❞ هنالك أمور عديده في تلك الحياة لابد أن نهتم به مثل الزوج بالاجبار هو أن يتزوج شخصين جبرا لي أرضا العائلة أو يتزوج لأن هنالك مصلحه مشتركه بين الوالدين ولكن ما ذنب تلك القلوب حتي تجبر على ما لا تريده تجبر علي أن تحب الذي لا تشتهيه تجبر علي فعل اشياء ليست من أجلها بل من أجل إرضاء أشخاص آخرين وتحدث كوارث كبيره بسبب تلك الأمور ولكن لا يهتم الوالدين سوا لمصلحتهم فقط علي حساب سعاده الابناء وتحطيم قلوبهم حدث ومات الكثير بس تحمله اشياء فوق طاقه وأنه جبر علي شي لم يكن يريده من الأساس لنكن جميعاً جادين في تلك الأمور ونكون علي يقين أن في امور الزواج كل شي يكون بالاتفاق والمحبه وليس الأمر عباره عن سلعه ثمينه اعطيها لمن أشاء وازوجها لي أكثر الرجال ثراء في العالم بال الزواج سوف يكون من اغني رجل في العالم وأن كان يتبع كتاب الله وسنة نبيه ويعامل زوجته معامله حسنه ومعاملة البر والإحسان هذا هو اغني راجل بالعالم من اغتنا بالقران واتبع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنعم عليه الله برزق كبير في الدنيا والآخرة. ❝ ⏤Aya Mohamed
❞ هنالك أمور عديده في تلك الحياة لابد أن نهتم به مثل الزوج بالاجبار هو أن يتزوج شخصين جبرا لي أرضا العائلة أو يتزوج لأن هنالك مصلحه مشتركه بين الوالدين ولكن ما ذنب تلك القلوب حتي تجبر على ما لا تريده تجبر علي أن تحب الذي لا تشتهيه تجبر علي فعل اشياء ليست من أجلها بل من أجل إرضاء أشخاص آخرين وتحدث كوارث كبيره بسبب تلك الأمور ولكن لا يهتم الوالدين سوا لمصلحتهم فقط علي حساب سعاده الابناء وتحطيم قلوبهم حدث ومات الكثير بس تحمله اشياء فوق طاقه وأنه جبر علي شي لم يكن يريده من الأساس لنكن جميعاً جادين في تلك الأمور ونكون علي يقين أن في امور الزواج كل شي يكون بالاتفاق والمحبه وليس الأمر عباره عن سلعه ثمينه اعطيها لمن أشاء وازوجها لي أكثر الرجال ثراء في العالم بال الزواج سوف يكون من اغني رجل في العالم وأن كان يتبع كتاب الله وسنة نبيه ويعامل زوجته معامله حسنه ومعاملة البر والإحسان هذا هو اغني راجل بالعالم من اغتنا بالقران واتبع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنعم عليه الله برزق كبير في الدنيا والآخرة. ❝
❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال.. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا.. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود.. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
........
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
......
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث.. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة.. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير..( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.... التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك... قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن... قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب.. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال... جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين.. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
رجعت مكتبى وزى ما توقعت طلبنى العميد مصطفى وقلى
_شكلى كده ظلمتك وكلامك هيطلع صح. بس انا عندى ليك سؤال. بس تفتكر الجريمتين ليهم علاقه ببعض؟
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال... لتانى مرة مفيش جريمة.. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير.. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه..انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه.. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى.. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده.. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار .. بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى.. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد.. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار.. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة .. دخلت وسط الناس وشوفت الجثة.. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر... كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير... طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع.. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله.. أمل فعلاً انتحرت.. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها.. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد.. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا.. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود.. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى.. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود.. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود... كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل.. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث.. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر... رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل.. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير.. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا.. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة..ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى.. الناس جريت على الشقة واحنا كمان.. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير... اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل.. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل... بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار.. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب.. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي.. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت.. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب.. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون.. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة.. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان.. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت.. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي.. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري.. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود.. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود.. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت.. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير.. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت.. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها.. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية.. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير.. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة.. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب.. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها.. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
....
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة... دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه.. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا.. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة.. قولتلوا
_ انت مين؟ وليه بتبعتلي الرسايل دى؟ وعلاقتك اى بالجرايم دي كلها؟
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه.. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ.. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ.. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة.. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح.. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى.. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط.. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون.. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين.. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد.. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود.. عينيه تحت هالات سوده.. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام.. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه.. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين.. واقنعته مش مريض نفسي.. هو بس عليه مارد من مردة الجن.. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ... بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه..العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً..الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم..اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون..سكت الشيخ ايوب... وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً.. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت .. انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام.. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي.. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي.. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب.. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل.. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه.. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب.. انت متخيل.. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى.. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة.. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها.. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا.. قتلوا ابننا... وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى.. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ.. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود.. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى... انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى.. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين..
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد.. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى... وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى.. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى.. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين... حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
....
تمت
...
محمود الامين. ❝ ⏤محمود الامين
❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
....
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
...
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير.( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.. التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك.. قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن.. قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال.. جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال.. لتانى مرة مفيش جريمة. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه.انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار . بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة . دخلت وسط الناس وشوفت الجثة. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر.. كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير.. طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله. أمل فعلاً انتحرت. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود.. كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر.. رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة.ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى. الناس جريت على الشقة واحنا كمان. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير.. اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل.. بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
..
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة.. دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة. قولتلوا
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود. عينيه تحت هالات سوده. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين. واقنعته مش مريض نفسي. هو بس عليه مارد من مردة الجن. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.. بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه.العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً.الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم.اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون.سكت الشيخ ايوب.. وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت . انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب. انت متخيل. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا. قتلوا ابننا.. وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى.. انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين.
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى.. وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين.. حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
..
تمت
..
