❞ آثار الحرب
صراع وتبادل طلقات وظلام دامس يحيط بالمكان وجسد تلو الآخر يسقط إثر الطلقات التي تتبادل بين الطرفين، وفجأة صرخ جندي باسم صديقه الذي سقط صريعًا إثر أحد الطلقات، بينما لاحظ هذا الشخص أن الحلم تكرر مرةً أخرى، وأنه حتى الآن لم يستطع نسيان ما حدث إثر أثار الحرب التى كان جنديًا ملتحقًا بها في ذلك الوقت فزعت زوجته من صراخه، فسألته متى ستنسى وتستطيع أن تنام مرتاح البال حبيبي؛ فأجابها من الصعب أن أنسى كل هذه الأحداث حبيبتي؛ فلقد كانت حرب قاسية خسرنا من خلالها الكثير من الأصدقاء، والأحباء، ومررنا بأوقات صعبة لا نستطيع نسيانها إن قصصتها عليكِ؛ سيرتجف جسدكِ من هول ما رأيناه وما مررنا به يا حبيبتي.
ملك: إن كان هذا سيريحك حبيبي؛ سأسمعك بقلبي؛ لكي يرتاح قلبكَ قليلًا من هول تلك الأحداث.
يزن: نظر لها بأعين تملأها الدموع، وقال قبل سبعة سنوات كنا في مقرنا أنا وسليم ومالك، كانت فرقتنا تتسم بالشجاعة، وكل منا كان يتسم بصفة تجعل من فرقتنا أقوى الفرق، وفي هذا الوقت كانت تدور حرب باردة بيننا، وبين الأعداء، كان يطلق علينا فرقة الأسود، وفي أحد الأيام جاءنا أمر بإلحاقنا في تلك الحرب الباردة، وكان سليم معترض على ذلك، ويسأل لما نلتحق بأحداث الحرب هذه، ألا تكفيهم المهمات التي نلتحق بها؟
مازن: أتسأل لماذا؟ نحن فرقة الأسود يا بني، إذا نحن لم نلتحق؛ فمن سيلتحق؟
سليم: لم يمر على آخر مهمة يوم، وكنت أود أن أزور عائلتي، وأفضي معهم بعض الوقت.
يزن: أتفق معكَ سليم؛ لكن هذا واجبنا؛ لنعتبرها مهمة، وبإذن الله سننتهي منها على خير، ونعود لعائلتنا من جديد.
مازن: هذه حرب يا سليم، وليست مهمة كمهماتنا التي لها وقت، أنت تود أن تخفف هول الموقف، لكن نحن نعلم بما سنمر به .
سليم: هذ أمر، ويجب علينا تنفيذه، وهذا النقاش لن يفيدنا، فقط الآن لنذهب ونقضي مع عائلتنا بعض الوقت ونستعد لما هو آتٍ.
لم نكن نعلم ما سنمر به بعد ذلك اليوم، وما سنراه في هذا الوقت.
في صباح اليوم التالي.
استعد كلٍ منا، والتقينا في المقر، وذهبنا لنلتحق مع جنود الحرب.
في المساء
بلغنا خيم جنود الحرب، وتعرفنا على الأصدقاء.
محمد أحد الجنود: يكفي تعارف الآن؛ لترتاحوا الآن؛ فمن أحداث اليوم نستطيع أن نقول أن اليوم هدنة.
يزن: الحمد لله، إذن سنذهب لنرتاح؛ لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس، لم تمر ساعتان على وجودنا، وسمعنا إطلاق نار، وإنفجارات تحيط بالمكان.
سليم: بصوت مصدوم .. ماذا يحدث؟
مالك: هل هذا سؤال، بدأت الحرب ، هيا لنلتحق بهم.
سليم: بدأنا دون أن نرتاح.
في هذا الوقت وهذه الساعات التي تبدوا سريعةً للبعض في أماكن أخرى، كانت عندنا تمر بصعوبة بسبب ما نراه أصدقاء يسقطون أثر الطلقات وإنفجارات تقضي علينا من حيث لا ندري، ومشاحنات القلب لا يتحملها.
