❞ جثة في الغرفة 116
قصة قصيرة
ذات صباح وفي أحد الفنادق الشامخة و الذي يتميز بالطراز الكلاسيكي القديم المطلة علي البحر إذ تدوى صرخة كالرعد من إحدى الغرف ؛كانت تلك الصرخة للسيدة روز التي كانت تتجول في حمام السباحة بلباس البحر كعادتها باكرا و الذي يسبق وصول الشاي الذي تحتسيه في الصباح .
و عند عودتها إلي غرفتها دخلت لتأخذ حماما دافئا كالعادة لم تتوقع روز وجود جثة في حمام غرفتها فانفجرت في الصراخ وهي تنظر إلي جثة هذه السيدة الغارقة في الدماء سيدة
في العقد الثالث من عمرها شقراء شعرها مصبوغ و كان مصفف علي وجهها علي شكل حلقات و التواءات؛ وجهها مشوها لدرجة يصعب التعرف عليها؛ كانت ترتدي ملابس مبهرجة فتسمرت و تعالت صراخاتها مدوية للمكان ليهرع إليها رجال الأمن لاكتشاف ما حدث .
قاموا بطرق الباب ومازالت تصرخ و تستغيث فدخلوا الغرفة و أسرعوا إلى صوت الصراخ إلي الحمام فكانت السيدة روز يرتعش جسدها و العرق يتصبب بغزارة ليغشي عليها من هول ما رأت.
قام أحد رجال الأمن بحملها و وضعها علي الفراش محاولا أفاقها و قام الاخر بإبلاغ مدير الفندق بوجود جثة ليتم الأتصال بالشرطة لتستفيق روز و تحاول فتح عينيها ببطء فحدقت في رجال الشرطة الذين انتشروا في المكان بأكمله و قالت :
لا أعلم شيء ..فأنا ... فلاحقها الضابط قائلا:
أهدي من فضلك سيدتي لأستطيع فهم كل شيء
و أريدك أن تحكي لي كل شيء بالتفصيل.
فقالت السيدة روز بصوت مختنق:
أنا مرتبكة لدرجة أنني لا أعلم ماذا أقول .فقدماي لا يقويان علي حملي و لا أستطيع النهوض من مكاني.
فنظر إليها الضابط قائلا:
أهدئي ... أهدئي يا سيدتي من فضلك فأنا هنا من أجل المساعدة و اكتشاف الحقيقة .
اعتدلت السيدة روز جالسة في فراشها
وقصت على الضابط ما حدث منذ بدء يومها ثم اضافت وعند دخولي رأيت تلك الجثة لا أعلم لمن ! أو من أين أتت.
فرماها الضابط بنظرات ثاقبة وقال:
أيوجد أحد معك في الغرفة؟
السيدة روز نافية:
كلا ياسيدي فأنا بمفردي .
وأثناء ذلك يلهث شخص عبر الممر ليحاول الاطمئنان علي السيدة روز ليقطع سيره أحد أفراد الأمن قائلا:
\"آسف سيدي ولكن غير مسموح لأي شخص بالدخول إلي هنا بأوامر من الرائد\".
فرمقه ذلك الشخص بغضب شديد وقال:
هذا هراء... كيف ذلك وأنا والد روز وأريد الاطمئنان عليها أفسح لي الطريق من فضلك؛ ومد يده ببطاقته الشخصية فألقي الأخر نظرة عليها وعندما تأكد من صحة حديثه أفسح له الطريق وهو يقول له :
لا يجب لمس أي شيء؛ او الأمساك بأي شيء في اي حال.
فهز رأسه بالإيجاب ودخل وبمجرد دخوله التفت إليه الضابط قائلا:
من أنت ؟ ومن أذن لك بالدخول.
فحدق فيه والد روز يفزع وقال:
سيدي أنا أريد الاطمئنان علي ابنتي ليس أكثر.
فاقترب منه الضابط قائلا:
هي بخير وها هي أمامك ولكن غير مسموح لوجودك الآن؛ تفضل بالخارج رجاءا.
فنظر والدها إليها وهي تصوب نظراتها إليه بعيون متورمتان من كثرة البكاء ثم صوب الوالد نظره إلي الحمام وكاد أن ينصرف فأوقفه الضابط قائلا:
قف من فضلك أريد التحدث إليك.
تسمر الرجل مكانه وكأنه قد ثبت في الأرض وهو يرمق الضابط بهول ثم نطق بالأخير :
تحت أمرك سيدي .
فاقترب الضابط منه قائلا:
كيف علمت بالخبر وهو لم يمر عليه اكثر من ساعة ؟!
توتر الآخر قليلا ثم قال:
لقد علمت بما حدث بعد قدومي مباشرة فلا حديث في الفندق غير هذا الحدث .
رمقه الضابط بنظره أسكتته وتحدث بلهجة حادة :
ما سبب قدومك ؟
__جئت للاطمئنان على ابنتي والحديث معها .
فصمت الضابط لبضع ثوان ثم قال:
الحديث معها!! فيما كنت تريد الحديث معها فيه؟!
__أبدا سيدي كنت أود حل مشكلة ما نشبت بينها وبين زوجتي مما أدت إلي تركها للمنزل والعيش في ذلك الفندق .
فهز الضابط رأسه وقد تقوس فمه وقال:
جميعنا يعلم أنه من الصعب تصديق ما حدث؛ أعتقد أن مثل هذه الأشياء لا تحدث إلا في القصص والروايات فقط أن نكتشف وجود جثة في الحمام الخاص بغرفة ابنتك!
__ بالتأكيد سيدي أنه أمر غريب ولكن هل علمتم لمن تلك الجثة ؟!
قال الضابط :
أنها لسيدة شقراء . سيدة شقراء جميلة ألم أقل لك أن الأمر يشبه الروايات . أنها سيدة غير مألوفة..
لم يمر حديث المحقق علي والد روز بالأمر اليسير
فابتلع ريقه بصعوبة بالغة وقال:
ما يشغلني هو كيف قتلت ومن أتى بها لغرفة ابنتي!
المحقق وهو يرمقه بحدة:
وهذا ما سأكتشفه؛ سيدي عليك الانتظار بالخارج رجاءا.
فهز رأسه بالإيجاب وخرج مسرعا من أمامه.
فالتفت المحقق إلي مدير الفندق قائلا:
من سوء حظك أن جريمة القتل في فندقك وهذا ما سيجعل الأمر يسير في اتجاه آخر.
والآن ما الذي تعرفه عن تلك الجثة ؟
فتوتر المدير الذي كان علي وشك البكاء وقال:
لا أعرف شيئا عنها؛ لا أعرف شيئا مطلقا. لقد تفاجأت لما حدث أقسم لك .
فتنهد المحقق وقال:
أيوجد نازيلة متغيبة ؟!
مدير الفندق:
لا لم نلاحظ هذا .
بما أنك دخلت ورأيت الجثة أتستطيع التعرف عليها؟
مدير الفندق وقد زاد توتره :
لا ياسيدي لا أعرفها لأول مرة أراها؛ وغير ذلك وجهها من الصعب التعرف عليها
__ أمتأكد من ذلك؟!
__إنني لا أفهم مقصدك من هذا السؤال ياسيدي قالها وصوته يحمل نبرة من الإثارة ثم أردف : \" إنني لم أراها من قبل صدقني \".
تنهد المحقق وقال:
ضع نفسك مكاني؛ جريمة قتل وفي فندق معروف وفي إحدى الغرف ولا أحد يعرفها ولم يتعرف عليها أحد . بمن تبدأ؟
وافقه المدير علي ذلك قائلا:
بالفعل سيدي الأمر مريب وأكيد سأبدأ \"بموظف الإستقبال\"
__بالفعل؛ فهو من يقوم بتسلم وتسليم المفتاح الخاص بكل غرفة .
__ بالتأكيد سيدي ولا أحد يستطيع دخول أي حجرة دون حجرته ولا يستطيع الخروج بدون تسليم المفتاح لموظف الاستقبال.
فهز المحقق رأسه وتبادل النظرات ما بين السيدة روز ومدير الفندق . و لأن الدلائل على مسرح الجريمة معقدة للغاية أمر المحقق بوجود حراسة مشددة واخلاء الغرفة .
فلكشف أي جريمة لا يستخدم المحققون الجنائيون أسلوبا واحدا فقط، وإنما يستخدمون مجموعة أساليب .
فكانت أول خطوة لكشف سر تلك الجريمة هو قياس درجة حرارة الجثة لتقدير وقت الوفاة ثم تحويل الجثة للطبيب الشرعي لبيان سبب الوفاة وارسال وصف دقيق للجثة على كافة مراكز الشرطة لمعرفة طبيعة الإخباريات الملائمة لوصف الجثة والمبلغين عن اختفاءهم .
أما روز فعادت مع والدها منهارة ومنهكة من كثرة الاستجوابات .
فبمجرد دخولها المنزل التفت حولها ثم قالت:
أين الهانم زوجتك ؟!
فاقترب منها الأب وقال:
لا تهتمي بأمرها؛ اهتمي بنفسك فقط فأنت مرهقة جدا وعليك بالراحة حتي نعلم ما نهاية ذلك الكابوس المرعب .