محمود الامين. ❝
❞ هنالك أمور عديده في تلك الحياة لابد أن نهتم به مثل الزوج بالاجبار هو أن يتزوج شخصين جبرا لي أرضا العائلة أو يتزوج لأن هنالك مصلحه مشتركه بين الوالدين ولكن ما ذنب تلك القلوب حتي تجبر على ما لا تريده تجبر علي أن تحب الذي لا تشتهيه تجبر علي فعل اشياء ليست من أجلها بل من أجل إرضاء أشخاص آخرين وتحدث كوارث كبيره بسبب تلك الأمور ولكن لا يهتم الوالدين سوا لمصلحتهم فقط علي حساب سعاده الابناء وتحطيم قلوبهم حدث ومات الكثير بس تحمله اشياء فوق طاقه وأنه جبر علي شي لم يكن يريده من الأساس لنكن جميعاً جادين في تلك الأمور ونكون علي يقين أن في امور الزواج كل شي يكون بالاتفاق والمحبه وليس الأمر عباره عن سلعه ثمينه اعطيها لمن أشاء وازوجها لي أكثر الرجال ثراء في العالم بال الزواج سوف يكون من اغني رجل في العالم وأن كان يتبع كتاب الله وسنة نبيه ويعامل زوجته معامله حسنه ومعاملة البر والإحسان هذا هو اغني راجل بالعالم من اغتناء بالقران واتبع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنعم عليه الله برزق كبير في الدنيا والآخرة😇
الكاتبة آيه محمد محسن عبدالمنعم. ❝ ⏤Aya Mohamed
❞ هنالك أمور عديده في تلك الحياة لابد أن نهتم به مثل الزوج بالاجبار هو أن يتزوج شخصين جبرا لي أرضا العائلة أو يتزوج لأن هنالك مصلحه مشتركه بين الوالدين ولكن ما ذنب تلك القلوب حتي تجبر على ما لا تريده تجبر علي أن تحب الذي لا تشتهيه تجبر علي فعل اشياء ليست من أجلها بل من أجل إرضاء أشخاص آخرين وتحدث كوارث كبيره بسبب تلك الأمور ولكن لا يهتم الوالدين سوا لمصلحتهم فقط علي حساب سعاده الابناء وتحطيم قلوبهم حدث ومات الكثير بس تحمله اشياء فوق طاقه وأنه جبر علي شي لم يكن يريده من الأساس لنكن جميعاً جادين في تلك الأمور ونكون علي يقين أن في امور الزواج كل شي يكون بالاتفاق والمحبه وليس الأمر عباره عن سلعه ثمينه اعطيها لمن أشاء وازوجها لي أكثر الرجال ثراء في العالم بال الزواج سوف يكون من اغني رجل في العالم وأن كان يتبع كتاب الله وسنة نبيه ويعامل زوجته معامله حسنه ومعاملة البر والإحسان هذا هو اغني راجل بالعالم من اغتناء بالقران واتبع رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أنعم عليه الله برزق كبير في الدنيا والآخرة😇
الكاتبة آيه محمد محسن عبدالمنعم. ❝
❞ الملك محمد إدريس الأول (12 مارس 1890 م - 25 مايو 1983 م) هو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وعن قوات الحلفاء في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951 م وحتى 1969 م. وهو من العائلة السنوسية، من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية. وورث موقع جده.
نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها.
قد التحق إدريس السنوسي بالكتاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية "الكفرة"، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة سنة (1320 هـ - 1902م)، وتوفي في ذات العام والده "السيد المهدي" بعد أن بلغت الدعوة في عهده الذروة والانتشار، ووصل عدد "الزوايا" إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب، وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته. قاد أحمد الشريف السنوسي في فترة من فترات إمارته للحركة السنوسية المجاهدين الليبيين وبعد هزيمته في المعركة التي قادها ضد الإنجليز في مصر تنازل لابن عمه محمد إدريس السنوسي.
وبعد قيام الحرب العالمية الأولى سحبت إيطاليا كثيرا من قواتها بليبيا بسبب اشتراكها في هذه الحرب، وفي الوقت نفسه رأى السنوسيون أن يساعدوا الدولة العثمانية التي دخلت الحرب أيضا، فقام السيد أحمد الشريف بحملة عسكرية على مصر منها معركة وادي الماجد، كان الغرض منها إرغام بريطانيا على القتال في حدود مصر الغربية، ومن ثم شغلها عن الحملة التركية الألمانية على قناة السويس، غير أن هذه الحملة فشلت، وعاد السيد أحمد شريف إلى بلاده منهزما، تاركا مهمة قيادة الدعوة السنوسية إلى ابن عمه محمد إدريس السنوسي وتحت إلحاح مشايخ وزعماء برقة، فاستطاع أن يقبض على الأمور بيد قوية ويضرب على أيدي المفسدين فأنقذ البلاد من خطر التشرذم والحرب الاهلية _ وبعد أن أفنت الحرب والاوبئة ثلث سكان برقة _، واتخذ من مدينة اجدابيا مقرا لإمارته الناشئة، وأخذ يشن الغارات على معسكرات الإيطاليين.
تولى إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسيّة في عام 1916م من ابن عمه السيد أحمد الشريف. دخل إدريس بن المهدي السنوسي في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي في مفاوضات مع إيطاليا. منها مفاوضات الزويتينة (من يوليو إلى سبتمبر 1916م).. مفاوضات في ضواحي مدينة طبرق منطقة عكرمة (من يناير إلى أبريل 1917م)، مفاوضات الرجمة (1914) وكان أهم شروطها هو الاعتراف بالسيد/ إدريس السنوسي كأمير سنوسي لإدارة الحكم الذاتي بحيث يشمل نطاقها واحات: الجغبوب وجالو والكفرة ويكون مقرها في إجدابيا، واتفاقية أبو مريم واجتماع إدريس السنوسي بوزير المستعمرات الإيطالية أمندولا في عام 1922 م في منطقة غوط الساس بالقرب من جردس العبيد. لم تستمر حكومة إجدابيا طويلاً لأنّ إيطاليا أرادت التخلص من اتفاقاتهاوذلك بعد زحف ارتال الفاشيين على روما. فقرر إدريس السنوسي الرحيل إلى مصر وكلف شقيقه الأصغر محمّد الرضا السنوسي وكيلاً عنه على شؤون الحركة السنوسيّة في برقة، وعين عمر المختار نائباً له وقائداً للجهاد العسكري في شهر نوفمبر 1922م
لما قامت الحرب العالمية الثانية في عام 1939م راهن الأمير إدريس السنوسي على الحلفاء وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم وعقد اتفاقا مع البريطانيين. ودخل إلى ليبيا بجيش أسسه في المنفى (الجيش السنوسي) في 9 أغسطس 1940م متحالفاً مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين. ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في (شعبان 1364 هـ الموافق يوليو 1944 م)، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانيّة والفرنسية (الحلفاء). تحصلَ في نوفمبر 1920م على حكم ذاتي (حكومة إجدابيا)، ثم أعلن استقلال ولاية برقة في 11 أكتوبر 1949م، وانتقلت سلطات الإدارة العسكريّة البريطانية إلى حكومة برقة،
مفاوضات بين إدريس وإيطاليا
ولما أوشكت الحرب العالمية الأولى على الانتهاء، ولم تكن المعارك بين الليبيين والإيطاليين حاسمة، لجأ الطرفان إلى مائدة المفاوضات، وعقدا هدنة في سنة (1336 هـ/ 1917 م) يعلنان فيها أنهما راغبان في وقف القتال والامتناع عن الحرب. وتضمنت هذه الهدنة عدة بنود، منها أن يقف الإيطاليون عند النقط التي كانوا يحتلونها، وأن يبقى على المحاكم الشرعية، وأن تفتح المدارس العملية والمهنية في برقة، وأن تعيد إيطاليا الزوايا السنوسية والأراضي التابعة لها، وأن تعفى من الضرائب، وفي مقابل ذلك يتعهد السنوسيون بتسريح جنودهم وتجريد القبائل من السلاح.