وظل تبادل الطلقات بيننا إلى أن قضينا على معظم جنود العدو؛ فجعل من الجنود الأخرى أن ينسحبوا الآن، وهكذا مضت أول ليلة لنا .
في الصباح
إجتمعنا مع قائد الفرقة
الرائد أحمد: تشرفنا بكم يا فرقة الأسود.
يزن: تشرفنا بك أيها الرائد.
الرائد أحمد: جئنا بكم إلى هنا؛ لأننا نود أن نقتحم مقر العدو، وأن نحرر الأسرى من براثين العدو.
يزن: وما الخطة؛ لإنقاذ الأسرى؟
الرائد أحمد: نظر إلى اللوحة الملتصقة بالمكتب، وبدأ أحمد يشرح الخطة ليزن وأصدقائه، وبعد شرح الخطة نظر أحمد ليزن وسأله هل اتضحت الخطة الآن؟
يزن: نعم كل شيء على ما يرام، نظر يزن لأصدقائه وسألهم إذًا متى سنبدأ بتنفيذ الخطة؟
سليم: بعد أن ندرب الجنود على الخطة المرسومة.
مالك: إذًا أمامنا أسبوع لنبدأ بتنفيذ الخطة.
وفي هذا الاسبوع مناوشات ليلية وصباحية وتدريبات في ظل هذه المناوشات، وتدريبات في منتهى السرية، ومرَّ الأسبوع بخسائر وتدريبات شاقة على الجنود.
في صباح اليوم التالي
يوم الإقتحام
يزن: أيها الجنود اليوم مهمتنا ليست بالمستحيلة، صعبة قليلًا، لكن نحن استعددنا لها، وسننقذ جنودنا من الأسر اليوم، مستعدون أيها الجنود؟
الجنود بصوت واحد مستعدون
وبصوت واحد رددوا الشهادة وبدأوا المهمة.
بلغ يزن وجنوده مقر العدو، فأشار يزن بالفريق الأول بالهجوم، وبدأت الحرب، وأشار للفريق الثاني بدعم الفريق الأول، وذهب بالجنود الذين معه بإقتحام المقر، ويتسحب يزن والجنود لإنقاذ الأسرى، وحدثت مناوشات وقتال داخل المقر إلى أن بلغ سجن الأسرى، وهنا كانت الصدمة لجمت يزن وأصدقائه والجنود، حال أصدقائهم يُرثىٰ لها، المكان مليىء بالدماء، منهم من تخترق أجسادهم المسامير وأثار الملح على جروحهم، ومنهم أيديهم مثبتة بحبال مثبتة بالسقف، وأثار الجلد على أجسادهم، ومنهم من تعذبوا بالكهرباء، ومنهم من كثرة التعذيب فقدوا عضو من أجسادهم؛ فلقد صرخ قلبي من هول المنظر، وصرخت روحي لأجلهم، ودمعت عيناي، حاولت أن أظهر صوتي صارمًا، وأمرت الجنود بإنحلال قيد الأسرى، وبينما كنا ننقذ الأسرى، ونغادر المكان تشابكنا مرةً أخرى، وبينما أوشكنا على المغادرة جاء فرقة من العدو، وتبادلنا الطلقات، فأصابت إحدى الطلقات سليم صديقي؛ فسقط صريعًا إثرها، وهنا لجمت الصدمة قلبي، وإنتهت المهمة بإنقاذ الأسرى، وخسارة أعز صديق لقلبي.
في صباح اليوم التالي
الرائد أحمد: أحسنتم يا يزن، ونأسف لخسارة صديقنا سليم.
يزن: بصوت يملأه الحزن وكاد أن يبكي، لقد أصبح من الشهداء أيها الرائد.
الرائد أحمد: تشرفنا بكم.
يزن: إلى اللقاء.
وبعد تلك المهمة ، استقلت من عملي، واستقال مالك ؛ فكيف سنستمر بعد خسارتنا لسليم، سليم لم يكن فقط صديقنا؛ بل كان أخونا قضينا أوقاتًا رائعةً معًا، ودائمًا كان روح فرقتنا يا ملك؛ فكيف لنا أن نستمر؟ وبدأت الدموع تهطل من عيناه.