__ وأي كابوسا هذا ؟ سأجن لمن تلك الجثة ومن أتى بها لغرفتي؟! وكيف استطاع دخول الغرفة في غيابي؟!
فتنهد الأب وقال:
كل ما عليك فعله الآن أن تستريح ولا تهتمي إلا بنفسك فقط.
روز وبدت التجاعيد التي خلفتها المعاناة واضحة على وجهها ثم حاولت استجماع نفسها وقالت:
هل هناك أي شيء آخر تضمنته الوصية؟
__ مبلغ بسيط من المال وبعض المجوهرات وسيقصم بالتساوي .
روز وقد زاد علي وجهها الإرهاق:
هل تعتقد أنني عاملتها بخسة . فأنت السبب يا أبي في تلك المشاكل لقد قمت بتقسيم ثروتك عليها هي واهلها وتركت لي مبلغا بسيطا .
__ حبيبتي لقد قضي الأمر ولا تنسي أني انخرط في عملي ولعب الحظ معي وربحت الكثير من وراء استثماراتي ونجحت نجاحا كبيرا فكل شيء أقوم بلمسه كان يتحول الي ذهب أنه الدور الذي لعبه القدر ليعيد الامور الي نصابها .
فأغمضت روز عيناها وفتحتهما ببطء شديد وقالت:
نعم إنه كذلك حقا. ولكن الهانم زوجتك لم تسعد بهذا؛ اللعنة عليها . نصيحتي لك قم بتطليقها فهي لا تصلح لنا وهذا ما قلته لك منذ أن رأيتها من أول مرة.
الاب في غضب:
انتهينا من فضلك أريد أن استرح قليلا واولاها ظهره لينصرف من امامها فأوقفته روز قائلة:
لم تقل لي ياأبي أين هي؟!
فحدق فيها الأب وطال صمته وتصلب جسمه وظهر ذلك جيدا على عضلات وجهه ثم انتقل الأمر إلى العضلات الأخرى في جسمه،وتخشب بالكامل مما أوشكت أن تتوقف وظائفه الحيوية
ظل الأب متصلبا مكانه ثم نظر في الأرض وقال مرتبكا:
-لا تشغلي بالك حبيبتي..
بدت تجاعيد الحيرة تظهر على وجه روز حيث
تساءلت : كيف ذلك ؟ وماذا حدث ؟! أتركت المنزل ؟
استنشق الأب شهيقا وكأنه يقوم بملأ رئتيه ، ليخرجه ببطء في وقت انسدلت جفون عينيه وهو يقول: من فضلك ياروز لا تلحي علي؛ استاذنك فأنا متعب وأنتِ أيضا لابد أن تستريحي؛ فكم كان يوما مرهقا لك أيضا.
تركها مسرعا صوب غرفته . بينما دلفت (روز) غرفتها ، و اهتز الفراش لجسدها الذي القته فوقه باستسلام ،وبمجرد أن دخل الأب غرفته ، إذ به يمسك بهاتفه ويضغط فوق أزراره ،ثم صاح:
-ماذا فعلت ؟
__ أطمئن سيدي لقد نفذت المطلوب مني كما أمرت.
فتنفس والد روز براحة قائلا:
عظيم ... لا أريد أي تجاوزات أفهمت؟
_ نعم سيدي فهمت .
وانهى والد روز المكالمة وهو يضغط فوق الهاتف بقوة وكأنه أراد أن يهشمه حيث قال في نفسه : لم أخطأ في حقك؛ أنت من أراد أن يلعب معي هذا النوع
من اللعب.
________ الفندق _________
انتفض مدير الفندق عن مقعده وكأن عقربا تسلل ليلدغه ، ثم تساءل
في ذهول : كيف ذلك؟! وأين اختفت ؟
__لا أعلم سيدي، ولكن لم ننتبه لغيابها بسبب الحادث وعندما اكتشفنا غيابها قمت بالاتصال بمنزلها، ربما عادت دون علمنا ، وتفاجأت أنها ليست بالمنزل فقد أخبرتني والدتها أنها لم تأت منذ صباح أمس.
رفعت الدهشة أكتاف وحاجب مدير الفندق
وقال وكأنه يعد كلماته : أمرا غريب؟!
__ ليس هذا أغرب ما في الأمر سيدي.
تساءل المدير باهتمام ضابطا للشرطة: ماذا أيضا ؟!
رد الرجل بصوت خافت كجاسوس:
__ ملابس الزينة داخل خزانتها؛ أما اليونيفورم ليس بالخزانة وهذا يعني أنها لم تدرك الفندق بالفعل .
جلس مدير الفندق علي المقعد الأمامي للمكتب وصاح بعصبية
ترتدي ثوب الهدوء :ياللمصيبة؛ أيعقل أن تكون تلك الجثة لزينة؟! لابد من إبلاغ الشرطة وإلا ستحل اللعنة فوق رؤوسنا.
انهى الاتصال في غضب .بينما قام موظف الأمن بإخبار الشرطة عن اختفاء زميلته زينة.
وبعد انتهائه من المكالمة التفت وراءه علي صوت أحد زملائه قائلا:
هل أخبرت الشرطة ؟!
__بالتأكيد... كيف لا نخبرهم بشيء كهذا .
فتوتر الآخر قليلا وخرجت الحروف متقطعة كطفل يتعلم النطق:
لك...لكن هذا سيفتح علينا أبواب جهنم.
فرد الآخر قائلا:
بالتأكيد ولكن ليس لدينا حلا آخر؛ ألم تر رجال الشرطة في كل مكان . صحيح أتظن أن تلك الجثة لزينة ؟! ولكن كيف ؟! وكيف و الجثة كانت ترتدي ملابس مبهرجة! فإن كانت لزينة كيف لها واليونيفورم الخاص بها ليس بخزانتها وهذا يعني أنها مازالت ترتديه؟!
رد الآخر مقتضبا وقد تقوس فمه:
بالفعل إنه شيئا غريبا للغاية. ولكن ما يقلقني أكثر هو ما ينتظرنا بعد تلك الكارثة.
وبالفعل فخلال ثلاثون دقيقه حضر المحقق المسؤول عن الحادث وطلب مقابلة المدير ورحب به مدير الفندق وقال:
صدقني سيدي لم أعلم باختفائها إلا منذ ساعة فقط وأبلغتكم في الحال.
تنهد المحقق قائلا:
ما الذي تعرفه عن الفتاة بالضبط؟
__لا أعرف شيئا عنها؛ فرأفت هو من أحضرها إلي العمل هنا .
__ وهل تعمل هنا منذ فترة طويلة؟
_منذ عام؛ كلا بل عامين.
وما الذي تعرفه عنها؟
_ زينة فتاة لطيفة و على خلق وهي أيضا نشيطة ولديها قدرة كبيرة على التعامل مع الناس؛ وتهدئة الخلافات التي تنشأ بينهم. فكما تعلم سيدي قد يحدث خلافا أو ما شابه ذلك بين بعض النزلاء .
استطرد المحقق قائلا بصوت أكثر حدة:
وما نوع تلك الخلافات ؟!
فابتلع المدير ريقه بصعوبة بالغة وطال صمته.
ظل المحقق يرمق مدير الفندق بدهشة حيال صمته الذي طال وقال:
-لم تخبرني ما نوع الخلافات التي تنشأ بين بعض النزلاء، وما سببها وكيف لفتاة فض تلك الخلافات؟!
أجاب مدير الفندق وهو يدعي التماسك :
-لدي صالة للعب البوكر والبريدج والبلاك جاك والروليت وماكينات الحظ.
لف المحقق خلف ظهر المدير، وبعد أن وضع يده على كتفه
عاد متسائلا : وما دور زينة ؟!
أجابه المدير سريعا في محاولة منه لقتل تلك النظرات التي تتهمه بمحاولة اخفاء المعلومات حيث قال: مجرد تقديم الطعام والشراب والخمور للزبائن؛ ولكنها كانت لديها قدرة غريبة لفض أي اشتباك ينشأ بين اللاعبين .
نظر المحقق بعين قط في عيني ذلك المدير
وعاد مجددا : هل لديك معلومات أخرى خاصة بها ؟
صمت قليلا مقاوما هزات أقدامه اللاإرادية ثم أردف قائلا:
-هذا بالفعل دورها في الصالة؛ ولكني لمحتها مرة واحدة ترقص مع شاب صغير واستغرقت بعدها في اللعب ولم ألق بعدها أي نظرة على حجرة الرقص من خلال الفاصل الزجاجي بين حجرة الرقص واللعب.
داعب المحقق جبهته بسبابته
بعدها تساءل : ومتى كان هذا ؟!
رد المدير بنبرة أعلنت عن ضيقها من كثرة الأسئلة
وقال: اليوم السابق للاختفاء ياسيدي.
هز المحقق رأسه بالإيجاب وقال:
شكرا لك؛ والآن دعني أسألك عما إذا كان لديك أدنى فكرة عمن يمكن أن تكون الجثة لها ومرتكب الجريمة ذلك الشاب ؟!
رد رافعا يديه للأعلى :
-ليس لدي أي فكرة علي الإطلاق. وأخشى ألا أستطيع مساعدتكم في هذا ياسيدي .
