█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إن الحياة وسائر ما يُلابِسُها من لذائذ وآلام ومن متاع وحرمان، ليست هي القِيمة الكبرى في الميزان، وليست هي السِّلعة التي تقرِّر حساب الربح والخسارة. والنصر ليس مقصورًا على الغَلَبة الظاهرة؛ فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة؛ فالقِيمة الكبرى في ميزان الله هي قِيمة العقيدة، والسِّلعة الرائجة في سوق الله هي سلعة الإيمان. وإن النصر في أرفع صُوَرِه هو انتصار الروح على المادة، وانتصار الإيمان على الفتنة؛ ففي قصة (أصحاب الأخدود) انتصرت أرواح المؤمنين على الخوف والألم، وانتصرت على جواذب الأرض والحياة، وانتصرت على الفتنة انتصارًا يشرِّف الجنس البشري كله في جميع الأعصار، وهذا هو الانتصار . ❝
❞ يروي الكتاب ذكر مبدأ خلق آدم عليه السلام، وعلى ما جاء من نسله من الأنبياء وصولاً إلى النبي محمد، هذا إلى جانب ذكر لقصة أهل الكهف ونزول المائدة لعيسى عليه السلام، ونزول عيسى عليه السلام إلى الأرض، وقصة دخول ذي القرنين إلى الظلمات، وقصة أصحاب الأخدود.
ويذكر أيضاً قصة داود عليه السلام، وحديث قتل الماشطة وقتل آسيه، وقصة رضاع موسى عليه السلام، وذكر خبر بلوقيا وبناء بيت المقدس، وذكر وقوع داود في الخطيئة.
ويروي تاريخ مصر من بداية التاريخ حتى عام 1522، وله أهمية كبيرة بالنسبة لتاريخ مصر والدولة المملوكية في أخر أيامها، وبداية الدولة العثمانية عام 1517. يعتبر ابن إياس هو المؤرخ الوحيد الذي عاصر وعاين أحداث دخول العثمانيين مصر وكتب عنها. ويدور الكتاب حول فترة مصر العثمانية وتحول نظام كتابته لأسلوب الحوليات على طريقة الحوليات لدى المؤرخين المسلمين. فكان يدون الحوادث سنة سنة، وشهراً شهراً، في السنين التي لم يعاصرها، ويوماً فيوماً في السنوات التي عايشها؛ أي في الأجزاء الأخيرة من الكتاب. وكان يختم كل سنة بتراجم المتوفين فيها، من أعيان الساسة والإداريين، وكبار العلماء والأدباء، ومن اشتهر من الناس، أو أنه كان يأتي بها أحياناً في سياق الأحداث. وقد تتبع المؤرخ في تلك الحوليات أحداث مصر المتنوعة: من مناخية، وسياسية داخلية، وسياسية خارجية، وإدارية، واقتصادية، واجتماعية، وعمرانية، وفكرية، تتبعاً تفصيلياً دقيقاً. وضم إلى أخبار مصر كثيراً من أخبار العالم الإسلامي المهمة، في المشرق حتى الهند، وفي المغرب حتى الأندلس. وأحاط بأحوال الشام والحجاز. وكان في المرحلة التي عاصرها، دقيق الملاحظة، شديد الاستقصاء للحقائق، ونقادا، فلم يبخل بأحكامه حتى القاسية منها أحياناً على ماكان يجري، ودون مواربة أو محاباة، ومنها خاصة سياسة السلطان المملوكي قانصوه الغوري .
وصف الكتاب أحوال مصر السياسية والعسكرية والادارية والقانونية والاقتصادية والثقافية والفنية والمعمارية، وحكى عن الأعياد وعادات المصريين وأمور كثيرة متعلقة بحياة المصريين الاجتماعية والدينية في ذلك العصر . ❝
❞ الأخدود تتحدث عن العاصمة , وكيف تبنى المدينة , وكم يجب أن يفقد الإنسان من ضميره ومبادئه , وكم يجب أن يداهن ويخدع , وكم يجب أن يخون حتى يؤسس مدينة حديثة . ❝
❞ يتمايل هذا السلويت وتتمايل معه هالته يمنة ويسرة بانتظام , وصوت زمجرته الرتيب يعلو بين الفينة و الأخرى , ثم فجأة يتحشرج الصوت في حلقه ويختنق وكأنه يُنحر ، فيخرج سكينا من بين ثنايا عباءته وما زالت زمجراته تعلو ويوجهها إلى قلب سامي مباشرة , فيهتز سامي بعنف , و تتساقط الدماء الساخنة القاتمة من صدره منهمرة , فتتقد السكين بلون الجمر وتطفق في الذوبان , ثم يفتح هذا الكيان ذراعيه عن آخرهما فتنزاح العباءة عن قُبُله , ليكشف عن الجحيم الذي كانت تستره عباءته .
وعلى حين غرة انقض السلويت محتضنا سامي بين ذراعيه ويتلقفه داخل عباءته ويهوي به إلى أخدود ناري وكأن الأرض قد شُقت لتوها وكشرت عن حفرة عميقة تتصاعد منها ألسنة اللهب الزرقاء و الحمراء , نار مستعرة يعلو صوت زفيرها وتعلو معه تلك الألسنة إلى قمة الأخدود وكأنها تزداد استعارا تشوقا للضيفين , وتئن من الجوع ، فترجوهما أن يسقطا معا لتلكم جوعها , وتشبع شهوة سعيرها ، من صديد جلودهما و دمامل تقرحاتهما , وما أن جاوزا حافة الأخدود حتى ألفيا السعير لدنه ، فاحترق سامي كسعفة جافة وتساقطت السوائل الصفراء من لحم وجهه جراء احتراقه , بجانب تشوهات وجهه ما جعله يطلق صرخة أخيرة وهو يهوى ليستيقظ إثرها من نومه يتصبب عرقا . ❝