ملك: بينما كانت تُربت على كتف يزن، لنقرأ له الفاتحة يزن .
يزن بشبه ابتسامة: حاضر
ملك: إذًا يزن باشا اكتئب، ولن يفي بوعده، ويخرجني للملاهي.
يزن بصدمة: أنا، فابتسم لحنو رفيقة دربه، وطريقتها للتخفيف عنه المصاعب، لن ينكر أنه إرتاح كثيرًا بالحديث معها.
ملك: أين ذهبت مني؟ يزن..يزن.
يزن: سنذهب يا ملك، وسيكون أجمل يوم لنا يا حبيبتي.
يزن في قلبه خسرنا الكثير في تلك الحرب، وإرتجفت قلوبنا من هول ما مررنا، إذًا كيف حال من يعيشون تلك الأحداث يوميًا؟ كيف شعورهم على خسارة أقرب الناس إليهم، وأنا لم أتحمل خسارة صديقي؟ هم شجعان قلوبهم يملأها الأمل والقوة لتحمل تلك الحرب ، والخسائر، ها أنا لم أتحمل خسارة صديقي، ولم أتحمل ما رأته عيناي وإرتجف قلبي من حال الأسرى، إذا كيف يتحملون ما يمرون به؟
أدعوا الله أن يحميهم وأن ينصرهم على أعدائهم.
لـِ ندىٰ العطفي
بيلا. ❝ ⏤Nada Elatfe
❞ آثار الحرب
صراع وتبادل طلقات وظلام دامس يحيط بالمكان وجسد تلو الآخر يسقط إثر الطلقات التي تتبادل بين الطرفين، وفجأة صرخ جندي باسم صديقه الذي سقط صريعًا إثر أحد الطلقات، بينما لاحظ هذا الشخص أن الحلم تكرر مرةً أخرى، وأنه حتى الآن لم يستطع نسيان ما حدث إثر أثار الحرب التى كان جنديًا ملتحقًا بها في ذلك الوقت فزعت زوجته من صراخه، فسألته متى ستنسى وتستطيع أن تنام مرتاح البال حبيبي؛ فأجابها من الصعب أن أنسى كل هذه الأحداث حبيبتي؛ فلقد كانت حرب قاسية خسرنا من خلالها الكثير من الأصدقاء، والأحباء، ومررنا بأوقات صعبة لا نستطيع نسيانها إن قصصتها عليكِ؛ سيرتجف جسدكِ من هول ما رأيناه وما مررنا به يا حبيبتي.
ملك: إن كان هذا سيريحك حبيبي؛ سأسمعك بقلبي؛ لكي يرتاح قلبكَ قليلًا من هول تلك الأحداث.
يزن: نظر لها بأعين تملأها الدموع، وقال قبل سبعة سنوات كنا في مقرنا أنا وسليم ومالك، كانت فرقتنا تتسم بالشجاعة، وكل منا كان يتسم بصفة تجعل من فرقتنا أقوى الفرق، وفي هذا الوقت كانت تدور حرب باردة بيننا، وبين الأعداء، كان يطلق علينا فرقة الأسود، وفي أحد الأيام جاءنا أمر بإلحاقنا في تلك الحرب الباردة، وكان سليم معترض على ذلك، ويسأل لما نلتحق بأحداث الحرب هذه، ألا تكفيهم المهمات التي نلتحق بها؟
مازن: أتسأل لماذا؟ نحن فرقة الأسود يا بني، إذا نحن لم نلتحق؛ فمن سيلتحق؟
سليم: لم يمر على آخر مهمة يوم، وكنت أود أن أزور عائلتي، وأفضي معهم بعض الوقت.
يزن: أتفق معكَ سليم؛ لكن هذا واجبنا؛ لنعتبرها مهمة، وبإذن الله سننتهي منها على خير، ونعود لعائلتنا من جديد.
مازن: هذه حرب يا سليم، وليست مهمة كمهماتنا التي لها وقت، أنت تود أن تخفف هول الموقف، لكن نحن نعلم بما سنمر به .