ألح المحقق عليه قائلا:
\" ألم تذكر أي شيء عن الفتاة مطلقا؟! ألم تذكر شيئا عن شخص يحبها مثلا ويغار عليها؟ أو عن شخص تخشاه أو قام بتهديدها؟
هز مدير الفندق رأسه بالنفي حتى قبل أن ينتهي المحقق من تلك الأسئلة المتتابعة
ثم قال: ليس لدي أي شيء أضيفه أكثر مما أخبرتك به سيدي .
تنهد المحقق وقال: علينا إذاً طلب حضور السيد رأفت ذلك الذي أتى بها للعمل هنا لسماع أقواله.
رد المدير بلهجة فرحة حيال عبور دوره بالتحقيق
وقال :كما تريد سيدي تحت أمرك.
فأمسك مدير الفندق بسماعة هاتف مكتبه وقال:
برجاء إحضار السيد رأفت حالا إلى مكتبي.
وبعد دقائق وصل رأفت وطرق الباب برفق
مدير الفندق: تفضل
دخل رأفت والقلق يكاد أن يقضي عليه فاستقبله المحقق قائلا:
\" هل لي أن أسألك بعض الأسئلة عن الآنسة زينة؟
أتت إجابة رأفت سريعة حيث قال:
\" ماذا عساي أن أقول غير أن الآنسة زينة إنسانة لطيفة ومهذبة .
مد المحقق شفتيه قليلا للأمام
وسأله: هل كان هناك شيء ما يعيبها ؟
شعر رأفت أنه طفل أمام سؤال في مادة الكيمياء ، فهذا السؤال يصعب الإجابة عليه لا سيما أن رأفت يعلم الكثير عن خفايا عملها ، لذا صمت قليلا في محاولة لترتيب كلماته حيث أجاب بعدها
قائلا : لا لم يكن هناك ما يعيبها ؛ لا يوجد أي شيء سيء في شكلها ربما كانت هيئتها أو أسلوبها قد يبدو رخيصا بعض الشيء ولا يليق بمستوى الفندق ولكنها بالفعل إنسانة مهذبة ولطيفة ومحبوبة جدا من الجميع.
فابتسم المحقق وتساءل بنظرة ماكرة: هل كانت جميلة؟!
تجاهل رأفت تلك النظرة وأجاب بنبرة عارية من الخجل
-أجل سيدي كانت جميلة وجذابة .
أدار المحقق أصبعه كملعقة في كوب
وتساءل : هل كان الكثير من الرجال يحومون حولها؟
أجاب رأفت : إنني أفهم مقصدك من هذا السؤال ياسيدي . كل من حولها كان يتمنى القرب منها ولكنها كانت تتعامل في إطار العمل؛ كان هناك فقط اثنان يحومان حولها قليلا .كما كانت تتمتع بعلاقة طيبة مع المسنين من الرجال ، كانت معهم تبدو كطفلة مدللة يحبونها كثيرا.
قال المحقق بصوت عميق :
\" سيد رأفت من فضلك أريد توضيح أكثر من ذلك\"
أومأ رأفت برأسه معلنا عن استعداده لتقديم المزيد من المساعدة والتوضيح
وقال : كان هناك شخص واحد مميز اعتادت أن تجلس معه وقد اعتاد هو الآخر أن يقوم بتوصيلها في بعض الأحيان رغم أنه يكبرها سنا ،لكنه كان مغرم بها ويخيل لي أنها أيضا كانت مغرمة به ،فكم كانا يستمتعان بأوقاتهما معا.
سكت المحقق قليلا لعله يبحث عن أسئلة أخرى وعاد
مجددا : وهل هناك شخص آخر يهتم بأمرها؟
لون التوتر وجه رأفت بلونه الأحمر قبل أن
يجيب : أجل؛ زميل لنا في العمل \' كان مغرم بها ويتخيل له أنها تبادله نفس المشاعر .
فرفع المحقق أحد حاجبيه وقال:
يتخيل له؟!لم أفهم مقصدك جيدا كيف كان يتخيل له؟!
ازداد توتر رأفت لذا خرجت الكلمات من فمه تكاد أن تلتصق ببعضها :
-كثيرا كان يخبرني أنها تبادله نفس المشاعر وأنها مغرمة به ولكنها تستحي أن تفصح له عما تكنه له من مشاعر.
__ما اسمه؟
__ هو من أبلغ الشرطة عن غيابها\".
فرماه المحقق بنظرات ثاقبة؛ فظل المحقق يرميه بنظرات ثاقبه وقال في حزم:
اسمه ؟ ليس لديه اسم !
__ بلى ياسيدي؛ أحمد السيد .
قال المحقق ببطء:
\" وماذا تعتقد بشأنه؟! أتعتقد أن تكون الجثة لزينة وأن... ثم صمت وابتسم.
__ أفهم ما تود قوله؛ صراحة أن زينة لم تكن تتصرف كالفتيات الراقيات وكثيرا ما كان أحمد يغار عليها؛ ويحادثني عن مشاعرها تجاهه وكم يحبها ويتمناها.
اقترب منه المحقق قائلا:
حسنا... تفضل سيد رأفت .
ثم التفت إلى مدير الفندق قائلا:
من الواضح أننا أوشكنا علي حل اللغز.
فظل ينظر إليه مدير الفندق ولم يتفوه بحرف وطغت علي ملامحه الدهشة والذهول.
انصرف المحقق وأمر بحضور أحمد للتحقيق .
وبالفعل تم احضار أحمد وطرق بابا المحقق العسكري الخاص بها قائلا وهو يؤدي تحية السلام:
المدعو أحمد السيد أحمد .
وأشار اليه المحقق بالانصراف فنصرف وتغلق الباب .فقام المحقق من مقعده واقترب من أحمد قائلا وهو بريت على كتفه:
تفضل ياسيد أحمد؛ واهديء من فضلك.
فقال أحمد بتوتر:
تحت امرك ياسيدي.
___\" عظيم؛ ما تعرفه عن زميلتك زينة؟!
__ \" زينة فتاة لطيفة وهي أخت لنا جميعا.
فرفع المحقق احدى حاجبيه وقال ساخرا:
\" أخت! لمن تقصد؟!
فتنحنح أحمد وقال:
جميعا اقصد كزملاء وأصدقاء في العمل .
وأثناء التحقيقات طرق العسكري ودخل ملقي تحيته ومد يده بملف قائلا:
تفضل سيدي. وانصرف
فتح المحقق الملف ونظر فيه لبضع ثوان ثم رفع بصره إلي أحمد بنظرات ثاقبة وقال:
سيد أحمد؛ متى آخر مرة رأيت فيها الأنسة زينة؟
__ قبل اختفاءها سيدي.
__ كيف كان حالها؟
أحمد بتوتر: طبيعية ؛ بل بالعكس كانت في أفضل حالاتها.
__ ممكن توضيح أكثر من فضلك.
بدأ أحمد قلقا وقال: كانت سعيدة للغاية في ذلك اليوم. أخبرتني أن أحد كبار رجال الأعمال عرض عليها الزواج
نهض المحقق وقال: باقتضاب:
أعلم ما تشعر به جيدا وكم ألمت قلبك يرفضها لك وقبول الزواج من ذاك الرجل ولذلك قررت الانتقام .
فقال أحمد وهو يقوم من مقعده في ذهول من هول الصدمة:
كلا... ليس صحيحا سيدي؛ ليس صحيحا.
فقال المحقق في حزم :
كيف ذلك وبين يدي ملفا من المشرحة تضع فيه كل المعلومات والأوصاف التفصيلية عن جثة؛ لون البشرة، ولون العينين، بين يدي شرح تفصيلى بالملابس التى ترتديها الجثة وألوانها والعلامات وأيضا بعض الإشارات المميزة لها وهي وشمًا ومع التحريات تأكدنا من أن زينة كانت لديها نفس الوشم .
فابتلع أحمد ريقه وعاد جالسا مكانه.
_____في فيلا والد روز _____
اقتربت روز من غرفة مكتب أبيها وأكلت برأسها داخل الغرفة فوجدته جالسا علي مقعده ويبدو عليه القلق الشديد ... تراجعت للوراء وقالت:
أنا أسفة لم أطرق الباب ولكني ناديت عليك فلم ترد علي
فقال لها: عذرا فاأنا مشغولا جدا في أمر هام.
__ \" هل أنت بخير\"
فأجابها أخيرا :
أجل لا تقلقي .
فاقتربت منه أكثر قائلة:
أبي أين زوجتك ؟! ولما لا تصارحيني بما يحدث معك؛ وما هو الخلاف الذي نشأت بينكم؟!
__ لا تهتمي حبيبتي؛ هيا اتصلي بأحد المطاعم واطلب وجبة غنية فاأنا أتضور جوعا.
__\" حسنا... علي راحتك كما تحب وانصرفت وهي يقتلها الشك وراء اختفاء زوجة ابيها.
وأسرعت إلي غرفتها وامسكت بهاتفها الخاص وضغطت على ازراره وانتظرت الرد وبمجرد أن أجاب ردت في سرعة:
ماذا فعلت؟
__ كل ما طلبتيه مني . ويبدو أن شكك على صواب.
فارتسمت ملامح الفزع على وجهها وقالت:
وماذا علي فعله الآن؟!
__ عليك بمواجهة والدك بالأمر.
ردت روز : بالفعل هذا ما يجب علي فعله. وانهت المكالمة وأسرعت إلي مكتب أبيها وقامت بفتح الباب دون استأذان مما أفزع الأب وانتفض انتفاضة شديدة ورمقها بغضب وقال:
ألم يوجد باب للطرق أولا؟!
