفل ويذكر بقوله تعالى : \" لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عَسَىَ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ \" [سورة الحجرات : الآية : 11]
21. في مواقف السباب والشتائم يذكر الطفل بقوله تعالى : \" وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ \" [سورة الحجرات – الآية : 11]
22 .في مواقف التعالي والتكبر يذكر الطفل بقوله تعالى : \" وَلاَ تُصَعّرْ خَدّكَ لِلنّاسِ وَلاَ تَمْشِ فِي الأرْضِ مَرَحاً إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ كُلّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ \" [سورة لقمان : الآية : 18]
23 .في مواقف رفع الصوت والصخب يذكر بقوله تعالى : \" وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ \" [سورة لقمان : الآية : 19]
24. في مواقف الشره في الأكل يذكر بقوله تعالى : \" وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوَاْ \" [سورة الأعراف : الآية : 31]
25. في مواقف حث الطفل على التعاون يقرأ عليه قوله تعالى : \" وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ \" [سورة المائدة : الآية : 2]
26. في مواقف حث الطفل على الصبر يقرأ عليه قوله تعالى : \" إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ \" [سورة البقرة : الآية : 153] . وقوله : \" إِنّمَا يُوَفّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ \" [سورة الزمر – الآية : 10]
27. في مواقف حث الطفل على شكر النعمة والحفاظ عليها يقرأ عليه قوله تعالى : \" لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ \" [سورة إبراهيم : الآية : 7]
28 .عند ذهاب الطفل للمسـجد يحث على النظافة والاهتمـام بمظهره ويقرأ عليه قوله تعـالى
\" يَابَنِيَ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ \" [سورة الأعراف : الآية : 31]
29. عندما يخطئ الطفل ويأتي إلى أمه معتذرا تضمه أمه وتثـني على فعله تالية عليه قـوله تعالى: \" إِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ \" [سورة البقرة : الآية : 222]
30 .عندما يقبل الطفل رأس والده أو يحمل عنه كيس المشتروات تبتسم له أمه تالية عليه قوله تعالى : \" وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً \" [سورة البقرة : الآية : 83] . وقوله : \" وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ \" [سورة مريم : الآية : 14]
31 .عندما يأخذ الطفل بيد أخيه ذاهبين إلى المسجد تردد الأم فرحة قوله تعالى :\" وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ \" [سورة آل عمران : الآية : 103]
32 .عندما يحث الطفل على المسامحة والعفو عمن اخطأ عليه يقرأ عليه قوله تعالى : \" فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ \" [سورة الشورى : الآية : 40] . وقـولـه : \" وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ \" [سورة النور : الآية : 22]
وعلى المربي ( الأم ) أن يجعل هذه الآيات له أيضاً منهج حياة وسلوك متبع في المنزل من كل أفراد الأسرة ومع كل أفراد الأسرة، فلا يظن أن الطفل هو المخاطب وحده بذلك.
فعلينا نحن المربون أن نربي أنفسنا بها أولاً ، وعلينا أن نظهر ذلك لأطفالنا في مواقف الحياة المختلفة ونسوق هذه الآيات ونخاطب بها أنفسنا في مسمع من الطفل ومرأى حتى يتربى بحق بالقران ويتربى بالقدوة الحسنة ويجد الثبات في التعامل والذي يعد من أهم دعائم التربية السليمة .. ❝ ⏤محمد بن جميل زينو
❞ وصايا نافعة لتربية الأبناء من القصص التربوية فى القرآن الكريم كقصة لقمان الحكيم ووصاياه لولده ، ووصايا النبى لأطفال الصحابة ، ومنهم عمه عبد الله بن عباس فى الحديث المشهور .. ˝احفظ الله يحفظك ..˝ ، وكذلك علاقه الآباء بالأبناء وواجب الأبناء نحو الآباء فى ضوء نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
أيتها الأم أيها المربي اسوق لك بعض المواقف مختصره :
20 . في مواقف السخرية والاستهزاء يقرأ على الطفل ويذكر بقوله تعالى : ˝ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مّن قَوْمٍ عَسَىَ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ ˝ [سورة الحجرات : الآية : 11]
21. في مواقف السباب والشتائم يذكر الطفل بقوله تعالى : ˝ وَلاَ تَنَابَزُواْ بِالألْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإَيمَانِ ˝ [سورة الحجرات – الآية : 11]
23 .في مواقف رفع الصوت والصخب يذكر بقوله تعالى : ˝ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنّ أَنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ ˝ [سورة لقمان : الآية : 19]
24. في مواقف الشره في الأكل يذكر بقوله تعالى : ˝ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوَاْ ˝ [سورة الأعراف : الآية : 31]
25. في مواقف حث الطفل على التعاون يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرّ وَالتّقْوَىَ ˝ [سورة المائدة : الآية : 2]
26. في مواقف حث الطفل على الصبر يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ إِنّ اللّهَ مَعَ الصّابِرِينَ ˝ [سورة البقرة : الآية : 153] . وقوله : ˝ إِنّمَا يُوَفّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ˝ [سورة الزمر – الآية : 10]
27. في مواقف حث الطفل على شكر النعمة والحفاظ عليها يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ لَئِن شَكَرْتُمْ لأزِيدَنّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ˝ [سورة إبراهيم : الآية : 7]
28 .عند ذهاب الطفل للمسـجد يحث على النظافة والاهتمـام بمظهره ويقرأ عليه قوله تعـالى
˝ يَابَنِيَ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ ˝ [سورة الأعراف : الآية : 31]
29. عندما يخطئ الطفل ويأتي إلى أمه معتذرا تضمه أمه وتثـني على فعله تالية عليه قـوله تعالى: ˝ إِنّ اللّهَ يُحِبّ التّوّابِينَ ˝ [سورة البقرة : الآية : 222]
30 .عندما يقبل الطفل رأس والده أو يحمل عنه كيس المشتروات تبتسم له أمه تالية عليه قوله تعالى : ˝ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ˝ [سورة البقرة : الآية : 83] . وقوله : ˝ وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ ˝ [سورة مريم : الآية : 14]
31 .عندما يأخذ الطفل بيد أخيه ذاهبين إلى المسجد تردد الأم فرحة قوله تعالى :˝ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرّقُواْ ˝ [سورة آل عمران : الآية : 103]
32 .عندما يحث الطفل على المسامحة والعفو عمن اخطأ عليه يقرأ عليه قوله تعالى : ˝ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللّهِ ˝ [سورة الشورى : الآية : 40] . وقـولـه : ˝ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُوَاْ أَلاَ تُحِبّونَ أَن يَغْفِرَ اللّهُ لَكُمْ ˝ [سورة النور : الآية : 22]
وعلى المربي ( الأم ) أن يجعل هذه الآيات له أيضاً منهج حياة وسلوك متبع في المنزل من كل أفراد الأسرة ومع كل أفراد الأسرة، فلا يظن أن الطفل هو المخاطب وحده بذلك.