سليم: هذ أمر، ويجب علينا تنفيذه، وهذا النقاش لن يفيدنا، فقط الآن لنذهب ونقضي مع عائلتنا بعض الوقت ونستعد لما هو آتٍ.
لم نكن نعلم ما سنمر به بعد ذلك اليوم، وما سنراه في هذا الوقت.
في صباح اليوم التالي.
استعد كلٍ منا، والتقينا في المقر، وذهبنا لنلتحق مع جنود الحرب.
في المساء
بلغنا خيم جنود الحرب، وتعرفنا على الأصدقاء.
محمد أحد الجنود: يكفي تعارف الآن؛ لترتاحوا الآن؛ فمن أحداث اليوم نستطيع أن نقول أن اليوم هدنة.
يزن: الحمد لله، إذن سنذهب لنرتاح؛ لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي الأنفس، لم تمر ساعتان على وجودنا، وسمعنا إطلاق نار، وإنفجارات تحيط بالمكان.
سليم: بصوت مصدوم . ماذا يحدث؟
مالك: هل هذا سؤال، بدأت الحرب ، هيا لنلتحق بهم.
سليم: بدأنا دون أن نرتاح.
في هذا الوقت وهذه الساعات التي تبدوا سريعةً للبعض في أماكن أخرى، كانت عندنا تمر بصعوبة بسبب ما نراه أصدقاء يسقطون أثر الطلقات وإنفجارات تقضي علينا من حيث لا ندري، ومشاحنات القلب لا يتحملها.
وظل تبادل الطلقات بيننا إلى أن قضينا على معظم جنود العدو؛ فجعل من الجنود الأخرى أن ينسحبوا الآن، وهكذا مضت أول ليلة لنا .
في الصباح
إجتمعنا مع قائد الفرقة
الرائد أحمد: تشرفنا بكم يا فرقة الأسود.
يزن: تشرفنا بك أيها الرائد.
الرائد أحمد: جئنا بكم إلى هنا؛ لأننا نود أن نقتحم مقر العدو، وأن نحرر الأسرى من براثين العدو.
يزن: وما الخطة؛ لإنقاذ الأسرى؟
الرائد أحمد: نظر إلى اللوحة الملتصقة بالمكتب، وبدأ أحمد يشرح الخطة ليزن وأصدقائه، وبعد شرح الخطة نظر أحمد ليزن وسأله هل اتضحت الخطة الآن؟
يزن: نعم كل شيء على ما يرام، نظر يزن لأصدقائه وسألهم إذًا متى سنبدأ بتنفيذ الخطة؟
سليم: بعد أن ندرب الجنود على الخطة المرسومة.
مالك: إذًا أمامنا أسبوع لنبدأ بتنفيذ الخطة.
وفي هذا الاسبوع مناوشات ليلية وصباحية وتدريبات في ظل هذه المناوشات، وتدريبات في منتهى السرية، ومرَّ الأسبوع بخسائر وتدريبات شاقة على الجنود.
في صباح اليوم التالي
يوم الإقتحام
يزن: أيها الجنود اليوم مهمتنا ليست بالمستحيلة، صعبة قليلًا، لكن نحن استعددنا لها، وسننقذ جنودنا من الأسر اليوم، مستعدون أيها الجنود؟
الجنود بصوت واحد مستعدون
وبصوت واحد رددوا الشهادة وبدأوا المهمة.
