❞ ❞ يا رتيبة، عليكِ أن تعرفي أننا عقدنا معهم مصالحة، سواء كانت برضانا أم أُرغمنا عليها، ولكنها مصالحة ملزمة، يعني أنهم لم يعودوا على الدرجة نفسها من البُعد، اقتربوا من لحمنا كثيرًا، اجتازوا الخنادق وبحار الدم والرمال التي لها لون البارود، ❝. ❝ ⏤محمد المنسي قنديل
❞ ❞ يا رتيبة، عليكِ أن تعرفي أننا عقدنا معهم مصالحة، سواء كانت برضانا أم أُرغمنا عليها، ولكنها مصالحة ملزمة، يعني أنهم لم يعودوا على الدرجة نفسها من البُعد، اقتربوا من لحمنا كثيرًا، اجتازوا الخنادق وبحار الدم والرمال التي لها لون البارود، ❝ . ❝
❞ فلما انصَرَف رَسُولُ اللهِ ﷺ إلى المدينة ، لم يكن إلا أن وضع سلاحه ، فجاءه جبريل ، فقال : أوضعت السلاح ، والله إن الملائكة لم تضع أسلحتها ؟! فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم وأقذف في قلوبهم الرعب ، فسار جبريل في موكبه من الملائكة ، ورسول الله ﷺ على أثره في موكبه من المهاجرين والأنصار ، وقال ﷺ لأصحابه يومئذ ( لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُم العَصْرَ إِلَّا في بني قُرَيْظَةَ ) ، فبادروا إلى امتثال أمره ونهضوا من فورهم ، فأدركتهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا ، فصلوها بعد عشاء الآخرة ، وقال بعضُهم : لم يُرِدْ ﷺ منا ذلك ، وإنما أراد سُرعة الخروج ، فَصَلَّوْها في الطريق ، فلم يُعنف واحدة من الطائفتين ، وأعطى رسول الله ﷺ الراية علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، ونازل حصون بني قريظة ، وحصرهم خمساً وعشرين ليلة ، ولما اشتد عليهم الحِصَارُ ، عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال🔸️إما أن يُسْلِمُوا ويدخُلوا مع محمد في دينه🔸️وإما أن يقتلوا ذراريهم ، ويخرجوا إليه بالسيوف مُصلتة يناجِزُونه حتى يظفروا به ، ️أو يُقتلوا عن آخرهم🔸️وإما أن يهجموا على رسول الله ﷺ وأصحابه ويكبسوهم يوم السبت ، لأنهم قد أمِنُوا أن يُقاتلوهم فيه ، فأبوا عليه أن يُجِيبُوهُ إلى واحدة منهن ، فبعثوا إليه أن أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر نستشيره ، فلما رأوه ، قاموا في وجهه يبكون ، وقالوا : يا أبا لُبابة ! كيف ترى لنا أن ننزل على حكم محمد ؟ فقال : نعم ، وأشار بيده إلى حلقه يقول : إنه الذبح ، ثم عَلِمَ مِن فوره أنه قد خان الله ورسوله ، فمضى على وجهه ، ولم يَرْجع إلى رسول الله ﷺ حتى أتى مسجد المدينة ، فربط نفسه بسارية المسجد ، وحلف ألا يحله إلا رسول الله ﷺ بيده ، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً ، فلما بلغ رسول الله ﷺ ذلك ، قال ( دَعُوهُ حَتَّى يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ، ثم تاب الله عليه ، وحله رسول الله ﷺ بيده ، ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله ﷺ فقامت إليه الأوس ، فقالوا : يا رَسُولَ الله ! قد فعلت في بني قَيْنُقاع ما قد عَلِمْتَ وهم حلفاء إخواننا الخزرج ، وهؤلاء موالينا ، فأحسن فيهم فقال ﷺ ( أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَحْكُم فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْكُم؟ ) قالوا : بلى قال ( فَذَاكَ إلى سَعْدِ بْنِ مُعَاذ ) قالوا : قد رضينا ، فأرسل إلى سعد بن معاذ وكان في المدينة لم يخرج معهم لجُرح به ، فأُرْكِبَ حماراً وجاء إلى رسول الله ﷺ فجعلوا يقولون له وهم كَنَفتَاهُ ، يا سَعْدًا أجمل إلى مواليك ، فأحسن فيهم ، فإن رسول الله ﷺ قد حكمك في فِيهِم لِتُحْسِنَ فيهم ، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً ، فلما أكثروا عليه ، قال : لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم ، فلما سَمِعُوا ذلِكَ رجع بعضهم إلى المدينة ، فنعى إليهم القوم ، فلما انتهى سعد إلى النبي ﷺ قال ﷺ للصحابة ( قُومُوا إِلَى سَيِّدكُم ) فلما أنزلوه ، قالوا : يا سعدا إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذ عليهم ؟ قالوا : نعم ، قال : وعلى المسلمين ؟ قالوا : نعم ، قال : على من ها هنا وأعرض بوجهه ، وأشار إلى ناحية رسول الله ﷺ إجلالاً له وتعظيماً؟ قال ﷺ ( نعم ، وعَليَّ ) قال : فإني أحكم فيهم أن يُقتل الرِّجَالُ ، وتُسْبَى الذَّرِّيَّةُ ، وتُقسم الأموال ، فقال رسول الله ﷺ ( لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات ) ، وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول ، وهرب عمرو بن سعد ، فانطلق فلم يُعلم أين ذهب ، وكان قد أبي الدخول معهم في نقض العهد ، فلما حكم فيهم بذلك ، أمر رسول الله ﷺ بقتل كُلِّ من جرت عليه الموسى منهم ، ومن لم يُنبتُ اُلحق بالذرية ، فحفر لهم خنادق في سوق المدينة ، وضُرِبَتْ أعناقهم ، وكانوا ما بين الستمئة إلى السبعمئة ، ولم يقتل من النساء أحد سوى امرأة واحدة كانت طَرَحَتْ على رأس سويد بن الصامت رُحى ، فقتلته ، وجعل يُذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً ، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد يا كعب ما تراه يُصنع بنا ؟ فقال : أفي كل موطن لا تعقِلُونَ ؟ أما ترون الداعي لا يَنزِعُ ، والذاهب منكم لا يرجعُ ، هو والله القتل ، فهذا كُلُّه في يهود المدينة ، وكانت غزوة كل طائفة منهم عَقِبَ كُلِّ غزوة من الغزوات الكبار ، فغزوة بني قينقاع عقب بدر ، وغزوة بني النضير عقب غزوة أُحد ، وغزوة بني قريظة عقب الخندق. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ فلما انصَرَف رَسُولُ اللهِ ﷺ إلى المدينة ، لم يكن إلا أن وضع سلاحه ، فجاءه جبريل ، فقال : أوضعت السلاح ، والله إن الملائكة لم تضع أسلحتها ؟! فانهض بمن معك إلى بني قريظة ، فإني سائر أمامك أزلزل بهم حصونهم وأقذف في قلوبهم الرعب ، فسار جبريل في موكبه من الملائكة ، ورسول الله ﷺ على أثره في موكبه من المهاجرين والأنصار ، وقال ﷺ لأصحابه يومئذ ( لا يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُم العَصْرَ إِلَّا في بني قُرَيْظَةَ ) ، فبادروا إلى امتثال أمره ونهضوا من فورهم ، فأدركتهم العصر في الطريق ، فقال بعضهم : لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا ، فصلوها بعد عشاء الآخرة ، وقال بعضُهم : لم يُرِدْ ﷺ منا ذلك ، وإنما أراد سُرعة الخروج ، فَصَلَّوْها في الطريق ، فلم يُعنف واحدة من الطائفتين ، وأعطى رسول الله ﷺ الراية علي بن أبي طالب ، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم ، ونازل حصون بني قريظة ، وحصرهم خمساً وعشرين ليلة ، ولما اشتد عليهم الحِصَارُ ، عرض عليهم رئيسهم كعب بن أسد ثلاث خصال🔸️إما أن يُسْلِمُوا ويدخُلوا مع محمد في دينه🔸️وإما أن يقتلوا ذراريهم ، ويخرجوا إليه بالسيوف مُصلتة يناجِزُونه حتى يظفروا به ، ️أو يُقتلوا عن آخرهم🔸️وإما أن يهجموا على رسول الله ﷺ وأصحابه ويكبسوهم يوم السبت ، لأنهم قد أمِنُوا أن يُقاتلوهم فيه ، فأبوا عليه أن يُجِيبُوهُ إلى واحدة منهن ، فبعثوا إليه أن أرسل إلينا أبا لبابة بن عبد المنذر نستشيره ، فلما رأوه ، قاموا في وجهه يبكون ، وقالوا : يا أبا لُبابة ! كيف ترى لنا أن ننزل على حكم محمد ؟ فقال : نعم ، وأشار بيده إلى حلقه يقول : إنه الذبح ، ثم عَلِمَ مِن فوره أنه قد خان الله ورسوله ، فمضى على وجهه ، ولم يَرْجع إلى رسول الله ﷺ حتى أتى مسجد المدينة ، فربط نفسه بسارية المسجد ، وحلف ألا يحله إلا رسول الله ﷺ بيده ، وأنه لا يدخل أرض بني قريظة أبداً ، فلما بلغ رسول الله ﷺ ذلك ، قال ( دَعُوهُ حَتَّى يَتُوبَ اللَّهُ عَلَيْهِ ) ، ثم تاب الله عليه ، وحله رسول الله ﷺ بيده ، ثم إنهم نزلوا على حكم رسول الله ﷺ فقامت إليه الأوس ، فقالوا : يا رَسُولَ الله ! قد فعلت في بني قَيْنُقاع ما قد عَلِمْتَ وهم حلفاء إخواننا الخزرج ، وهؤلاء موالينا ، فأحسن فيهم فقال ﷺ ( أَلَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَحْكُم فِيهِمْ رَجُلٌ مِنْكُم؟ ) قالوا : بلى قال ( فَذَاكَ إلى سَعْدِ بْنِ مُعَاذ ) قالوا : قد رضينا ، فأرسل إلى سعد بن معاذ وكان في المدينة لم يخرج معهم لجُرح به ، فأُرْكِبَ حماراً وجاء إلى رسول الله ﷺ فجعلوا يقولون له وهم كَنَفتَاهُ ، يا سَعْدًا أجمل إلى مواليك ، فأحسن فيهم ، فإن رسول الله ﷺ قد حكمك في فِيهِم لِتُحْسِنَ فيهم ، وهو ساكت لا يرجع إليهم شيئاً ، فلما أكثروا عليه ، قال : لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم ، فلما سَمِعُوا ذلِكَ رجع بعضهم إلى المدينة ، فنعى إليهم القوم ، فلما انتهى سعد إلى النبي ﷺ قال ﷺ للصحابة ( قُومُوا إِلَى سَيِّدكُم ) فلما أنزلوه ، قالوا : يا سعدا إن هؤلاء القوم قد نزلوا على حكمك ، قال : وحكمي نافذ عليهم ؟ قالوا : نعم ، قال : وعلى المسلمين ؟ قالوا : نعم ، قال : على من ها هنا وأعرض بوجهه ، وأشار إلى ناحية رسول الله ﷺ إجلالاً له وتعظيماً؟ قال ﷺ ( نعم ، وعَليَّ ) قال : فإني أحكم فيهم أن يُقتل الرِّجَالُ ، وتُسْبَى الذَّرِّيَّةُ ، وتُقسم الأموال ، فقال رسول الله ﷺ ( لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهِمْ بِحُكْمِ اللَّهِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات ) ، وأسلم منهم تلك الليلة نفر قبل النزول ، وهرب عمرو بن سعد ، فانطلق فلم يُعلم أين ذهب ، وكان قد أبي الدخول معهم في نقض العهد ، فلما حكم فيهم بذلك ، أمر رسول الله ﷺ بقتل كُلِّ من جرت عليه الموسى منهم ، ومن لم يُنبتُ اُلحق بالذرية ، فحفر لهم خنادق في سوق المدينة ، وضُرِبَتْ أعناقهم ، وكانوا ما بين الستمئة إلى السبعمئة ، ولم يقتل من النساء أحد سوى امرأة واحدة كانت طَرَحَتْ على رأس سويد بن الصامت رُحى ، فقتلته ، وجعل يُذهب بهم إلى الخنادق أرسالاً أرسالاً ، فقالوا لرئيسهم كعب بن أسد يا كعب ما تراه يُصنع بنا ؟ فقال : أفي كل موطن لا تعقِلُونَ ؟ أما ترون الداعي لا يَنزِعُ ، والذاهب منكم لا يرجعُ ، هو والله القتل ، فهذا كُلُّه في يهود المدينة ، وكانت غزوة كل طائفة منهم عَقِبَ كُلِّ غزوة من الغزوات الكبار ، فغزوة بني قينقاع عقب بدر ، وغزوة بني النضير عقب غزوة أُحد ، وغزوة بني قريظة عقب الخندق . ❝
❞ وإن كان الإنسان ينسى فإنّ فتح الله لا ينسى أبدًا أيام القر الشديد والزمهرير المديد، وأرضروم كلها -مدائنها وقراها وجميع حماها- هي موطن البرد ومسكن الثلج الأبدي، من كل بلاد الأناضول.. صيفُها شتاءٌ، وشتاؤها فناءٌ.. غيابٌ شاملٌٍ للإنسان والحيوان والأشياء.. كل شئ تغطيه الثلوج، فلا تواصل بين أهاليها إلا عبر الخنادق والأنفاق التي يحفرها الناس من تحت تلال الثلوج فيَشرَبون بها لقضاء ضرورياتهم الاجتماعية، ثم يؤوب كل شخص إلى عشه، محتميًا بموقد أسرته قبل أن يتجمد لحمه ودمه. ❝ ⏤فريد الأنصاري
❞ وإن كان الإنسان ينسى فإنّ فتح الله لا ينسى أبدًا أيام القر الشديد والزمهرير المديد، وأرضروم كلها مدائنها وقراها وجميع حماها هي موطن البرد ومسكن الثلج الأبدي، من كل بلاد الأناضول.. صيفُها شتاءٌ، وشتاؤها فناءٌ.. غيابٌ شاملٌٍ للإنسان والحيوان والأشياء.. كل شئ تغطيه الثلوج، فلا تواصل بين أهاليها إلا عبر الخنادق والأنفاق التي يحفرها الناس من تحت تلال الثلوج فيَشرَبون بها لقضاء ضرورياتهم الاجتماعية، ثم يؤوب كل شخص إلى عشه، محتميًا بموقد أسرته قبل أن يتجمد لحمه ودمه . ❝
❞ كانت الحرب على جبهتين، الأولى في الخنادق وساحات المعارك، والثانية على شاشات التلفزيون. على الجبهة الأولى، دوت المدافع وقصفت المدن، وسقط الأبرياء، وعلى الجبهة الثانية، تعرض المشاهد من دون أن يدري لأخطر حرب سرية لإعادة تشكيل وعيه وتمرير كم هائل من الصور والمعلومات المضللة والملغومة. من كان يقول الصدق؟ ومن كان يكذب على الناس؟ هذه أسئلة لا نعرف إجابات وافية عنها قبل مرور سنوات طويلة و انجلاء طوق السرية عن ملفّات الحرب.(يوميات من خط النار) هاشم أهل برا. ❝ ⏤
❞ كانت الحرب على جبهتين، الأولى في الخنادق وساحات المعارك، والثانية على شاشات التلفزيون. على الجبهة الأولى، دوت المدافع وقصفت المدن، وسقط الأبرياء، وعلى الجبهة الثانية، تعرض المشاهد من دون أن يدري لأخطر حرب سرية لإعادة تشكيل وعيه وتمرير كم هائل من الصور والمعلومات المضللة والملغومة. من كان يقول الصدق؟ ومن كان يكذب على الناس؟ هذه أسئلة لا نعرف إجابات وافية عنها قبل مرور سنوات طويلة و انجلاء طوق السرية عن ملفّات الحرب.(يوميات من خط النار) هاشم أهل برا . ❝