فعلينا نحن المربون أن نربي أنفسنا بها أولاً ، وعلينا أن نظهر ذلك لأطفالنا في مواقف الحياة المختلفة ونسوق هذه الآيات ونخاطب بها أنفسنا في مسمع من الطفل ومرأى حتى يتربى بحق بالقران ويتربى بالقدوة الحسنة ويجد الثبات في التعامل والذي يعد من أهم دعائم التربية السليمة. ❝
❞ : نزل في المدينة من القران البقرة وآل
عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والاحزاب
ومحمد والفتح والحجرات والرحمن والحديد والمجادلة والحشر
والممتحنة والصف والجمعة والمافقون والتغابن والطلاق و ( يا أيها
النبي لم تحرم ) إلى راس العشر وإذا زلزلت ( وإذا جاء نصر الله )
هؤلاء السور نزلت بالمدينة وسائر السور بمكة. ❝ ⏤هالةمحمود
❞ : نزل في المدينة من القران البقرة وآل
عمران والنساء والمائدة وبراءة والرعد والنحل والحج والنور والاحزاب
ومحمد والفتح والحجرات والرحمن والحديد والمجادلة والحشر
والممتحنة والصف والجمعة والمافقون والتغابن والطلاق و ( يا أيها
النبي لم تحرم ) إلى راس العشر وإذا زلزلت ( وإذا جاء نصر الله )
هؤلاء السور نزلت بالمدينة وسائر السور بمكة. ❝
❞ المليونير الكبير الذي يموت . . جمع حوله أولاده الأربعة و راح يُملي على أكبرهم وصيته الأخيرة التي سينسخ بها جميع وصاياه السابقة .
إنه يُملي بصوت متهدج ، و الأولاد قد فتحوا أفواههم من الدهشة و كأنما يستمعون إلى شخص آخر غير أبيهم الذي عرفوه .
قال الرجل في صوت مهدم :
_ هناك مليون دولار ستوزع عليكم بالتساوي أما السبعة ملايين دولار الباقية ، فوصيتي أن تُبنَى بها مدارس و مستشفيات و ملاجيء و دار مسنين و معهد لتعليم الحِرَف . و على الأخ الأكبر إنشاء هذه المؤسسات الخيرية و إدارتها و رعايتها لتكون صدقة جارية ينتفع بها اليتيم و المريض و المحتاج .
و ارتفع صوت الإبن الصغير معترضاً :
_ و لكن يا أبي لا أحد منا له خبرة بهذه الأشياء .
و استمر الأب يُملي بصوته المتهدج :
_ و الإثنين مليون دولار في الخزينة .. يبنى بها مسجد و مستوصف و مقرأه للقرآن .
و تلفت الأبناء كل واحد يتصفح وجه الآخر في استغراب ، و عاد صوت الإبن الأصغر ليعترض :
_ليس هذا ما تعلمنا منك خلال حياتنا معك .. لقد ربيتنا على أعمال أخرى .. و الآن تفاجئنا بدور جديد لا نستطيع أن نقوم به . أنت في حياتك لم تدخل مسجداً و لم تصل ركعة و لم تفتح مصحفاً .. و لم تعط مليماً لمحتاج .. و لم تحدثنا حرفاً واحداً عن الدين أو الخير .. و كل ما تعلمناه منك هو كيف نستلم البضاعة من قبرص و ندخل بها مُهرَّبة إلى مصر .. و كيف نوزعها على الأعوان .. و كيف نقود اللنشات السريعة و عربات النقل و المقطورات و الهليكوبتر ، و كيف نستعمل البنادق السريعة الطلقات و القنابل اليدوية و مدافع الهاون عند اللزوم .. و كيف نحول المائة جنيه إلى مليون و لو قتلنا في سبيل ذلك كل رجال خفر السواحل .. علمتنا ألا نخاف أي شيء و ألا نعبأ بحاكم و لا بمحكوم و لا بحكومة .. و أن كل الذمم يمكن شراؤها و أن الذمة التي لا تقبل المائة سوف تقبل الألف ، و التي لا تقبل الألف سوف تقبل المليون .. و أنه لا يوجد كبير يتكبر على المال .. و أن كل الناس حشرات يمكن اصطيادها بالعسل .. و من لا يقع في العسل يقع في السم .. و أن العالم غابة لا أمان فيها .. و أن الشعار الوحيد الذي يصلح للتعامل في هذه الغابة .. هو .. أُقتُل قبل أن تُقْتَل .
هذا ما علمتنا إياه و لا نرى جديداً قد جد حتى تقول لنا كلاماً آخر .
_ الجديد أني أموت .. أنا أبوكم يموت .. و غداً أصبح رمة يأكلها الدود . تراباً لا يختلف كثيراً عن التراب الذي تطأونه بنعالكم .
_ هذا ليس أمراً جديداً عليك . فقد كنت ترى الموت حولك كل يوم يختطف أعوانك .. واحداً بعد آخر .. و كنت تمشي بنفسك في جنازاتهم ، و كنت أحياناً تقتلهم . أنت الذي كنت تقتلهم بيدك .. أو تصدر الأمر بقتلهم بنفس اللسان الذي يملي علينا الآن هذا الكلام عن بناء المساجد و الملاجيء و دور الأيتام و المقاريء .
_ لأن هذه المرة أنا الذي أموت .. أنا الذي دوَّخ أجهزة الأمن في مصر و الشام و العراق و تونس و الجزائر و إيطاليا و ألمانيا و اليونان .. أنا الشبح الذي لم يكن أحد يستطيع أن يضع يده عليه .. أنا اليوم معتقل بالشلل و العمى و بكرسي لا أستطيع أن أبارحه .. و أنا أنزف الدم من أمعائي و أموت ببطء .. و أصحو و أعود إلى الغيبوبة .
و الدقائق التي تبقت لي قليلة معدودة . لقد كنت أصنع الموت للألوف .. هذا صحيح . و لكن رؤية الموت تختلف كثيراً عن تذوقه .
الفارق كبير .. و أنا لا أريدكم أن تذوقوه كما أذوقه .. لابد أن يتغير كل شيء .. لقد أخطأت يا أولادي .. أخطأت بفظاعة ربما اكتشفت خطي بعد فوات الأوان .. و لكن هذا لا يغير شيئاً من النهاية .. إن الخطأ هو الخطأ .. اسمعوا .. هذه الوصية الجديدة هي التي يجب أن تنفَّذ .. هذا أمر .
و حاول أن يخرِج الطبنجة من جيبه . فلم يستطع .. و طلب من ابنه الكبير أن يناوله الطبنجة .
و مد الإبن الكبير يده في جيب أبيه و أخرج الطبنجة و ناولها له .. فأمسكها الأب في إعزاز و راح يلوح بها و أصابعه على الزناد ، ثم ناولها لإبنه الكبير قائلاً :
_ من يخالف هذه الوصية أطلق عليه النار و لو كان أخاك .. هذا آخر أمر .. هذا آخر أمر لي في هذه الدنيا . اقتل . اقتل .. بلا تردد أي إرادة تقف في سبيل هذه الوصية .. هذه الأموال في البنوك و في الخزائن ليست ملكي لترثوها .. إنها سرقات .. لا تكفير لها إلا أن تبني كما هدمت و تصنع من الحياة بقدر ما أعدمت .
_ و العمارات :
قالها الإبن الأصغر بصوت مرتجف .
_ تباع في مزادات و يصنع بثمنها نفس الشيء
_ و كازينو القمار .. و أوبرج ميلانو .. و شركات بيع السلاح في لندن .. و شقة باريس و فيللا جنيف .. و شاليهات فلوريدا .