بلغ يزن وجنوده مقر العدو، فأشار يزن بالفريق الأول بالهجوم، وبدأت الحرب، وأشار للفريق الثاني بدعم الفريق الأول، وذهب بالجنود الذين معه بإقتحام المقر، ويتسحب يزن والجنود لإنقاذ الأسرى، وحدثت مناوشات وقتال داخل المقر إلى أن بلغ سجن الأسرى، وهنا كانت الصدمة لجمت يزن وأصدقائه والجنود، حال أصدقائهم يُرثىٰ لها، المكان مليىء بالدماء، منهم من تخترق أجسادهم المسامير وأثار الملح على جروحهم، ومنهم أيديهم مثبتة بحبال مثبتة بالسقف، وأثار الجلد على أجسادهم، ومنهم من تعذبوا بالكهرباء، ومنهم من كثرة التعذيب فقدوا عضو من أجسادهم؛ فلقد صرخ قلبي من هول المنظر، وصرخت روحي لأجلهم، ودمعت عيناي، حاولت أن أظهر صوتي صارمًا، وأمرت الجنود بإنحلال قيد الأسرى، وبينما كنا ننقذ الأسرى، ونغادر المكان تشابكنا مرةً أخرى، وبينما أوشكنا على المغادرة جاء فرقة من العدو، وتبادلنا الطلقات، فأصابت إحدى الطلقات سليم صديقي؛ فسقط صريعًا إثرها، وهنا لجمت الصدمة قلبي، وإنتهت المهمة بإنقاذ الأسرى، وخسارة أعز صديق لقلبي.
في صباح اليوم التالي
الرائد أحمد: أحسنتم يا يزن، ونأسف لخسارة صديقنا سليم.
يزن: بصوت يملأه الحزن وكاد أن يبكي، لقد أصبح من الشهداء أيها الرائد.
الرائد أحمد: تشرفنا بكم.
يزن: إلى اللقاء.
وبعد تلك المهمة ، استقلت من عملي، واستقال مالك ؛ فكيف سنستمر بعد خسارتنا لسليم، سليم لم يكن فقط صديقنا؛ بل كان أخونا قضينا أوقاتًا رائعةً معًا، ودائمًا كان روح فرقتنا يا ملك؛ فكيف لنا أن نستمر؟ وبدأت الدموع تهطل من عيناه.
ملك: بينما كانت تُربت على كتف يزن، لنقرأ له الفاتحة يزن .
يزن بشبه ابتسامة: حاضر
ملك: إذًا يزن باشا اكتئب، ولن يفي بوعده، ويخرجني للملاهي.
يزن بصدمة: أنا، فابتسم لحنو رفيقة دربه، وطريقتها للتخفيف عنه المصاعب، لن ينكر أنه إرتاح كثيرًا بالحديث معها.
ملك: أين ذهبت مني؟ يزن.يزن.
يزن: سنذهب يا ملك، وسيكون أجمل يوم لنا يا حبيبتي.
يزن في قلبه خسرنا الكثير في تلك الحرب، وإرتجفت قلوبنا من هول ما مررنا، إذًا كيف حال من يعيشون تلك الأحداث يوميًا؟ كيف شعورهم على خسارة أقرب الناس إليهم، وأنا لم أتحمل خسارة صديقي؟ هم شجعان قلوبهم يملأها الأمل والقوة لتحمل تلك الحرب ، والخسائر، ها أنا لم أتحمل خسارة صديقي، ولم أتحمل ما رأته عيناي وإرتجف قلبي من حال الأسرى، إذا كيف يتحملون ما يمرون به؟
أدعوا الله أن يحميهم وأن ينصرهم على أعدائهم.
لـِ ندىٰ العطفي
بيلا. ❝
❞ قامت إسرائيل بقوة 3 لواءات مدرعة ولواء مشاة ميكانيكي بتوجيه ضربة مضادة ذات شعبتين على الجانب الأيمن للجيش الثانى ( ضد قوات الفرقة 16 مشاة ) ، ثم الاستيلاء على النقطتين القويتين بالدفرزوار ، والاستيلاء على رأس كوبري صغير فى المنطقة تم تدعيمه فورا ببعض الدبابات البرمائية وإبرار جوى بالهليكوبترات. ❝ ⏤محمد عبد الحليم أبوغزالة
❞ قامت إسرائيل بقوة 3 لواءات مدرعة ولواء مشاة ميكانيكي بتوجيه ضربة مضادة ذات شعبتين على الجانب الأيمن للجيش الثانى ( ضد قوات الفرقة 16 مشاة ) ، ثم الاستيلاء على النقطتين القويتين بالدفرزوار ، والاستيلاء على رأس كوبري صغير فى المنطقة تم تدعيمه فورا ببعض الدبابات البرمائية وإبرار جوى بالهليكوبترات. ❝
❞ يومًا ما - عندما أجمع المادة العلمية الكافية - سوف أكتب دراسة علمية أكاديمية رصينة عن العلاقة بين حفلات الزفاف حول حمامات السباحة وارتفاع معدلات الطلاق. لا أريد أن أكون غراب بين لكني لا أتوقع انسجام الزوجين متى رأيت أن الزفاف يُعقد حول حمام سباحة في ناد. سوف يكون بحثًا علميًا مهمًا يبلغ عدد صفحاته نحو مائتي صفحة من القطع المتوسط، وسوف تفرد له مجلة لانست العالمية عددًا كاملاً..
