█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هل فكرت مره في نفسك ؟
في جسمك وكيف يعمل ؟
إن علوم التشريح والفسيولوجيا فتحت أعيننا على عجائب ومدهشات يقف أمامها العقل مذهولاً .
نعلم الآن بالحساب والأرقام أن الرئتين فيهما من وسائل تنقية الدم وتهويته سبعة أضعاف ما نحتاج إليه من النسيج التنفسي ,
وبالمثل في الكليتين احتياطي فائض عن الحاجة سبعة أضعاف اللازم لحفظ الحياة ...
ونجد هذا الكرم والسخاء أيضا في نسيج مثل الكبد وعضلات القلب وكرات الدم الحمراء وكراته البيضاء .....
هنا يد الخالق وحكمته ومحبته مبسوطة على آخرها ، ويقول لنا التشريح أيضا أن العصب البصري فيه أكثر من مليون خط عصبي تتشابك كلها لتصنع شبكية هي قاع العين حيث تقع الصورة ويتم التقاطها في دقة فائقة وحيث نرى في العتمة وأحيانا في الظلام ونميز بين درجات اللون الواحد وبين اختلاطه ما يذهل .
أما قدرة الأذن على التمييز بين درجات الصوت ونوعياته تفوق معجزة الإبصار .. فالام قد تعجز عن تبين وجه طفلها الضائع في الزحام ولكنها تستطيع أن تميز صوت بكائه من ألف صوت
وإذا وصلنا إلى المخ فنحن أمام خارقة الخوارق ...فهاهنا مجمع خطوط عصبية أشبه بمفتاح هائل يلتقي فيه أكثر من مائة مليون خط عصبي كلها تعمل معا وفي وقت واحد في تلقي الرسائل وتحليلها والرد عليها ...
في كل لحظة يصل إلى المخ شلال من الاحساسات من الجلد والأحشاء والعين والأذن ويخرج من المخ ذاته في ذات اللحظة طوفان من الردود في كابلات عصبية توصل كل رسالة الى مكانها .
جميع العضلات تبعث إلى المخ في ذات اللحظة تفاصيل غاية في الدقة على ما يطرأ علهيا من توتر وانقباض وارتخاء وعلى المخ أن يرد في ذات اللحظة بالتعليمات المطلوبة للحصول على أي وضع نريده , وهكذا نستطع أن نقف على رأسنا أو نمشي على أيدينا أو نحفظ توازننا على قدم واحدة دون أن نقع .
وهكذا نجد أن عملية حفظ التوازن هي عملية معقدة من آلاف الضوابط كل عضلة لها مخ إلكتروني صغير ومركز تنظيم في الدماغ والمراكز العديدة لها مجمع ترابط ينظمها جميعا ,ثم يخضع كل هذا للإرادة والاختيار .
فاذا اعترفنا أن فوق المخ شيء أعظم هو العقل , وأن المخ ليس إلا الجانب الآلي من عملية شديدة الغموض .
وأن العقل هو السيد هو الذي يأمر وهو الذي يتكلم من وراء هذا المفتاح العجيب ... فنحن في النهاية أمام معجزة أكبر
ذلك العقل الذي حاربنا به الميكروب وروضنا به الأسد واصطدنا به الأرنب واخضعنا به وحوش الغاب....
ذلك العقل الذي بنينا به الأهرام والسدود ونقلنا الجبال من مكانها وهدمنا الامبراطوريات واقمنا أمبراطوريات...وأخيرا صعدنا إلى القمر وسبحنا إلى النجوم ..
ها نحن كلما اكتشفنا آية من آيات كرم الخالق قادنا تأمل هذا الكرم إلى كرم أكبر وعطاء أكبر ...
ومن وراء العقل يقودنا التأمل إلى الروح ...سر الأسرار ...وذروة العطاء الرحماني ...