_ تباع كلها . لا نصيب لأحد فيها .. و لا يد لأحد عليها .. و لا تؤول لأحد منكم .. إنها ملكي وحدي و أنا وهبتها لنفس الأغراض .. و ثمنها يكفي لإنشاء جامعة .
_ و نحن ماذا يبقى لنا و كيف نعيش ؟!
_ إن المليون دولار التي ستقسمونها بينكم . تساوي أربعة ملايين جنيه مصري .. أي مليون جنيه مصري لكل واحد فيكم .. و هي بداية تكفي لأن يبدأ كل منكم حياة شريفة ..
و بدت كلمة الشرف غريبة و هي تخرج من فم " الضبع " صاحب أكبر عصابة مخدرات في الشرق الأوسط ، و بدا لها رنين غريب في جو الصمت و الرهبة مما جعل كل ابن يتلفت في وجه أخيه و يقلب شفتيه ، في انتظار معجزة .
و كانت المفاجأة مرعبة .. فقد سحب الضبع الطبنجة من يد الإبن الكبير و لوح بها في وجوههم و أطلق الرصاص في الهواء .. و في كل اتجاه .. مما جعلهم يتقافزون في رعب و يلتصقون بالجدران بينما تهدج صوت الرجُل و هو ينطق :
_ هذا آخر أمر .. آخر أمر لي قبل أن أموت و لابد أن ينفذ .
و اختنق صوته و انطلق يلهث .
ثم سكن فجأة و سقط رأسه على صدره و لفظ آخر أنفاسه في صمت .
و أطبقت لحظة ثلجية من الذهول و الرعب على الجميع .. لا حركة .. و لا صوت .. و لا شيء سوى أنفاس مرتجفة و نبضات مضطربة و نظرات زائغة ، ثم بدأ الإبن الأصغر يتحرك و يسعل و يلوح بيديه في الهواء و لا يجد كلاماً
ثم ما لبث أن جمع أشتات نفسه ثم انفجر قائلاً :
_ لقد فعل كل شيء ، لم يترك جريمة لم يرتكبها ، لم يدع لذة لم ينتهبها ، لم يدع امرأة لم يغتصبها ، لم يدع شراً لم يقارفه ، لم يدع رذيلة لم يلهث خلفها .. و الآن و في آخر لحظة حينما فقد القوة على عمل أي شيء ، و حينما فقد الأمل في أي متعة و فقد القدرة على أي لذة .. الآن فقط يقرر أن يبعثر كل أمواله و يحرمنا منها لأنه أصبح ولياً من أولياء الله شغله الشاغل بناء المساجد و مقارئ القرآن و الملاجئ و بيوت الأيتام ، شيء غير مفهوم .
_ الدكتور الذي كشف عليه بالأمس قال أنه قد أصابه ضمور في المخ .
_ هي أعراض هذيان بلا شك .
_ إنه يخرج من غيبوبة ليعود إلى غيبوبة . و لا يمكن أن يؤخذ كلامه مأخذ الجد .
قال الإبن الكبير في هدوء مريب :
_ و لماذا لا يؤخذ كلامه على أنه توبة حقيقية ؟!
فأجاب الإبن الأصغر في عصبية :
_ توبة رجل مشلول فقد القدرة على كل شيء .. لا يمكن أن تكون توبة حقيقية .
قال الإبن الأوسط مؤيداً :
_ فعلاً . التوبة عن الذنب لا تكون مفهومة إلا من رجل قادر على الذنب .. فهو يقلع عن ذنبه بإرادته و اختياره .. أما فاقد الإرادة و فاقد الاختيار و فاقد القدرة .. فهو كذاب إذا ادعى فضيلة .. و إذا ادعى توبة .
قال الإبن الكبير بنفس النبرة الهادئة :
_ التوبة مسألة نية . و لا يحكم على صدق النيات إلا الله .. و ليس من حقنا أن نكذب الرجل فلا أحد منا يطلع على قلبه .
_ إن قلبه بلون القطران . حياته كلها تقول هذا
قال الإبن الأصغر :
_ إن حالته مثل حالة رجل تاب عن نزول البحر حينما فقد القدرة على السباحة
فأجاب الإبن الأكبر :
_ لا يمكن أن تتهمه بالكذب إلا إذا استعاد قدرته على السباحة و لم ينفذ وعده .. و نفس الشيء .. لا يمكن أن نتهم أبانا بالكذب إلا إذا استعاد حياته و استعاد صحته .. ثم عاود جرائمه .. و لم ينفذ وعده .. و هو مالا سبيل إلى معرفته .
_ ماذا تعني ؟
_ أعني أن الوصية واجبة .. و لا سبيل إلى الطعن عليها .. و سوف أحرص على تنفيذها : و أخرج طبنجته و وضعها على المائدة مُردِفاً :
_ و على من يقف في وجه إرادة الميت .. أن يستعد ليلحق به .
و قفز الإبن الأصغر مرتاعاً و هو يردد في دهشة :
_ هل جننت .. هل فقدت عقلك .. هل صدقت هذا المعتوه ؟!
و خرجت من الأخوين الآخرين تمتمات مرتعشة :
_ هل نحرم أنفسنا من مائة مليون جنيه لمجرد نزوة توبة خرجت من دماغ مشلول .
و نظر إليه الإبن الأكبر نظرة ثلجية و أجاب في بطء ثقيل :
_ و منذ متى كنا نلجأ إلى القضاء أو نحتكم إلى القانون أو نأخذ برأي العدل .
_ لم تعد هناك وصية .. انتهى كل شيء .
فأردف الإبن الأكبر في نبرة كرنين الفولاذ :
_ أنا الوصية .. و أنا القانون .. و أنا العدل .
و فجأة و في حركة غير محسوبة ، أخرج الإبن الأصغر مسدسه و أطلق رصاصة على أخيه الأكبر أصابت كتفه . و جاء الرد فورياً من الطبنجة في يد الأخ الأكبر سيلاً من الطلقات .. و انبطح الأخوة أرضاً يتبادلون الرصاص .
و أسفرت المذبحة عن ثلاثة قتلى و أفلت الأخ الأصغر من الموت .. ليسرع الخطى إلى الخزينة .. و إلى مخاب الدولارات في الجدران .. يفرغ كل شيء في حقيبة كبيرة و ليقفز بها إلى عربته المرسيدس و ليدوس على البنزين بأقصى سرعة و قد بسط أمامه خريطة كبيرة .. و راح ينظر فيها .. باحثاً عن خط سير مأمون إلى الصحراء الليبية عبر الحدود .. كانت ليبيا بعد فتح الحدود و إزالة الجمارك هي أكثر الأهداف أمناً .
و لم يتردد .
و أطلق لسيارته العنان و قد راوده الشعور بالأمن لأول مرة بعد ليلة عاصفة .. لم يكن يفكر في أي شيء .. و لم يكن نادماً على أي شيء .
كان يشعر بنفسه فقط .
و هكذا عاش دائماً لا يفكر إلا في نفسه و في لحظته .
و كان يؤمن بالحكمة التي علمها له أبوه .. أن كل الناس حشرات يمكن إصطيادها بالعسل . و من لا يقع منها في العسل يقع في السم .
و لم يحدث أن شعر مرة واحده بروابط العائلة أو صلة الدم .. و ما كان أبوه و اخوته إلا مجرد وسائل للثراء السريع و جمع الدولارات .. مجرد أعضاء عصابة يجتمعون و ينفضون على خطط القتل و الإجرام .. و يعود كل واحد آخر الليل إلى بيته لينام بلا ذرة ندم .