لكن حتى تأتي تلك اللحظة سأكتفي بسرد القصة التي جعلتني أتنبه لهذا ..
رانية كانت فاتنة كليتنا. أعتقد أن كل طالب في الكلية قد حلم بأن يعطيها زهرة .. أما الطلاب الأكثر وقاحة وثراء فكانوا يحلمون بأن تعطيهم هي زهرة ..
رانية كانت فاتنة كليتنا وكانت كذلك صديقتي .. السبب كما قالت هو إنني الإنسان المحترم الوحيد الذي لم يسبل عينيه ويعلن أنه يهيم بها. بهذه العبارة وضعت سدادة من الفلين على فمي كأنني زجاجة زيت تموين، ولم يعد واردًا بأي شكل أن أظهر لها ما أخفيه ..
في السنة النهائية تقدم لرانية عريس ثري أمضى معظم حياته في الخارج، وقد قبلت الزواج منه لأنها بالطبع لن تقبل بأي واحد من هؤلاء المتشردين زملائها في الكلية. ودعتني مع مجموعة من الأصدقاء فتيات وفتيان إلى الزفاف...
ذهبنا في الموعد المقرر إلى النادي لنجد مشهدًا من ألف ليلة وليلة.. حمام السباحة يسبح في الأضواء الملونة، على حين تطفو فوق الماء بالونات وورود.. وهناك فتيات صغيرات كالفراشات يتواثبن هنا وهناك بينما الفرقة تعزف لحنًا راقيًا ..
المشكلة الوحيدة هي الهاموش، والهاموش هي تلك الحشرة الدقيقة المزعجة التي تطير حولك وتلدغ أنفك فتعطس، أو تلدغ عينيك فتدمعا، أو تلدغ جلدك فتهرش .. لابد من الكثير من الهاموش مع مياه الحمام والإضاءة الليلية ..
كان العريس كما توقعته.. هو يفوقها سنًا بعشر سنوات على الأقل، ووغد متشكك تعلم أن كل الناس الأوغاد مثله لابد من التعامل معهم بحذر. وعندما رآنا نجلس قرب الكوشة راح ينظر لنا في كراهية .. زملاء زوجته في الكلية الذين يماثلونها عمرًا .. هؤلاء الأوغاد .. ليس منهم واحد بالطبع إلا وقد حلم بأنه تزوجها هو أو ربما حلم بما هو أسوأ ..
راح ينظر لنا في مقت شديد ولسان حاله يقول: انتهت اللعبة يا أنذال .. هذه الحسناء لي أنا وحدي وعليكم أن تعودوا لبيوتكم لتعبثوا في أنوفكم وتناموا مبكرًا .. أخيرًا جاء وقت الانصراف، وهكذا مشينا في صف لنصافح الزوجين مهنئين .. العريس يصافح كل واحد منا بينما رانية تقدمه له.. هذا ماجد وهو صديق مخلص .. تشرفنا يا سيد ماجد .. وهذا عصام وهو صديق نبيل .. تشرفنا يا سيد عصام ..
العريس يحتقن ووجهه يحمر ويحمر .. كل هؤلاء يحبونها ؟..
أخيرًا اقترب دوري فضممت سترتي وتوجهت لأصافحه، هنا اخترقت عيني تلك اللدغة من هاموشة وقحة متحمسة ..