غير أن بنود هذه الهدنة لم تجد من ينفذها، فعاود الطرفان المفاوضات من جديد وعقدا اتفاقا جديدا سنة (1339 هـ/ 1920 م) عرف باتفاق "الرجمة" بموجبه قسمت برقة إلى قسمين: شمالي، وفيه السواحل وبعض الجبل الأخضر، ويخضع للسيادة الإيطالية، وجنوبي، ويشمل: الجغبوب، وأوجلة، وجالوا، والكفرة، ويكون إدارة مستقلة هي الإمارة السنوسية، ويتمتع محمد إدريس بلقب "أمير" مع حفظ حقه في التجول في جميع أنحاء برقة، ويتدخل في إدارة المنطقة الإيطالية متى شعر أن مصلحة أهالي البلاد تتطلب ذلك، وفي الوقت نفسه تعهد الأمير بأن يحل قواته العسكرية، على أن يحتفظ بألف جندي فقط يستخدمهم في شئون الإدارة وحفظ النظام.
إدريس زعيما للبلاد
محمد إدريس السنوسي.
لم تنجح هذه الاتفاقيات في تهدئة الأوضاع في البلاد وتوفير الاستقرار، وكانت أصابع إيطاليا وراء زرع بذور الشقاق في البلاد، وأدرك العقلاء أنه لا بد من توحيد الصف لمواجهة الغازي المحتل فعقد مؤتمر في "غريان" حضره زعماء الحركة الوطنية من قادة الجهاد في طرابلس، وذلك في (ربيع الأول 1339 هـ=نوفمبر 1920 م)، واتخذ فيه القرار التالي: "إن الحالة التي آلت إليها البلاد لا يمكن تحسينها إلا بإقامة حكومة قادرة ومؤسسة على ما يحقق الشرع الإسلامي من الأصول بزعامة رجل مسلم منتخب من الأمة، لا يعزل إلا بحجة شرعية وإقرار مجلس النواب، وتكون له السلطة الدينية والمدنية والعسكرية بأكملها بموجب دستور تقره الأمة بواسطة نوابها، وأن يشمل حكمه جميع البلاد بحدودها المعروفة".
وقد انبثق عن هذا المؤتمر هيئة الإصلاح المركزية، قامت سنة (1341 هـ= 1922) بمبايعة إدريس السنوسي أميرا للقطرين طرابلس وبرقة، وذلك من أجل توحيد العمل في الدفاع عن البلاد، والجهاد ضد المحتلين.
وكان قبول السنوسي لهذه البيعة وتوحيد الجهود هو ما تخشاه إيطاليا، وأدرك السنوسي بقبوله هذا أن إيطاليا لا بد أن تضمر الشر، وأنه صار هدفا، فذهب إلى مصر لمواصلة الجهاد من هناك، تاركا عمر المختار يقود حركة المقاومة فوق الأراضي الليبية، وكانت القضية الليبية تلقى عونا وتعاطفا من جانب المصريين.
وبعد أن استولى الفاشيون على الحكم في إيطاليا سنة (1341 هـ / 1922 م) اشتدت وطأة الاحتلال في ليبيا، وعادت المذابح البشرية تطل من جديد، واستولى المحتلون على الزوايا السنوسية وأعلنوا إلغاء جميع الاتفاقات التي عقدتها الحكومة الإيطالية مع السنوسيين، وكان من نتيجة ذلك أن اشتعلت حركة الجهاد، وكلما عجز المحتلون على وقف المقاومة أمعنوا في أساليب الإبادة، والإفناء ومحاربة اللغة العربية والإسلام، والعمل على تنصير المسلمين.
السنوسي في مصر
وبعد أن استقر إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركته محدودة بعد أن فرض عليه الاحتلال البريطاني في مصر عدم الاشتغال بالسياسة، وكان من حين إلى آخر يكتب في الصحف المصرية حول قضية بلاده.
ولم اشتعلت الحرب العالمية الثانية نشط إدريس السنوسي وعقد اجتماعا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخا من المهاجرين الليبيين، وذلك في (6 من رمضان 1359 هـ / 20 أكتوبر 1939 م) وانتهى الحاضرون إلى تفويض الأمير في أن يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوين جيش سنوسي، يشترك في استرجاع الوطن بمجرد دخول إيطاليا الحرب ضد الحلفاء.
وبدأ الأمير في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب، وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة بمصر بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي وكانو من الليبيين المهاجرين بمصر من أبناء القبائل الليبية المهاجرة بمصر من الرماح وأولاد علي والسننة والحرابي وبدعم من الجبالية بمصر والبراعصة أولاد خضرة والجوازي وعيت فايد والزعيرات (العبيدات) والسمالوس والجبيهات وحبون والإشراف وغيرهم من قبائل برقة المهاجرة الي مصر من ظلم الاتراك العثمانيين ومن ثم الإيطاليين لتشكيل "الجيش السنوسي" بمعونة الجنرال الإنجليزي "ميتلاند ولسون" وكانوا فيما بعد عونا كبيرا للحلفاء في حملاتهم ضد قوى "المحور" في شمال أفريقيا، وساهموا مساهمة فعلية في الحرب، بالإضافة إلى ما قدمه المدنيون في ليبيا والقبائل الليبية بمصر من خدمات كبيرة للجيوش المحاربة ضد إيطاليا لتحرير ليبيا من إيطاليا ولاحقا بعد وقوع الالاف من الليبين بالاسر وتم نقلهم الي شرق قناة السويس قام بزيارتهم الأمير ادريس ويرافقة اعيان القبائل الليبية المهاجرة بمصر وانضم البرقاويين الي جيش السنوسي اما الاخرين فقد اثروا السلامة وتغير اسم الجيش الي جيش التحرير.
