❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال.. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا.. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود.. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
........
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
......
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث.. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة.. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير..( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.... التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك... قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن... قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب.. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال... جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين.. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
رجعت مكتبى وزى ما توقعت طلبنى العميد مصطفى وقلى
_شكلى كده ظلمتك وكلامك هيطلع صح. بس انا عندى ليك سؤال. بس تفتكر الجريمتين ليهم علاقه ببعض؟
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال... لتانى مرة مفيش جريمة.. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير.. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه..انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه.. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى.. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده.. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار .. بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى.. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد.. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار.. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة .. دخلت وسط الناس وشوفت الجثة.. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر... كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير... طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع.. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله.. أمل فعلاً انتحرت.. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها.. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد.. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا.. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود.. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى.. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود.. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود... كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل.. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث.. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر... رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل.. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير.. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا.. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة..ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى.. الناس جريت على الشقة واحنا كمان.. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير... اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل.. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل... بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار.. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب.. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي.. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت.. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب.. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون.. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة.. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان.. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت.. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي.. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري.. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود.. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود.. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت.. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير.. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت.. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها.. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية.. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير.. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة.. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب.. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها.. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
....
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة... دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه.. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا.. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة.. قولتلوا
_ انت مين؟ وليه بتبعتلي الرسايل دى؟ وعلاقتك اى بالجرايم دي كلها؟
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه.. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ.. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ.. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة.. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح.. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى.. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط.. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون.. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين.. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد.. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود.. عينيه تحت هالات سوده.. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام.. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه.. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين.. واقنعته مش مريض نفسي.. هو بس عليه مارد من مردة الجن.. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ... بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه..العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً..الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم..اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون..سكت الشيخ ايوب... وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً.. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت .. انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام.. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي.. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي.. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب.. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل.. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه.. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب.. انت متخيل.. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى.. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة.. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها.. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا.. قتلوا ابننا... وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى.. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ.. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود.. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى... انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى.. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين..
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد.. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى... وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى.. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى.. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين... حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
....
تمت
...
محمود الامين. ❝ ⏤محمود الامين
❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
....
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
...
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير.( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.. التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك.. قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن.. قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال.. جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال.. لتانى مرة مفيش جريمة. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه.انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار . بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة . دخلت وسط الناس وشوفت الجثة. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر.. كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير.. طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله. أمل فعلاً انتحرت. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود.. كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر.. رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة.ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى. الناس جريت على الشقة واحنا كمان. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير.. اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل.. بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
..
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة.. دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة. قولتلوا
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود. عينيه تحت هالات سوده. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين. واقنعته مش مريض نفسي. هو بس عليه مارد من مردة الجن. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.. بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه.العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً.الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم.اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون.سكت الشيخ ايوب.. وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت . انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب. انت متخيل. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا. قتلوا ابننا.. وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى.. انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين.
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى.. وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين.. حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
..
تمت
..
محمود الامين. ❝
❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال.. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا.. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود.. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
........
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
......
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث.. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة.. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير..( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.... التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك... قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن... قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب.. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال... جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين.. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
رجعت مكتبى وزى ما توقعت طلبنى العميد مصطفى وقلى
_شكلى كده ظلمتك وكلامك هيطلع صح. بس انا عندى ليك سؤال. بس تفتكر الجريمتين ليهم علاقه ببعض؟
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال... لتانى مرة مفيش جريمة.. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير.. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه..انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه.. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى.. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده.. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار .. بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى.. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد.. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار.. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة .. دخلت وسط الناس وشوفت الجثة.. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر... كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير... طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع.. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله.. أمل فعلاً انتحرت.. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها.. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد.. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا.. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود.. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى.. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود.. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود... كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل.. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث.. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر... رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل.. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير.. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا.. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة..ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى.. الناس جريت على الشقة واحنا كمان.. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير... اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل.. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل... بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار.. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب.. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي.. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت.. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب.. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون.. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة.. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان.. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت.. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي.. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري.. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود.. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود.. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت.. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير.. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت.. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها.. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية.. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير.. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة.. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب.. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها.. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
....
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها.. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان.. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق.. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة... دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه.. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا.. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة.. قولتلوا
_ انت مين؟ وليه بتبعتلي الرسايل دى؟ وعلاقتك اى بالجرايم دي كلها؟
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه.. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ.. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ.. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة.. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح.. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى.. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط.. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون.. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين.. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد.. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود.. عينيه تحت هالات سوده.. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام.. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه.. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين.. واقنعته مش مريض نفسي.. هو بس عليه مارد من مردة الجن.. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ... بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه..العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً..الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم..اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق..ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون..سكت الشيخ ايوب... وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً.. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت .. انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام.. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي.. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي.. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب.. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل.. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه.. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب.. انت متخيل.. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى.. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة.. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها.. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا.. قتلوا ابننا... وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى.. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ.. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود.. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى... انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى.. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين..
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد.. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى... وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى.. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى.. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين... حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
....
تمت
...
محمود الامين. ❝ ⏤محمود الامين
❞ من واحنا صغيرين كان عندنا سؤال. هو فيه حد هيعيش اكتر من عمره؟ الاجابة لا. كل واحد مننا ليه عمر لما بينتهى خلاص وكل حاجة بأيد المولى سبحانه وتعالى
فى معلومه كده ميعرفهاش الكل ان ابليس هو اول من ادعى الخلود، طيب يعنى اي الخلود. ابليس ادعى انه مش هيموت وان عمره ممتد إلى ما لا نهاية وهو ده المقصود بالخلود، وللأسف فى الوقت الحالى فى بشر بتدعى الخلود، بس يا تري اى هتكون نهاية البشر دول؟
....
قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة
...
الخلود
أسمى أحمد عز على عندى 30 سنة متجوز وعندى ولد وحيد اسمه فهد، انا بشتغل رائد شرطه فى احدى محافظات الصعيد، قصتى بتبدأ من يوم عادى جداً فى الشغل وصلنا بلاغ عن جريمة قتل فى المدينه الى فيها المديرية، على الفور اتحركت قوه من القسم على موقع الحادث. فى الوقت ده انا كنت فى مكتبى تليفوني رن كان العميد مصطفى رديت
_ أحمد انا عايزك دلوقتى تتحرك على مكان الحادث أنا كلفتك أنت بالقضيه دى
_تمام يا فندم تحت امر سيادتك.
اتحركت على مكان الحادث ووصلت هناك بعد نص ساعة كانت شقة فى عمارة، دخلت وكان اخصائى المعمل الجنائى وصل، والمشهد جوه كالتالى جثة لشاب فى الثلاثين من عمره مدبوح قدام مرايا الحمام وجنبه آداة الجريمة سكين حاد، التشخيص المبدئى جرح نافذ فى الرقبه.
اتعملت التحريات عن المجنى عليه وكنت منتظر تقرير الطب الشرعى عشان نبدأ التحقيق لكن تقرير الطب الشرعى كان مفاجأة. مفيش شبهه جنائيه، المجنى عليه انتحر.
خلينى اقرأ ليكم التحريات والتقرير.( اسمه عمرو حسين عنده 32 سنة متجوز ومعندوش اولاد بيشتغل محاسب فى بنك ، بسؤال زوجته والمقربين منه مفيش أى حاجه تخليه ينتحر وحياته هادية جداً ومستقره.. التقرير لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو عمرو حسين بذبح نفسه وبصماته على السكين ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
بس انا مش مقتنع في حاجه غلط، أى يخلى واحد معندوش مشاكل ينتحر وينهى حياته بالطريقة دى لا لا فى حاجه غلط، في الوقت ده طلبنى العميد مصطفى على مكتبه، روحتله وانا واخد قرارى
_صباح الخير يا فندم
_صباح النور يا أحمد أى قفلت ملف القضية
_فى الحقيقه لا يا فندم أنا مش مقتنع إن عمرو انتحر
_يعني أى مش مقتنع مش فاهم
_ بعد أذنك يا فندم انا محتاج وقت عشان اثبت كلامى عمرو منتحرش ارجوك يا فندم
_ قدامك اسبوع يا أحمد يا تثبت كلامك يا ملف القضية ده يتقفل.
خرجت من مكتب العميد وانا مش عارف أعمل اى، رجعت على مكتبى الباب خبط ودخل واحد وقلى
_انا النقيب كريم حمدى معاك في القضية الجديده
_ اهلا يا كريم بس لازم تعرف انها قضية من الواضح انها هتتعبنا
_ انا فهمت من العميد انك رافض فكره انه انتحر وعلى الاساس ده انضميت معاك لحلها
_عموما انا طلبت استدعى زوجه المجنى عليه اكيد لو ضغطنا عليها ممكن تقول حاجه مخبياها عننا.
بعد مرور ساعه لقيت الأمين داخل وبيقولي في واحده بره اسمها نهى عاوزة حضرتك.. قولتله خليها تدخل
دخلت نهى زوجه المجنى عليه عمرو حسين وقالت
_ هو ليه الاستدعى ده هو انا متهمه بحاجة؟
_لا أبداً ده مجرد نقاش عادى وهتمشى، كل المطلوب منك تقوليلى جوزك كان عامل اى فى الفتره الاخيرة، يعنى لاحظتى عليه انه متغير مثلا؟
_ اه هو فعلاً فى الفترة الاخيرة كان متغير خصوصا لما راح للدكتور وعرف انه عقيم مش بيخلف لكن.. قبل ما يتوفى بأسبوع بدأت تظهر عليه تصرفات غريبه
_ تصرفات غريبه ازاى وضحى
_في يوم كنت نايمة وصحيت على صوت خبط منتظم مكنتش عارفه الصوت ده جاى منين، الأوضة كانت ضلمة مش شايفة حاجه لكن لما ركزت كان عمرو وكان بيخبط راسه فى الدولاب. قومت بسرعة وشغلت نور الأوضة، صرخ انا اتفزعت من صرخته لكن عينيه كانت مقفولة ولقيته رايح ناحية السرير دخل السرير واتغطى ونام، فى اليوم ده مقدرتش انام وفضلت صاحية للصبح، لما حاولت أفتح معاه الحوار ده قال عليا بخرف وأن الكلام ده محصلش، بعد الموضوع ده محصلش حاجه لحد قبل ما يتوفى بيوم كان مبسوط جداً وقلى انه قريب هيتحقق حلمنا وهنخلف، ، بس يا فندم وتانى يوم أنا خرجت روحت لوالدتى ولما رجعت عرفت الي حصل.