الشمس تغرب و ساعات أخرى بطيئة ثقيلة و مؤشر البنزين يقترب من الصفر و اللمبة الحمراء تضيء .
الخريطة تقول أن ما تبقى لبلوغ الحدود قليل ، ربما عشرة كيلومترات .. فإنه يستطيع أن يحمل حقيبته و يمشي الباقي على قدميه .. و ساعات أخرى قلقة متوترة .
و تتوقف العربة كخنزير أسود في صحراء حالكة الظلمة .
و يحمل حقيبته و ينزل .. ليمشي و قد وضع الخريطة في جيبه .
ساعة أخرى .. ساعتان .. ثلاث ساعات .. و تتهاوى ساقاه و يتكوم فينام على تل من الرمال الناعمة .. فاقد الوعي تماماً .
و ما تكاد تمر دقائق حتى ينتفض من لدغة تلسعه كالنار .
بطرف عينيه يرى ثعبان الطريشة يعود أدراجه ليغوص في الرمل بعد أن فعل فعلته .
إنه يعلم ماذا ستفعل به لدغة الطريشة من ثعبان بهذا الحجم الذي رآه .
لا أمل إنتهى كل شيء .
و زحف على بطنه ليفتح الحقيبة و يلقي نظرة أخيرة على ملايين الدولارات المكدسة . و بدأ السم يسري في دمه ليصل إلى مركز التنفس و يصيب عضلات التنفس بالشلل .
و بدأ صوته يتحشرج و يحتضر و يسلم الروح .
و هبت دوامة عاتية من الرمال بعثرت محتويات الحقيبة لتنتشر على مساحة شاسعة من الصحراء و تبعثر أكوام الدولارات إلى هباء .. أمام عينين تخمدان .
و مات آخر أبناء عائلة الضبع .
و عرف أخـيراً الفرق بيـن .. رؤيـــة المـــوت و بيـن تـذوقــه ..
و كـم كـان الفــارق كبيـــراً ...
..
قصة / نهاية الشبح .
من كتاب / الذين ضحكوا حتى البكاء
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝ ⏤مصطفى محمود
❞ المليونير الكبير الذي يموت . . جمع حوله أولاده الأربعة و راح يُملي على أكبرهم وصيته الأخيرة التي سينسخ بها جميع وصاياه السابقة .
إنه يُملي بصوت متهدج ، و الأولاد قد فتحوا أفواههم من الدهشة و كأنما يستمعون إلى شخص آخر غير أبيهم الذي عرفوه .
قال الرجل في صوت مهدم :
_ هناك مليون دولار ستوزع عليكم بالتساوي أما السبعة ملايين دولار الباقية ، فوصيتي أن تُبنَى بها مدارس و مستشفيات و ملاجيء و دار مسنين و معهد لتعليم الحِرَف . و على الأخ الأكبر إنشاء هذه المؤسسات الخيرية و إدارتها و رعايتها لتكون صدقة جارية ينتفع بها اليتيم و المريض و المحتاج .
و ارتفع صوت الإبن الصغير معترضاً :
_ و لكن يا أبي لا أحد منا له خبرة بهذه الأشياء .
و استمر الأب يُملي بصوته المتهدج :
_ و الإثنين مليون دولار في الخزينة . يبنى بها مسجد و مستوصف و مقرأه للقرآن .
و تلفت الأبناء كل واحد يتصفح وجه الآخر في استغراب ، و عاد صوت الإبن الأصغر ليعترض :
_ليس هذا ما تعلمنا منك خلال حياتنا معك . لقد ربيتنا على أعمال أخرى . و الآن تفاجئنا بدور جديد لا نستطيع أن نقوم به . أنت في حياتك لم تدخل مسجداً و لم تصل ركعة و لم تفتح مصحفاً . و لم تعط مليماً لمحتاج . و لم تحدثنا حرفاً واحداً عن الدين أو الخير . و كل ما تعلمناه منك هو كيف نستلم البضاعة من قبرص و ندخل بها مُهرَّبة إلى مصر . و كيف نوزعها على الأعوان . و كيف نقود اللنشات السريعة و عربات النقل و المقطورات و الهليكوبتر ، و كيف نستعمل البنادق السريعة الطلقات و القنابل اليدوية و مدافع الهاون عند اللزوم . و كيف نحول المائة جنيه إلى مليون و لو قتلنا في سبيل ذلك كل رجال خفر السواحل . علمتنا ألا نخاف أي شيء و ألا نعبأ بحاكم و لا بمحكوم و لا بحكومة . و أن كل الذمم يمكن شراؤها و أن الذمة التي لا تقبل المائة سوف تقبل الألف ، و التي لا تقبل الألف سوف تقبل المليون . و أنه لا يوجد كبير يتكبر على المال . و أن كل الناس حشرات يمكن اصطيادها بالعسل . و من لا يقع في العسل يقع في السم . و أن العالم غابة لا أمان فيها . و أن الشعار الوحيد الذي يصلح للتعامل في هذه الغابة . هو . أُقتُل قبل أن تُقْتَل .
هذا ما علمتنا إياه و لا نرى جديداً قد جد حتى تقول لنا كلاماً آخر .
_ الجديد أني أموت . أنا أبوكم يموت . و غداً أصبح رمة يأكلها الدود . تراباً لا يختلف كثيراً عن التراب الذي تطأونه بنعالكم .
_ هذا ليس أمراً جديداً عليك . فقد كنت ترى الموت حولك كل يوم يختطف أعوانك . واحداً بعد آخر . و كنت تمشي بنفسك في جنازاتهم ، و كنت أحياناً تقتلهم . أنت الذي كنت تقتلهم بيدك . أو تصدر الأمر بقتلهم بنفس اللسان الذي يملي علينا الآن هذا الكلام عن بناء المساجد و الملاجيء و دور الأيتام و المقاريء .
_ لأن هذه المرة أنا الذي أموت . أنا الذي دوَّخ أجهزة الأمن في مصر و الشام و العراق و تونس و الجزائر و إيطاليا و ألمانيا و اليونان . أنا الشبح الذي لم يكن أحد يستطيع أن يضع يده عليه . أنا اليوم معتقل بالشلل و العمى و بكرسي لا أستطيع أن أبارحه . و أنا أنزف الدم من أمعائي و أموت ببطء . و أصحو و أعود إلى الغيبوبة .
و الدقائق التي تبقت لي قليلة معدودة . لقد كنت أصنع الموت للألوف . هذا صحيح . و لكن رؤية الموت تختلف كثيراً عن تذوقه .
الفارق كبير . و أنا لا أريدكم أن تذوقوه كما أذوقه . لابد أن يتغير كل شيء . لقد أخطأت يا أولادي . أخطأت بفظاعة ربما اكتشفت خطي بعد فوات الأوان . و لكن هذا لا يغير شيئاً من النهاية . إن الخطأ هو الخطأ . اسمعوا . هذه الوصية الجديدة هي التي يجب أن تنفَّذ . هذا أمر .
و حاول أن يخرِج الطبنجة من جيبه . فلم يستطع . و طلب من ابنه الكبير أن يناوله الطبنجة .