...
السيّد عُمر بن مُختار بن عُمر المنفي الهلالي (20 أغسطس 1858-الموافق 10 محرم 1275هـ - 16 سبتمبر 1931- الموافق 3 جمادى الأولى 1350هـ)، الشهير بعُمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المُجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين. ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.
حارب عُمر المُختار الطليان "الإيطاليين" مذ كان عمره 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأُجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبير السن ومريضًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.
حصد عُمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يُقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من نير الاحتلال الأوروبي في حينها، وحثّت المقاومين على التحرّك، وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّقٌ على حبل المشنقة تعاطف أشخاص أكثر، من العالَمَين الشرقي والغربي على حد سواء، فَكَبُرَ المُختار في أذهان الناس وأصبح بطلًا شهيدًا. رثا عدد من الشُعراء المُختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد من عام 1981 حمل عنوان "أسد الصحراء"، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي - الأمريكي أنطوني كوين دور عُمر المُختار.
في الساعة الخامسة مساءً في 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار التي أعد لها الطليان مكان بناء برلمان برقة القديم، وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعًا، إذ كان الطليان قد أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار، ويبدو ذلك جليًّا من خلال حديث غراتسياني مع المختار خلال مقابلتهما، حين قال له: «إني لأرجو أن تظل شجاعًا مهما حدث لك أو نزل بك»، فأجابه المختار: «إن شاء الله».
جيء بعمر المختار إلى قاعة الجلسة مكبلًا بالحديد، وحوله الحرس من كل جانب، وأُحضر أحد التراجمة الرسميين ليتولّى الترجمة للمختار وللقضاة، فلمَّا افتتحت الجلسة وبدأ استجواب المختار، بلغ التأثر بالترجمان، حدًا جعله لايستطيع إخفاء تأثره وظهر عليه الارتباك، فأمر رئيس المحكمة باستبعاده وإحضار ترجمان آخر فوقع الاختيار على أحد اليهود من بين الحاضرين في الجلسة، فقام بدور المترجم، وكان عمر المختار جريئًا صريحًا، يصحح للمحكمة بعض الوقائع، خصوصًا حادث الطيارين الإيطاليين أوبر وبياتي، الذين أسرهما المجاهدون قبل ذلك. وبعد استجواب المختار ومناقشته، وقف المدعي العام بيدندو، فطلب الحكم على عمر المختار بالإعدام. وكان لحضور المختار في المحكمة أمام خصومه أثرٌ في نفوسهم، فرؤية شيخ طاعن في السن مُكبَّل بالسلاسل، صريحٌ وشجاع عندما يتكلم، كان لها وقعٌ على الكثير من الحاضرين، ولعلَّ أبرز ما يُظهر ذلك هو أنه عندما جاء دور المحامي المعهود إليه بالدفاع عن المختار، وكان ضابطًا إيطاليًّا شابًا من رتبة نقيب يُدعى روبرتو لونتانو، حاول أن يُبقي على حياة المختار، فطالب بالحكم عليه بالسجن المؤبَّد نظرًا لشيخوخته وكِبر سنّه، متحججًا بأنَّ هذا عقاب أشد قساوةً من الإعدام. غير أنَّ المدعي العام، تدخل وقطع الحديث على المحامي وطلب من رئيس المحكمة أن يمنعه من إتمام مرافعته مستندًا في طلبه هذا إلى أنَّ الدفاع خرج عن الموضوع، وليس من حقه أن يتكلم عن كبر سن عمر المختار وشيخوخته ووافقت المحكمة. عندئذٍ وقف المحامي وقال: «إنَّ هذا المُتهم الذي انتدبت للدفاع عنه: إنما يُدافع عن حقيقة كلّنا نعرفها، وهي الوطن الذي طالما ضحينا نحن في سبيل تحريره، إنَّ هذا الرجل هو ابن لهذه الأرض قبل أن تطأها أقدامكم، وهو يعتبر كل من احتلها عنوة عدوًا له، ومن حقه أن يُقاومه بكل ما يملك من قوَّة، حتى يُخرجه منها أو يهلك دونها، إن هذا حق منحته إياه الطبيعة والإنسانية.. إنَّ العدالة الحقة لا تخضع للغوغاء وإني آمل أن تحذروا حكم التاريخ، فهو لا يرحم، إنَّ عجلته تدور وتسجّل ما يحدث في هذا العالم المضطرب». وهنا كثر الضجيج ضدَّ المحامي ودفاعه، لكنه استمر بالكلام والدفاع عن المختار، فقام النائب العام ليحتج، فقاطعه القاضي برفع الجلسة للمداولة، وبعد مضي فترة قصيرة من الانتظار دخل القاضي والمستشاران والمدعي العام بينما المحامي لم يحضر لتلاوة الحكم القاضي بإعدام عمر المختار شنقًا حتى الموت، وعندما تُرجم الحكم إلى عمر المختار اكتفى بالقول: «إنَّ الحكم إلّا لله.. لا لحكمكم المُزيَّف.. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».
في صباح اليوم التالي للمحاكمة، أي الأربعاء في 16 سبتمبر 1931، اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يؤذن في صوت خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية: Ra bracket.png يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ Aya-27.png ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً Aya-28.png La bracket.png، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة.
سبق إعدام المختار أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أو يظهر البكاء عند تنفيذ الحكم، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضربًا مبرحًا بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العباريَّة وندبت فجيعة الوطن عندما علا المختار مشنوقًا، ووصفها الطليان "بالمرأة التي كسرت جدار الصمت". يقول الدكتور العنيزي: «لقد أرغم الطليان الأهالي والأعيان المُعتقلين في معسكرات الاعتقال والنازلين في بنغازي على حضور المحاكمة، وحضور التنفيذ وكنت أحد أولئك الذين أرغمهم الطليان على المحاكمة، ولكني وقد استبد بي الحزن شأني في ذلك شأن سائر أبناء جلدتي، لم أكن أستطيع رؤية البطل المجاهد على حبل المشنقة فمرضت، ولم يعفني الطليان من حضور التنفيذ في ذلك اليوم المشؤوم، إلا عندما تيقنوا من مرضي وعجزي عن الحضور».