_ دى كل حاجه حصلت الفترة الاخيرة؟
_أيوة يا فندم مفيش حاجة تانى
_تمام تقدرى تتفضلى
طيب وبعدين كده كلام نهى مش منطقى يعنى أى واحد متفائل انه هيخلف ينتحر كده بدون سبب، القضية دى معقدة بس فيه حاجه ناقصة ولازم نعرفها
طلبت من النيابة آذن بتفتيش بيت المجنى عليه وروحنا وفتشنا وملقناش أى حاجه، ايام صعبه بتمر عليا الاسبوع بيجرى ودى اول مرة افشل فى حل قضية، لكن حصلت حاجة مكنتش على البال.. جيه بلاغ عن جريمة تانية فى نفس المدينة، القوة اتحركت بقيادة ملازم أ خالد اشرف واقتحموا الشقة، لكن المفاجأة الى خلتنى اجرى بسرعة على عنوان الضحية التانية هو ان الضحية يبقى زوج اخت عمرو حسين المجنى عليه فى القضية الأولى
وصلت هناك وشوفت ادم سعيد الضحية التانية مشنوق في سقف الأوضة، خرجت للصالة وكانت زوجته امل حسين اخت عمرو حسين. قربت منها وقولتلها البقاء لله شدى حيلك لكن مردتش عليا كانت فى حالة صدمة
_اكيد يا فندم أنا هعمل التحريات وهنتظر تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي
_تمام ربنا يوفقك، انت دلوقتي معاك النقيب كريم حمدى
وملازم أ خالد اشرف، انتوا الفريق المسؤول قدامى عن الجريمتين
_الف شكر يا فندم وان شاء الله نكون قد المسؤوليه دى
رجعت مكتبى وبدأنا عمل التحريات لحد ما جالنا التقرير الي كان للاسف مخيب للأمال.. لتانى مرة مفيش جريمة. انتحار
هقرأ ليكم التحريات والتقرير (اسمه أدم سعيد عنده 31 سنة متجوز وعنده بنت اسمها سلمى بيشتغل مهندس فى شركات مقاولات لكنه محال للتحقيق بسبب مشكله فى الشغل، بسؤال زوجته والمقربين حياته هادية جداً ومستقره ومفيش غير مشكلة الشغل، التقرير. لا توجد شبهه جنائيه فقد قام المدعو ادم سعيد بشنق نفسه فى سقف الغرفه وبصماته على الحبل المستخدم فى عملية الانتحار ولا يوجد اى نوع من المقاومة)
حالة من الصمت بتسيطر على المكتب مش قادر أصدق ولا اقتنع إن دى صدف
من وسط الحاجات الى كانت موجودة فى الأوضة كان الموبايل الخاص بيه قدرنا نفتحه ومكنش عليه أى حاجه نمشى وراها، وللمره التانية طلبت استدعى زوجة المجنى عليه، وطلبت اننا لازم نكتم على الخبر لحد لما نعرف الحقيقة
بعد شوية حضرت الأستاذة أمل حسين وكانت فى مكتبى
بدأت أنا الكلام
_ أستاذه أمل أنا مقدر الحالة الي أنتى فيها يعنى اخوكى وبعدين زوجك، لكن حاولى تهدى وتساعدينا
_ انا تحت امرك يافندم أتفضل اسأل
_ جوزك كان عامل أى فى الفترة الاخيرة؟ يعنى لاحظتى عليه أنه متغير؟
_ايوه.انا مكنتش عاوزة احكي عشان كنتوا هتقولوا عليا مجنونة لكن خلاص انا قررت احكي، جوزى بدأ يتغير من يوم ما اتحول للتحقيق في الشغل بسبب ان ورق المشروع الجديد ضاع منه وده أثر عليه جداً، بقى عصبى جداً ومن اقل حاجة خصوصا انهم قلولوا هيستغنوا عنه. الكلام ده من شهر لكن قبل ما يتوفى
بكام يوم، كان هو فى الحمام وسمعته بيتكلم مع حد جوه
مكنتش فاهمه لكن قررت انى هفتح باب الحمام لازم أعرف أي الي بيحصل جوه وفتحته لكن فجأه نور الحمام أطفى وجوزى كان واقف قدام المرايا واتلفتلى عينيه كانت بيضة تماماً وصرخ وباب الحمام اترزع فى وشى. انا جريت على المطبخ وكنت بترعش ومرعوبة من الى شوفته مفيش خمس دقايق ولقيته داخل المطبخ
وبيقولي احنا مش هنفطر ولا أى، مكنتش عارفة اقوله أى
وقبل ما يموت بيومين قلى اول ما احقق الخلود حياتنا هترجع لطبيعتها واحسن من الاول، وبعدها انتحر مش عارفة ليه
_ يعني اي يحقق الخلود؟
_ مش عارفة انا سألته قلي هتعرفى فى الوقت المناسب
_طيب واخوكى الاستاذ عمرو انتحر ليه؟
_معرفش فيه حاجه غريبة بتحصل بس انا بأكد لحضرتك إن فيه حاجه غلط مستحيل ينتحروا مستحيل
_ تمام يا أستاذه أمل تقدرى تتفضلى تمشي
وبعدين يا كريم أى الي بيحصل ده. ده قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه وبيخلى الجرايم تبان انها انتحار . بس هو يعني اي الخلود؟
_ مش عارف يا أحمد بس هنعمل اى دلوقتى. تتوقع فيه جريمة تاني هتحصل؟
_ اكيد. بس احنا محتاجين نعرف السبب عشان نعرف الدور على مين
بعد مرور اربع ايام وخلاص كان الاتفاق بعد تحقيقات وتحريات اننا هنقفل الجريمتين على انهم انتحار. لكن جالنا بلاغ جديد بجريمه جديدة عن انتحار الأستاذة أمل حسين، بمجرد وصول البلاغ اتحركنا فوراً، وصلنا كانت الناس كلها متجمعة وزحمة رهيبة . دخلت وسط الناس وشوفت الجثة. الأستاذة أمل رمت نفسها من البلكونة من الدور العاشر او حد رماها من الدور العاشر.. كالعاده المعمل الجنائي وصل واقتحمنا الشقه كل حاجه مترتبة ومنسقة ومفيش أى حاجه واقعه على الارض وده يدل انه مفيش مقاومة، لكن لقينا أدوية اكتئاب كتير.. طبعاً تقرير المعمل الجنائى وتقرير الطب الشرعي والصفة التشريحية كان متوقع. انتحار، اتشرحت الجثة بدقة واكتشف ان الأستاذة أمل كانت تتعاطى ادوية الإكتئاب بكثره وفيه حبوب ملحقتش تدوب فى المعدة.
كنت مشتت المرة دى معنديش كلام أقوله. أمل فعلاً انتحرت. المقربين منها قالوا انها كانت بتمر بحالة إكتئاب بعد موت جوزها. بعد فحص التليفون الخاص بيها اكتشفنا انها اتكلمت مع والدتها قبل ما تموت بساعات.
تم استدعاء الوالدة عشان نعرف منها اي اتقال في المكالمة دي، الوالده اسمها سعاد. حضرت على حسب الاستدعى ودار بينا الحوار التالى
_استاذة سعاد البقاء لله انا عارف انك فقدتى ابنك وبنتك ده غير جوز بنتك، لكن حاولى تتماسكى عشان نعرف نجيب حقهم
_ سبحان من له الدوام يا باشا. اسأل انا جاهزة
_ فيه مكالمة جمعت ما بينك وبين بنتك عاوزين نعرف قلتلك اي
_ بنتى كانت حزينه جداً بعد موت جوزها وكانت حابسة نفسها ومش بتخرج ويوم ما ماتت قلتلى انها هتنفذ الخلود عشان هي مش عارفة تعيش من غير جوزها
بس انا مفهمتش معنى كلامها واى الخلود ده،، وقلتلي ان الخلود هيخليها تعيش معاه
_ الخلود. الخلود تانى، اى معنى الكلمة دى. طيب وبالنسبه لابنك عمرو وجوز بنتك ادم
_لا دول معرفش حاجة واتفاجأت بانتحارهم عشان مفيش سبب يخليهم ينتحروا
_ طيب يا حجة تقدرى تمشى
الكلمة المشتركة ما بينهم الخلود. الكلمة الي انا مش فاهم معناها لحد دلوقتى ولا مين الى بيوصلها ليهم بس الوحيدة الي عندها سبب مقنع تنتحر علشانه هي أمل بغض النظر عن كلمة الخلود.. كريم اتكلم وقلى
_فيه حاجة احنا مش واخدين بالنا منها، انتوا مش ملاحظين أن اي حد بنحقق معاه بينتحر او بمعنى اصح بيتقتل. وده استنتج منه ان القاتل بيكون مراقب الضحايا كويس بس في ضلع ناقص في المثلث. كلمة الخلود الي الكل بيقولها قبل ما ينتحر.. رد خالد وقال
_طيب المفروض دلوقتي نعمل اي يعنى نراقب الست سعاد عشان نقبض علي القاتل. رد كريم
_بالظبط كده نراقب الست سعاد وشقتها وهو ده الي هيوصلنا للقاتل
كلام كريم كان منطقى لكن كان عايز وقت كبير. قاتل محترف مش بيسيب دليل وراه مش هيقع بالسهولة دى برضوا. لكن مفيش عندنا حل تانى وبدأنا نراقب شقة الست سعاد
الست سعاد ساكنه مع جوزها وبنتها ريم فى الشقة دى والحجة سعاد نادر جداً خروجها من الشقة.ريم كانت متجوزه واحد اسمه ياسين ممدوح اختفى وبعدين عرفوا انه اتعرض لحادث ومات ، فضلنا مراقبين الشقه 3 أيام متواصلة لحد ما حصلت حاجة، خرجت ريم تصرخ في البلكونة وتقول الحقونى. الناس جريت على الشقة واحنا كمان. اقتحمنا الشقة والمشهد جوه كالتالى جثتين ايوه بالظبط كده جثة الست سعاد غرقانة في البانيو فى الحمام، وجثة للاستاذ حسين فى اوضة النوم بطعن نافذ فى البطن، الشرطة جات ووصل خبير المعمل الجنائي وطبعا احنا عارفين النتيجة من غير اي تقارير.. اتعملت التحريات وكنا في انتظار التقرير المعروفة نتيجته
واستدعانا العميد مصطفى انا وكريم وخالد ورحنالوا المكتب
_واضح ان اختيارى ليكم كان خاطئ من البداية الجرايم بتزيد فى نفس العيلة كل كام يوم يتقتل واحد والتقارير تقول انتحار، شكلنا بقى وحش قدام الرأى العام والصحافة ما اهو يا نقفل القضايا على انها انتحار يا اما تجيبوا القاتل قدامكم 48 ساعة والقاتل يكون تحت ايديكم مفهوم
_ مفهوم يا فندم
خرجنا من عندنا العميد مصطفى واحنا مش عارفين نتصرف ازاى، بالنسبالي مش انتحار ومش هقتنع انهم انتحروا وهجيب القاتل، قعدنا احنا التلاته فى المكتب عندى نفكر عشان نشوف حل. التليفزيون والبرامج مفيش قدامهم غير سيرتنا واننا عاجزين في القبض على القاتل.. بدأنا نفتش بيوت الضحايا من تانى ونجمع الآدلة من تانى عشان نوصل لحاجة مفيش للأسف وخلاص كان القرار اننا هنقفل القضايا على انها انتحار.