و مد الإبن الكبير يده في جيب أبيه و أخرج الطبنجة و ناولها له . فأمسكها الأب في إعزاز و راح يلوح بها و أصابعه على الزناد ، ثم ناولها لإبنه الكبير قائلاً :
_ من يخالف هذه الوصية أطلق عليه النار و لو كان أخاك . هذا آخر أمر . هذا آخر أمر لي في هذه الدنيا . اقتل . اقتل . بلا تردد أي إرادة تقف في سبيل هذه الوصية . هذه الأموال في البنوك و في الخزائن ليست ملكي لترثوها . إنها سرقات . لا تكفير لها إلا أن تبني كما هدمت و تصنع من الحياة بقدر ما أعدمت .
_ و العمارات :
قالها الإبن الأصغر بصوت مرتجف .
_ تباع في مزادات و يصنع بثمنها نفس الشيء
_ و كازينو القمار . و أوبرج ميلانو . و شركات بيع السلاح في لندن . و شقة باريس و فيللا جنيف . و شاليهات فلوريدا .
_ تباع كلها . لا نصيب لأحد فيها . و لا يد لأحد عليها . و لا تؤول لأحد منكم . إنها ملكي وحدي و أنا وهبتها لنفس الأغراض . و ثمنها يكفي لإنشاء جامعة .
_ و نحن ماذا يبقى لنا و كيف نعيش ؟!
_ إن المليون دولار التي ستقسمونها بينكم . تساوي أربعة ملايين جنيه مصري . أي مليون جنيه مصري لكل واحد فيكم . و هي بداية تكفي لأن يبدأ كل منكم حياة شريفة .
و بدت كلمة الشرف غريبة و هي تخرج من فم ˝ الضبع ˝ صاحب أكبر عصابة مخدرات في الشرق الأوسط ، و بدا لها رنين غريب في جو الصمت و الرهبة مما جعل كل ابن يتلفت في وجه أخيه و يقلب شفتيه ، في انتظار معجزة .
و كانت المفاجأة مرعبة . فقد سحب الضبع الطبنجة من يد الإبن الكبير و لوح بها في وجوههم و أطلق الرصاص في الهواء . و في كل اتجاه . مما جعلهم يتقافزون في رعب و يلتصقون بالجدران بينما تهدج صوت الرجُل و هو ينطق :
_ هذا آخر أمر . آخر أمر لي قبل أن أموت و لابد أن ينفذ .
و اختنق صوته و انطلق يلهث .
ثم سكن فجأة و سقط رأسه على صدره و لفظ آخر أنفاسه في صمت .
و أطبقت لحظة ثلجية من الذهول و الرعب على الجميع . لا حركة . و لا صوت . و لا شيء سوى أنفاس مرتجفة و نبضات مضطربة و نظرات زائغة ، ثم بدأ الإبن الأصغر يتحرك و يسعل و يلوح بيديه في الهواء و لا يجد كلاماً
ثم ما لبث أن جمع أشتات نفسه ثم انفجر قائلاً :
_ لقد فعل كل شيء ، لم يترك جريمة لم يرتكبها ، لم يدع لذة لم ينتهبها ، لم يدع امرأة لم يغتصبها ، لم يدع شراً لم يقارفه ، لم يدع رذيلة لم يلهث خلفها . و الآن و في آخر لحظة حينما فقد القوة على عمل أي شيء ، و حينما فقد الأمل في أي متعة و فقد القدرة على أي لذة . الآن فقط يقرر أن يبعثر كل أمواله و يحرمنا منها لأنه أصبح ولياً من أولياء الله شغله الشاغل بناء المساجد و مقارئ القرآن و الملاجئ و بيوت الأيتام ، شيء غير مفهوم .
_ الدكتور الذي كشف عليه بالأمس قال أنه قد أصابه ضمور في المخ .
_ هي أعراض هذيان بلا شك .
_ إنه يخرج من غيبوبة ليعود إلى غيبوبة . و لا يمكن أن يؤخذ كلامه مأخذ الجد .
قال الإبن الكبير في هدوء مريب :
_ و لماذا لا يؤخذ كلامه على أنه توبة حقيقية ؟!
فأجاب الإبن الأصغر في عصبية :
_ توبة رجل مشلول فقد القدرة على كل شيء . لا يمكن أن تكون توبة حقيقية .
قال الإبن الأوسط مؤيداً :
_ فعلاً . التوبة عن الذنب لا تكون مفهومة إلا من رجل قادر على الذنب . فهو يقلع عن ذنبه بإرادته و اختياره . أما فاقد الإرادة و فاقد الاختيار و فاقد القدرة . فهو كذاب إذا ادعى فضيلة . و إذا ادعى توبة .
قال الإبن الكبير بنفس النبرة الهادئة :
_ التوبة مسألة نية . و لا يحكم على صدق النيات إلا الله . و ليس من حقنا أن نكذب الرجل فلا أحد منا يطلع على قلبه .
_ إن قلبه بلون القطران . حياته كلها تقول هذا
قال الإبن الأصغر :
_ إن حالته مثل حالة رجل تاب عن نزول البحر حينما فقد القدرة على السباحة
فأجاب الإبن الأكبر :
_ لا يمكن أن تتهمه بالكذب إلا إذا استعاد قدرته على السباحة و لم ينفذ وعده . و نفس الشيء . لا يمكن أن نتهم أبانا بالكذب إلا إذا استعاد حياته و استعاد صحته . ثم عاود جرائمه . و لم ينفذ وعده . و هو مالا سبيل إلى معرفته .
_ ماذا تعني ؟
_ أعني أن الوصية واجبة . و لا سبيل إلى الطعن عليها . و سوف أحرص على تنفيذها : و أخرج طبنجته و وضعها على المائدة مُردِفاً :
_ و على من يقف في وجه إرادة الميت . أن يستعد ليلحق به .
و قفز الإبن الأصغر مرتاعاً و هو يردد في دهشة :
_ هل جننت . هل فقدت عقلك . هل صدقت هذا المعتوه ؟!
و خرجت من الأخوين الآخرين تمتمات مرتعشة :
_ هل نحرم أنفسنا من مائة مليون جنيه لمجرد نزوة توبة خرجت من دماغ مشلول .
و نظر إليه الإبن الأكبر نظرة ثلجية و أجاب في بطء ثقيل :
_ و منذ متى كنا نلجأ إلى القضاء أو نحتكم إلى القانون أو نأخذ برأي العدل .
_ لم تعد هناك وصية . انتهى كل شيء .
فأردف الإبن الأكبر في نبرة كرنين الفولاذ :
_ أنا الوصية . و أنا القانون . و أنا العدل .
و فجأة و في حركة غير محسوبة ، أخرج الإبن الأصغر مسدسه و أطلق رصاصة على أخيه الأكبر أصابت كتفه . و جاء الرد فورياً من الطبنجة في يد الأخ الأكبر سيلاً من الطلقات . و انبطح الأخوة أرضاً يتبادلون الرصاص .
و أسفرت المذبحة عن ثلاثة قتلى و أفلت الأخ الأصغر من الموت . ليسرع الخطى إلى الخزينة . و إلى مخاب الدولارات في الجدران . يفرغ كل شيء في حقيبة كبيرة و ليقفز بها إلى عربته المرسيدس و ليدوس على البنزين بأقصى سرعة و قد بسط أمامه خريطة كبيرة . و راح ينظر فيها . باحثاً عن خط سير مأمون إلى الصحراء الليبية عبر الحدود . كانت ليبيا بعد فتح الحدود و إزالة الجمارك هي أكثر الأهداف أمناً .
