█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ *عقلٌ يفضل الكتمان والانتقام؛ فيدمر ما بناه القلب سنينًا*
تتناثر الأقلام لتُعلن عن حزنٍ وقلبٍ تهشم وتمزق إلى أشلاءٍ صغيرة، تطرق باب بيت حبيبها لتُعنفه على فعلته التي جعلت قلبها يتألم في صمتٍ، دقائق قليلة حتى أتاها الرد وفتح لها، عندما رأت وجه ترقرقت الدموع في عينيها التي تشبه العشب، طالت النظرات بينهما ولكن سرعان ما انقطعت تلك النظرات بسؤاله لها عن سبب مجيئها، وكان ذلك كفيلًا لتُخرج ثورانها، تحدثت دون توقف تدفعه بيديها مرةً تلو الأخرى، تُريد إجابة منه على فعلته ليستكين قلبها ويطمئن، تنعته بالجنونِ وتعنفه بشدةٍ، تصب غضبها عليه، تُريده أن يكامحها ليزول ألم قلبها ولكن دون جدوىٰ، تحدثت كثيرًا وتُعيد سؤالها أكثر من مرةٍ، تقول له: ماذا تفعل؟ هل ستتزوج وتتركني؟ أجننت؟
كل هذه الأسئلة تتفوه بها دون توقف، عيونها تذرف دمًا وليس دموعًا، تعتقد أنه يفهمها ويُقدر مشاعرها ولكنه حطم آمالها بصمته الذي دام طويلًا، تنتظر منه أن ينكر ما تواجهه به، لتصرخ بهستيريا: تحدث معي! أجِب، قُل شيئًا ولا تتركني هٰكذا.
وبعد صمتٍ دام دقائقَ عديدةٍ مرت على قلبها؛ تفوه بكلمةٍ واحدة جعلت لسانها يلتجم، قال بلامبالاةٍ: نعم سأتزوج.
كانت هذه الأحرف كفيلة بانقسام قلبها وتفتته، فلو كان اقترب منها خطوة أخرى لَسمع صوت تحطمه وانكساره، نظرت له من جديدٍ ثم تحدثت قائلة: كيف فعلت ذلك؟ تعطي وعودًا لي وتنساها، حدثتني عن حياتنا في المستقبل وعن أطفالنا ثم تركتني في منتصف الطريق دون تفكيرٍ.
تصرخ بدون وعي تبكي بكلِ قوتها وكأن القوة تجمعت بها لتُفصح عما بداخلها، تنتظر تحدثه ولكن لم يتحدث، تمسكه وتهزه بعنفٍ كي يجيبها، تتسابق الدموع على وجنتيها من أثر تلك الصدمة التي واجهتها بخذلانه لها، تتحرك هنا وهناك وتخرج كل مشاعرها المضطربة وتقول له: لمَ وعدتني بهذه الأشياء؟ ألم تقل أنك لن تذهب وتتركني؟!
تتحدث ويُنبح صوتها وكأنها تُحارب بكلِ طاقتها؛ حتى خرج عن صمته وتحدث بصراخٍ وكأن الذي به هو هدوءُ ما قبل العاصفةِ، تحدث بهستيريا وهو يهز جسدها بأكمله ويسألها بنبرةٍ تحمل العتاب والحسرة: كيف الشعور؟
نظرت له حين هذا السؤال حتى استكمل حديثه وقال: كيف الشعور أن تقعي في الحب ويهجركِ فجأة؟ تحرق روح المرء أليس كذلك؟ على الأقل فهمتِ اليوم ما عشته بسببك، وأخيرًا قد تصافينا.
هَمَّ بالخروجِ ولكنها أمسكت بيديه لتستوقفه، ثم مررت يديها على وجهِه وقالت: أنت تحبني لقد رأيت كيف تنظر إليَّ؟
أنت تكذب، أعلم أنك تحبني.
نزع يدها من على وجنتيه ليزيد من حدة حديثه ثم قال لها: ألم تريدي أن أقع في حبك وأنزل إلى قدميكِ؟
ازداد نحيبها أثر تذكرها لما كانت تنوي عليه وزاد من ألم قلبها بحديثه فيقول لها: هل أنا السيء؟!
