█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ “إن ˝ هتلر ˝ وصل إلى الحكم عن طريق الشعب نفسه ثم تحول بعد ذلك إلى ˝ ديكتاتور ˝ , وكذلك فعل كثيرون من الحكام المستبدين هناك .
أما عندنا فالحكام يظهرون فجأة ˝ كالنبات الشيطاني ˝ لا تعرف كيف ظهر ولا من تعهده ؟ .
وتنام الشعوب ليلها , وتصحو نهارها , وهى ترمق حكامها كما يمرق المحزون القدر الغالب , أو كما يحمل المفجوع المصيبة الفادحة .
وقلما تألفت حكومة ينظر إليها الشعب كما ينظر إلى مرآة فيجد فيها صورته , حتى أصبح الشذوذ قاعدة , وحتى أصبح العامة يستغربون العدالة ويألفون المظالم .” . ❝
❞ آفة التدين من قديم
الإكتراث بالشكل دون الموضوع *
كنت يوماً في معمل الفيزياء !وشاهدت المغناطيس وهو يمر فوق ذرات ـ بودرة من الحديد ـ ورأيت الذرات تنتظم سطوراً مطردة مدهشة، إن عمل الإيمان في قوى البشر ومواهبهم هو عمل هذا المغناطيس.
أي أن الإيمان يمنع الفوضى والتشويش والتسيب، ويقيم نظاماً خلقياً دقيقاً يصوغ الفرد والجماعة في أوضاع محكمة، إن المرء المحبوس داخل رغباته لا يعرف غيرها، ولا يبالي بشرع ولا وضع، هو وحش مقنع.
وقد وصف القرآن حياته الداخلية والخارجية ـ أعني النفسية والاجتماعية ـ بهذه الكلمات { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا } .
نعم.. لقد انفرط أمره كله، كعقد انقطع خيطه، وانتثرت حباته فما يدرى أين ضاعت؟ والإسلام ـ وهو فطرة الله في الأنفس ـ يريد حماية الإنسانية من هذا التدني، فماذا صنع؟
إن أنواع الكمال كثيرة، وقد علمنا أنها لا تنشأ ارتجالاً، و لكنها تتكون علي مكث، ومع عوامل متراخية.
فإذا كان اكتمال الإنسان يحتاج مثلاً إلي أخلاق النظافة والإخلاص والنظام، وأنه لا يطهر جسدا وروحا إلا بما يغرسها في كيانه، فلتربط هذه الأخلاق بالصلوات الخمس المكتوبة علي كل نفس ليلا ونهار ا!!
وجه يغسل خمس عشرة مرة كل يوم، لم لا يكون وضيئا؟ إنسان يعرض قلبه علي ربه طرفي النهار وزلفا من الليل،
لم لا يكون مخلصا ؟
مجتمع تصطف فيه المناكب والأقدام، وتطلب لهذا الصف مرارا في الساعة كذا والدقيقة كذا، لم لا يكون منظما؟
والصبر والأمانة والرفق والتحمل والبشاشة أخلاق لا بد منها للبناء الإنسانى السليم في الفرد والجماعة، فلتربط هذه الأخلاق ـ إلي جانب الصلاة ـ بالصوم وما يوحي به من عفة وتماسك وانضباط..
ولا نسترسل في سرد الفضائل واحدة واحدة، ولا فيما يغرسها بأعماق النفس والمجتمع.
وإنما ننبه إلي شئ مهم بالغ الخطر، هو أن تحول العبادات إلي رسوم ظاهرة، وإلي صور من الغيبيات التي يؤديه الناس دون وعي، قاتل لهذه العبادات ومبطل لآثارها..
وهذا التحول غير مستغرب عندما يهبط الوعى من منطقة حاشية الشعور إلي منطقة شبه الشعور.. فإن أغلب الناس عندئذ يقوم بالعمل وهو سارح الذهن أو شبه مخدر..!!