و لم يتردد .
و أطلق لسيارته العنان و قد راوده الشعور بالأمن لأول مرة بعد ليلة عاصفة . لم يكن يفكر في أي شيء . و لم يكن نادماً على أي شيء .
كان يشعر بنفسه فقط .
و هكذا عاش دائماً لا يفكر إلا في نفسه و في لحظته .
و كان يؤمن بالحكمة التي علمها له أبوه . أن كل الناس حشرات يمكن إصطيادها بالعسل . و من لا يقع منها في العسل يقع في السم .
و لم يحدث أن شعر مرة واحده بروابط العائلة أو صلة الدم . و ما كان أبوه و اخوته إلا مجرد وسائل للثراء السريع و جمع الدولارات . مجرد أعضاء عصابة يجتمعون و ينفضون على خطط القتل و الإجرام . و يعود كل واحد آخر الليل إلى بيته لينام بلا ذرة ندم .
الشمس تغرب و ساعات أخرى بطيئة ثقيلة و مؤشر البنزين يقترب من الصفر و اللمبة الحمراء تضيء .
الخريطة تقول أن ما تبقى لبلوغ الحدود قليل ، ربما عشرة كيلومترات . فإنه يستطيع أن يحمل حقيبته و يمشي الباقي على قدميه . و ساعات أخرى قلقة متوترة .
و تتوقف العربة كخنزير أسود في صحراء حالكة الظلمة .
و يحمل حقيبته و ينزل . ليمشي و قد وضع الخريطة في جيبه .
ساعة أخرى . ساعتان . ثلاث ساعات . و تتهاوى ساقاه و يتكوم فينام على تل من الرمال الناعمة . فاقد الوعي تماماً .
و ما تكاد تمر دقائق حتى ينتفض من لدغة تلسعه كالنار .
بطرف عينيه يرى ثعبان الطريشة يعود أدراجه ليغوص في الرمل بعد أن فعل فعلته .
إنه يعلم ماذا ستفعل به لدغة الطريشة من ثعبان بهذا الحجم الذي رآه .
لا أمل إنتهى كل شيء .
و زحف على بطنه ليفتح الحقيبة و يلقي نظرة أخيرة على ملايين الدولارات المكدسة . و بدأ السم يسري في دمه ليصل إلى مركز التنفس و يصيب عضلات التنفس بالشلل .
و بدأ صوته يتحشرج و يحتضر و يسلم الروح .
و هبت دوامة عاتية من الرمال بعثرت محتويات الحقيبة لتنتشر على مساحة شاسعة من الصحراء و تبعثر أكوام الدولارات إلى هباء . أمام عينين تخمدان .
و مات آخر أبناء عائلة الضبع .
و عرف أخـيراً الفرق بيـن . رؤيـــة المـــوت و بيـن تـذوقــه .
و كـم كـان الفــارق كبيـــراً ..
.
قصة / نهاية الشبح .
من كتاب / الذين ضحكوا حتى البكاء
للدكتور / مصطفى محمود (رحمه الله). ❝
❞ -السم الزعاف في قول الازاهرة بالتعددية
والخلط بين لا إكراه فى الدين ولكم دينكم ولى دين
أيها السادة لا بد أن يعلم أن مؤسسة الأزهر مؤسسة عريقة وهي إحدي منارات العلوم الإسلامية علي مستوي العالم مع أخواتها جامعة أم القرى وجامعة المدينة المنورة
ومن أهم شعارات الأزهر الشريف والتي تميز أساتذتها وطلابها علي مستوي العالم إنما هي العمامة الأزهرية والجبة والقفطان التي يفتخر بها الأزهريون في شتي بقاع الأرض وخصوصا بين طلاب جنوب شرق آسيا من ماليزيا وإندونيسيا والفلبين الذين يجلون علماء الأزهر ويقرون بفضلهم في نشر العلوم الشرعية في شتي بلدان العالم بل ويتفاخرون أنهم من خريجي الأزهر الشريف.
لكنا نؤمن أن العلم ليس عصمة وكم من العلماء من هو مفتون بعلمه أو متبع لخطوات الشيطان فهو من الغاوين.
قال تعالي (وَاتلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف
نعم والله فإن العلم ليس بعصمة وكم من عالم ضل وكم من حامل علم وقد باع دينه بدنياه يبتغي الشهرة والمال وهو يتعدي حدود الله ويحرف أحكامه ويضلل المسلمين
فما أشبهه بأحبار أهل الكتاب قال تعالي( وإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران.
فهذا صاحب العمامة الذي يملأ الفضائيات يتظاهر بأنه العالم الرباني المدافع عن وسطية الدين ضد المتطرفين والغلاة والمتشددين وهو يتعمد التدليس وقلب أصول الإسلام لإرضاء أسياده من الماسون بتغيير معالم دين التوحيد الخالص الذي هو دعوة نبينا الكريم وجميع الأنبياءالمرسلين
فهو يخرج علي الفضائيات بالعمامة الأزهرية ليفتن الناس بانتسابه إلي هذه المؤسسة العريقة لكن لا علاقة بين ضلالاته التي ينطق بها وبين تعاليم الإسلام التي يدرسها العلماء الأزهريين وتعالوا بنا نتعرض لضلالات الرجل ناقدين أقواله بالأدلة والبراهين.
أولا :- قضية تعدد الأديان السماوية
فلطالما نجد الرجل يدندن علي قضية الأديان السماوية بل وينكر أن الله عز وجل أعد الجنة للموحدين وحدهم دون غيرهم من أهل الملل وإن هذا حكم الله وليس حكم البشر.
بل وينكر إن هذه دعوة كل الرسل السابقين قال تعالي وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الأنبياء
فأصل النجاة عند الله في معرفة الله وحده وعبادته وحده وتنزيهه عن كل عيب وعن كل نقيصة
لكن الرجل ينادي في الناس أن الجنة ليست حكرا علي المسلمين الموحدين ويريد أن يجعل للكتابيين من المغضوب عليهم والضالين منازل في الجنة مع الموحدين وكأنه لم يقرأ الفاتحة ولم يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم ولم يتعوذ من صراط المغضوب عليهم والضالين وكأنه لم يقرأ سورة الإخلاص وفيها قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
لكن الرجل يري من يقول أن الله والد أو مولود وأن الله شبيه بالبشر فهو يأكل ويشرب ويتبول ويتغوط وتجري عليه أحكام الموت يراه مستقرا في عليين بصحبة سيدنا عيسي وأمه الصديقة بل ويحكم علي الموحدين الذين يؤمنون بآيات الله الكريم علي أنهم متشددين وليس لهم أن يحكموا علي آخرة البشر .
ولا أدري هل هذا من علماء الدين أم من أهل الأهواء المضلين
فإن النبي لما هاجر إلي المدينة وجد أربع قبائل من اليهود يسكنون المدينة وهم بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير ويهود خيبر وقد عقد معهم هذه الاتفاقية المعروفة بميثاق المدينة الذي أعطي لهم جميع حقوق المواطنة مثل المسلمين وأنهم يخضعون في جميع أحكامهم المدنية لأحكام الإسلام لكن أحكامهم الشرعية فهي متروكة لهم طالما أنها فيما بينهم فإن احتكموا إلي المسلمين فيقضي المسلمون بينهم بشريعة الإسلام .