أخرجت المنديل ومسحت عيني، لكنها ظلت تدمع بلا انقطاع وأدركت أنها بالتأكيد حمراء كالطماطم. على هذه الصورة دنوت لأصافح العريس .. عين حمراء ودموع تسيل بلا انقطاع ومنديل في يدي .. دعك من تلك الرعشة العصبية التي أصابت زاوية فمي من الألم ..
ـ""أحمد ... صديق نادر ..""
مددت يدي أصافح الرجل وأنا انشق بأنفي لأمنع المخاط من أن يسيل. رأيته يصافحني قد ازدحمت الشكوك على وجهه حتى لم يبق موضع لقدم. صديق زوجته قبل الزواج يأتي ليهنئها في حفل الزفاف دامع العينين متقرح الجفنين .. ما معنى هذا ؟
لابد أنه تذكر (ورد) زوج ليلى العامرية الذي لم يجد حلاً لحب زوجته لقيس سوى أن يقول للأخير: ""أنت حبيب القلب والزوج أنا.."" ، ولابد أنه توقع أن اصعد إلى المسرح لأغني: ""حبيبها لست وحدك .. حبيبها أنا قبلك .. وربما جئت بعدك .. وربما كنت مثلك !""
هكذا ظل يراقبني في شك مجنون ووجهه أحمر كالطماطم المغتاظة، وظلت عيناه تتبعانني حتى وأنا أبتعد .. على باب النادي نظرت فوجدته ما زال ينظر لي ..
حسن .. أنت تعرف ما حدث بعد شهرين .. لقد طلقت رانية .. لست مغرورًا فأزعم أنني كنت السبب الوحيد لكن لا تنكر أنني كنت ما يمكن تسميته (مسمار في نعش العلاقة الزوجية)..
هل السبب أنه مجنون ؟.. أم السبب هي تلك الهاموشة اللعينة ؟.. أم السبب هو حمام السباحة ؟.. لم أكون رأيًا عامًا بعد ، لكني أعدك بتقديم هذا الرأي ضمن الدراسة الأكاديمية المعقدة التي أنوي كتابتها يومًا ما عن علاقة حمامات السباحة بالطلاق.
. ❝ ⏤أحمد خالد توفيق
❞ يومًا ما - عندما أجمع المادة العلمية الكافية - سوف أكتب دراسة علمية أكاديمية رصينة عن العلاقة بين حفلات الزفاف حول حمامات السباحة وارتفاع معدلات الطلاق. لا أريد أن أكون غراب بين لكني لا أتوقع انسجام الزوجين متى رأيت أن الزفاف يُعقد حول حمام سباحة في ناد. سوف يكون بحثًا علميًا مهمًا يبلغ عدد صفحاته نحو مائتي صفحة من القطع المتوسط، وسوف تفرد له مجلة لانست العالمية عددًا كاملاً.
لكن حتى تأتي تلك اللحظة سأكتفي بسرد القصة التي جعلتني أتنبه لهذا .
رانية كانت فاتنة كليتنا. أعتقد أن كل طالب في الكلية قد حلم بأن يعطيها زهرة . أما الطلاب الأكثر وقاحة وثراء فكانوا يحلمون بأن تعطيهم هي زهرة .
رانية كانت فاتنة كليتنا وكانت كذلك صديقتي . السبب كما قالت هو إنني الإنسان المحترم الوحيد الذي لم يسبل عينيه ويعلن أنه يهيم بها. بهذه العبارة وضعت سدادة من الفلين على فمي كأنني زجاجة زيت تموين، ولم يعد واردًا بأي شكل أن أظهر لها ما أخفيه .
في السنة النهائية تقدم لرانية عريس ثري أمضى معظم حياته في الخارج، وقد قبلت الزواج منه لأنها بالطبع لن تقبل بأي واحد من هؤلاء المتشردين زملائها في الكلية. ودعتني مع مجموعة من الأصدقاء فتيات وفتيان إلى الزفاف..