ونحن ندرى أن هناك من يصلي ولا تنهاه صلاته عن سوء القول والعمل ومن يصوم فلا يتعلم من صومه الاقتصاد في الضرورات والمرفهات.. وآفة التدين من قديم الاكتراث بالشكل دون الموضوع.
•••الغزالى عليه رحمة الله•••
•••الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر••• . ❝
❞ “. ﺗﺄﻣﻠﺖ ﻓﻰ ﻗﺼﺔ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﺍﻟﻤﻐﺮﻭﺭ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺠﻨﺘﻴﻦ٬ ﺍﻟﺬﻯ ﺃﻏﺮﺍﻩ ﺛﺮﺍﺅﻩ ﺑﺎﻟﺘﻄﺎﻭﻝ ﻭﺍﻟﻜﻔﺮ! ﻓﺨﺬﻟﻪ ﺍﷲ٬ ﻭﺩﻣﺮ ﺟﻨﺘﻴﻪ٬
ﻭﺃﻣﺴﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻐﻨﻰ ﻫﺎﻟﻜﺎ٬ ﻻ ﻳﺠﺪ ﺃﻯ ﺷﺊ٬ ﻭﺃﺧﺬ ﻳﺼﻴﺢ ”ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻳﺎ ﻟﻴﺘﻨﻲ ﻟﻢ ﺃﺷﺮﻙ ﺑﺮﺑﻲ ﺃﺣﺪﺍ
ﻭﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﻓﺌﺔ ﻳﻨﺼﺮﻭﻧﻪ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﷲ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﺘﺼﺮﺍ ”. ﺳﺄﻟﺖ ﻧﻔﺴﻰ: ﺑﻤﻦ ﺃﺷﺮﻙ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻣﻊ ﺍﷲ؟
ﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ ﻓﻰ ﺳﺮﺩ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﺳﻢ ﺻﻨﻢ ﻣﻌﺒﻮﺩ٬ ﺃﻭ ﺟﺒﺎﺭ ﻳﻌﺘﺰ ﺍﻷﻏﺮﺍﺭ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء
ﺇﻟﻴﻪ..! ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺍﻟﻌﺎﺟﻞ: ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺻﻨﻤﻪ٬ ﻭﺇﻟﻬﻪ ﻫﻮﺍﻩ!! ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻱ٬ ﺃﻥ
ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺻﻮﺭﺓ ﺗﻨﺤﺖ٬ ﺃﻭ ﺭﺋﻴﺲ ﻳﺘﻔﺮﻋﻦ..
ﻳﻜﻔﻰ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮء ﻓﺎﺭﻍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﻦ
ﺍﷲ٬ ﻓﺎﺭﻍ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻣﻦ ﺍﷲ٬ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺸﻬﻮﺍﺗﻪ ﻭﺣﺪﻫﺎ٬ ﻳﺬﻛﺮ ﺩﻧﻴﺎﻩ٬ ﻭﻳﺠﺤﺪ ﺁﺧﺮﺗﻪ ٬ ﻳﻨﻄﻠﻖ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﺍﻧﻄﻼﻕ ﺍﻟﻮﺣﺶ ﻓﻰ ﺍﻟﻐﺎﺏ٬ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ ﺇﻻ ﻧﺪﺍء ﻏﺮﺍﺋﺰﻩ ﻭﺣﺴﺐ. ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻛﻔﺮﺍ ﻓﻤﺎ ﺍﻟﻜﻔﺮ” . ❝
❞ “ﻭﻟﻤﺎ ﻛﻨﺖ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻋﺎﺓ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺈﻧﻰ ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺑﺄﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﻘﺎﺋﻘﻪ٬ ﻭﺃﻥ ﺩﻋﺎﺓ ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻛﻼﻣﺎ ﻳﺴﺘﻐﺮﺑﻪ ﺃﻭﻟﻮ ﺍﻷﻟﺒﺎﺏ ﺣﺘﻰ ﺷﺎﻉ ﺃﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺣﻔﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﺎﻡ ﺍﻟﻤﺘﺮﻓﻴﻦ ﺗﻌﻴﺶ ﻭﺳﻂ ﺃﻣﻢ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻷﻛﻞ٬ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ ﻭﻻ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻹﺑﺪﺍﻉ.
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻠﻔﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﻠﻚ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﻧﺴﺨﺮﻫﺎ ﻓﻰ ﺧﺪﻣﺔ ﻣﺜﻠﻪ ﻭﺃﻫﺪﺍﻓﻪ٬ ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻨﺎ ﺑﺎﻟﺪﻧﻴﺎ. ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﻣﺮﻧﺎ ﺑﺈﺻﻼﺡ ﺃﺟﺴﺎﺩﻧﺎ ﻛﻰ ﻧﻄﻮﻋﻬﺎ ﻟﺨﺪﻣﺔ ﻋﺰﺍﺋﻤﻨﺎ ﻭﺁﻣﺎﻟﻨﺎ ﻓﻘﻠﻨﺎ: ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﺘﺤﺐ ﺍﻟﻬﺰﺍﻝ ﻭﺍﻟﺨﻔﻮﺕ ﻭﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮ..
ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻳﺄﻣﺮﻧﺎ ﺑﺤﺪﺓ ﺍﻟﻨﻈﺮ٬ ﻭﻋﻤﻖ ﺍﻟﻔﻜﺮ٬ ﻭﻧﺤﻦ ﻧﺘﺮﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮ ﻳﺬﻭﻯ٬ ﻣﻜﺘﻔﻴﻦ ﺑﺘﻼﻭﺍﺕ ﻭﺃﺫﻛﺎﺭ ﻻ ﻓﻘﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﻻ ﺗﺪﺑﺮ ﻣﻌﻬﺎ.. ﺇﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻛﻠﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺠﺪﻭﻯ ﻣﻊ ﺳﻘﻢ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻭﻋﻮﺝ ﺍﻟﻔﻄﺮﺓ..ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻬﻮﻟﻬﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻷﻟﻴﻢ٬ ﻭﻳﻘﺮﺭﻭﻥ ﺍﻟﺘﻮﺑﺔ٬ ﻳﺴﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺫﺍﺗﻪ ﺍﻟﺬﻯ ﻗﺎﺩ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ...ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ٬ ﻭﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻬﺎ٬ ﻭﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻨﻬﺎ! ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﺳﻠﻔﻨﺎ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ. ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﻮﺳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﻫﺪﺍﻩ٬ ﻣﻊ ﺿﻤﻴﻤﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺍﺕ٬ ﺍﻟﺘﻰ ﺗﺰﻛﻰ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪ ﻣﻌﺎ٬ ﻭﺗﺼﻠﺢ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﺟﻤﻴﻌﺎ... ﺇﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻨﺎ: ﺍﺗﺮﻛﻮﺍ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻋﻴﺸﻮﺍ ﻓﻰ ﻛﻮﻛﺐ ﺁﺧﺮ! ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﺍﷲ ﻟﻨﺎ: ”ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺧﻠﻖ ﻟﻜﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺟﻤﻴﻌﺎ ”. ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻨﺎ: ﺍﺯﻫﺪﻭﺍ ﻓﻰ ﺧﻴﺮﺍﺕ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺗﺮﻓﻌﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﺭﺗﻔﺎﻗﻬﺎ ﻟﺘﻜﻮﻧﻮﺍ ﺃﺩﻧﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻼﺋﻜﺔ..! ﺑﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﻨﺎ: ”ﻳﺎ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻛﻠﻮﺍ ﻣﻦ ﻃﻴﺒﺎﺕ ﻣﺎ ﺭﺯﻗﻨﺎﻛﻢ ﻭﺍﺷﻜﺮﻭﺍ ﷲ ﺇﻥ
ﻛﻨﺘﻢ ﺇﻳﺎﻩ ﺗﻌﺒﺪﻭﻥ ” . ❝