صمتت روز لبضع ثوان وهي تركيبها بنظراتها الحادة ثم قالت:
أين زوجتك ؟
فقام الأب من مكانه واقترب منها :
لماذا تلحين هكذا ؟! وما شأنك أنت بغيابها !
__ كيف ذلك ياأبي ؟! من فضلك أريد أن أعرف أين هي!
فتنهد الأب تنهيدة تخترق ضلوعه ثم قال:
لا أعلم عنها شيء من قبل حضورك .
روز بحيرة :
كيف ذلك ؟ وماذا حدث؟!
__\" لقد اكتشفت انها تقوم بسحب مبالغ كبيرة من البنك بالتوكيل الذي معها؛ فحدثت مشادة كلامية بيننا فخرجت غاضبة واغلقت هاتفها ولم أعرف أين هي . إلي يومنا هذا .
روز بغضب: توكيل ! كيف فعلت هذا؟ ألم تتعلم من أخطاءك السابقة؟!
__ لقد حدث ما حدث ولكني بعد ما حدث ذهبت إليك لأعود بك إلي المنزل ولكن تفاجأت بما حدث معك. وبعد أن رجعنا كنت قد طلبت من المحامي الغاء التوكيل واسترداد كافة حقوقي سواء مالية أوغيره إلي وبالفعل نجح في ذلك ؛ لكن هي لا أعلم أين ذهبت او أين اختفت!
فشردت روز ثم انصرفت عائدة الي غرفتها .
_____في مكتب المحقق______
اقترب المحقق من أحمد قائلا:
لماذا قتلتها؟ وكيف أدخلت الجثة إلي حمام الغرفة 116؟
فصرخ أحمد قائلا :
لا ياسيدي لم أقتلها أقسم لك. لم أقتلها؛ وزينة لم تقتل بل ذهبت معه كما هي قائلة لي:
أنها أصبحت لا تحتاج إلي تلك الملابس الرثة وسترتدي الحرير والمجوهرات باقية عمرها.
المحقق بنظرات قاتلة:
أنت كاذب والجثة لزينة وأنت قتلها من أجل حبك الشديد لها وغيرتك عليها؛ لم تستطع تحمل قربها لآخر وقبول الزواج منه.
أحمد والدماء تحتقن وجهه :
كلا ليس صحيحا؛ فالجثة ليست لزينة \' الجثة ل.... وصمت وكأنه أصبح أبكم لا يستطيع النطق.
اقترب المحقق قائلا:
أكمل الجثة لمن ؟!
فنظر أحمد في الأرض ثم رفعها اليه مرة أخرى وقال في حزن:
سأحكي لك كل شيء سيدي؛ ولكن ليس لي علاقة بما حدث صدقني.
فاستمع اليه المحقق في اهتمام وهو يقص عليه كل ما حدث في الغرفة 116 في هذا اليوم .
وبعد انتهاءه قال:
أقسم لك أني ليس لي علاقة وكل ما حدثتك به حقيقة .
فأطال صمت المحقق وهو يصوب نظره إليه مندهشا كيف له لم يشك بها .
فأمر المحقق بالقبض علي روز بتهمة القتل . وبالفعل بعد ساعات انتشر رجال الشرطة في فيلا والد روز وتم القبض عليها وسط صراخها وبكاءها . وبعد وصولها لغرفة المحقق قام واستقبلها قائلا:
بالفعل لم أشك بك قط ولكن دائما يأتي الغدر من أقرب الناس أشهد لك بأنك ممثلة باهرة ياسيدتي. فظلت تنظر اليه روز وتحاول أن تلتقط أنفاسها ثم أنهارت قائلة:
هي من أتت إلي بقدميها تبتزني وتهددني أنها قريبا سترمي بي أنا وأبي بالشارع لم أتمالك أعصابي فضربتها بمطفأة سجائري ووقعت علي الأرض وحينما طرق عامل الفندق الباب لم أستطيع النطق من الفاجعة فاعتقد أني لست بالداخل فدخل ليقع بصره عليها فأغلقت الباب وقمت بتهديده في حال التحدث بما رأي وعرضت عليه مائة ألف دولار في سبيل مساعدتي في التخلص منها ولأنه كان من الصعب علينا اخراجها فخطط لما حدث وانصرفت أنا لأمارس يومي الطبيعي وهو من قام بتدبير كل شيء وقام بذبحها وتشويه ووجهها ليصعب التعرف عليها ؛ هاذا كل شيء إلي أن حضرتم سيدي. صدقني هي من أجبرتني لهذا .
فتنهد المحقق وجلس على مقعده وأمر بحبسها هي وأحمد علي ذمة التحقيق.
تمت بحمد الله. ❝ ⏤Mona Najeeb
❞ جثة في الغرفة 116
قصة قصيرة
ذات صباح وفي أحد الفنادق الشامخة و الذي يتميز بالطراز الكلاسيكي القديم المطلة علي البحر إذ تدوى صرخة كالرعد من إحدى الغرف ؛كانت تلك الصرخة للسيدة روز التي كانت تتجول في حمام السباحة بلباس البحر كعادتها باكرا و الذي يسبق وصول الشاي الذي تحتسيه في الصباح .
و عند عودتها إلي غرفتها دخلت لتأخذ حماما دافئا كالعادة لم تتوقع روز وجود جثة في حمام غرفتها فانفجرت في الصراخ وهي تنظر إلي جثة هذه السيدة الغارقة في الدماء سيدة
في العقد الثالث من عمرها شقراء شعرها مصبوغ و كان مصفف علي وجهها علي شكل حلقات و التواءات؛ وجهها مشوها لدرجة يصعب التعرف عليها؛ كانت ترتدي ملابس مبهرجة فتسمرت و تعالت صراخاتها مدوية للمكان ليهرع إليها رجال الأمن لاكتشاف ما حدث .
قاموا بطرق الباب ومازالت تصرخ و تستغيث فدخلوا الغرفة و أسرعوا إلى صوت الصراخ إلي الحمام فكانت السيدة روز يرتعش جسدها و العرق يتصبب بغزارة ليغشي عليها من هول ما رأت.
قام أحد رجال الأمن بحملها و وضعها علي الفراش محاولا أفاقها و قام الاخر بإبلاغ مدير الفندق بوجود جثة ليتم الأتصال بالشرطة لتستفيق روز و تحاول فتح عينيها ببطء فحدقت في رجال الشرطة الذين انتشروا في المكان بأكمله و قالت :
لا أعلم شيء .فأنا .. فلاحقها الضابط قائلا:
أهدي من فضلك سيدتي لأستطيع فهم كل شيء
و أريدك أن تحكي لي كل شيء بالتفصيل.
فقالت السيدة روز بصوت مختنق:
أنا مرتبكة لدرجة أنني لا أعلم ماذا أقول .فقدماي لا يقويان علي حملي و لا أستطيع النهوض من مكاني.
فنظر إليها الضابط قائلا:
أهدئي .. أهدئي يا سيدتي من فضلك فأنا هنا من أجل المساعدة و اكتشاف الحقيقة .
اعتدلت السيدة روز جالسة في فراشها
وقصت على الضابط ما حدث منذ بدء يومها ثم اضافت وعند دخولي رأيت تلك الجثة لا أعلم لمن ! أو من أين أتت.
فرماها الضابط بنظرات ثاقبة وقال:
أيوجد أحد معك في الغرفة؟
السيدة روز نافية:
كلا ياسيدي فأنا بمفردي .
وأثناء ذلك يلهث شخص عبر الممر ليحاول الاطمئنان علي السيدة روز ليقطع سيره أحد أفراد الأمن قائلا:
˝آسف سيدي ولكن غير مسموح لأي شخص بالدخول إلي هنا بأوامر من الرائد˝.
فرمقه ذلك الشخص بغضب شديد وقال:
هذا هراء.. كيف ذلك وأنا والد روز وأريد الاطمئنان عليها أفسح لي الطريق من فضلك؛ ومد يده ببطاقته الشخصية فألقي الأخر نظرة عليها وعندما تأكد من صحة حديثه أفسح له الطريق وهو يقول له :
لا يجب لمس أي شيء؛ او الأمساك بأي شيء في اي حال.
فهز رأسه بالإيجاب ودخل وبمجرد دخوله التفت إليه الضابط قائلا:
من أنت ؟ ومن أذن لك بالدخول.
فحدق فيه والد روز يفزع وقال:
سيدي أنا أريد الاطمئنان علي ابنتي ليس أكثر.
فاقترب منه الضابط قائلا:
هي بخير وها هي أمامك ولكن غير مسموح لوجودك الآن؛ تفضل بالخارج رجاءا.
فنظر والدها إليها وهي تصوب نظراتها إليه بعيون متورمتان من كثرة البكاء ثم صوب الوالد نظره إلي الحمام وكاد أن ينصرف فأوقفه الضابط قائلا:
قف من فضلك أريد التحدث إليك.
تسمر الرجل مكانه وكأنه قد ثبت في الأرض وهو يرمق الضابط بهول ثم نطق بالأخير :
تحت أمرك سيدي .
فاقترب الضابط منه قائلا:
كيف علمت بالخبر وهو لم يمر عليه اكثر من ساعة ؟!