بالنسبالي كان قرار صعب جداً، دخلت وبلغت العميد بقرارى وانا باصص فى الارض مش قادر ابصله وعارف ان القضايا دى فيها سر بس خلاص من الواضح ان المجرم ده انتصر علينا في النهاية، وأعلنا للإعلام والصحافة والرأي العام انها صنفت قضايا انتحار. طبعاً اتوجه لينا هجوم شديد.
لحد ما حصلت حاجة قلبت كل حاجة رأسا على عقب. رساله وصلت على تليفوني من رقم مجهول وكان نص الرسالة ( كنت ماشى صح فى قاتل ارجع افتح القضية الناس دى منتحرتش) حسيت ان الرسالة أشبه بنجدة بالنسبالي. اخدت الرسالة وبسرعة على مكتب العميد الي رغم أنه شاف الرسالة قلى
_ انت عاوز أي انا ما صدقت ان الناس بدأت تهدى شوية، عاوز تفتح القضايا تاني ومتعرفش تحلها.
_يا فندم الرسالة دي خطيرة ولو وصلنا لصاحب الرسالة هنوصل للقاتل
_ ويمكن لا ويطلع حد بيشتغلنا بقولك أي القضايا دي اتقفلت وانسي انها تتفتح تاني
_ يا فندم ارجوك انا مصمم اكمل
_الكلام خلص يا أحمد
خرجت من المكتب وانا بجد مستغرب رد فعله لكن انا مش هسكت، وقررت اشتغل مع فريقى في صمت. خالد رفض وقال هينفذ الاوامر وانسحب. وفضلنا انا وكريم وأول خطوة بدأنا نبحث عن الرقم، لكن للأسف الرقم طلع لواحد متوفي وكمان الي بعت الرسالة بعتها وقفل التليفون. اتقلى مفيش حل غير انه يفتح تليفونه، رغم احباطى لكن مصمم اعرف الحقيقه، رجعت البيت ونمت نمت نوم عميق صحيت على صوت رسالة جديدة. فتحت الرسالة كانت عبارة عن عنوان. اتصلت بكريم لكنه قلى ملحقناش كان اسرع مننا وقفل التليفون تاني
قررت انى هروح العنوان ولوحدى نزلت من البيت ركبت عربيتى واتحركت. العنوان كان بيت فى قرية قريبة وصلت القرية وسألت عن بيت الست عفاف طبعاً بطبيعة الصعايدة سألوني عاوزها فى أي. عرفتهم انى رائد شرطة وجاى عاوزاها في موضوع ضروري. دلوني على البيت
خبطت مرة واتنين فتحتلى ست فى الاربعين من عمرها اكيد دى عفاف عرفتها بنفسى ودخلت البيت عشان الاقى فى البيت بنت في العشرينات قاعدة وشارده في ملكوت الله وعلى لسانها كلمة واحدة الخلود. الخلود
قعدت قدامها وسألتها يعني اى الخلود. يعنى أى؟
مش بترد عليا ساكته تماماً.
سألت والدتها الست عفاف عن حالتها؟ ردت وقالت
_ مش عارفة يا ولدى هي كده من اسبوع
_ انتى كنتى بتشتغلى عند العيلة الي ماتوا الفترة الي فاتت دي صح؟
_ ها ايوة صح يا ولدى انا وبنتى صابرين دى
_ ومشيتوا ليه؟
_ الست سعاد هي الى قطعت عيشنا عشان شقتها اتسرقت واحنا مكناش في الشقة ومخدناش اذنها
وانا بتكلم معاها خطبة الجمعة بدأت. قومت وروحت الجامع الي كان قريب جداً من بيتها، وصليت الجمعة وبعد الصلاة روحت لشيخ الجامع وقولتله
_ سلام عليكم يا عم الشيخ انا غريب عن بلدكم وكنت عايز اسألك على حاجة لو تعرف معناها
_ اهلا يبني منور البلد اتفضل اسأل يبنى
_ هو يعني اى الخلود؟
_ الشيخ قلي ليه السؤال ده؟
_ قولتله اجابتك متوقفه عليها حاجات كتير. فهمني
_ قلى إبليس ادعى الخلود وقال انه مش هيموت أبداً
المقصود بيها ان العمر ممتد الي مالا نهاية
إبليس بيدعى وجود حياه بعد الموت اسمها الخلود
_ تمام انا فهمت الف شكر يا مولانا
خرجت من الجامع على صوت صراخ الست عفاف كانت بتصرخ جريت على البيت وأهل البلد كلهم اتجمعوا عند البيت. صابرين انتحرت وقطعت شاريينها. اتصلت بسرعة بكريم وبلغته وجات الشرطة والاسعاف والدنيا اتقلبت في القرية. رجعت مكتبى وانا بحاول افهم بحاول اربط الخيوط ببعضها لكن مش عارف في حاجات ناقصة
لكن انا قربت اوصل
لازم نعرف يا كريم مين صاحب الرقم ده وفى اقرب وقت
المرة دي مش محتاج اعمل تحريات ولا تقارير. الست عفاف وبنتها كانوا شغالين في بيت الست سعاد وطردتهم بسبب سرقه الشقة لكن هما أي دخلهم بالعيلة دى
واي دخل كلمة الخلود بكل ده
الإجابة هي حل كل القضايا يا كريم
فى الوقت ده وصلت رسالة بصيت كان هو الرقم ومكتوب (اتمني تلحق آخر ضحية) اتكلم كريم وقال
_ هو يقصد مين؟
_ عفاف يقصد عفاف
خرجنا نجرى من المديرية ركبنا عربيتي وبسرعة علي القرية وصلنا كان البيت علية زحمة. دخلنا بسرعة لقينا الستات بتقول افتحي يا عفاف افتحي الباب. قولت للستات وسعوا وكسرنا الباب عفاف قطعت شريينها زي بنتها. للأسف ملحقناش الضحية الأخيرة
خرجت من البيت على مكتب العميد مصطفى اتكلمت معاه وقولتله انى عايز فرصة أخيرة بعد محاولات لاقناعه وافق
..
رجعت مكتبى وقعدت وانا بكلم نفسي قدرت أربط خيوط كتير ببعض، سبع ضحايا بينهم عوامل مشتركة، بس اي السبب الى يخليهم ينتحروا؟
فيه سر ورا الموضوع ده او حاجة انا مش فاهمها. قطع تفكيرى دخول كريم وقلى قدرنا نوصل لصاحب الرقم، اخدت الاسم والعنوان واصريت مبلغش حد أخدت معايا كريم ورحنا على العنوان. كان بيت قديم فى منطقه معزوله، دخلنا عشان الباب كان موارب بيت مكون من أربع غرف، الريحه كريهه جداً ولا تطاق. دخلنا الغرفة الي خارج منها النور وهنا كانت الصدمة.. دجال ونايمة قدامه واحدة حاطط ايده على دماغها وبيقول كلام غريب وهي بتترعش قدامه. أول ما شافنا ابتسم وقال اخيرا عرفتوا توصلوا. الست الي قدامه قامت وخرجت تجرى من الأوضة. قولتلوا
_ انا هحكيلك انا كنت هتجنن عشان اوصل لرقمك عشان لازم تعرف الحقيقه. من 6 شهور جالى واحد اسمه ياسين وكان جايب معاه صور لسبعة وقال انه عايز يخلص منهم بس بالبطئ يموتوا بالبطئ. الي عرفته ان ياسين من عيلة غنية جداً وقولت استغل الفرصة وطلبت منه مليون جنيه
قلى هديلك الي انت عاوزه مقابل موت السبعة دول وبالبطئ. عملت جلسة تحضير لجن موكل بالخراب والموت لكنى قولت طلسم غلط والي اتحضر جن موكل بالموت لكن الجن ده مش بيقتل بالبطئ زي ما هو طلب
ياسين قلي يأما تصرفه ياملكش عندي مليم واختلفنا عشان الجن ده مارد من مردة الجن ومش هينصرف بسهولة. الجن ده على حسب ما عرفت عنه بيقنع ضحاياه بالخلود يعني بيقولهم انتحروا وانا هخليكم تعيشوا حياة أبدية وطبعا هو بيخدعهم والي بيرفض بيفضل وراه لحد لما يتجنن زي ما حصل في ياسين ممدوح دلوقتى واهو عايش في مستشفى المجانين
_ انت بتقول مين؟ ياسين ممدوح. طب ازاي ده مات من فترة كبيرة
_ مين ده الي مات ياباشا ياسين ممدوح عايش في المستشفى. مستشفى المجانين
_وهو عمل كده ليه؟
_انا مالى يا باشا روحوا اسألوه
قبضنا على فتحى الدجال والشرطة جات وفتشت البيت
وخرجت منه اعمال وأذيه طالت وبتطول ناس كتير
طمع وجحود ونفوس مريضة بتأذي ناس ملهاش ذنب في اي حاجة
رجعت المديرية من تاني وروحت للعميد مصطفى وحكتله اي الي حصل بالظبط. العميد قلي
_طيب وبعدين يا أحمد ناوى على أى، ده واحد في مستشفى امراض عقلية يعني مجنون. تفتكر ممكن حد ياخد بالكلام الي ممكن يقوله ده لو يعني اتكلم
_ خليني اسمع منه الاول يا فندم وبعد كده نشوف
_ تمام يا أحمد ربنا معاكم
روحت المستشفى عشان اشوف ياسين ممدوح، قابلت هناك الدكتور المسؤول عن حالة ياسين. قلي احسن ليك متقبلهوش هو مش هيتكلم انا متأكد. طيب ممكن اشوفه ولو من بعيد وفعلا بصيت عليه من شباك اوضته
اعوذ بالله من المنظر الي شوفته اعوذ بالله
واحد حالق شعره خالص عروق جسمه نافره ولونها اسود. عينيه تحت هالات سوده. اشبه بالهيكل العظمى
قولت للدكتور
_ هو ماله يا دكتور؟
_قلى عنده هلاوس سمعية وبصرية ده غير انه بتجيله حالة هياج واحنا حبسينه في غرفة العزل عشان لما بيخرج بيأذي نفسه والي حواليه
خرجت من المستشفى وانا ساكت تماماً ورحت الحبس عشان لازم اقابل فتحى فيه حاجه اكيد مقالش عليها
جبته المكتب وحكتله الحالة الي فيها ياسين وقولتله انا عايز افهم محدش من الضحايا كان في الحالة دي مفيش غير ياسين الي كده
_ عشان ياسين هو السبب في تحضيره وياسين دلوقتي رافض يخضع للخلود الي طلبه منه الجن وعشان كده الجن بيعذبه
_ طيب والحل دلوقتي اي؟
_ تجيب حد يخرجه من عليه عشان يقدر يحكيلك الي انت عايز تسمعه
_ تمام. يعني مفيش حل تانى
_للأسف لا
رجعت فتحى السجن ومكنش فى غيره قدامى الشيخ الي قبلته فى القرية روحتله عرفت ان اسمه ايوب وحكتله كل حاجه. قلى
_تمام يبنى هاجى معاك بس هما هيوافقوا فى المستشفى
_ سيب الموضوع ده عليا انا، انا هتصرف
اخدت الشيخ وطلعنا على المستشفى ودخلت للدكتور المعالج اكتر من ساعة من الجدال عشان أقنعه ان الشيخ هيدخل يعالح ياسين. واقنعته مش مريض نفسي. هو بس عليه مارد من مردة الجن. انا مكنتش مصدق اني بقول الكلام ده انا الراجل المتعلم بيقول كده
المهم دخل الشيخ ايوب على ياسين اول ما شافه صرخ ياسين
أما الشيخ اتكلم وقال
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ.. بسم الله ارقيك بسم الله نرقيك
بسم الله وبحول الله وبقوه لا اله الا الله اخرج الان، أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان
ياسين فضل يتلوى ويتشنج وبيخرج منه صوت لا يمكن يكون صوت بشرى زي صراخ مكتوم
فضل الشيخ مكمل وقرأ آيه الكرسي كنت حاسس بزلزال في الأوضة والصوت المخيف الي طالع منه وبيقول هقتله وهقتلكم معاه مش هسيبه مش هسيبه.العروق الي في جسمه بدأ لونها يتغير للون الاحمر وعينيه اتقلبت وبقت بيضة تماماً.الشيخ زعق وقال يا من ألجمت كل متمرد سلم يارب سلم.اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق.ربي اعوذ بك من همزات الشياطين واعوذ بك ربي ان يحضرون.سكت الشيخ ايوب.. وحالة من القيئ جات لياسين رهيبة لدرجة انى حسيت انه هيموت
_ الشيخ بصلى وقال بحمد الله خرج سيبه يرتاح وتعالي بكره يبني اقعد معاه واسمع منه
فعلاً اخدت الشيخ رجعته مكانه وشكرته، وتاني يوم كنت عند ياسين في المستشفى حالته اتحسنت جداً. دخلتله وقولتله حمدالله على السلامة، تسمحلى يا دكتور هنعمل التحقيق هنا .
ياسين احنا عارفنا كل حاجة بس انا عاوز اسمع منك انت . انا الرائد أحمد عز على وهنا عشان اسمع منك واساعدك انا مش ضدك تمام. اتفضل تقدر تحكى
ياسين اتكلم وقال كنت عايش حياة هادية وجميلة مع اكتر واحدة حبيتها في حياتي. ريم كانت هي الي بتنورلى حياتي مكنش عندى اي مشاكل غير الخلفة المشكله كانت من عندها مش من عندي. لكنى صبرت معاها 3سنين لكن مع الوقت مقدرتش نفسي اكون اب. اسمع كلمة بابا
قررت اني هتجوز وفعلا اخدت قرار واتجوزت واحدة اسمها ريهام وكنت مخبى اني متجوز، لحد ما فى يوم ريهام كلمتنى وقلتلى انا حامل. الفرحة مكنتش سيعانى من فرحتي جريت وقولتلهم على اساس انهم عيلتى، طردوني ورجعت لريهام قولت خلاص هعيش مع مراتى وابنى الي جاى في السكه. لكن الجحود كان مالى قلبهم اتفقوا انهم يتخلصوا من ابنى عشان بنتهم دخلت فى مود اكتئاب. انت متخيل. بمساعدة حتة خدامة هي وبنتها كانوا شغالين عندى. الخدامة دي خدرت مراتى وسهلت دخول الكلاب الشقة. في الوقت ده انا كنت فى الشغل رجعت لقيت مراتى سايحه فى دمها. واخر حاجة قلتهالى قتلوا ابننا. قتلوا ابننا.. وماتت ايوة ماتت، نار الانتقام حرقت قلبى لكن لو انتقمت بالطريقة الغبية انى اروحلهم فعلا هكون غبى. روحت لفتحى عشان اعملهم سحر يموتهم بالبطئ. لكن فتحى قرأ التعويذة غلط وحرر جن موكل بالموت والهلاك مقابل الخلود. رفضت اديلوا الفلوس فسلطه عليا انا وعشان انا الي طلبت السحر كان عقابي اضعاف اضغاف الي اتعمل فيهم وبقيت محبوس جوه اوضة ضلمة كل يوم بشوف المخلوق المرعب ده وشايفوا وهو بيتحكم فيا وفي تصرفاتي كنت حاسس اني هموت سكت وقولت ده عقاب ربنا كنت بسمعه بيقولي الخلود لكن انا رفضت، لحد ما انت جيت وخرجتنى.. انا مش زعلان انى هدخل السجن.
انا فرحان انى اخدت حقى
_ انت عارف العقوبة؟
اكيد عارف بس انا مش زعلان انا خلاص اخدت حقى ومش عايز حاجة تاني كفاية اني اخدت حقى. انا بتمني اموت عشان حاسس انها ماتت بسببي
اتكشف علي ياسين وتم ثبوت انه لا يعاني من اى امراض
اتقبض على ياسين ممدوح واتحول للمحاكمة وكان المتهم فى القضية دى اتنين.
المتهم الأول اسمه ياسين ممدوح محمد
والمتهم الثانى فتحي عاشور السيد. ياسين اتكلم وحكى كل حاجه في القفص للقاضى.. وقاله الزمن الي احنا فيه مفهوش عدل وكل واحد بياخد حقه بدراعه انا الي بطلب منك يا سيادة القاضى. احكم عليا بالاعدام دلوقتي وريحنى. انا كنت ضحية وبقيت قاتل بس انا فرحان اني قتلتهم انا فرحان اني قتلتهم
رغم كل الي حكاه ياسين.. حكمت المحكمة وبإجماع الاراء علي كلا من ياسين ممدوح محمد وفتحى عاشور السيد بإحالة اوراقهم إلي فضيلة المفتى
يمكن ياسين يستاهل حكم المحكمة لكن هما يستاهلوا الإعدام وفي ميدان عام
..
تمت
..
محمود الامين. ❝
❞ البارت الثامن عشر
ثاني يوم
سراج: يعني ايه مرجعتش من امبارح
اتين: معرفش معرفش قالت انها خارجه للمكتبه و مرجعتش
شهاب: الظرف ده كان متساب عند الباب
سراج: هاته
بدأ سراج بقراءه الظرف
مرحباً بالدوق العظيم سراج احب اقدملك نفسي انا فؤاد امير مملكه الظل و في الواقع بنت سموك مشرفه عندي ولو عاوزها اتعاون معايا و خرجني برا الإمبراطورية الا مش هتشوف بنتك تانى علشان تتواصل معايا ابقي سيب الرساله عند جسر النهر
اتين و هي تجلس : يعني ايه يعنى يا خيانه الإمبراطورية يا اما موت بنتى
برق: ده مش هيحصل بابا هات الجواب ده
سراج: هتعمل ايه
برق: هروح الإمبراطور هقوله علي اللي حصل و هو يتصرف
في القصر الإمبراطوري
برق: نوح انت بتعمل ايه هنا
نوح:انت اللي بتعمل ايه هنا
برق: عشق اتخطفت من الأمير فؤاد
نوح بصدمه: ايه ازاي ده حصل
برق:راحت المكتبه ومن وقتها مرجعتش
نوح : ازاي وانا موصلها امبارح لحد العربه
برق: العربه اصلا مختفيه مش موجوده في طريق البيت السواق كان مقتول في شارع من الشوارع الجانبيه اللي جنب المكتبه
نوح: و انت عرفت منين ان فؤاد اللي خطفها
برق وهو يعطي له الجواب: ده جالنا النهارده الصبح
اخذه نوح و قرأه ثم قال: طيب هتبعت جواب للمكان اللي قال عليه و تقولوا انكم موافقين تساعدوهم
برق:ونهجم علي اللي هياخد الجواب
نوح :لا لان مفيش حاجه تؤكد انه ممكن يقول مكان عشق احنا نمشي وراه لحد ما نعرف مكان عشق
برق: ماشي بس لازم الإمبراطور يعرف
نوح: انا هعرفه
برق: نوح هو انت بتعمل ايه هنا وايه صله قرابتك بالامبراطور
نوح بأبتسامه: قريب اوي هتعرف سلام
في قاعه الحكم
نوح : سموك
حسنى: في ايه يا نوح
نوح : لقينا الامير فؤاد بس فيه مشكله
حسني: ايه
نوح وهو يعطيه الجواب: انه خاطف بنت الدوق سراج الدوقه عشق
حسني: الانسه عشق ليه
نوح : سموك الانسه عشق هي السبب في انتصارنا في المعركه وهي كمان اللي حمتني واخدت الضربه مكانى
حسني بغضب: مكانك ان عصيت اوامر يا سمو الامير
نوح: بابا انا مستعد لاي عقاب بس ارجوك ننقذ عشق
حسنى:دي اللي اثرت قلب الأمير من غير ما تعرف هو مين
نوح بصدمه: سموك عرفت منين
حسني: مش لازم تعرف دلوقتي عنك خطه لانقاذ حبيبتك
نوح: اه ولو سمحتلي انفذها بنفسي
حسنى:علي الاساس لو مسمحتلكش مش هتروح روح انقذها بس تجيبلي فؤاد حي
نوح : اوامرك
لـِ شهد الوليد|الإعصار. ❝ ⏤شهد الوليد
❞ البارت الثامن عشر
ثاني يوم
سراج: يعني ايه مرجعتش من امبارح
اتين: معرفش معرفش قالت انها خارجه للمكتبه و مرجعتش
شهاب: الظرف ده كان متساب عند الباب
سراج: هاته
بدأ سراج بقراءه الظرف
مرحباً بالدوق العظيم سراج احب اقدملك نفسي انا فؤاد امير مملكه الظل و في الواقع بنت سموك مشرفه عندي ولو عاوزها اتعاون معايا و خرجني برا الإمبراطورية الا مش هتشوف بنتك تانى علشان تتواصل معايا ابقي سيب الرساله عند جسر النهر
اتين و هي تجلس : يعني ايه يعنى يا خيانه الإمبراطورية يا اما موت بنتى
برق: ده مش هيحصل بابا هات الجواب ده
سراج: هتعمل ايه
برق: هروح الإمبراطور هقوله علي اللي حصل و هو يتصرف
في القصر الإمبراطوري
برق: نوح انت بتعمل ايه هنا
نوح:انت اللي بتعمل ايه هنا
برق: عشق اتخطفت من الأمير فؤاد
نوح بصدمه: ايه ازاي ده حصل
برق:راحت المكتبه ومن وقتها مرجعتش
نوح : ازاي وانا موصلها امبارح لحد العربه
برق: العربه اصلا مختفيه مش موجوده في طريق البيت السواق كان مقتول في شارع من الشوارع الجانبيه اللي جنب المكتبه
نوح: و انت عرفت منين ان فؤاد اللي خطفها
برق وهو يعطي له الجواب: ده جالنا النهارده الصبح
اخذه نوح و قرأه ثم قال: طيب هتبعت جواب للمكان اللي قال عليه و تقولوا انكم موافقين تساعدوهم
برق:ونهجم علي اللي هياخد الجواب
نوح :لا لان مفيش حاجه تؤكد انه ممكن يقول مكان عشق احنا نمشي وراه لحد ما نعرف مكان عشق
برق: ماشي بس لازم الإمبراطور يعرف
نوح: انا هعرفه
برق: نوح هو انت بتعمل ايه هنا وايه صله قرابتك بالامبراطور
نوح بأبتسامه: قريب اوي هتعرف سلام
في قاعه الحكم
نوح : سموك
حسنى: في ايه يا نوح
نوح : لقينا الامير فؤاد بس فيه مشكله
حسني: ايه
نوح وهو يعطيه الجواب: انه خاطف بنت الدوق سراج الدوقه عشق
حسني: الانسه عشق ليه
نوح : سموك الانسه عشق هي السبب في انتصارنا في المعركه وهي كمان اللي حمتني واخدت الضربه مكانى
حسني بغضب: مكانك ان عصيت اوامر يا سمو الامير
نوح: بابا انا مستعد لاي عقاب بس ارجوك ننقذ عشق
حسنى:دي اللي اثرت قلب الأمير من غير ما تعرف هو مين
نوح بصدمه: سموك عرفت منين
حسني: مش لازم تعرف دلوقتي عنك خطه لانقاذ حبيبتك
نوح: اه ولو سمحتلي انفذها بنفسي
حسنى:علي الاساس لو مسمحتلكش مش هتروح روح انقذها بس تجيبلي فؤاد حي
نوح : اوامرك
لـِ شهد الوليد|الإعصار. ❝
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره).. الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.........