حاولت إيطاليا الاستفادة من مقتل عمر المختار، فعملت على استمالة المجاهدين إليها وإقناعهم إنَّ المقاومة لا فائدة تُرجى منها بعد أن سقط الرأس المُدبّر، لكن المجاهدين أبوا واجتمعوا وانتخبوا الشيخ يوسف بورحيل المسماري قائدًا للجهاد الإسلامي ووكيلًا عامًا للجهاد. وعلى أثر هذا التنصيب كلَّف الشيخ عبد الحميد العبَّار بالرحيل نحو شرق البلاد للقيام بحث الناس على الانخراط في جيش المجاهدين وحمل السلاح لمكافحة الجيوش والجهاد في سبيل العقيدة الإسلامية والدين. ولم يكن لمقتل المختار الأثر الذي توقعه الطليان، فلم يخف عزمهم أو يتلاشى، بل ازدادوا تصميمًا على القتال وتحرير البلاد من المحتل الأجنبي، فواصلت الحكومة الإيطالية حملات الانتقام ضدهم، حتى كانت الموقعة الحاسمة عند الحدود المصريَّة قرب الأسلاك الشائكة، فاجتاز الأسلاك بعض المجاهدين وقتل منهم عدد وأُسر عدد آخر، ولم يبقى إلّا الشيوخ القادة الأربعة، وهم: عبد الحميد العبَّار ويوسف بورحيل وعصمان الشامي وحمد بوخير الله. فقُتل الأخير ويوسف بورحيل وجُرح عصمان الشامي فأخذ أسيرًا، وأما عبد الحميد العبَّار فاستطاع أن يجتاز الأسلاك الشائكة بجواده نحو مصر. وبهذه النهاية انكسرت شوكة المجاهدين وتعثرت خطواتهم وأخمدت حركة الجهاد في ليبيا، واستتب الأمر لإيطاليا حتى حين، فعملت على خلق هويَّة جديدة للبلاد وحاربت الإسلام بعدة وسائل طيلة 11 عامًا، لكنها سرعان ما انشغلت بنشوب الحرب العالمية الثانية، التي خرجت منها خاسرة بعد بضع سنوات، وانسحبت كليًّا من ليبيا بتاريخ 7 أبريل عام 1943.. ❝ ⏤علي محمد الصلابي
❞ الملك محمد إدريس الأول (12 مارس 1890 م - 25 مايو 1983 م) هو أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وعن قوات الحلفاء في 24 ديسمبر/كانون الأول 1951 م وحتى 1969 م. وهو من العائلة السنوسية، من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية. وورث موقع جده.
نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، وعلى يديه وصلت إلى ذروة قوتها وانتشارها.
قد التحق إدريس السنوسي بالكتاب، فأتم حفظ القرآن الكريم بزاوية ˝الكفرة˝، مركز الدعوة السنوسية، ثم واصل تعليمه على يد العلماء السنوسيين، ثم رحل إلى برقة سنة (1320 هـ - 1902م)، وتوفي في ذات العام والده ˝السيد المهدي˝ بعد أن بلغت الدعوة في عهده الذروة والانتشار، ووصل عدد ˝الزوايا˝ إلى 146 زاوية موزعة في برقة وطرابلس وفزان والكفرة ومصر والسودان وبلاد العرب، وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته. قاد أحمد الشريف السنوسي في فترة من فترات إمارته للحركة السنوسية المجاهدين الليبيين وبعد هزيمته في المعركة التي قادها ضد الإنجليز في مصر تنازل لابن عمه محمد إدريس السنوسي.
وبعد قيام الحرب العالمية الأولى سحبت إيطاليا كثيرا من قواتها بليبيا بسبب اشتراكها في هذه الحرب، وفي الوقت نفسه رأى السنوسيون أن يساعدوا الدولة العثمانية التي دخلت الحرب أيضا، فقام السيد أحمد الشريف بحملة عسكرية على مصر منها معركة وادي الماجد، كان الغرض منها إرغام بريطانيا على القتال في حدود مصر الغربية، ومن ثم شغلها عن الحملة التركية الألمانية على قناة السويس، غير أن هذه الحملة فشلت، وعاد السيد أحمد شريف إلى بلاده منهزما، تاركا مهمة قيادة الدعوة السنوسية إلى ابن عمه محمد إدريس السنوسي وتحت إلحاح مشايخ وزعماء برقة، فاستطاع أن يقبض على الأمور بيد قوية ويضرب على أيدي المفسدين فأنقذ البلاد من خطر التشرذم والحرب الاهلية _ وبعد أن أفنت الحرب والاوبئة ثلث سكان برقة _، واتخذ من مدينة اجدابيا مقرا لإمارته الناشئة، وأخذ يشن الغارات على معسكرات الإيطاليين.