توتر الآخر قليلا ثم قال:
لقد علمت بما حدث بعد قدومي مباشرة فلا حديث في الفندق غير هذا الحدث .
رمقه الضابط بنظره أسكتته وتحدث بلهجة حادة :
ما سبب قدومك ؟
__جئت للاطمئنان على ابنتي والحديث معها .
فصمت الضابط لبضع ثوان ثم قال:
الحديث معها!! فيما كنت تريد الحديث معها فيه؟!
__أبدا سيدي كنت أود حل مشكلة ما نشبت بينها وبين زوجتي مما أدت إلي تركها للمنزل والعيش في ذلك الفندق .
فهز الضابط رأسه وقد تقوس فمه وقال:
جميعنا يعلم أنه من الصعب تصديق ما حدث؛ أعتقد أن مثل هذه الأشياء لا تحدث إلا في القصص والروايات فقط أن نكتشف وجود جثة في الحمام الخاص بغرفة ابنتك!
__ بالتأكيد سيدي أنه أمر غريب ولكن هل علمتم لمن تلك الجثة ؟!
قال الضابط :
أنها لسيدة شقراء . سيدة شقراء جميلة ألم أقل لك أن الأمر يشبه الروايات . أنها سيدة غير مألوفة.
لم يمر حديث المحقق علي والد روز بالأمر اليسير
فابتلع ريقه بصعوبة بالغة وقال:
ما يشغلني هو كيف قتلت ومن أتى بها لغرفة ابنتي!
المحقق وهو يرمقه بحدة:
وهذا ما سأكتشفه؛ سيدي عليك الانتظار بالخارج رجاءا.
فهز رأسه بالإيجاب وخرج مسرعا من أمامه.
فالتفت المحقق إلي مدير الفندق قائلا:
من سوء حظك أن جريمة القتل في فندقك وهذا ما سيجعل الأمر يسير في اتجاه آخر.
والآن ما الذي تعرفه عن تلك الجثة ؟
فتوتر المدير الذي كان علي وشك البكاء وقال:
لا أعرف شيئا عنها؛ لا أعرف شيئا مطلقا. لقد تفاجأت لما حدث أقسم لك .
فتنهد المحقق وقال:
أيوجد نازيلة متغيبة ؟!
مدير الفندق:
لا لم نلاحظ هذا .
بما أنك دخلت ورأيت الجثة أتستطيع التعرف عليها؟
مدير الفندق وقد زاد توتره :
لا ياسيدي لا أعرفها لأول مرة أراها؛ وغير ذلك وجهها من الصعب التعرف عليها
__ أمتأكد من ذلك؟!
__إنني لا أفهم مقصدك من هذا السؤال ياسيدي قالها وصوته يحمل نبرة من الإثارة ثم أردف : ˝ إنني لم أراها من قبل صدقني ˝.
تنهد المحقق وقال:
ضع نفسك مكاني؛ جريمة قتل وفي فندق معروف وفي إحدى الغرف ولا أحد يعرفها ولم يتعرف عليها أحد . بمن تبدأ؟
وافقه المدير علي ذلك قائلا:
بالفعل سيدي الأمر مريب وأكيد سأبدأ ˝بموظف الإستقبال˝
__بالفعل؛ فهو من يقوم بتسلم وتسليم المفتاح الخاص بكل غرفة .
__ بالتأكيد سيدي ولا أحد يستطيع دخول أي حجرة دون حجرته ولا يستطيع الخروج بدون تسليم المفتاح لموظف الاستقبال.
فهز المحقق رأسه وتبادل النظرات ما بين السيدة روز ومدير الفندق . و لأن الدلائل على مسرح الجريمة معقدة للغاية أمر المحقق بوجود حراسة مشددة واخلاء الغرفة .
فلكشف أي جريمة لا يستخدم المحققون الجنائيون أسلوبا واحدا فقط، وإنما يستخدمون مجموعة أساليب .
فكانت أول خطوة لكشف سر تلك الجريمة هو قياس درجة حرارة الجثة لتقدير وقت الوفاة ثم تحويل الجثة للطبيب الشرعي لبيان سبب الوفاة وارسال وصف دقيق للجثة على كافة مراكز الشرطة لمعرفة طبيعة الإخباريات الملائمة لوصف الجثة والمبلغين عن اختفاءهم .
أما روز فعادت مع والدها منهارة ومنهكة من كثرة الاستجوابات .
فبمجرد دخولها المنزل التفت حولها ثم قالت:
أين الهانم زوجتك ؟!
فاقترب منها الأب وقال:
لا تهتمي بأمرها؛ اهتمي بنفسك فقط فأنت مرهقة جدا وعليك بالراحة حتي نعلم ما نهاية ذلك الكابوس المرعب .
__ وأي كابوسا هذا ؟ سأجن لمن تلك الجثة ومن أتى بها لغرفتي؟! وكيف استطاع دخول الغرفة في غيابي؟!
فتنهد الأب وقال:
كل ما عليك فعله الآن أن تستريح ولا تهتمي إلا بنفسك فقط.
روز وبدت التجاعيد التي خلفتها المعاناة واضحة على وجهها ثم حاولت استجماع نفسها وقالت:
هل هناك أي شيء آخر تضمنته الوصية؟
__ مبلغ بسيط من المال وبعض المجوهرات وسيقصم بالتساوي .
روز وقد زاد علي وجهها الإرهاق:
هل تعتقد أنني عاملتها بخسة . فأنت السبب يا أبي في تلك المشاكل لقد قمت بتقسيم ثروتك عليها هي واهلها وتركت لي مبلغا بسيطا .
__ حبيبتي لقد قضي الأمر ولا تنسي أني انخرط في عملي ولعب الحظ معي وربحت الكثير من وراء استثماراتي ونجحت نجاحا كبيرا فكل شيء أقوم بلمسه كان يتحول الي ذهب أنه الدور الذي لعبه القدر ليعيد الامور الي نصابها .
فأغمضت روز عيناها وفتحتهما ببطء شديد وقالت:
نعم إنه كذلك حقا. ولكن الهانم زوجتك لم تسعد بهذا؛ اللعنة عليها . نصيحتي لك قم بتطليقها فهي لا تصلح لنا وهذا ما قلته لك منذ أن رأيتها من أول مرة.
الاب في غضب:
انتهينا من فضلك أريد أن استرح قليلا واولاها ظهره لينصرف من امامها فأوقفته روز قائلة:
لم تقل لي ياأبي أين هي؟!
فحدق فيها الأب وطال صمته وتصلب جسمه وظهر ذلك جيدا على عضلات وجهه ثم انتقل الأمر إلى العضلات الأخرى في جسمه،وتخشب بالكامل مما أوشكت أن تتوقف وظائفه الحيوية
ظل الأب متصلبا مكانه ثم نظر في الأرض وقال مرتبكا:
- لا تشغلي بالك حبيبتي.
بدت تجاعيد الحيرة تظهر على وجه روز حيث
تساءلت : كيف ذلك ؟ وماذا حدث ؟! أتركت المنزل ؟
استنشق الأب شهيقا وكأنه يقوم بملأ رئتيه ، ليخرجه ببطء في وقت انسدلت جفون عينيه وهو يقول: من فضلك ياروز لا تلحي علي؛ استاذنك فأنا متعب وأنتِ أيضا لابد أن تستريحي؛ فكم كان يوما مرهقا لك أيضا.
تركها مسرعا صوب غرفته . بينما دلفت (روز) غرفتها ، و اهتز الفراش لجسدها الذي القته فوقه باستسلام ،وبمجرد أن دخل الأب غرفته ، إذ به يمسك بهاتفه ويضغط فوق أزراره ،ثم صاح:
- ماذا فعلت ؟
__ أطمئن سيدي لقد نفذت المطلوب مني كما أمرت.
فتنفس والد روز براحة قائلا:
عظيم .. لا أريد أي تجاوزات أفهمت؟
_ نعم سيدي فهمت .
وانهى والد روز المكالمة وهو يضغط فوق الهاتف بقوة وكأنه أراد أن يهشمه حيث قال في نفسه : لم أخطأ في حقك؛ أنت من أراد أن يلعب معي هذا النوع
من اللعب.
________ الفندق _________
انتفض مدير الفندق عن مقعده وكأن عقربا تسلل ليلدغه ، ثم تساءل
في ذهول : كيف ذلك؟! وأين اختفت ؟
__لا أعلم سيدي، ولكن لم ننتبه لغيابها بسبب الحادث وعندما اكتشفنا غيابها قمت بالاتصال بمنزلها، ربما عادت دون علمنا ، وتفاجأت أنها ليست بالمنزل فقد أخبرتني والدتها أنها لم تأت منذ صباح أمس.
رفعت الدهشة أكتاف وحاجب مدير الفندق
وقال وكأنه يعد كلماته : أمرا غريب؟!
__ ليس هذا أغرب ما في الأمر سيدي.
تساءل المدير باهتمام ضابطا للشرطة: ماذا أيضا ؟!
رد الرجل بصوت خافت كجاسوس:
__ ملابس الزينة داخل خزانتها؛ أما اليونيفورم ليس بالخزانة وهذا يعني أنها لم تدرك الفندق بالفعل .
جلس مدير الفندق علي المقعد الأمامي للمكتب وصاح بعصبية
ترتدي ثوب الهدوء :ياللمصيبة؛ أيعقل أن تكون تلك الجثة لزينة؟! لابد من إبلاغ الشرطة وإلا ستحل اللعنة فوق رؤوسنا.