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
.......................................................
قلوب من حجر ....الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.........................................
فلاش باك
مصر .. قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
.............................
الدمام ..المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس... شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله...
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة..
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................................
فلاش باك
مصر....امام قاعه الأفراح ...
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و................
انقلبت السيارة ..سياره العروسين ..وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران....
.......................................................
قلوب من حجر....الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد...
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة...
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر...
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر..
...........................................................
فلاش باك
منزل سها..
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا..
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف..
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها..
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور...
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط..
وهو يقول: احنا السبب.. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا.. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي...
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري..
............................................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة...
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع..
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف..
ألو.. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا..
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه...
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.........................................................
قلوب من حجر....الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي..
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر...
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي.. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
.....................................................................
فلاش باك..
منزل سها..
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟.. اه مصمم.. ويارتني كنت قولت لأ من البداية... انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي..
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه.. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره.. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه..
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه....
............................................................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح...
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا..
فجأة خطرت له فكرة...
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل...
...................................................................
وفي الطريق...
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي..
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق...
ولكن..
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال...
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
...........................................................
قلوب من حجر....الجزء الخامس
ألحقيني يانهي..
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين...
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني...
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي..
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها..
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ .. وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي.. تليفون سها..
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا..
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه.. ايوه فعلا...
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك..
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه..
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة.. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص..
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي...
...................................................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم...
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه...
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا...
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب...
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها....
...............................................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟.. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي.. سرقنا تعبه وشقاه.. سرقنا فرحته.. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان.. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس..
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك..
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك.. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي...
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان..
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران...
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه...
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا.. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع...
................................................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها... المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد..
فقالت نرمين يارب...
..........................................................
قلوب من حجر... الجزء السادس ..
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه..
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها..
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق..
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه..
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات...
وصل مجدي اخيرا الي وجهته...
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا..
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها..
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها..
ولكن...
لم يفتح احد...
حاول مرة.. اثنين.. ثلاث...
لم يرد او يفتح احد...
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق...
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب..
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ..
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه..
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد..
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي.. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف..
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها...
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري...
.....................................................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي..
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح..
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و.....
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما...
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة..
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو.. ايوه يامجدي
...........................................................
قلوب من حجر...الجزء السابع..
فلاش باك..
منزل سها...
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين..
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني..
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك..
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك...
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا...
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي...
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة... شقته تلك والشقة القديمة...
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب..
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها...
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه...
.........................................................
ألو.. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين..
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك..
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي...
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي... ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت..
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه...
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي... هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه..
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا...
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف...
فقالت نرمين: مجدي... مجدي... انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها... مافيش جسد بدون روح...
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه... ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي...
فقالت نرمين: ألو... يامجدي... انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي....
مجدي.... يامجدي رد عليا... انت موجود؟
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن..
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز..
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين..
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا..
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد..
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه..
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق....
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك...
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت..
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام...
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات...
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه..
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و......
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي..
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث..
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و.......
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني.. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه...
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها..
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج...
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره...
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه.....
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي...
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره..
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي...
مجدي.. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا.....
مجدي... يامجدي فوق ورد عليااااا.......
.........................................................
قلوب من حجر... الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين...
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق..
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك.. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد..
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح..
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم...
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام...
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!... ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين...
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف..
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش..
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا.. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي...
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر...
ثم قالت:...........
............................................................
قلوب من حجر.... الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها...
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان..
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا.. انا مابحبش المستشفيات..
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر..
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب..
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي..
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير..
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة..
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي..
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي..
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري...
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه...
.................................................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة..
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء...
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا...
منغمسا في احزانك.. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما...
مر الوقت...
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف...
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة...
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم..
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع..
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين...
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع...
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة..
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان..
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها...
ثم دقت مرات ومرات..
ولكن...
ما من مجيب....
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم..
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و........
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين...
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث...
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.............
............................................................
قلوب من حجر... الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي..
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك..
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه...
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه...
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر....
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي....
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و................
..........................................................
قلوب من حجر.. الجزء الثاني عشر والأخير...
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها...
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس..
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما...
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح...
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها.. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك..
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب..
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و....
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة..
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري...
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و.....
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا..
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي.....
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا..
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب..
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته....
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!....
....................................... انتهت القصة🌺. ❝ ⏤أحمد عصام أبو قايد
❞ قصة قصيرة
قلوب من حجر
(مستوحاة من أحداث حقيقية)
قلوب من حجر (قصه قصيره). الجزء الاول
فلاش باك
سها :ماذا فعلت يا مجدي ؟ لقد طالت فترة الخطوبة ولا يوجد بجعبتي مبررات اخري ابررها لأمي
مجدي: خير باذن الله لقد سهلتي علي الامر بسؤالك لأحدثك عن حل سيحل كل مشاكلنا
سها: اي حل هذا ؟
مجدي : السفر يا سها ولكنه سيحتاج منا الصبر قليلا
سها؛ تاخير مره ثانيه؟
مجدي : سنه او اثنين بالكثير
ردت وهي متجهمه العمر يمر يامجدي ولا تجعلني اندم علي حبي لك الذي جعلني انتظر كل هذه المده
وقتها شعر مجدي بغصه ف حلقه ودموع تكافح علي عدم الظهور للعلن ولولا ان قلبه ينبض بحبها ما كتم النار التي تجول بخاطره بعدما قالت سها انها قد تندم علي حبها له فالحب مشاعر لا اراديه وليس بيدي او بيدها الندم عليه.....
——————————————
الدمام ،المملكه العربيه السعوديه
مجدي جالس بغرفته وأمامه لفافه تبغ تلفظ انفاسها الاخيره وهو يتذكر سها وماحدث بينهم عندما فاتحها ف سفره حتي انها بعدها أرسلت له موافقتها ببرود علي الواتساب ولم تودعه حتي ورغم ذلك ظل علي وعده وها قد مضت سنتين وسيعود ليتزوج ممن عشقها قلبه
فجأه آفاق من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ولا يعلم ان ف انتظاره سيل من المفاجأت بعد
............................
قلوب من حجر ..الجزء الثاني
فجأه عاد مجدي من شروده عندما شعر بنار حراره لفافه التبغ التي لفظت انفاسها الاخيره بين إصبعيه
ومرت الايام التي كان يقوم بعدها باللحظات ،
ورغم ان اتصالات سها قد انقطعت منذ اكثر من ٦ اشهر واكتفت فقط بالتواصل معه عن طريق الواتساب
وحاول معها كثيرا ان يتكلم معها صوتيا الا انها دوما كانت ترفض بحجه انها ف العمل او عندهم ضيوف او مشغوله مع اسرتها او كانت تحدث بينهم مشاده فلا يتكلمون.
مرت الايام بصعوبة بالاضافة الي مايشعر به من مرار الغربه واوجاعها وقلبه يكاد ينعصر حزنا فلا يوجد قسوة في قلب احد كقسوة قلب سها ولكن مجدي كان يصبر نفسه بأن بعد الزواج ستهدأ الامور.
.....................
