❞ عامان من الانتظار: الكاتب الذي دفع ثمن الحلم دموعًا
لم يكن الطريق مفروشًا بالحبر والورق، بل كان مفروشًا بالخذلان، والصمت، وانتظار المرتب الشهري بفارغ الصبر. الكاتب الأردني محمود عمر محمد جمعة لم يولد وفي يده قلم ذهبي، بل حمل قلمه كمن يحمل جرحًا، ومضى يكتب لا لينشر، بل لينجو من القهر.
في زاوية منسية من حياته، جلس عامين كاملين، يختزن ثمن الحلم قرشًا قرشًا، كمن يجمع أشلاء قلبه المتناثر، لا من أجل السفر، ولا من أجل بيت، بل فقط من أجل أن ترى روايته الأولى النور. عامان من التنازل عن أشياء كثيرة... عن دفء الشتاء، عن متعة فنجان القهوة في مقهى بسيط، عن ضوء المصباح حين يتأخر الليل. كان كل شيء يُحسب: كم تكلفة الصفحة؟ وكم ثمن الورق؟ وكم يكلف الغلاف؟ لكن ما لم يُحسب هو ثمن الوجع، ثمن أن تكتب وتعرف أن لا أحد ينتظر كلماتك سواك.
لم يسنده ناشر، ولم يصفق له أحد، لم يكن على رفوف المكتبات، بل كان داخل حقيبته، يحملها في صمت ويهمس: \"يوماً ما ستُقرأ\". لم يطلب شيئًا سوى أن يُسمع، أن يترك أثرًا صغيرًا على هذا العالم الكبير.
وفي نهاية العام الثاني، حين اكتمل المبلغ أخيرًا، لم يكن الانتصار صاخبًا. بل كان هادئًا كابتسامة خجولة على وجه تعب. طبع روايته الأولى ووزعها مجانًا، لأنه لم يكن يبحث عن ربح، بل عن قارئ يؤمن كما آمن، ويشعر كما شعر، ويبكي كما بكى حين كتب الصفحة الأخيرة.
محمود عمر محمد جمعة هو ابن هذه الأرض، ووجعه من طينها. كاتب لم تخلقه الصدفة، بل خلقه الألم، وكأن القدر أراد له أن يتشكل من الصبر، ويولد من رحم المعاناة.
ربما لا يعرفه كثيرون، وربما لن تتصدر صوره العناوين، لكنه سيبقى الكاتب الذي كتب أول رواية بثمن الانتظار.. ❝ ⏤𝑴𝑨𝑯𝑴𝑶𝑼𝑫
❞ عامان من الانتظار: الكاتب الذي دفع ثمن الحلم دموعًا
لم يكن الطريق مفروشًا بالحبر والورق، بل كان مفروشًا بالخذلان، والصمت، وانتظار المرتب الشهري بفارغ الصبر. الكاتب الأردني محمود عمر محمد جمعة لم يولد وفي يده قلم ذهبي، بل حمل قلمه كمن يحمل جرحًا، ومضى يكتب لا لينشر، بل لينجو من القهر.
في زاوية منسية من حياته، جلس عامين كاملين، يختزن ثمن الحلم قرشًا قرشًا، كمن يجمع أشلاء قلبه المتناثر، لا من أجل السفر، ولا من أجل بيت، بل فقط من أجل أن ترى روايته الأولى النور. عامان من التنازل عن أشياء كثيرة.. عن دفء الشتاء، عن متعة فنجان القهوة في مقهى بسيط، عن ضوء المصباح حين يتأخر الليل. كان كل شيء يُحسب: كم تكلفة الصفحة؟ وكم ثمن الورق؟ وكم يكلف الغلاف؟ لكن ما لم يُحسب هو ثمن الوجع، ثمن أن تكتب وتعرف أن لا أحد ينتظر كلماتك سواك.
لم يسنده ناشر، ولم يصفق له أحد، لم يكن على رفوف المكتبات، بل كان داخل حقيبته، يحملها في صمت ويهمس: ˝يوماً ما ستُقرأ˝. لم يطلب شيئًا سوى أن يُسمع، أن يترك أثرًا صغيرًا على هذا العالم الكبير.
وفي نهاية العام الثاني، حين اكتمل المبلغ أخيرًا، لم يكن الانتصار صاخبًا. بل كان هادئًا كابتسامة خجولة على وجه تعب. طبع روايته الأولى ووزعها مجانًا، لأنه لم يكن يبحث عن ربح، بل عن قارئ يؤمن كما آمن، ويشعر كما شعر، ويبكي كما بكى حين كتب الصفحة الأخيرة.
محمود عمر محمد جمعة هو ابن هذه الأرض، ووجعه من طينها. كاتب لم تخلقه الصدفة، بل خلقه الألم، وكأن القدر أراد له أن يتشكل من الصبر، ويولد من رحم المعاناة.
ربما لا يعرفه كثيرون، وربما لن تتصدر صوره العناوين، لكنه سيبقى الكاتب الذي كتب أول رواية بثمن الانتظار. ❝