واستمر هذا العهد حتي خان هؤلاء اليهود العهد مع رسول الله فأمر النبي بإجلائهم عن المدينة قبيلة تلو الأخرى حتي كان آخرهم جلاءا هم يهود خيبر فهل كان النبي طوال هذه المدة يقول لهم ابقوا علي يهوديتكم فأنتم علي الحق المبين
أم كان يدعوهم إلي الدخول في الإسلام دين الله الواحد وهل كان عبد الله بن سلام الحبر اليهودي الذي أسلم ودخل في دين الله مخطئا لأنه كان علي دين اليهودية الذي يدخله الجنة وهل لا فارق بين عبد الله بن سلام وبين حيي ابن أخطب الذي مات علي اليهودية فهما الإثنين في الجنة ؟
ماذا يري شيخ العمامة الأزهرية هل كان النبي يري أن حيي ابن أخطب علي الدين الحق وأنه في الجنة وقد كان هؤلاء اليهود هم من قالوا يد الله مغلولة وهم من قالو إن الله فقير ونحن أغنياء وهم من قالو عزير ابن الله فهل كانت هذه تعاليم موسي في التوراة أم أن اليهود هم أهل البهت والضلال ؟
ثم لما جاء نصاري نجران إلي النبي في عام الفتوح بعد فتح مكة وجاءوا يجادلون النبي في شأن المسيح ثم اتفقوا معه علي المباهلة فلما واعدهم النبي إلي الغد وجاء بالحسن والحسين وعلي وفاطمة ليباهلهم فسرعان ما رجعوا عن المباهلة وأقروا بدفع الجزية وطلبوا من النبي أن يرسل معهم رجلا أمينا ليحكم فيهم فهل كان النبي يراهم علي الدين الحق ولا حاجة لهم بالدخول في دين الإسلام أم أن الشيخ صاحب العمامة من المضللين ؟
وأين هو من قول النبي ( لا يسمع بي يهودي من هذه الأمةِ ، و لا نصرانِيٌّ ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلَّا كان من أصحابِ النارِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 7063 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه مسلم (153)
لكن الشيخ صاحب العمامة يتعمد تضليل الناس بقوله الديانات السماوية وأن الجنة ليست حكرا علي المسلمين وحدهم وأن غير المسلمين في الجنة وكأنه لم يقرأ قول الله تعالي (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران
وكأنه لم يسمع قوله تعالي
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
بل ويتعمد أن يصور للناس أن سيدنا عيسي كان علي عقيدة هؤلاء الضالين وكان علي دين النصرانية الذي جعل لله ولد وجعل الله كائن بشري يأكل ويشرب ويتبول ويتغوط ويموت فداء للبشر بل وينكر أن المسيح كان علي دين المسلمين بشهادة الحواريين تلاميذ المسيح قال تعالي ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)المائدة
بل ويتعمد إضلال الناس بالقول أن موسي كان علي دين اليهودية الذي يزعمون فيه أن عزير ابن الله ويذدرون الذات الإلهية بزعم أن الله عاجز وجاهل وبخيل حاشاه وقد عمي الشيخ المعمم عن قول فرعون لحظة الغرق ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
بل إن السحرة لما توعدهم الفرعون بالعذاب إنما قالو وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)
نعم أيها السادة فإياكم أن تنخدعوا بعمامته فهو يدعو بغير دعوة النبي ويدعو إلي غير دين المسلمين.
فإن دين الله واحد وهو الإسلام وأن دعوة الرسل واحدة وهي دعوة التوحيد وأن موسي وعيسي لم يكونا علي أديان اليهودية والنصرانية إنما كانوا علي دين الإسلام الذي كان عليه جميع الرسل لكن الرجل يخدع الناس لمصلحة الماسون أصحاب وحدة الديانات ويحتج علي الناس بقول الله تعالي لكم دينكم ولي دين ويحتج عليهم أيضا بلا إكراه في الدين
ألا فاحذروا دعوته فإنه من دعاة علي أبواب جهنم
وإلي حلقة قادمة أستكمل فيها عرض هذه الشبهات الباطلة التي تتخفي تحت هذه العمامة لإضلال الناس وتبديل الدين بزعم وسطية الدين عافانا الله وإياكم من أهواء المضلين
انتهي........ ❝ ⏤محمد عمر عبد العزيز محمد
❞
- السم الزعاف في قول الازاهرة بالتعددية
والخلط بين لا إكراه فى الدين ولكم دينكم ولى دين
أيها السادة لا بد أن يعلم أن مؤسسة الأزهر مؤسسة عريقة وهي إحدي منارات العلوم الإسلامية علي مستوي العالم مع أخواتها جامعة أم القرى وجامعة المدينة المنورة
ومن أهم شعارات الأزهر الشريف والتي تميز أساتذتها وطلابها علي مستوي العالم إنما هي العمامة الأزهرية والجبة والقفطان التي يفتخر بها الأزهريون في شتي بقاع الأرض وخصوصا بين طلاب جنوب شرق آسيا من ماليزيا وإندونيسيا والفلبين الذين يجلون علماء الأزهر ويقرون بفضلهم في نشر العلوم الشرعية في شتي بلدان العالم بل ويتفاخرون أنهم من خريجي الأزهر الشريف.
لكنا نؤمن أن العلم ليس عصمة وكم من العلماء من هو مفتون بعلمه أو متبع لخطوات الشيطان فهو من الغاوين.
قال تعالي (وَاتلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175)وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَٰكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ ۚ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ۚ ذَّٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) الأعراف
نعم والله فإن العلم ليس بعصمة وكم من عالم ضل وكم من حامل علم وقد باع دينه بدنياه يبتغي الشهرة والمال وهو يتعدي حدود الله ويحرف أحكامه ويضلل المسلمين
فما أشبهه بأحبار أهل الكتاب قال تعالي( وإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187) آل عمران.
فهذا صاحب العمامة الذي يملأ الفضائيات يتظاهر بأنه العالم الرباني المدافع عن وسطية الدين ضد المتطرفين والغلاة والمتشددين وهو يتعمد التدليس وقلب أصول الإسلام لإرضاء أسياده من الماسون بتغيير معالم دين التوحيد الخالص الذي هو دعوة نبينا الكريم وجميع الأنبياءالمرسلين
فهو يخرج علي الفضائيات بالعمامة الأزهرية ليفتن الناس بانتسابه إلي هذه المؤسسة العريقة لكن لا علاقة بين ضلالاته التي ينطق بها وبين تعاليم الإسلام التي يدرسها العلماء الأزهريين وتعالوا بنا نتعرض لضلالات الرجل ناقدين أقواله بالأدلة والبراهين.
أولا :- قضية تعدد الأديان السماوية
فلطالما نجد الرجل يدندن علي قضية الأديان السماوية بل وينكر أن الله عز وجل أعد الجنة للموحدين وحدهم دون غيرهم من أهل الملل وإن هذا حكم الله وليس حكم البشر.