تولى إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسيّة في عام 1916م من ابن عمه السيد أحمد الشريف. دخل إدريس بن المهدي السنوسي في النصف الثاني من عشرينات القرن الماضي في مفاوضات مع إيطاليا. منها مفاوضات الزويتينة (من يوليو إلى سبتمبر 1916م). مفاوضات في ضواحي مدينة طبرق منطقة عكرمة (من يناير إلى أبريل 1917م)، مفاوضات الرجمة (1914) وكان أهم شروطها هو الاعتراف بالسيد/ إدريس السنوسي كأمير سنوسي لإدارة الحكم الذاتي بحيث يشمل نطاقها واحات: الجغبوب وجالو والكفرة ويكون مقرها في إجدابيا، واتفاقية أبو مريم واجتماع إدريس السنوسي بوزير المستعمرات الإيطالية أمندولا في عام 1922 م في منطقة غوط الساس بالقرب من جردس العبيد. لم تستمر حكومة إجدابيا طويلاً لأنّ إيطاليا أرادت التخلص من اتفاقاتهاوذلك بعد زحف ارتال الفاشيين على روما. فقرر إدريس السنوسي الرحيل إلى مصر وكلف شقيقه الأصغر محمّد الرضا السنوسي وكيلاً عنه على شؤون الحركة السنوسيّة في برقة، وعين عمر المختار نائباً له وقائداً للجهاد العسكري في شهر نوفمبر 1922م
لما قامت الحرب العالمية الثانية في عام 1939م راهن الأمير إدريس السنوسي على الحلفاء وأعلن فيما بعد انضمامه إليهم وعقد اتفاقا مع البريطانيين. ودخل إلى ليبيا بجيش أسسه في المنفى (الجيش السنوسي) في 9 أغسطس 1940م متحالفاً مع البريطانيين لطرد الغزاة الإيطاليين. ولما انتهت الحرب بهزيمة إيطاليا، وخروجها من ليبيا، عاد إدريس السنوسي إلى ليبيا في (شعبان 1364 هـ الموافق يوليو 1944 م)، وأصبحت ليبيا منذ ذلك التاريخ تحت حكم الإدارة البريطانيّة والفرنسية (الحلفاء). تحصلَ في نوفمبر 1920م على حكم ذاتي (حكومة إجدابيا)، ثم أعلن استقلال ولاية برقة في 11 أكتوبر 1949م، وانتقلت سلطات الإدارة العسكريّة البريطانية إلى حكومة برقة،
مفاوضات بين إدريس وإيطاليا
ولما أوشكت الحرب العالمية الأولى على الانتهاء، ولم تكن المعارك بين الليبيين والإيطاليين حاسمة، لجأ الطرفان إلى مائدة المفاوضات، وعقدا هدنة في سنة (1336 هـ/ 1917 م) يعلنان فيها أنهما راغبان في وقف القتال والامتناع عن الحرب. وتضمنت هذه الهدنة عدة بنود، منها أن يقف الإيطاليون عند النقط التي كانوا يحتلونها، وأن يبقى على المحاكم الشرعية، وأن تفتح المدارس العملية والمهنية في برقة، وأن تعيد إيطاليا الزوايا السنوسية والأراضي التابعة لها، وأن تعفى من الضرائب، وفي مقابل ذلك يتعهد السنوسيون بتسريح جنودهم وتجريد القبائل من السلاح.
غير أن بنود هذه الهدنة لم تجد من ينفذها، فعاود الطرفان المفاوضات من جديد وعقدا اتفاقا جديدا سنة (1339 هـ/ 1920 م) عرف باتفاق ˝الرجمة˝ بموجبه قسمت برقة إلى قسمين: شمالي، وفيه السواحل وبعض الجبل الأخضر، ويخضع للسيادة الإيطالية، وجنوبي، ويشمل: الجغبوب، وأوجلة، وجالوا، والكفرة، ويكون إدارة مستقلة هي الإمارة السنوسية، ويتمتع محمد إدريس بلقب ˝أمير˝ مع حفظ حقه في التجول في جميع أنحاء برقة، ويتدخل في إدارة المنطقة الإيطالية متى شعر أن مصلحة أهالي البلاد تتطلب ذلك، وفي الوقت نفسه تعهد الأمير بأن يحل قواته العسكرية، على أن يحتفظ بألف جندي فقط يستخدمهم في شئون الإدارة وحفظ النظام.
إدريس زعيما للبلاد
محمد إدريس السنوسي.
لم تنجح هذه الاتفاقيات في تهدئة الأوضاع في البلاد وتوفير الاستقرار، وكانت أصابع إيطاليا وراء زرع بذور الشقاق في البلاد، وأدرك العقلاء أنه لا بد من توحيد الصف لمواجهة الغازي المحتل فعقد مؤتمر في ˝غريان˝ حضره زعماء الحركة الوطنية من قادة الجهاد في طرابلس، وذلك في (ربيع الأول 1339 هـ=نوفمبر 1920 م)، واتخذ فيه القرار التالي: ˝إن الحالة التي آلت إليها البلاد لا يمكن تحسينها إلا بإقامة حكومة قادرة ومؤسسة على ما يحقق الشرع الإسلامي من الأصول بزعامة رجل مسلم منتخب من الأمة، لا يعزل إلا بحجة شرعية وإقرار مجلس النواب، وتكون له السلطة الدينية والمدنية والعسكرية بأكملها بموجب دستور تقره الأمة بواسطة نوابها، وأن يشمل حكمه جميع البلاد بحدودها المعروفة˝.
وقد انبثق عن هذا المؤتمر هيئة الإصلاح المركزية، قامت سنة (1341 هـ= 1922) بمبايعة إدريس السنوسي أميرا للقطرين طرابلس وبرقة، وذلك من أجل توحيد العمل في الدفاع عن البلاد، والجهاد ضد المحتلين.
وكان قبول السنوسي لهذه البيعة وتوحيد الجهود هو ما تخشاه إيطاليا، وأدرك السنوسي بقبوله هذا أن إيطاليا لا بد أن تضمر الشر، وأنه صار هدفا، فذهب إلى مصر لمواصلة الجهاد من هناك، تاركا عمر المختار يقود حركة المقاومة فوق الأراضي الليبية، وكانت القضية الليبية تلقى عونا وتعاطفا من جانب المصريين.
وبعد أن استولى الفاشيون على الحكم في إيطاليا سنة (1341 هـ / 1922 م) اشتدت وطأة الاحتلال في ليبيا، وعادت المذابح البشرية تطل من جديد، واستولى المحتلون على الزوايا السنوسية وأعلنوا إلغاء جميع الاتفاقات التي عقدتها الحكومة الإيطالية مع السنوسيين، وكان من نتيجة ذلك أن اشتعلت حركة الجهاد، وكلما عجز المحتلون على وقف المقاومة أمعنوا في أساليب الإبادة، والإفناء ومحاربة اللغة العربية والإسلام، والعمل على تنصير المسلمين.
السنوسي في مصر
وبعد أن استقر إدريس السنوسي في القاهرة أصبحت حركته محدودة بعد أن فرض عليه الاحتلال البريطاني في مصر عدم الاشتغال بالسياسة، وكان من حين إلى آخر يكتب في الصحف المصرية حول قضية بلاده.
ولم اشتعلت الحرب العالمية الثانية نشط إدريس السنوسي وعقد اجتماعا في داره بالإسكندرية حضره ما يقرب من 40 شيخا من المهاجرين الليبيين، وذلك في (6 من رمضان 1359 هـ / 20 أكتوبر 1939 م) وانتهى الحاضرون إلى تفويض الأمير في أن يقوم بمفاوضة الحكومة المصرية والحكومة البريطانية لتكوين جيش سنوسي، يشترك في استرجاع الوطن بمجرد دخول إيطاليا الحرب ضد الحلفاء.