فلاش باك
مصر . قاعة أفراح فخمه جدا
مني صديقه سها : الف مليون مبروك ياعروسه
سها : الله يبارك فيك وعقبالك يارب
مني : الفرح جميل وفستانك روعه
سها : شكرا ياحبيبتي انت الأجمل
وفي وسط القاعه بنتين من أصدقاء سها
نهي : هلا لاحظتي كيف تغيرت سها؟
نرمين: لاحظت جدا ، والأغرب كيف جهزت نفسها وتزوجت بتلك السرعة رغم ظروف والدها المادية الصعبه
نهي : ساقول لك السبب بشرط ان يكون بيني وبينك
نرمين : اكيييييد
نهي: مني هي اقرب الأصدقاء لسها وعرفت منها ان كل هذا الخير بسبب مجدي
نرمين وهي مندهشه مجدددي كيف؟
نهي : انت تعلمين انه يتيم وليس لديه اخوه فظل يرسل اليها من اجل شراء الشقه وتجهيزها وخلافه
نرمين : ومجدي هل يعلم بشئ؟
نهي : الله اعلم
...............
الدمام .المملكه العربيه السعوديه
بدء مجدي يجهز نفسه للعوده ويشتري الهدايا لحبيبته سها الغاليه التي انتظرته وتحملته كل هذه الفتره
وفي ظل سعادته باقتراب عودته جاءه رساله ع الواتساب من سها تقول فيها:
هاي مجدي اخبارك كويس.. شد حيلك ياحبيبي واقعدلك سنه كمان عشان نشطب الشقه مظبوط
هانت باذن الله..
صبرنا والوقت طول يبقي نعوض صبرنا بالمرة.
ربنا معاك هبقي اكلمك بعدين سلام
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
................
فلاش باك
مصر..امام قاعه الأفراح ..
خرجت سها وعريسها من القاعه الي السيارة التي ستنقلهم لعش الزوجيه ووالدي سها وشقيقاتها يصفقون والتقطوا جميعا الصور واستقللوا السيارات وتحركوا وفي وسط الطريق كان سائق سياره العروسين يتلاعب بالسيارة علي نغمات الأغاني العالي وفجأه يجد نفسه امام سياره نقل ولم يستطع تفاديها و........
انقلبت السيارة .سياره العروسين .وقبل اقتراب احد منها انفجر خزانها واشتعلت بالنيران..
............................
قلوب من حجر..الجزء الثالث
قرأ مجدي الرساله وشعر كأنه ف عالم اخر ما اصعب ان تفرح وتسرق منك فرحتك في زمن قلما نفرح فيه ومشي في الشوارع هائما ع وجهه وبيده هدايا حبيبته.
عاد الي منزله بعد ان ظل هائما علي وجهه في الطرقات يفكر فيما يحدث وانتهي به الامر الي قرار واحد..
العودة الي مصر فما يحدث غير طبيعي بالمرة..
كيف لسها عندما عرض عليها موضوع سفرة في البداية تكون رافضة وبشدة والان تطالبه بالمكوث لسنة اخري!!؟
وكيف لانسانه من المفترض انها تحبه لا تريد حتي سماع صوته او التحدث معه!!
لا يوجد مفر من العودة لمصر..
وبدأ مجدي في تجهيز نفسه للسفر.
..............................
فلاش باك
منزل سها.
الأم تبكي بشدة
والاب وكأنه الجثة الهامدة حتي عيونه لا ترمش ابدا.
فقط تذرف الدموع وبلاتوقف.
وكأنها حمما بركانيه تهوي من فوهة البركان الي اسفل تصنع لنفسها طريق علي وجنتي والد سها.
بينما الأم تهزي وتقول البنت عروسة يا ربي، مالحقتش تفرح ولا لحقنا احنا نفرح فجأة تروح مني وبالشكل دا؟
رد عليها زوجها بصوت وكأنه يأتي من القبور..
صوت رجل قد مات ولكنه حي علي الاوراق فقط.
وهو يقول: احنا السبب. احنا اللي قتلناها
صرخت الام وهي تقول: انت اتجننت؟ ماهي ماتت قصاد عينيك وراحت، قتلناها ازاي؟، الظاهر انك خلاص خرفت وراحت منك.
نظر لها بنظرة خاوية من الحياة وقال: لا. الظاهر انت اللي عنيك عماها الطمع والحرام فخلاص مابقيتيش تشوفي..
وانا كمان زيك بالظبط من يوم ما وافقت علي اللي خططتيله انت وبنتك والنهارده كلنا اتعاقبنا انا وانت وهي
هي ماتت واحنا هنموت بحصرتنا عليها.
ثم صمت الاب مرة آخري.
......................
فلاش باك
منزل نهي صديقة سها
كانت نهي نائمة..
صوت نغمة هاتفها المحمول يرتفع.
قامت نهي في خمول لترد علي الهاتف.
ألو. بصوت ناعس تماما
فرد الطرف الاخر: ايوه يانهي انت لسه نايمه؟
فقالت نهي: حرام عليك يانرمين انت عارفه اني مانمتش ليا كذا يوم من وقت حادثة سها الله يرحمها.
فقالت نرمين: ولا انا عارفه انام بس بصراحه مش سها اللي صعبانه عليا.
هي الله يرحمها ويسامحها وكل حاجه..
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
.............................
قلوب من حجر..الجزء الرابع.
انما اللي صعبان عليا بجد هو مجدي.
هنا استعادت نهي كامل وعيها وقالت: وماله مجدي يانرمين؟
فقالت نرمين: لازم نوصله يا نهي، وبأي شكل، لازم يعرف اللي حصل.
فقالت نهي وهي تفكر يعرف اللي حصل؟
فقالت نرمين: ايوه يعرف اللي حصل كله؛ ويعرف كمان ان سها ماتت يمكن يسامحها
فقالت نهي: الموضوع صعب يانرمين هقول لمجدي ازاي ان طول السنين اللي فاتت كان بيجهز حبيبته لغيره وهو فاكر انه بيجهز شقته؛ اقوله ازاي ان شقي عمرك وغربتك كله سها واهلها ضحكوا عليك واخدوه يجهزوا بيه سها لغيرك؟!! 😥
فقالت نرمين: مهما كان الموضوع صعب بس الأصعب لو فضل متعلق بالأمل كدا ويفضل مكمل وهما بيستنزفوه
حرام هو عشان مالهوش حد يعملوا فيه كدا
فقالت نهي: عندك حق بس هنعرف نوصل لمجدي ازاي؟
ظلت نرمين تفكر..
ثم قالت وهي تصرخ: لقيتها يانهي. عرفت هنوصل لمجدي ازاي.
فقالت نهي: هتعملي اي يابنتي قوليلي.
فردت نرمين قائلة: لما اجيلك هفهمك كل حاجه.
...................................
فلاش باك.
منزل سها.
لسه برضوا مصمم علي اللي عاوز تعمله؟
رد الاب قائلا: هو فاضل حاجه تاني تحصل عشان نتعظ بقي ونرجع عن اللي بنعمله؟. اه مصمم. ويارتني كنت قولت لأ من البداية.. انا مش عارف اعمل اي كمان لما يجي مجدي وهقوله اي.
ردت الام قائلة: نقوله اي حاجه. مش كفاية سها ماتت
رد الاب وهو صارخا وهم ان يلطمها علي وجهها الا انه تماسك ع اخر لحظة بينما هي انكمشت علي نفسها: نقوله اننا حراميه ونهبناه واخدنا شقاه وتعبه وجهزنا بيه عروسته لغيره. مش دي الحقيقة؟
ردت الأم بدموعها فقط هذه المرة.
فأكمل الاب كلامه قائلا: هو تليفون بنتك فين انا قالب عليه الدنيا ومش لاقيه.
فردت الام وهي لازالت تبكي: ممكن يكون راح معاها ف الحادثه..
..............................
الدمام. المملكة العربية السعودية
كان مجدي بغرفته يحمل تذكرة سفره وهو شارد يحدث نفسه قائلا: خلاص باقي 3 ايام وارجع مصر
بس هو انا ليه مش فرحان؟ وليه ف نفس الوقت مش قادر اكمل هنا طالما مش فرحان؟
حتي دي حرمتيني منها يا سها؟ مابقيتش عارف احساسي ولا قادر ارتاح..
سرقتي فرحتي وقتلتي لهفتي اني اشوفك وحولتي شوقي ليك لحيرة من تصرفاتك!! 😥
انا عملتلك اي استاهل منك كل دا.
فجأة خطرت له فكرة..
فألتقط هاتفه وقال: انا مش هفضل ف الحيرة دي هتصل بيها وهقلب الدنيا لحد ماترد عليا مش هفضل اخد الموضوع علي كرامتي وان ماينفعش اتصل وهي مش عاوزه تتصل زي كل مرة ويحصل اللي يحصل..
..................................
وفي الطريق..
كانت نرمين تستقل سيارة اجزة للذهاب الي نهي.
وفجأة دق جرس الهاتف المحمول لم تنتبه نرمين في اول الأمر لان النغمة لبست نغمة هاتفها المحمول واعتقدت انه هاتف السائق..
ولكن.
صوت الجرس يأتي من حقيبتها
فتحت حقيبتها بسرعه وألتقطت الهاتف الذي يدق يعلن عن اتصال..
فنظرت للهاتف في مفاجأة وخوف في نفس الوقت وهي تقول: معقووووول؟!!!
..............................
قلوب من حجر..الجزء الخامس
ألحقيني يانهي.
قالتها نرمين وهي تدخل مسرعة الي منزل نهي التي كانت متعجبة من ارتباك نرمين..
فقالت نهي: مالك يابنتي فيه حاجه؟ فيه حد اتعرضلك او بيطاردك ف الشارع؟ ردي قلقتيني..
ردت نرمين وهي تتنفس بسرعة بسبب هرولتها لتصل الي منزل نهي سريعا قائلة: مجدي يانهي.
انتفضت نهي من الكلمة وهي تقول: مجدي بيطاردك؟
فردت نرمين قائلة: بيطارد مين بقولك مجدي لقيته بيتصل علي تليفون سها.
واخرجت نرمين الهاتف من حقيبتها امام نهي التي تعجبت وهي تشاهد الهاتف بيد نرمين وتنظر لها ثم تنظر للهاتف في تعجب وقالت: تليفون سها؟ . وتليفون سها بيعمل معاكي ايه؟
ردت نرمين وقالت: ماهو هو ده اللي كان قصدي عليه لما قولتلك هعرف اوصل لمجدي. تليفون سها.
انت نسيتي لما كنا في الفرح وسلمت علينا وقعدنا نهزر وكانت بتورينا صورها علي تليفونها بعد كدا جريت بسرعه عشان ترقص مع العريس بعد ماندهوا عليها في المايك عشان تيجي ونسيت التليفون معايا.