وهنا يعجز القلم ويسكت الفكر حياء أمام نعمة لا يملك الخيال أن يحيط بها , إذ يصفها الخالق بأنها فيض منه فيقول عن خلق آدم عليه السلام " فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " فهي نور نوره .. تعالى وتبارك في سماواته الذي خلقنا باسمه الكريم الوهاب وتناهت عطاياه فما تناهت ... وما استطاع قلم أن يحيط بكرمه أو يحصر أفعاله ...
مقال / يد الله
من كتاب / الشيطان يحكم
للدكتور / مصطفى محمود( رحمه الله ) . ❝
❞ _ الي صديق العمر_
ليتني استطيع اخبارنه الان انني لقد اهملت نفسي وحياتي ودراستي ولقد خزلت من اشخاصآ وضعت كل ثقتي بهم ليتني استطيع اخبارك ان الحياه بدونك اصبحت ارها انها كالجحيم كلما مررت وسط الزحام تزكرتك
كنا نعمر فيها سويأ يارفيق العمر لما تركت عمري امضيه بمفردي لقد اشتقت لمرحنا سويا ياليتك تعود ياعزيزي . ❝
❞ أحيانا تراودني الرغبة في البكاء مثل طفل صغير يتيم تاهت عنه أمه في الزحام. و أشعر في تلك اللحظات أننا جميعا أطفال لا فرق كبير يذكر بيننا و بين أطفالنا في علمنا و معارفنا و أخلاقنا.
يخيل إلينا أننا اخترقنا السماوات بعلومنا. و لو فكرنا قليلا لوجدنا أننا مازلنا في حروف أ . ب . ت . ث .. و أننا كأولادنا على عتبة واحدة من الحيرة و التساؤل و الجهل.
يقول لك طفلك و هو يشاور على القمر: من أين جاءوا بهذا القمر يا أبي؟
و تجاوب عليه بكلام كثير. و تتلو عليه نظريات و افتراضات خلاصتها أنه لا أحد يعرف الحقيقة. و لا حتى أينشتين نفسه.
و يسألك طفلك عن جده الذي مات أين ذهب منذ موته.
و عن اخيه الذي ولد أين كان قبل مولده.
فلا تعرف جوابا.
فلا أحد يعرف ماذا قبل الميلاد و لا ماذا بعد الموت. و لا من أين. و لا إلى أين.
و يشاور لك على الكهرباء و يقول ما هذا؟ فتقول الكهرباء.
و يسأل ما هي الكهرباء فلا تجد جوابا.
و يسأل من أين أتت الكهرباء.
فتحكي له حكاية طويلة عن ماكينات النور و وابور النور. و أنت لا تدري ما النور. و لو سألت علماء الطبيعة كلهم ما وجدت فيهم واحدا يستطيع أن يدلك على ماهية النور و كنهه، و لا حتى نيوتن، و لا أفوجادرو، و لا فاراداي.
و ما أجهلنا على الدوام.
ابتكرنا علم النفس و كتبنا فيه المراجع و نحن لا ندري ما هي النفس.
و اخترعنا الساعات لنقيس الزمن و نحن لا نعرف ما هو الزمن.
و سكنا الأرض منذ ملايين السنيين و مازلنا لا نعرف عنها إلا قشرتها.
و يجتمع شهود الحادثة الواحدة فيختلفون في روايتها و يحكيها كل واحد بصورة. و هذا شأن الحادثة التي لم تمر عليها ساعة فما بال التاريخ الذي مر عليه ألوف السنين و كتبت فيه المجلدات، و كلها تخييل.
و ما أبعدنا دائما عن الحقيقة.
و ما أقل ما نعلم.
و ما أقرب الفارق بيننا و بين أطفالنا في علمنا و معارفنا.
بل ما أقرب الفارق بيننا و بين أطفالنا في أخلاقنا – نحن الأوصياء و المربيين و كل منا يحتضن أملاكه كما يحتضن الطفل لعبته و لا يطيق أن تمسها يد منتفع.