انهى الاتصال في غضب .بينما قام موظف الأمن بإخبار الشرطة عن اختفاء زميلته زينة.
وبعد انتهائه من المكالمة التفت وراءه علي صوت أحد زملائه قائلا:
هل أخبرت الشرطة ؟!
__بالتأكيد.. كيف لا نخبرهم بشيء كهذا .
فتوتر الآخر قليلا وخرجت الحروف متقطعة كطفل يتعلم النطق:
لك..لكن هذا سيفتح علينا أبواب جهنم.
فرد الآخر قائلا:
بالتأكيد ولكن ليس لدينا حلا آخر؛ ألم تر رجال الشرطة في كل مكان . صحيح أتظن أن تلك الجثة لزينة ؟! ولكن كيف ؟! وكيف و الجثة كانت ترتدي ملابس مبهرجة! فإن كانت لزينة كيف لها واليونيفورم الخاص بها ليس بخزانتها وهذا يعني أنها مازالت ترتديه؟!
رد الآخر مقتضبا وقد تقوس فمه:
بالفعل إنه شيئا غريبا للغاية. ولكن ما يقلقني أكثر هو ما ينتظرنا بعد تلك الكارثة.
وبالفعل فخلال ثلاثون دقيقه حضر المحقق المسؤول عن الحادث وطلب مقابلة المدير ورحب به مدير الفندق وقال:
صدقني سيدي لم أعلم باختفائها إلا منذ ساعة فقط وأبلغتكم في الحال.
تنهد المحقق قائلا:
ما الذي تعرفه عن الفتاة بالضبط؟
__لا أعرف شيئا عنها؛ فرأفت هو من أحضرها إلي العمل هنا .
__ وهل تعمل هنا منذ فترة طويلة؟
_منذ عام؛ كلا بل عامين.
وما الذي تعرفه عنها؟
_ زينة فتاة لطيفة و على خلق وهي أيضا نشيطة ولديها قدرة كبيرة على التعامل مع الناس؛ وتهدئة الخلافات التي تنشأ بينهم. فكما تعلم سيدي قد يحدث خلافا أو ما شابه ذلك بين بعض النزلاء .
استطرد المحقق قائلا بصوت أكثر حدة:
وما نوع تلك الخلافات ؟!
فابتلع المدير ريقه بصعوبة بالغة وطال صمته.
ظل المحقق يرمق مدير الفندق بدهشة حيال صمته الذي طال وقال:
- لم تخبرني ما نوع الخلافات التي تنشأ بين بعض النزلاء، وما سببها وكيف لفتاة فض تلك الخلافات؟!
لف المحقق خلف ظهر المدير، وبعد أن وضع يده على كتفه
عاد متسائلا : وما دور زينة ؟!
أجابه المدير سريعا في محاولة منه لقتل تلك النظرات التي تتهمه بمحاولة اخفاء المعلومات حيث قال: مجرد تقديم الطعام والشراب والخمور للزبائن؛ ولكنها كانت لديها قدرة غريبة لفض أي اشتباك ينشأ بين اللاعبين .
نظر المحقق بعين قط في عيني ذلك المدير
وعاد مجددا : هل لديك معلومات أخرى خاصة بها ؟
صمت قليلا مقاوما هزات أقدامه اللاإرادية ثم أردف قائلا:
- هذا بالفعل دورها في الصالة؛ ولكني لمحتها مرة واحدة ترقص مع شاب صغير واستغرقت بعدها في اللعب ولم ألق بعدها أي نظرة على حجرة الرقص من خلال الفاصل الزجاجي بين حجرة الرقص واللعب.
داعب المحقق جبهته بسبابته
بعدها تساءل : ومتى كان هذا ؟!
رد المدير بنبرة أعلنت عن ضيقها من كثرة الأسئلة
وقال: اليوم السابق للاختفاء ياسيدي.
هز المحقق رأسه بالإيجاب وقال:
شكرا لك؛ والآن دعني أسألك عما إذا كان لديك أدنى فكرة عمن يمكن أن تكون الجثة لها ومرتكب الجريمة ذلك الشاب ؟!
رد رافعا يديه للأعلى :
- ليس لدي أي فكرة علي الإطلاق. وأخشى ألا أستطيع مساعدتكم في هذا ياسيدي .
ألح المحقق عليه قائلا:
˝ ألم تذكر أي شيء عن الفتاة مطلقا؟! ألم تذكر شيئا عن شخص يحبها مثلا ويغار عليها؟ أو عن شخص تخشاه أو قام بتهديدها؟
هز مدير الفندق رأسه بالنفي حتى قبل أن ينتهي المحقق من تلك الأسئلة المتتابعة
ثم قال: ليس لدي أي شيء أضيفه أكثر مما أخبرتك به سيدي .
تنهد المحقق وقال: علينا إذاً طلب حضور السيد رأفت ذلك الذي أتى بها للعمل هنا لسماع أقواله.
رد المدير بلهجة فرحة حيال عبور دوره بالتحقيق
وقال :كما تريد سيدي تحت أمرك.
فأمسك مدير الفندق بسماعة هاتف مكتبه وقال:
برجاء إحضار السيد رأفت حالا إلى مكتبي.
وبعد دقائق وصل رأفت وطرق الباب برفق
مدير الفندق: تفضل
دخل رأفت والقلق يكاد أن يقضي عليه فاستقبله المحقق قائلا:
˝ هل لي أن أسألك بعض الأسئلة عن الآنسة زينة؟
أتت إجابة رأفت سريعة حيث قال:
˝ ماذا عساي أن أقول غير أن الآنسة زينة إنسانة لطيفة ومهذبة .
مد المحقق شفتيه قليلا للأمام
وسأله: هل كان هناك شيء ما يعيبها ؟
شعر رأفت أنه طفل أمام سؤال في مادة الكيمياء ، فهذا السؤال يصعب الإجابة عليه لا سيما أن رأفت يعلم الكثير عن خفايا عملها ، لذا صمت قليلا في محاولة لترتيب كلماته حيث أجاب بعدها
قائلا : لا لم يكن هناك ما يعيبها ؛ لا يوجد أي شيء سيء في شكلها ربما كانت هيئتها أو أسلوبها قد يبدو رخيصا بعض الشيء ولا يليق بمستوى الفندق ولكنها بالفعل إنسانة مهذبة ولطيفة ومحبوبة جدا من الجميع.
فابتسم المحقق وتساءل بنظرة ماكرة: هل كانت جميلة؟!
تجاهل رأفت تلك النظرة وأجاب بنبرة عارية من الخجل
- أجل سيدي كانت جميلة وجذابة .
أدار المحقق أصبعه كملعقة في كوب
وتساءل : هل كان الكثير من الرجال يحومون حولها؟
أجاب رأفت : إنني أفهم مقصدك من هذا السؤال ياسيدي . كل من حولها كان يتمنى القرب منها ولكنها كانت تتعامل في إطار العمل؛ كان هناك فقط اثنان يحومان حولها قليلا .كما كانت تتمتع بعلاقة طيبة مع المسنين من الرجال ، كانت معهم تبدو كطفلة مدللة يحبونها كثيرا.
قال المحقق بصوت عميق :
˝ سيد رأفت من فضلك أريد توضيح أكثر من ذلك˝
أومأ رأفت برأسه معلنا عن استعداده لتقديم المزيد من المساعدة والتوضيح
وقال : كان هناك شخص واحد مميز اعتادت أن تجلس معه وقد اعتاد هو الآخر أن يقوم بتوصيلها في بعض الأحيان رغم أنه يكبرها سنا ،لكنه كان مغرم بها ويخيل لي أنها أيضا كانت مغرمة به ،فكم كانا يستمتعان بأوقاتهما معا.
سكت المحقق قليلا لعله يبحث عن أسئلة أخرى وعاد
مجددا : وهل هناك شخص آخر يهتم بأمرها؟
لون التوتر وجه رأفت بلونه الأحمر قبل أن
يجيب : أجل؛ زميل لنا في العمل ˝ كان مغرم بها ويتخيل له أنها تبادله نفس المشاعر .
فرفع المحقق أحد حاجبيه وقال:
يتخيل له؟!لم أفهم مقصدك جيدا كيف كان يتخيل له؟!
ازداد توتر رأفت لذا خرجت الكلمات من فمه تكاد أن تلتصق ببعضها :
- كثيرا كان يخبرني أنها تبادله نفس المشاعر وأنها مغرمة به ولكنها تستحي أن تفصح له عما تكنه له من مشاعر.
__ما اسمه؟
__ هو من أبلغ الشرطة عن غيابها˝.
فرماه المحقق بنظرات ثاقبة؛ فظل المحقق يرميه بنظرات ثاقبه وقال في حزم:
اسمه ؟ ليس لديه اسم !
__ بلى ياسيدي؛ أحمد السيد .
قال المحقق ببطء:
˝ وماذا تعتقد بشأنه؟! أتعتقد أن تكون الجثة لزينة وأن.. ثم صمت وابتسم.