بل وينكر إن هذه دعوة كل الرسل السابقين قال تعالي وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25) الأنبياء
فأصل النجاة عند الله في معرفة الله وحده وعبادته وحده وتنزيهه عن كل عيب وعن كل نقيصة
لكن الرجل ينادي في الناس أن الجنة ليست حكرا علي المسلمين الموحدين ويريد أن يجعل للكتابيين من المغضوب عليهم والضالين منازل في الجنة مع الموحدين وكأنه لم يقرأ الفاتحة ولم يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم ولم يتعوذ من صراط المغضوب عليهم والضالين وكأنه لم يقرأ سورة الإخلاص وفيها قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
لكن الرجل يري من يقول أن الله والد أو مولود وأن الله شبيه بالبشر فهو يأكل ويشرب ويتبول ويتغوط وتجري عليه أحكام الموت يراه مستقرا في عليين بصحبة سيدنا عيسي وأمه الصديقة بل ويحكم علي الموحدين الذين يؤمنون بآيات الله الكريم علي أنهم متشددين وليس لهم أن يحكموا علي آخرة البشر .
ولا أدري هل هذا من علماء الدين أم من أهل الأهواء المضلين
فإن النبي لما هاجر إلي المدينة وجد أربع قبائل من اليهود يسكنون المدينة وهم بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير ويهود خيبر وقد عقد معهم هذه الاتفاقية المعروفة بميثاق المدينة الذي أعطي لهم جميع حقوق المواطنة مثل المسلمين وأنهم يخضعون في جميع أحكامهم المدنية لأحكام الإسلام لكن أحكامهم الشرعية فهي متروكة لهم طالما أنها فيما بينهم فإن احتكموا إلي المسلمين فيقضي المسلمون بينهم بشريعة الإسلام .
واستمر هذا العهد حتي خان هؤلاء اليهود العهد مع رسول الله فأمر النبي بإجلائهم عن المدينة قبيلة تلو الأخرى حتي كان آخرهم جلاءا هم يهود خيبر فهل كان النبي طوال هذه المدة يقول لهم ابقوا علي يهوديتكم فأنتم علي الحق المبين
أم كان يدعوهم إلي الدخول في الإسلام دين الله الواحد وهل كان عبد الله بن سلام الحبر اليهودي الذي أسلم ودخل في دين الله مخطئا لأنه كان علي دين اليهودية الذي يدخله الجنة وهل لا فارق بين عبد الله بن سلام وبين حيي ابن أخطب الذي مات علي اليهودية فهما الإثنين في الجنة ؟
ماذا يري شيخ العمامة الأزهرية هل كان النبي يري أن حيي ابن أخطب علي الدين الحق وأنه في الجنة وقد كان هؤلاء اليهود هم من قالوا يد الله مغلولة وهم من قالو إن الله فقير ونحن أغنياء وهم من قالو عزير ابن الله فهل كانت هذه تعاليم موسي في التوراة أم أن اليهود هم أهل البهت والضلال ؟
ثم لما جاء نصاري نجران إلي النبي في عام الفتوح بعد فتح مكة وجاءوا يجادلون النبي في شأن المسيح ثم اتفقوا معه علي المباهلة فلما واعدهم النبي إلي الغد وجاء بالحسن والحسين وعلي وفاطمة ليباهلهم فسرعان ما رجعوا عن المباهلة وأقروا بدفع الجزية وطلبوا من النبي أن يرسل معهم رجلا أمينا ليحكم فيهم فهل كان النبي يراهم علي الدين الحق ولا حاجة لهم بالدخول في دين الإسلام أم أن الشيخ صاحب العمامة من المضللين ؟
وأين هو من قول النبي ( لا يسمع بي يهودي من هذه الأمةِ ، و لا نصرانِيٌّ ، ثُمَّ يموتُ ولم يؤمِنْ بالذي أُرْسِلْتُ به ، إلَّا كان من أصحابِ النارِ
الراوي : أبو هريرة | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 7063 | خلاصة حكم المحدث : صحيح
التخريج : أخرجه مسلم (153)
لكن الشيخ صاحب العمامة يتعمد تضليل الناس بقوله الديانات السماوية وأن الجنة ليست حكرا علي المسلمين وحدهم وأن غير المسلمين في الجنة وكأنه لم يقرأ قول الله تعالي (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران
وكأنه لم يسمع قوله تعالي
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)
بل ويتعمد أن يصور للناس أن سيدنا عيسي كان علي عقيدة هؤلاء الضالين وكان علي دين النصرانية الذي جعل لله ولد وجعل الله كائن بشري يأكل ويشرب ويتبول ويتغوط ويموت فداء للبشر بل وينكر أن المسيح كان علي دين المسلمين بشهادة الحواريين تلاميذ المسيح قال تعالي ( وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111)المائدة
بل ويتعمد إضلال الناس بالقول أن موسي كان علي دين اليهودية الذي يزعمون فيه أن عزير ابن الله ويذدرون الذات الإلهية بزعم أن الله عاجز وجاهل وبخيل حاشاه وقد عمي الشيخ المعمم عن قول فرعون لحظة الغرق ( وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)
بل إن السحرة لما توعدهم الفرعون بالعذاب إنما قالو وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا ۚ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126)
نعم أيها السادة فإياكم أن تنخدعوا بعمامته فهو يدعو بغير دعوة النبي ويدعو إلي غير دين المسلمين.
فإن دين الله واحد وهو الإسلام وأن دعوة الرسل واحدة وهي دعوة التوحيد وأن موسي وعيسي لم يكونا علي أديان اليهودية والنصرانية إنما كانوا علي دين الإسلام الذي كان عليه جميع الرسل لكن الرجل يخدع الناس لمصلحة الماسون أصحاب وحدة الديانات ويحتج علي الناس بقول الله تعالي لكم دينكم ولي دين ويحتج عليهم أيضا بلا إكراه في الدين
ألا فاحذروا دعوته فإنه من دعاة علي أبواب جهنم
وإلي حلقة قادمة أستكمل فيها عرض هذه الشبهات الباطلة التي تتخفي تحت هذه العمامة لإضلال الناس وتبديل الدين بزعم وسطية الدين عافانا الله وإياكم من أهواء المضلين
انتهي. ❝
❞ هكذا استولت ملكة على عقل يوسف إدريس تمامًا خصوصًا وهي تُحدِّثه عن عشاء العروسين الذي يخصص لهما بعد «الزَّفة» حين ينفردان وحدهما في غرفة جديدة الفراش مغلقة... وكان يزيح جانبًا أحاديثها المفصلة عن الفستان والطرحة والخجل، وعدم قدرتها على ابتلاع لقمة من المائدة الفاخرة الحافلة التي أمامها، فيسألها في الصميم: «طبعًا كنتِ تعرفين ما سوف يحدث بعد الطعام؟!».. ❝ ⏤بشرى عبدالمؤمن
❞ هكذا استولت ملكة على عقل يوسف إدريس تمامًا خصوصًا وهي تُحدِّثه عن عشاء العروسين الذي يخصص لهما بعد «الزَّفة» حين ينفردان وحدهما في غرفة جديدة الفراش مغلقة.. وكان يزيح جانبًا أحاديثها المفصلة عن الفستان والطرحة والخجل، وعدم قدرتها على ابتلاع لقمة من المائدة الفاخرة الحافلة التي أمامها، فيسألها في الصميم: «طبعًا كنتِ تعرفين ما سوف يحدث بعد الطعام؟!». ❝