وبدأ الأمير في إعداد الجيوش لمساندة الحلفاء في الحرب، وأقيم معسكر للتدريب في إمبابة بمصر بلغ المتطوعون فيه ما يزيد عن 4 آلاف ليبي وكانو من الليبيين المهاجرين بمصر من أبناء القبائل الليبية المهاجرة بمصر من الرماح وأولاد علي والسننة والحرابي وبدعم من الجبالية بمصر والبراعصة أولاد خضرة والجوازي وعيت فايد والزعيرات (العبيدات) والسمالوس والجبيهات وحبون والإشراف وغيرهم من قبائل برقة المهاجرة الي مصر من ظلم الاتراك العثمانيين ومن ثم الإيطاليين لتشكيل ˝الجيش السنوسي˝ بمعونة الجنرال الإنجليزي ˝ميتلاند ولسون˝ وكانوا فيما بعد عونا كبيرا للحلفاء في حملاتهم ضد قوى ˝المحور˝ في شمال أفريقيا، وساهموا مساهمة فعلية في الحرب، بالإضافة إلى ما قدمه المدنيون في ليبيا والقبائل الليبية بمصر من خدمات كبيرة للجيوش المحاربة ضد إيطاليا لتحرير ليبيا من إيطاليا ولاحقا بعد وقوع الالاف من الليبين بالاسر وتم نقلهم الي شرق قناة السويس قام بزيارتهم الأمير ادريس ويرافقة اعيان القبائل الليبية المهاجرة بمصر وانضم البرقاويين الي جيش السنوسي اما الاخرين فقد اثروا السلامة وتغير اسم الجيش الي جيش التحرير.
..
السيّد عُمر بن مُختار بن عُمر المنفي الهلالي (20 أغسطس 1858-الموافق 10 محرم 1275هـ - 16 سبتمبر 1931- الموافق 3 جمادى الأولى 1350هـ)، الشهير بعُمر المُختار، المُلقب بشيخ الشهداء، وشيخ المُجاهدين، وأسد الصحراء، هو قائد أدوار السنوسية في ليبيا، وأحد أشهر المقاومين العرب والمُسلمين. ينتمي إلى بيت فرحات من قبيلة منفة الهلالية التي تنتقل في بادية برقة.
حارب عُمر المُختار الطليان ˝الإيطاليين˝ مذ كان عمره 53 عامًا لأكثر من عشرين عامًا في عدد كبير من المعارك، إلى أن قُبض عليه من قِبل الجنود الطليان، وأُجريت له محاكمة صوريّة انتهت بإصدار حكم بإعدامه شنقًا، فنُفذت فيه العقوبة على الرغم من أنه كان كبير السن ومريضًا، فقد بلغ في حينها 73 عامًا وعانى من الحمّى. وكان الهدف من إعدام عمر المُختار إضعاف الروح المعنويَّة للمقاومين الليبيين والقضاء على الحركات المناهضة للحُكم الإيطالي، لكن النتيجة جاءت عكسيَّة، فقد ارتفعت حدَّة الثورات، وانتهى الأمر بأن طُردت القوات الإيطالية من البلاد.
حصد عُمر المُختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يُقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من نير الاحتلال الأوروبي في حينها، وحثّت المقاومين على التحرّك، وبعد وفاته حصدت صورته وهو مُعلّقٌ على حبل المشنقة تعاطف أشخاص أكثر، من العالَمَين الشرقي والغربي على حد سواء، فَكَبُرَ المُختار في أذهان الناس وأصبح بطلًا شهيدًا. رثا عدد من الشُعراء المُختار بعد إعدامه، وظهرت شخصيَّته في فيلم من إخراج مصطفى العقَّاد من عام 1981 حمل عنوان ˝أسد الصحراء˝، وفيه جسَّد الممثل المكسيكي - الأمريكي أنطوني كوين دور عُمر المُختار.
في الساعة الخامسة مساءً في 15 سبتمبر 1931 جرت محاكمة عمر المختار التي أعد لها الطليان مكان بناء برلمان برقة القديم، وكانت محاكمة صورية شكلًا وموضوعًا، إذ كان الطليان قد أعدوا المشنقة وانتهوا من ترتيبات الإعدام قبل بدء المحاكمة وصدور الحكم على المختار، ويبدو ذلك جليًّا من خلال حديث غراتسياني مع المختار خلال مقابلتهما، حين قال له: «إني لأرجو أن تظل شجاعًا مهما حدث لك أو نزل بك»، فأجابه المختار: «إن شاء الله».
جيء بعمر المختار إلى قاعة الجلسة مكبلًا بالحديد، وحوله الحرس من كل جانب، وأُحضر أحد التراجمة الرسميين ليتولّى الترجمة للمختار وللقضاة، فلمَّا افتتحت الجلسة وبدأ استجواب المختار، بلغ التأثر بالترجمان، حدًا جعله لايستطيع إخفاء تأثره وظهر عليه الارتباك، فأمر رئيس المحكمة باستبعاده وإحضار ترجمان آخر فوقع الاختيار على أحد اليهود من بين الحاضرين في الجلسة، فقام بدور المترجم، وكان عمر المختار جريئًا صريحًا، يصحح للمحكمة بعض الوقائع، خصوصًا حادث الطيارين الإيطاليين أوبر وبياتي، الذين أسرهما المجاهدون قبل ذلك. وبعد استجواب المختار ومناقشته، وقف المدعي العام بيدندو، فطلب الحكم على عمر المختار بالإعدام. وكان لحضور المختار في المحكمة أمام خصومه أثرٌ في نفوسهم، فرؤية شيخ طاعن في السن مُكبَّل بالسلاسل، صريحٌ وشجاع عندما يتكلم، كان لها وقعٌ على الكثير من الحاضرين، ولعلَّ أبرز ما يُظهر ذلك هو أنه عندما جاء دور المحامي المعهود إليه بالدفاع عن المختار، وكان ضابطًا إيطاليًّا شابًا من رتبة نقيب يُدعى روبرتو لونتانو، حاول أن يُبقي على حياة المختار، فطالب بالحكم عليه بالسجن المؤبَّد نظرًا لشيخوخته وكِبر سنّه، متحججًا بأنَّ هذا عقاب أشد قساوةً من الإعدام. غير أنَّ المدعي العام، تدخل وقطع الحديث على المحامي وطلب من رئيس المحكمة أن يمنعه من إتمام مرافعته مستندًا في طلبه هذا إلى أنَّ الدفاع خرج عن الموضوع، وليس من حقه أن يتكلم عن كبر سن عمر المختار وشيخوخته ووافقت المحكمة. عندئذٍ وقف المحامي وقال: «إنَّ هذا المُتهم الذي انتدبت للدفاع عنه: إنما يُدافع عن حقيقة كلّنا نعرفها، وهي الوطن الذي طالما ضحينا نحن في سبيل تحريره، إنَّ هذا الرجل هو ابن لهذه الأرض قبل أن تطأها أقدامكم، وهو يعتبر كل من احتلها عنوة عدوًا له، ومن حقه أن يُقاومه بكل ما يملك من قوَّة، حتى يُخرجه منها أو يهلك دونها، إن هذا حق منحته إياه الطبيعة والإنسانية. إنَّ العدالة الحقة لا تخضع للغوغاء وإني آمل أن تحذروا حكم التاريخ، فهو لا يرحم، إنَّ عجلته تدور وتسجّل ما يحدث في هذا العالم المضطرب». وهنا كثر الضجيج ضدَّ المحامي ودفاعه، لكنه استمر بالكلام والدفاع عن المختار، فقام النائب العام ليحتج، فقاطعه القاضي برفع الجلسة للمداولة، وبعد مضي فترة قصيرة من الانتظار دخل القاضي والمستشاران والمدعي العام بينما المحامي لم يحضر لتلاوة الحكم القاضي بإعدام عمر المختار شنقًا حتى الموت، وعندما تُرجم الحكم إلى عمر المختار اكتفى بالقول: «إنَّ الحكم إلّا لله. لا لحكمكم المُزيَّف. إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون».