__ أفهم ما تود قوله؛ صراحة أن زينة لم تكن تتصرف كالفتيات الراقيات وكثيرا ما كان أحمد يغار عليها؛ ويحادثني عن مشاعرها تجاهه وكم يحبها ويتمناها.
اقترب منه المحقق قائلا:
حسنا.. تفضل سيد رأفت .
ثم التفت إلى مدير الفندق قائلا:
من الواضح أننا أوشكنا علي حل اللغز.
فظل ينظر إليه مدير الفندق ولم يتفوه بحرف وطغت علي ملامحه الدهشة والذهول.
انصرف المحقق وأمر بحضور أحمد للتحقيق .
وبالفعل تم احضار أحمد وطرق بابا المحقق العسكري الخاص بها قائلا وهو يؤدي تحية السلام:
المدعو أحمد السيد أحمد .
وأشار اليه المحقق بالانصراف فنصرف وتغلق الباب .فقام المحقق من مقعده واقترب من أحمد قائلا وهو بريت على كتفه:
تفضل ياسيد أحمد؛ واهديء من فضلك.
فقال أحمد بتوتر:
تحت امرك ياسيدي.
___˝ عظيم؛ ما تعرفه عن زميلتك زينة؟!
__ ˝ زينة فتاة لطيفة وهي أخت لنا جميعا.
فرفع المحقق احدى حاجبيه وقال ساخرا:
˝ أخت! لمن تقصد؟!
فتنحنح أحمد وقال:
جميعا اقصد كزملاء وأصدقاء في العمل .
وأثناء التحقيقات طرق العسكري ودخل ملقي تحيته ومد يده بملف قائلا:
تفضل سيدي. وانصرف
فتح المحقق الملف ونظر فيه لبضع ثوان ثم رفع بصره إلي أحمد بنظرات ثاقبة وقال:
سيد أحمد؛ متى آخر مرة رأيت فيها الأنسة زينة؟
__ قبل اختفاءها سيدي.
__ كيف كان حالها؟
أحمد بتوتر: طبيعية ؛ بل بالعكس كانت في أفضل حالاتها.
__ ممكن توضيح أكثر من فضلك.
بدأ أحمد قلقا وقال: كانت سعيدة للغاية في ذلك اليوم. أخبرتني أن أحد كبار رجال الأعمال عرض عليها الزواج
نهض المحقق وقال: باقتضاب:
أعلم ما تشعر به جيدا وكم ألمت قلبك يرفضها لك وقبول الزواج من ذاك الرجل ولذلك قررت الانتقام .
فقال أحمد وهو يقوم من مقعده في ذهول من هول الصدمة:
كلا.. ليس صحيحا سيدي؛ ليس صحيحا.
فقال المحقق في حزم :
كيف ذلك وبين يدي ملفا من المشرحة تضع فيه كل المعلومات والأوصاف التفصيلية عن جثة؛ لون البشرة، ولون العينين، بين يدي شرح تفصيلى بالملابس التى ترتديها الجثة وألوانها والعلامات وأيضا بعض الإشارات المميزة لها وهي وشمًا ومع التحريات تأكدنا من أن زينة كانت لديها نفس الوشم .
فابتلع أحمد ريقه وعاد جالسا مكانه.
_____في فيلا والد روز _____
اقتربت روز من غرفة مكتب أبيها وأكلت برأسها داخل الغرفة فوجدته جالسا علي مقعده ويبدو عليه القلق الشديد .. تراجعت للوراء وقالت:
أنا أسفة لم أطرق الباب ولكني ناديت عليك فلم ترد علي
فقال لها: عذرا فاأنا مشغولا جدا في أمر هام.
__ ˝ هل أنت بخير˝
فأجابها أخيرا :
أجل لا تقلقي .
فاقتربت منه أكثر قائلة:
أبي أين زوجتك ؟! ولما لا تصارحيني بما يحدث معك؛ وما هو الخلاف الذي نشأت بينكم؟!
__˝ حسنا.. علي راحتك كما تحب وانصرفت وهي يقتلها الشك وراء اختفاء زوجة ابيها.
وأسرعت إلي غرفتها وامسكت بهاتفها الخاص وضغطت على ازراره وانتظرت الرد وبمجرد أن أجاب ردت في سرعة:
ماذا فعلت؟
__ كل ما طلبتيه مني . ويبدو أن شكك على صواب.
فارتسمت ملامح الفزع على وجهها وقالت:
وماذا علي فعله الآن؟!
__ عليك بمواجهة والدك بالأمر.
ردت روز : بالفعل هذا ما يجب علي فعله. وانهت المكالمة وأسرعت إلي مكتب أبيها وقامت بفتح الباب دون استأذان مما أفزع الأب وانتفض انتفاضة شديدة ورمقها بغضب وقال:
ألم يوجد باب للطرق أولا؟!
صمتت روز لبضع ثوان وهي تركيبها بنظراتها الحادة ثم قالت:
أين زوجتك ؟
فقام الأب من مكانه واقترب منها :
لماذا تلحين هكذا ؟! وما شأنك أنت بغيابها !
__ كيف ذلك ياأبي ؟! من فضلك أريد أن أعرف أين هي!
فتنهد الأب تنهيدة تخترق ضلوعه ثم قال:
لا أعلم عنها شيء من قبل حضورك .
روز بحيرة :
كيف ذلك ؟ وماذا حدث؟!
__˝ لقد اكتشفت انها تقوم بسحب مبالغ كبيرة من البنك بالتوكيل الذي معها؛ فحدثت مشادة كلامية بيننا فخرجت غاضبة واغلقت هاتفها ولم أعرف أين هي . إلي يومنا هذا .
روز بغضب: توكيل ! كيف فعلت هذا؟ ألم تتعلم من أخطاءك السابقة؟!
__ لقد حدث ما حدث ولكني بعد ما حدث ذهبت إليك لأعود بك إلي المنزل ولكن تفاجأت بما حدث معك. وبعد أن رجعنا كنت قد طلبت من المحامي الغاء التوكيل واسترداد كافة حقوقي سواء مالية أوغيره إلي وبالفعل نجح في ذلك ؛ لكن هي لا أعلم أين ذهبت او أين اختفت!
فشردت روز ثم انصرفت عائدة الي غرفتها .
_____في مكتب المحقق______
اقترب المحقق من أحمد قائلا:
لماذا قتلتها؟ وكيف أدخلت الجثة إلي حمام الغرفة 116؟
فصرخ أحمد قائلا :
لا ياسيدي لم أقتلها أقسم لك. لم أقتلها؛ وزينة لم تقتل بل ذهبت معه كما هي قائلة لي:
أنها أصبحت لا تحتاج إلي تلك الملابس الرثة وسترتدي الحرير والمجوهرات باقية عمرها.
المحقق بنظرات قاتلة:
أنت كاذب والجثة لزينة وأنت قتلها من أجل حبك الشديد لها وغيرتك عليها؛ لم تستطع تحمل قربها لآخر وقبول الزواج منه.
أحمد والدماء تحتقن وجهه :
كلا ليس صحيحا؛ فالجثة ليست لزينة ˝ الجثة ل.. وصمت وكأنه أصبح أبكم لا يستطيع النطق.
اقترب المحقق قائلا:
أكمل الجثة لمن ؟!
فنظر أحمد في الأرض ثم رفعها اليه مرة أخرى وقال في حزن:
سأحكي لك كل شيء سيدي؛ ولكن ليس لي علاقة بما حدث صدقني.
فاستمع اليه المحقق في اهتمام وهو يقص عليه كل ما حدث في الغرفة 116 في هذا اليوم .
وبعد انتهاءه قال:
أقسم لك أني ليس لي علاقة وكل ما حدثتك به حقيقة .
فأطال صمت المحقق وهو يصوب نظره إليه مندهشا كيف له لم يشك بها .
فأمر المحقق بالقبض علي روز بتهمة القتل . وبالفعل بعد ساعات انتشر رجال الشرطة في فيلا والد روز وتم القبض عليها وسط صراخها وبكاءها . وبعد وصولها لغرفة المحقق قام واستقبلها قائلا:
بالفعل لم أشك بك قط ولكن دائما يأتي الغدر من أقرب الناس أشهد لك بأنك ممثلة باهرة ياسيدتي. فظلت تنظر اليه روز وتحاول أن تلتقط أنفاسها ثم أنهارت قائلة:
هي من أتت إلي بقدميها تبتزني وتهددني أنها قريبا سترمي بي أنا وأبي بالشارع لم أتمالك أعصابي فضربتها بمطفأة سجائري ووقعت علي الأرض وحينما طرق عامل الفندق الباب لم أستطيع النطق من الفاجعة فاعتقد أني لست بالداخل فدخل ليقع بصره عليها فأغلقت الباب وقمت بتهديده في حال التحدث بما رأي وعرضت عليه مائة ألف دولار في سبيل مساعدتي في التخلص منها ولأنه كان من الصعب علينا اخراجها فخطط لما حدث وانصرفت أنا لأمارس يومي الطبيعي وهو من قام بتدبير كل شيء وقام بذبحها وتشويه ووجهها ليصعب التعرف عليها ؛ هاذا كل شيء إلي أن حضرتم سيدي. صدقني هي من أجبرتني لهذا .
فتنهد المحقق وجلس على مقعده وأمر بحبسها هي وأحمد علي ذمة التحقيق.
