█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ أي اجتهاد في أي شئ و لو كان اجتهاد في اللعب .. لابد أن يؤتى ثمره .. اعمل بجد في أي شئ .. و إذا لعبت فالعب بجد .. و ابدأ فورا من الآن . ❝
❞ من يُحب كوكب الشرق، رائحة الكتب، ألوان الورق القديم المُزين لكتابة المراسيل، من يُحب الأقلام، ألوان الصباح والشارع لا يحتوي إلا على صوت الطيور والنور والشمس الناعسة في السماوات، من يُحب صوت الناي بدون غناء، شكل الخشب لمكتبة غرفتك المليئة بالصُحف، من يُحب الهدوء واختلاس النظر إلى القمر من الشرفة، من يُحب اللعب مع الأطفال وشكل طفائر الفتيات بشعرهن القصير، والألوان الهادئة في الطيف، من يُحب اللون الأبيض وشكل العرائس والناس تهتف بهن فرحًا، من يُحب الحياة المُخبئة وراء كل تلك الأشياء ويراها جميلة مثلي!
الـبَـيِـدَاءّ . ❝
❞ غربة روح
مرهقة ، تحاول أن تكف عن التفكير، والخروج من دوامة الحزن والألم ، تعمل كثيرا إلى حد الإرهاق ، تعود للبيت متوترة ومنهكة ..
تبتسم لزوجها وأولادها وتحييهم .. تبدل ملابسها سريعا ،ثم تدخل المطبخ تجهز الطعام كعادتها.. يتناولون الطعام ثم حوار بارد مع زوجها لعدة دقائق .. وحديث متكرر وممل من الزوج تعودت عليه .. لا تنصت إليه فهي بعالم آخر !! يشغلها صراع الأولاد اليومي حول اللعب ..
تعلو أصواتهم ، تتوتر أكثر ، تحاول أن تتناسى وتهدىء من روعها، تنتظرأن يفك زوجها الاشتباك بينهم .. ، وكالعادة لا يفلح ، تختنق منه ولسان حالها يردد :
˝ لقد أفسدت أخلاقهم بتدليلك الزائد لهم ، ولا جدوى منك أومنهم ،سئمت العيش معكم ˝.. تتمني الموت - كعادتها منذ فترة – أما هذه المرة وقد نفد صبرها، فإنها تدعو علي أولادها وزوجها لا على نفسها فقط !!
لم تعد تحتمل أبدا هذه الصراعات ، خارجها وداخلها ،حاولت كثيرا أن تخرج من حزنها وتعيش في سلام ، وتتناسى كل ألم بداخلها ،كَمٌ هائل من الأحزان يُثقل كاهلها طوال حياتها ،خاصة آخرعامين كانا مليئين بأحداث لا تُنسى، خذلان وألم لا يُغتفر، تٌحاول أن تعيش إلا إنها فقدت لذة الحياة ! ماتت رغبتها في كل شيء ،سرحت قليلا،وأفاقت فجأة على أصوات أطفالها، الذين احتد الشجار بينهم .. تتدخل بصبر نافد .. تتهم زوجها بإفساد كل شيء، وتدمير حياتهم ،يتمادى الأطفال في شجارهم .. يضرب الولد أخاه بعنف ، تأخذ العصا من يد الضارب بعصبية شديدة تكسرها وتلقي بها حتى كادت أن تحطم زجاج النافذة لاعنة ˝العيشة واللي عايشنها ˝
أخيرا .. يعلو صوته معنفا الأولاد، وهي تبكي و تصرخ ˝ لقد دمرتم نفسيتي ..تعبت كثيرا، ولا أحد يحس بي أو يرحمني ˝ !! يخفق قلبها بشدة حتى يقفز من صدرها .. تسقط أرضا يضيق صدرها .. تتنفس بصعوبة .. تكاد تختنق .. يهرع زوجها ليحضر لها كوب ماء .. ترتشف منه رشفة صغيرة .. البكاء يخنقها تسأل نفسها ˝ ماذا يحدث لي ؟!˝ تهدأ قليلا .. تتأمل ما حولها، بينما هونائم فى هدوء، ولا يعبأ بشىء ! .. ترنو إليه بغيظ .. ثم تقوم إلى الصغار تطمئن عليهم وتدثرهم بالغطاء وتقبلهم ماسحة برءوسهم في حنان وحب .. وتتعجب كيف طاوعها قلبها لتدعو عليهم !؟
تحاول استدعاء النوم مرارا .. لكنه يهرب منها ويهبها أرقا وسُهدا !! .. تنهض من الفراش .. ترتدي ˝ روبا ˝ فوق ثيابها .. وتخرج للحديقة ،تتنسم نسيم الفجر النقي .. عَلًه يبرد ظلمة حياتها الموحشة !!
قاربت الشمس على الشروق .. يدفعها نازع خفي أن تخرج إلى الشارع .. تسير قليلا أمام البيت .. تفكر إلى أين تذهب ؟! .. يهديها تفكيرها أن تذهب إلى بيت أبيها .. لكنها تتردد .. ويدور داخلها سؤال : أفى هذا الوقت المبكر جدا ؟! .. وحتى إذا ذهبت .. فلمن ؟! .. أبي لا يهتم ولا يأبه إلا بنفسه وزوجته التي تزوجها بعد وفاة أمي .. أمرأة قاسية جدا .. فكم عانيت منها قسوة وذلا سنوات طوال . ❝
❞ هذه العلامات على ابني المراهق أعرفها إنه شارد يمضي الساعات صامتًا على منضدة الطعام يعبث بالملعقة في طبق الأرز بلا رغبة وبسأم بعد الطعام يسند رأسه على كفيه ويتنهد إنه يصفر في شراهة إنه ينظر للنجوم لم يعد يركل الباب عند الدخول كعادته أعرف هذه العلامات وبرغم كل شيء أسعد لها معناها أن اللعبة مستمرة لم تتوقف معناها أن الأرض لن تخلو من البشر لكن رفقًا به أيتها الهرمونات لا تعذبيه كثيرًا من فضلك . ❝