ذهبنا في الموعد المقرر إلى النادي لنجد مشهدًا من ألف ليلة وليلة. حمام السباحة يسبح في الأضواء الملونة، على حين تطفو فوق الماء بالونات وورود. وهناك فتيات صغيرات كالفراشات يتواثبن هنا وهناك بينما الفرقة تعزف لحنًا راقيًا .
المشكلة الوحيدة هي الهاموش، والهاموش هي تلك الحشرة الدقيقة المزعجة التي تطير حولك وتلدغ أنفك فتعطس، أو تلدغ عينيك فتدمعا، أو تلدغ جلدك فتهرش . لابد من الكثير من الهاموش مع مياه الحمام والإضاءة الليلية .
كان العريس كما توقعته. هو يفوقها سنًا بعشر سنوات على الأقل، ووغد متشكك تعلم أن كل الناس الأوغاد مثله لابد من التعامل معهم بحذر. وعندما رآنا نجلس قرب الكوشة راح ينظر لنا في كراهية . زملاء زوجته في الكلية الذين يماثلونها عمرًا . هؤلاء الأوغاد . ليس منهم واحد بالطبع إلا وقد حلم بأنه تزوجها هو أو ربما حلم بما هو أسوأ .
راح ينظر لنا في مقت شديد ولسان حاله يقول: انتهت اللعبة يا أنذال . هذه الحسناء لي أنا وحدي وعليكم أن تعودوا لبيوتكم لتعبثوا في أنوفكم وتناموا مبكرًا . أخيرًا جاء وقت الانصراف، وهكذا مشينا في صف لنصافح الزوجين مهنئين . العريس يصافح كل واحد منا بينما رانية تقدمه له. هذا ماجد وهو صديق مخلص . تشرفنا يا سيد ماجد . وهذا عصام وهو صديق نبيل . تشرفنا يا سيد عصام .
العريس يحتقن ووجهه يحمر ويحمر . كل هؤلاء يحبونها ؟.
أخيرًا اقترب دوري فضممت سترتي وتوجهت لأصافحه، هنا اخترقت عيني تلك اللدغة من هاموشة وقحة متحمسة .
أخرجت المنديل ومسحت عيني، لكنها ظلت تدمع بلا انقطاع وأدركت أنها بالتأكيد حمراء كالطماطم. على هذه الصورة دنوت لأصافح العريس . عين حمراء ودموع تسيل بلا انقطاع ومنديل في يدي . دعك من تلك الرعشة العصبية التي أصابت زاوية فمي من الألم .
ـ""أحمد .. صديق نادر .""
مددت يدي أصافح الرجل وأنا انشق بأنفي لأمنع المخاط من أن يسيل. رأيته يصافحني قد ازدحمت الشكوك على وجهه حتى لم يبق موضع لقدم. صديق زوجته قبل الزواج يأتي ليهنئها في حفل الزفاف دامع العينين متقرح الجفنين . ما معنى هذا ؟
لابد أنه تذكر (ورد) زوج ليلى العامرية الذي لم يجد حلاً لحب زوجته لقيس سوى أن يقول للأخير: ""أنت حبيب القلب والزوج أنا."" ، ولابد أنه توقع أن اصعد إلى المسرح لأغني: ""حبيبها لست وحدك . حبيبها أنا قبلك . وربما جئت بعدك . وربما كنت مثلك !""
هكذا ظل يراقبني في شك مجنون ووجهه أحمر كالطماطم المغتاظة، وظلت عيناه تتبعانني حتى وأنا أبتعد . على باب النادي نظرت فوجدته ما زال ينظر لي .
حسن . أنت تعرف ما حدث بعد شهرين . لقد طلقت رانية . لست مغرورًا فأزعم أنني كنت السبب الوحيد لكن لا تنكر أنني كنت ما يمكن تسميته (مسمار في نعش العلاقة الزوجية).
هل السبب أنه مجنون ؟. أم السبب هي تلك الهاموشة اللعينة ؟. أم السبب هو حمام السباحة ؟. لم أكون رأيًا عامًا بعد ، لكني أعدك بتقديم هذا الرأي ضمن الدراسة الأكاديمية المعقدة التي أنوي كتابتها يومًا ما عن علاقة حمامات السباحة بالطلاق. ❝