بدأت نهي تتذكر الاحداث التي تسردها نرمين وقالت: ايوه. ايوه فعلا..
المهم مجدي اتصل وانتي عملتي اي؟
فردت نرمين: ولا حاجه مارضيتش ارد عليه قولت ارد لما اقابلك.
فقالت نهي: طيب وهنعمل ايه دلوقتي؟
فقالت نرمين: انا قعدت افكر كتير في طريقة اقول بيها لمجدي كل حاجه مالقيتش حل غير اني اكتبله رسالة لان مش هعرف اقولهاله في مكالمه.
فكرت نهي قليلا ثم قالت: مش مشكلة. اي حاجة تأدي الغرض ويعرف بيها وخلاص.
وبالفعل فتحت نرمين الواتس آب من هاتف سها وبدأت تكتب الي مجدي..
..................................
وصل مجدي الي ارض الوطن أخيرا وكان ينظر حوله في انحاء مطار القاهرة وكأنه تائه او غريب فاته الكثير والكثير
كان يشعر بخوف غريب يتملكه من القادم..
ولا يعرف سبب الخوف الذي يتملكه..
قام مجزي بتخليص اجرائات المطار الروتينيه وخرج من المطار يتلمس اي شئ يعرفه ولم يجد سبيلا..
قام بإيقاف سيارة اجرة وطلب منها الذهاب لأي فندق لوضع حقائبه فهو لا يمتلك سكن بمصر وليس له اي اقارب..
وصل الي فندق من فنادق القاهرة المعروفة وحجز غرفة به وصعد لغرفته ووضع حقائبه ثم نزل مرة اخري لشراء شريحة اتصال لهاتفه ومن ثم الذهاب الي منزل سها لمقابلتها..
................................
وانت خايف من اي؟ مش كفاية اللي حصلنا؟
فرد عليها زوجها في غضب قائلا: انتي ياست انتي مابتفهميش؟. انتي مش حاسه بالغلط اللي عملناه كلنا؟
احنا حرفيا سرقنا مجدي. سرقنا تعبه وشقاه. سرقنا فرحته. خدعناه واستغلينا انه يتيم ومالهوش حد واستغلينا ثقته فينا لانه اعتبرنا اهله وبقي يبعت فلوس ويبعت فلوس واحنا طمعنا عمانا ومش بس كدا لأ وكمان نجهز البنت بفلوسه ونجوزها لغيره!! احنا غلبنا الشيطان. وف الاخر تقولي عملنا ايه؟ دا انتي ماعندكيش احساس.
فقالت زوجته وهي تبكي: بعد العمر دا كله شايفني كدا؟ للدرجادي انا ست وحشه؟
عموما كتر خيرك.
رد عليها زوجها ولم يؤثر فيه اي حرف مما قالته وقال: كل واحد وضميره وانا ماانكرتش اني غلطان زيك واكتر انما انت مصممة علي الغلط وحتي مش عاوزه تعترفي بيه قصاد نفسك. اتقي الله اديكي شايفه الموت قريب من كل الناس ازاي..
عموما انا بعت رسالة لمجدي بس لحد دلوقتي ماقراش الرسالة ماعرفش غير رقمه ولا اي اللي حصل ولازم نمشي من البيت كمان.
تفاجأت الزوجة وقالت: نمشي؟ نمشي ليه
قال زوجها: البيت الطويل العريض دا بتاع مجدي شقاه وتعبه بكل مسمار فيه بتاعه وانا مش باخد رأيك انا عملتله عقد وكتبته باسمه وسيبته مع المفاتيح مع الجيران..
فقالت الزوجة : طيب واحنا؟
فرد زوجها: حتي الشقة القديمة كتبتها لمجدي يمكن اعوضه عن جزء من اللي سرقناه منه..
احنا هنرجع البلد تاني ف بيت ابويا. انتي تفتكري اني هقدر اقابله ولا احط عيني ف عينه بعد دا كله؟ وربنا يسامحني ويتوب عليا يارب.
لم تجد الزوجة ماترد به بعد ماسمعته من زوجها غير الصمت والدموع..
........................
تفتكري يانرمين مجدي هيعمل اي؟
فقالت نرمين: والله مش عارفه احنا هنحكيله كل حاجه وهو حر ف قراره وقولتله انا مستعده اساعده ف اي حاجه محتاجها.. المشكلة ان لسه ماقراش الرسالة مش عارفه لي؟
فردت نهي: ممكن مش عنده نت او في مكان خارج التغطيه شويه وهيقراها اكيد.
فقالت نرمين يارب..
.............................
قلوب من حجر.. الجزء السادس .
اشتري مجدي شريحة الاتصال لهاتفه.
وذهب مباشرة الي منزل سها لم يحاول الاتصال مرة آخري كان قلبه يحدثه بأن يقوم بمفاجأتها.
لقد رسم بأحلامه هذا اللقاء المنتظر الذي كان محفزا ومصدر صبر له في تحمل الغربه والفراق.
كان يفكر ويتخيل ويحلم بلقاء سها والفرحة في عينيها عند رؤياه.
طوال الطريق وهو بسيارة الأجرة التي استقلها للذهاب الي منزل سها ظل يحلم ويحلم بشكل هذا اللقاء الذي انتظره لسنوات..
وصل مجدي اخيرا الي وجهته..
وكان يهرول ويسبقه قلبه هرولة؛ الي ان وصل اخيرا لوجهته التي يحفظها جيدا.
صعد مسرعا علي درج البنايه الصغيره المكونة من اربعة طوابق كانت تسكن حبيبته في الطابق الثالث منها.
طرق الباب وكله لهفة وشوق ونبضات قلبه تشبه طرقاته علي الباب وكأن قلبه يسبقه في طرق باب حبيبته شوقا لرؤياها.
ولكن..
لم يفتح احد..
حاول مرة. اثنين. ثلاث..
لم يرد او يفتح احد..
بدء مجدي يشعر بالتوتر والقلق..
فتح احد الجيران باب شقته علي استحياء فوجد مجدي امام الباب.
فقالت الجارة: ماحدش هنا يا استاذ.
انتفض مجدي من هول المفاجأة وقال: طيب هيرجعوا امتي؟
فقالت الجارة: مين اللي هيرجع؟ هما عزلوا من سنة ونص تقريبا، مش انت استاذ مجدي خطيب سها؟
فقال مجدي ومظاهر الخيبه مرسومه علي وجهه: ايوه حضرتك انا.
فقالت الجارة: حمدالله علي السلامة، شوف يابني اللي اعرفه انهم اخدوا شقة جديدة في مصر الجديدة، لكن فين في مصر الجديدة الله اعلم يابني، انت عارف حماتك دي كانت ست اروبه وماكانتش بتقول اي حاجه.
بدأ مجدي يشعر بالقلق والتوتر فلماذا غيروا مكان سكنهم ومن اين لهم بقيمة شقة او حتي ايجارها بمصر الجديدة؟ ولماذا لم تخبره سها بهذا الأمر؟
حاول مجدي الاستفسار اكثر من الجارة فقال: طيب هل باعوا الشقة دي لحد؟
فقالت الجارة: لأ يابني من يوم ما عزلوا وهي مقفولة ما اتباعتش لحد.
فقال مجدي لنفسه: يعني ماباعوش الشقة!! طيب راحوا مصر الجديدة ازاي. وليه؟!!
تدارك مجدي الموقف.
ثم شكر الجارة وذهب وهو تائه مابين حيرته وبين حزنه علي ما انتهت اليه احلامه في لقاء سها..
نظرت الجارة اليه في حزن علي لوعته وصدمته وهو يغادر ثم اغلقت باب شقتها مرة اخري..
...........................
لحد دلوقتي مجدي ماشافش الرسايل يانهي.
فردت نهي قائلة: يابنتي اصبري شوية اكيد هيشوفها.
فقالت نرمين: يانهي الواتس اب اللي بعتنا عليه دا اصلا مش مفتوح.
فقالت نهي: طيب والعمل؟
فقالت نرمين: مافيش غير حل واحد نستني مجدي يتصل و...
فجأة دق جرس هاتف سها الموجود معهما..
نظرت نهي ونرمين الي بعضهما البعض في رهبة.
فقالت نهي: هو؟
فأشارت نرمين برأسها نعم هو
فقالت نهي: طيب ردي يابنتي!!
استقبلت نرمين المكالمة وقالت: ألو. ايوه يامجدي
..............................
قلوب من حجر..الجزء السابع.
فلاش باك.
منزل سها..
سامحني يا مجدي يا ابني الطمع عمانا واللي عملناه ما يرضي بيه شرع ولا دين.
سامحني وسامح سها يمكن ربنا يرحمها يا ابني.
والشقة دي والشقة القديمة انا كتبتهم باسمك دول حقك وشقاك ياابني اللي سرقناه منك واقل كمان من حقك.
واعذرني يا ابني انا مش هتحمل احط عيني في عينك واقابلك..
كل اللي بطلبه منك السماح يمكن ربنا يسامحنا..
كان والد سها منكبا يكتب رسالة الي مجدي..
انتهي من كتابتها ووضعها بمظروف ومعها عقدي الشقتين ومفتاح الشقة القديمة.. شقته تلك والشقة القديمة..
ثم اغلق المظروف،وخرج من غرفته وكانت زوجته قد جهزت الحقائب، خرجوا من الشقة واغلق الباب ثم سلم المظروف ومفتاح الشقة لجاره وقال له: هنمشي احنا دلوقتي وهيجيلك شاب اسمه مجدي ابقي سلمهوله، معلش يابني هتعبك معايا.
فرد الجار قائلا: ولا تعب ولا حاجه طبعاً، تحت امر حضرتك وربنا يكتبلكم الخير في اي مكان، وربنا يرحم سها ويجعلها اخر الأحزان يارب.
فرد والد سها قائلا بتأثر: يارب يابني ربنا يرحم سها..
ثم حمل حقائبه وغادر البنايه..
.............................
ألو. ايوه يامجدي
فقال مجدي بغضب: انتي فين يا سها ومابترديش عليا ليه؟
ردت نرمين قائله: انا مش سها يامجدي، انا نرمين.
تعجب مجدي من الصدمه ثم تنالك اعصابه تداركا للموقف وقال: نرمين مين؟ وفين سها؟ اديني سها بعد اذنك.
فردت نرمين بتوتر قائلة: سها مش هينفع ترد عليك يامجدي..
تملك الغضب من مجدي حينها وقال بعصبية: يعني اي مش هينفع اكلمها هي بتتهرب مني ليه، كل حاجه من ساعة ماجيت غريبة تنقل من بيتها وماتقولش واتصل بيها وماتردش، ودلوقتي تخلي صاحبتها ترد عليا وترفض تكلمني، بقولك اديني سها بعد أذنك.