❞ اذا صادفت باباً مفتوحاً بين العوالم فلا تعبره..فطريق العودة الوحيد هو الدم.
يقتصر مفهوم كتاب أسفار الشياطين و الذي قرأته شخصيا للكاتب سامح شوقي ويتكون هذا الكتاب من 192 صفحة.الرواية تحكي عن الجن وهل له سلطان يتلبس البشر أو لا وهل ممكن يتحكم فيه .. لعنة أصابت الأستاذ رؤوف وزوجته راندا وكل من يتدخل لفك اللعنة يصاب بها ومنهم مازن البطل .. تدور الأحداث حول الطرق الممكنة لفك تلك اللعنة وهل حقاً طريق العودة الوحيد من عالم الجن هو الدم .. ومن خلال الأحداث يظهر من هو صاحب اللعنة.
والذي عاش مغامرة مع الجن او ما يعرف بالعالم السفلي و وصل به الامر الى وصفه في قوله:رأيته
يطل برأسه من احلمام.. كأمنا يراقب من بالبيت.. كان ينظر في
وجهي مباشرة.. كان رأسه عاليا يكاد يلمس حافة الباب... ولم يكن في
ذلك الرأس كثير من التفاصيل.. كانت لديه عينان مدورتان شديدتاالحمرة..
كأنما كانتا جمرتي من نار.. وقرنان يبتدئان من جانب
العينني ويرتفعان عاليا ثم يستديران واحد إلى اليمين والآخر إلى
اليسار ثم يهبطان إلى أسفل ويقتربان من الوجه ثم يبتعدان عنه في
النهاية.. إنهما قرنان أشبه بشكل الأذن حتى إني ظننتهما أذنيه في
البداية.. ولكنهما كانا أسودين شديدي السواد... (قول السيدة راندا)
لذلك أنصحكم بقراءته و بافادة غيركم من معلومات و لمن قرأه يشاركنا ولو بجزء مثير منه. ❝ ⏤سامح شوقي
❞ اذا صادفت باباً مفتوحاً بين العوالم فلا تعبره.فطريق العودة الوحيد هو الدم.
يقتصر مفهوم كتاب أسفار الشياطين و الذي قرأته شخصيا للكاتب سامح شوقي ويتكون هذا الكتاب من 192 صفحة.الرواية تحكي عن الجن وهل له سلطان يتلبس البشر أو لا وهل ممكن يتحكم فيه . لعنة أصابت الأستاذ رؤوف وزوجته راندا وكل من يتدخل لفك اللعنة يصاب بها ومنهم مازن البطل . تدور الأحداث حول الطرق الممكنة لفك تلك اللعنة وهل حقاً طريق العودة الوحيد من عالم الجن هو الدم . ومن خلال الأحداث يظهر من هو صاحب اللعنة.
والذي عاش مغامرة مع الجن او ما يعرف بالعالم السفلي و وصل به الامر الى وصفه في قوله:رأيته
يطل برأسه من احلمام. كأمنا يراقب من بالبيت. كان ينظر في
وجهي مباشرة. كان رأسه عاليا يكاد يلمس حافة الباب.. ولم يكن في
ذلك الرأس كثير من التفاصيل. كانت لديه عينان مدورتان شديدتاالحمرة.
كأنما كانتا جمرتي من نار. وقرنان يبتدئان من جانب
العينني ويرتفعان عاليا ثم يستديران واحد إلى اليمين والآخر إلى
اليسار ثم يهبطان إلى أسفل ويقتربان من الوجه ثم يبتعدان عنه في
النهاية. إنهما قرنان أشبه بشكل الأذن حتى إني ظننتهما أذنيه في
البداية. ولكنهما كانا أسودين شديدي السواد.. (قول السيدة راندا)
لذلك أنصحكم بقراءته و بافادة غيركم من معلومات و لمن قرأه يشاركنا ولو بجزء مثير منه. ❝
❞ قل لي: كيف تقهر.. هذي الأقانيم الثلاثة كيف تُقهر؟
قلتُ لها:
- عندما ألقت رباب القصيدة تفاعل الحاضرون معها، حازت تصفيقًا حادًّا، وجنتاها تبللتا بالعَبَرَاتِ.
كانت تستمتع بسماع صوت عبد الحليم، وتعشق فيروز. أما أنا فكنت أستمتع بأغاني أم كلثوم وحليم ونجاة. كان بعض الزملاء والزميلات المقربين منا يشبهون علاقتنا بعلاقة علي سليم البدري وزُهرة سليمان غانم، في المسلسل الرائع \"ليالي الحلمية\".
ربــاب، هي من تذهب معي إلى محال الملابس، فتختار لي على ذوقها، لون القمصان التي تتماشى مع لون البنطلونات، كنت لا أمتلك هذه الميزة. كانت تستشيرني في شكل الحذاء ولونه، أتمتع بشهادة الكثير في اختياري للون الحذاء وتصميمه، ذهبت معها لشراء حذاء من محل \"السمالوطي\"، حاولت مرة أن أمسك قدمها وأدخل الحذاء فيه، احمرَّ وجهها، رفضت خجلًا، لاحظت ذلك سيدة مهندمة، تقترب من نهاية العقد السادس، يبدو من جِلستها بالقرب من مكتب، أنها صاحبة المحل، أو ربما زبونة، ابتسمت لنا، ولمَّا شعرت بخجل ربــاب، التفتت بعينيها بعيدًا عنا. ونحن خارجان من المحال، ابتسمت لها مرة أخرى وأشارت إليها أن تقترب منها، ولما دنت ربــاب منها أومأت السيدة برأسها ونصحتها، وهي تشير إليَّ، ولمَّا خرجنا من المحل سألتها:
- ماذا قالت لكِ هذه السيدة؟
ابتسمت وهي تخبرني،
قالت لي:
- حافظي عليه؛ إنه هدية السماء لـكِ.. ❝ ⏤عثمان مكاوي
❞ قل لي: كيف تقهر. هذي الأقانيم الثلاثة كيف تُقهر؟
قلتُ لها:
كانت تستمتع بسماع صوت عبد الحليم، وتعشق فيروز. أما أنا فكنت أستمتع بأغاني أم كلثوم وحليم ونجاة. كان بعض الزملاء والزميلات المقربين منا يشبهون علاقتنا بعلاقة علي سليم البدري وزُهرة سليمان غانم، في المسلسل الرائع ˝ليالي الحلمية˝.
ربــاب، هي من تذهب معي إلى محال الملابس، فتختار لي على ذوقها، لون القمصان التي تتماشى مع لون البنطلونات، كنت لا أمتلك هذه الميزة. كانت تستشيرني في شكل الحذاء ولونه، أتمتع بشهادة الكثير في اختياري للون الحذاء وتصميمه، ذهبت معها لشراء حذاء من محل ˝السمالوطي˝، حاولت مرة أن أمسك قدمها وأدخل الحذاء فيه، احمرَّ وجهها، رفضت خجلًا، لاحظت ذلك سيدة مهندمة، تقترب من نهاية العقد السادس، يبدو من جِلستها بالقرب من مكتب، أنها صاحبة المحل، أو ربما زبونة، ابتسمت لنا، ولمَّا شعرت بخجل ربــاب، التفتت بعينيها بعيدًا عنا. ونحن خارجان من المحال، ابتسمت لها مرة أخرى وأشارت إليها أن تقترب منها، ولما دنت ربــاب منها أومأت السيدة برأسها ونصحتها، وهي تشير إليَّ، ولمَّا خرجنا من المحل سألتها:
❞ عزيزي شخصي المفضل؛
وددت أن أشكرك لجعل قلبي يبتسم لذكراك؛ لقد جهزت لك العديد من المهارات، والعديد من الحب التي عهدت بها ذاتي أن لا تكون إلا لك، وجهزت لك مكاناً فارغاً بقلبي حتى تستوطنه.. عندما تأتي أتمني أن تكون أيضاً سعيداً عندما تفكر بتلك السيدة التي سيكون لها مكانه بحياتك، والتي ستعطيها كل الحب؛ لقد تعلمت العديد من مهارات الطبخ، وقرأت كثير عن كيف أجعلك سعيداً، وعن كيف أكون زوجة تُحبها؛ جهزت لك الكثير استعداداً لرؤياك وحتى يأتي هذا اليوم أتمني منك أن ذكراي تجعلك سعيداً دوماً.
گ منار التحفه. ❝ ⏤Manar Elsayd
❞ عزيزي شخصي المفضل؛
وددت أن أشكرك لجعل قلبي يبتسم لذكراك؛ لقد جهزت لك العديد من المهارات، والعديد من الحب التي عهدت بها ذاتي أن لا تكون إلا لك، وجهزت لك مكاناً فارغاً بقلبي حتى تستوطنه. عندما تأتي أتمني أن تكون أيضاً سعيداً عندما تفكر بتلك السيدة التي سيكون لها مكانه بحياتك، والتي ستعطيها كل الحب؛ لقد تعلمت العديد من مهارات الطبخ، وقرأت كثير عن كيف أجعلك سعيداً، وعن كيف أكون زوجة تُحبها؛ جهزت لك الكثير استعداداً لرؤياك وحتى يأتي هذا اليوم أتمني منك أن ذكراي تجعلك سعيداً دوماً.
گ منار التحفه. ❝