و فينا البخيل و الشره، و الأكول و الطماع، و من يسيل لعابه على المليم.
و الطفل يخطف و الكبير يسرق.
و الطفل يضرب و الكبير يقتل.
و الطفل يمد يده بالإيذاء و الكبير يمد عصاه و سكينه.
و الطفل يرمي بحصاة و الكبير العظيم يرمي بقنبلة ذرية.
ألا يحق لي بعد ذلك أن أبكي على هذا العالم من العيال الذين ظنوا أنفسهم كبارا؟! . ❝
❞ سأخط من حروفي ملحمة الحروف
في أول السطر هناك وآخره
سأقاوم الحواجز والكسور والعواصف من غضب البحور
هذي قصيدتي
نكبتي
اللعنة التي حلت ببعض قوافي الشِعر في الكتاب
هَمَسَ اليراع تَعجُّباً
سِحرٌ وخيبات أمل
وكأن قارئة الطلاسم لم تفك طلاسمي
ضلت تُقلبُ من فناجيني التي شربتها
في معجم الليل الطويل لليالي القاسيات
ضلت تُحركُ بعض اوراقٍ لها وعالقات
وحجارةٌ سبعٌ أقامت فيها مراسمي
ظنت ستَشفِي لوعتي
ظنت تداوي كل أوجاعي التي..
أدماها ذاك الإغتيال
من رمية الخناجر
من غصة الحناجر
من صوت زمجرة الحروب
من إبتهالاتي التي لا لم توافق أسطري
أحلام قلبي مستباحة.. كانت تجادل غفوتي
وتروح حيث ترحل في الخيال
إستدرجتني في الضياع
قالت وقالت ثم قالت صارخة
يا من ثنايا الروح فيكَ منكَ قسّمتُ الفصول
الصيف بات يحرق الثلج المسجىٰ بالدموع
أنا من حبىٰ قبل الفطام
أنا من تحدث قبل أن تُبنىٰ الحروف في وسط الزحام
أنا من تخطى الحد في وصف الغرام
لكنه مؤود بين مشاعري
مدفون حياً في خوابي أضلعي
ويستغيث
أن أرجِعون
علّي أُغيرُ من أحاجي الشوق ألوان الغرام
علّي اسافر في الهوى وأعود أحمل ذكرياتي ذات حب في تباشير المنام
علّي وعلّي أستبقُ العصور في تلك الخيام
وأعود فيها مُقلِباً قلباً تعذب
قلباً تعنى من سنينٍ قد مضت
علّي أقودها مثل إسمي
مثل رسمي
وكأنها خالٌ تُجملُ معصمي
أو أنني خالٌ بخدها أو أكون
أنفاسها
أصواتها
وعطرها المسافر في كل العصور
علّي أكون هدوءها
سكونها
والغضب المسافر فيها كلها
علّي أُغيرُ بعض ماضٍ من قدر.. مكتوب في بعض الدعاء
سأقاوم الهجوم
وغضب الأماكن
وسطوة الزمان
أنا من بقايا الحب باقٍ من أثر
أنا من أمل
من غيث قادم
من حسن ظنٍ من رجاء
وأضيع في بعض السنين
أنا تائهٌ وضريرٌ في ذاك الظلام
أنا مُنكسر
....
أنا ذاك الطفل قد تمرد
قد كان يحلمُ أن يكون بعض شيء
ما عاد إلا من حطام
وبقايا أبنيةٍ ترامت في ثنايا الأرض مقفرةً
رحل الشعاع
وخيم الليل المدجج بالهموم
لم يبتسم
لكنه أرسى إنهزامه في طقوس المستحيل
وبكت عيونه
علً الدعاء ذاك يوماً قد يكون
ونعود في عهد الصِبا
أطفال تحلم أن تكون كما أرادت ذات يوم
مُحررة
من غاصبٍ سلب الطفولة كلها في ملحمة
#خالد_الخطيب . ❝