فترد على اتهامه بسرعةٍ وتقول له: أردت أن أفعل ذلك ولكن لم أفعل شيئًا..
ليتحدث بألمٍ مرير ظهر في صوته: ماذا؟ حدثيني ماذا تروين أنتِ؟ اِذهبي فهذا المكان ليس بإمكانك أن تدخلي وتخرجي منه متى يحلو لكِ.
تطبطب على وجنتيها بباطن كفيها ثم قالت: ستندم على هذا، ولكن سيكون الوقت متأخرًا جدًا. وتستدير بوجهها مستعدةً للرحيلِ ولكنها مُحملة بالخيبة والانكسار، أرادت أن تقص عليه حقيقة الأمر ولكنه لم يعطها فرصةً واحدةً لتخبره بما حدث معها، وكان سوء الظن كفيلًا بأن ينهي حُبهما الذي بناه قلبهما لسنواتٍ عديدة.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ وجع قلب ملهوش نهايه
احكي عن ايه والا ايه عن عمري اللي راح بين اه وليه احكي علي وجع قلبي ليل ونهار احكي علي حزني بالساعات احكي عن كسرت خاطري من أجلك التفاهات احكي عن عيوني اللي شايله بحور دموع احكي عن قلبي اللي عاده وقال ياما عادي احكي عن ذكرياتي زي القمر بشكي واحكي ليه عن ظلم البشر احكي للنجوم عن عيون ما داقت طعم النوم احكي عن قلب كل حكايته ليه القسوه ليه الكتمان أحكي عن لسان من فضفه وشوكوته انزل احكي عن أي والا ايه أحكي عن حنيني لذكريتي أحكي عن عمري اللي فات قد ايه كنت جميل كنت فرحان وقلبي مرتاح لا عمره في يوم احتاس والا عمره في يوم ما قسي علي أقرب الناس أحكي عن عمري اللي شوفته جري قدامي ما استناش حته لثواني أعيشه بسعاده مر بسرعه قدامي شريط حياتي من يوم ولادتي شايفوا قدامي شايف صراخي من يوم ما جيت علي الدنيا ده يشلني وده يشلني ويومها لفوا بيه الدنيا تفوت سنين والعمر بيعدي لحد ما الدنيا داست علي قلبي علمتني أن القهر ما يعرفش كبير والا صغير دوقت يا قلبي من عذاب الدنيا أشكال وألوان ولسه مكمل ومستحملني من زمان يا طره هيكون ايه النهايه أنك تقف وتنسيني اللي فات وإلا لسه مكملين عشان نشوف ايه الالوان اللي شايلها الدنيا من عذابها كمان.
الكاتبة آية محمد محسن عبد المنعم . ❝
❞ “والحق أني لطالما كنت منعزلاً عن أقراني، وأجد صعوبة بالغة في التأقلم معهم، وإذا ما حادثني أحدهم أو حاول أن يشركني في اللعب فإني نادراً ما أستجيب، وسرعان ما انسحب من المجموعة موحياً بأن ثمة ما يشغلني عنهم. ولم أكن حينها أشعر بالحرج لانعزالي ذاته، بل ربما لأنه لم يكن خلفه ما يبرره. كنت أنكفئ إلى ذاتي وأستغرق في المزيد من الكتمان؛ هذا كل ما كنت أفعله للفت انتباههم، لكن لم يكن هذا بحدّ ذاته ما يلفت. والغالب أني لم أكن أرغب من أحد أن يتقرّب مني أصلاً؛ إنما فقط أن يُثار اهتمامهم نحوي من مسافة بعيدة. حين ماتت جدّتي، وتلقيتُ كل ذلك العطف من الغرباء، أدركت بطريقتي الطفولية أن هذا ما كان ينقصني: أثر المصيبة؛ حدثٌ خارجي يثير اهتمام الآخرين من دون أي تدخّل مباشر لي فيه، بحيث يكسبني حقّاً طبيعياً لأن أكون صموتاً ونائياً بهذا القدر.” . ❝