في صباح اليوم التالي للمحاكمة، أي الأربعاء في 16 سبتمبر 1931، اتُخذت جميع التدابير اللازمة بمركز سلوق لتنفيذ الحكم بإحضار جميع أقسام الجيش والميليشيا والطيران، وأُحضر 20 ألف من الأهالي وجميع المُعتقلين السياسيين خصيصًا من أماكن مختلفة لمشاهدة تنفيذ الحكم في قائدهم. وأُحضر المُختار مُكبَّل الأيادي وفي تمام الساعة التاسعة صباحًا سُلَّم إلى الجلّاد، وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدوّي لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذا تحدث إليهم أو قال كلامًا يسمعونه، لكنه لم ينبس بكلمة، وسار إلى منصة الإعدام وهو ينطق الشهادتين، وقيل عن بعض الناس الذين كان على مقربة منه انه كان يؤذن في صوت خافت آذان الصلاة عندما صعد إلى الحبل، والبعض قال أنه تمتم بالآية القرآنية: Ra bracket.png يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ Aya-27.png ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً Aya-28.png La bracket.png، وبعد دقائق كان قد عُلّق على المشنقة وفارق الحياة.
سبق إعدام المختار أوامر شديدة الحزم بتعذيب وضرب كل من يبدي الحزن أو يظهر البكاء عند تنفيذ الحكم، فقد ضرب جربوع عبد الجليل ضربًا مبرحًا بسبب بكائه عند إعدام عمر المختار. ولكن علت أصوات الاحتجاج ولم تكبحها سياط الطليان، فصرخت فاطمة داروها العباريَّة وندبت فجيعة الوطن عندما علا المختار مشنوقًا، ووصفها الطليان ˝بالمرأة التي كسرت جدار الصمت˝. يقول الدكتور العنيزي: «لقد أرغم الطليان الأهالي والأعيان المُعتقلين في معسكرات الاعتقال والنازلين في بنغازي على حضور المحاكمة، وحضور التنفيذ وكنت أحد أولئك الذين أرغمهم الطليان على المحاكمة، ولكني وقد استبد بي الحزن شأني في ذلك شأن سائر أبناء جلدتي، لم أكن أستطيع رؤية البطل المجاهد على حبل المشنقة فمرضت، ولم يعفني الطليان من حضور التنفيذ في ذلك اليوم المشؤوم، إلا عندما تيقنوا من مرضي وعجزي عن الحضور».
حاولت إيطاليا الاستفادة من مقتل عمر المختار، فعملت على استمالة المجاهدين إليها وإقناعهم إنَّ المقاومة لا فائدة تُرجى منها بعد أن سقط الرأس المُدبّر، لكن المجاهدين أبوا واجتمعوا وانتخبوا الشيخ يوسف بورحيل المسماري قائدًا للجهاد الإسلامي ووكيلًا عامًا للجهاد. وعلى أثر هذا التنصيب كلَّف الشيخ عبد الحميد العبَّار بالرحيل نحو شرق البلاد للقيام بحث الناس على الانخراط في جيش المجاهدين وحمل السلاح لمكافحة الجيوش والجهاد في سبيل العقيدة الإسلامية والدين. ولم يكن لمقتل المختار الأثر الذي توقعه الطليان، فلم يخف عزمهم أو يتلاشى، بل ازدادوا تصميمًا على القتال وتحرير البلاد من المحتل الأجنبي، فواصلت الحكومة الإيطالية حملات الانتقام ضدهم، حتى كانت الموقعة الحاسمة عند الحدود المصريَّة قرب الأسلاك الشائكة، فاجتاز الأسلاك بعض المجاهدين وقتل منهم عدد وأُسر عدد آخر، ولم يبقى إلّا الشيوخ القادة الأربعة، وهم: عبد الحميد العبَّار ويوسف بورحيل وعصمان الشامي وحمد بوخير الله. فقُتل الأخير ويوسف بورحيل وجُرح عصمان الشامي فأخذ أسيرًا، وأما عبد الحميد العبَّار فاستطاع أن يجتاز الأسلاك الشائكة بجواده نحو مصر. وبهذه النهاية انكسرت شوكة المجاهدين وتعثرت خطواتهم وأخمدت حركة الجهاد في ليبيا، واستتب الأمر لإيطاليا حتى حين، فعملت على خلق هويَّة جديدة للبلاد وحاربت الإسلام بعدة وسائل طيلة 11 عامًا، لكنها سرعان ما انشغلت بنشوب الحرب العالمية الثانية، التي خرجت منها خاسرة بعد بضع سنوات، وانسحبت كليًّا من ليبيا بتاريخ 7 أبريل عام 1943. ❝