ردت نرمين بانفعال قائلة: سها مش هينفع تكلمك عشان ماتت يامجدي.. ماتت فهمت؟
ثم تنفست نرمين الصعداء وكأنها عادت من الموت بعدما قالت لمجدي ان سها قد ماتت.
بينما مجدي بهت تماما وشعر بأن قلبه قد انخلع من الكلمة التي سمعها رغم عدم تأكده مما قالته صديقة سها ولكن ارتباط هذه الكلمة باسم سها كسر قلبه وحبس انفاسه..
حاول مجدي تمالك اعصابه التي انهارت وحبس دموعه التي بدأت تنهمر في صمت وقال: ارجوك بعد اذنك حتي ولو سها مش عاوزه تكلمني او بتتهرب مني بلاش تتحجج بالحجة دي.. هي اغلي عندي من اي مشكلة هي متخيلة انها ممكن تحصل وبتتهرب مني بسببها، اي حاجة ممكن تتحل والله.
ردت نرمين والتي دمعت عيناها تأثرا بكلام مجدي والذي من الواضح انه يعشق سها ويتنفس عبير حبها وقالت: يا مجدي ارجوك ماتصعبهاش عليا، سها الله يرحمها خلاص ماتت، ممكن تهدي نفسك ونتقابل وهفهمك علي كل حاجه.
حينها نظرت نهي اليها وقد جحظت عيناها من المفاجأة بسبب قرار نرمين مقابلة مجدي، فنظرت لها نرمين نظرة مفادها ان تهدأ قليلا..
مرت عدة ثوان وكان الصمت سيد الموقف..
فقالت نرمين: مجدي.. مجدي.. انت لسه موجود؟
بصعوبة خرج صوت مجدي وقال: واي لزمة وجودي بعد موت سها.. مافيش جسد بدون روح..
فردت نرمين قائلة: ارجوك اهدي ونتقابل بعد ساعه وهفهمك كل حاجه.. ابعتلي اللوكيشن بتاعك علي الواتس اب.
لم يرد مجدي..
فقالت نرمين: ألو.. يامجدي.. انت موجود؟
رد مجدي بصعوبة هذه المرة وبصوت وكأن روحه تسلخ من جسده وكان واضح علي صوته المعاناه: موجود
لاحظت نرمين ذلك وشعرت بأنه شئ ما يحدث لمجدي فقالت: ارجوك ابعتلي لوكيشن مكانك دلوقتي..
مجدي.. يامجدي رد عليا.. انت موجود؟
.............................
قلوب من حجر.. الجزء الثامن
غرفة صغيرة مربعة الشكل ذات لون ابيض تشوبه صفره من اثر مرور الزمن.
يتوسطها فراش حديدي صغير وعلي يمينه انبوب اكسجين وعلي يساره عمود حديدي رفيع معلق به عبوه من الجليكوز.
وامام الفراش كرسيين حديديين جلستا عليهما فتاتين.
هذا ما رأه مجدي المسجي علي الفراش برؤيه ضبابيه اتضحت رويدا رويدا.
حاول التحرك فشعر بوخزة الابره في وريده فتألم فأصدر صوتا خافتا لايكاد يسمعه احد.
انتبهت نرمين التي كانت تجلس مع نهي وقامت بسرعه من جلستها لتطمئن عليه.
نظر لها مجدي نظرة تائه قد ضل الطريق..
شعرت نرمين بحيرته فقالت وهي تبتسم ابتسامه هادئة: اطمن يامجدي انت بخير الحمدلله، غالبا واحنا بنتكلم علي التليفون اغمي عليك ووقعت وحد من الشارع لقاك واتصل علي الاسعاف جت واخدتك..
بدء مجدي يتذكر اخر الاحداث من كلام نرمين وقال: انتي صاحبة سها اللي كنت بكلمها؟
فقالت نرمين: تقدر تناديني بنرمين، ثم اشارت الي صديقتها وقالت: ودي نهي صاحبتي وصاحبة سها.
ثم استطردت حديثها قائلة بنفس الابتسامه الهادئة: ماتستغربش اننا عرفنا مكانك، لأن الأسعاف لما اخدتك اتصلوا علي اخر رقم كنت بتكلمه فعرفت مكانك وجيت.
حاولت نهي ان تخفف عن مجدي فقالت ممازحة اياه: انا ماتخيلتش ان الاسعاف تعمل الموقف دا لان كنت بشوفه بس في المسلسلات والافلام..
ولكن لم يبتسم مجدي وظل محملقا بسقف الغرفة ووجهه لايحمل اي ملامح ولا انفعالات..
فوجه كلامه لنرمين وهو بنفس الوضعيه قائلا: انسه نرمين انتي قولتيلي هنتقابل وتفهميني كل حاجه.
فنظرت نرمين لنهي بتوتر ثم قالت: هحكيلك كل حاجه بس بعد ماتقوم بالسلامه و...
قاطعها مجدي قائلا: صدقيني مش هتفرق، كدا او كدا حياتي اتدمرت مش هتفرق تقدري تفهميني دلوقتي.
قالها مجدي بنبرة شخص فقد الامل واغرقه الاحباط حتي سلخ منه روحه وانطفأ بريق عيناه كميت يتحدث.
استجمعت نرمين شجاعتها وقالت: حاضر هحكيلك كل حاجه بس قبل ما ابدأ عاوزاك تفهم ان الحياة مش بتقف علي حد و....
قاطعها مجدي مرة اخري وقال: اسف اني قاطعتك وعارف هتقولي ايه والله، بس غصب عني. اللي انا فيه مش بأيدي، ارجوك فهميني لأني حرفيا تايه ومش فاهم اي حاجه..
اشفقت نرمين علي مجدي وما وصلت اليه حالته فقالت: ولا يهمك انا مقدره والله، هحكيلك كل حاجه من البداية
وبدأت تقص عليه نرمين مافعلته سها واهلها وكانت نهي تشارك ايضا في الحديث عن معلومات لديها.
وكل لحظة كانت تمر كان مجدي يموت فيها بالتدريج..
ظلت نرمين تتكلم الي ان انتهت بواقعة حفل الزفاف وكيف نست سها معها هاتفها المحمول والحادث الذي ماتت علي اثره..
انتهت نرمين وظلت معلقة انظارها علي مجدي الذي ظل طوال الوقت محملقا للسقف لا يتحرك فقط صدره يتحرك صعودا وهبوطا اثر التنفس السريع وخيط من الدموع تنساب من عينه...
فقالت نرمين في توتر: مجدي انا عارفه ان الموضوع، صعب وماحدش يتحمله بس ارجوك اهدي..
وظلت معلقة انظارها علي صدره الذي ازدادت سرعة صعود وهبوط صدره.
حتي صرخت قائلة: مجدي ارجوك اهدي..
مجدي. مجدي
ثم وجهت كلامها الي نهي في توتر قائلة: روحي اندهي الدكتور بسرعة مجدي هيروح مننا...
مجدي.. يامجدي فوق ورد عليااااا....
.............................
قلوب من حجر.. الجزء التاسع
عاد لمجدي وعيه مره اخري بعد ان فقده جراء ماسمعه من نرمين..
فقالت نرمين وهي تمازحه: وبعدين بقي؟ انت بيغمي عليك اكتر مابتفوق.
نظر لها مجدي بنظرة فارغه بلا حياه بعيون فقدت بريقها وكأنه نسي كيف يضحك. لقد فقد كل الانفعالات التي قد تصدر من اي انسان عادي فقط دموع تنهمر من عينيه ظاهرة ونزيف حاد من قلبه الذي تمزق غير ظاهر لأحد
وما اصعبه من نزيف حيث تموت كل لحظة ألما ولا يشعر بك أحد.
فقالت نرمين: مجدي بالله عليك تماسك وكل شئ هيبقي كويس، جايز مش بسرعه بس في الأخر هيتصلح.
نظر لها مجدي ولكن هذه المرة كان يبتسم..
ابتسامه بملامح المرار والألم، ابتسامة شخص اكل الاحباط عليه وشرب وأحاله الي حطام..
وقال: هرجع تاني من الموت؟ انا بعد كل اللي حصل دا خلاص مت يا نرمين، قلبي اللي انكسر وثقتي في البشر والظلم اللي حصللي؟ هيتصلح؟، طيب وسنين عمري اللي راحت وانا بجري ورا حلم كداب؟ هيرجع تاني؟، دا حتي الانتقام او علي الأقل مواجهة الخاينين بخيانتهم مش هعرف اعملها واحده ماتت واهلها هربوا وماعرفش حاجه عنهم!!!.. ايه اللي هيتصلح يانرمين؟
ردت نرمين قائله بتأثر: مافيش الكلام دا، كله هيتصلح باذن الله، وانت هتنسي وتبدأ من جديد واهل سها هنوصلهم وحقك وشقاك هيرجع، وبالنسبة لحبك لسها وحزنك علي موتها مع الوقت هيروح لما تفوق لانها ماتستاهلش لا حبك ولا زعلك، انا هساعدك بس تقوم بالسلامه وهوصلك لبيتهم الجديد وهنلاقيهم هناك وتسترد فلوسك منهم سواء برضاهم او غصب عنهم بالشرطة والقضاء لان اكيد تحويلاتك كلها باسمهم علي البنك.
بدء مجدي يهدأ قليلا وكأنه اقتنع بكلام نرمين..
ثم قال: انا مش فارق معايا الفلوس علي قد مافارق معايا اواجههم وابص في عنيهم وافهم عملوا معايا كدا ليه؟!
فقالت نرمين: مش محتاجه استفسار الموضوع واضح الناس دي الطمع عماهم وكنت بالنسبالهم مصدر فلوس مجاني بدون تعب، دول مايستاهلوش حتي تبص عليهم لان لا عندهم دين ولا احساس ولا شرف.
فقال مجدي: عندك حق بس لازم يحسوا بأنهم قليلين اوي قدامي واشوف منظرهم وكل واحد فيهم حاسس انه واطي ومايستاهلش.
فقالت نرمين: خلاص اتفقنا. انت بس تقوم بالسلامه وهساعدك نوصل لهم ومش هسيبك غير لما تكون اخدت حقك كامل منهم.
فقال مجدي: صدقيني انا لا هخف ولا افوق من اللي انا فيه قبل ما اوصلهم، ارجوك خلينا نروحلهم دلوقتي..
نظرت له نرمين بإمعان وهي تفكر..
ثم قالت:......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء العاشر
قالت نرمين بعد ان فكرت لبضع ثوان وهي تنظر الي نهي: انا عارفه بيت سها..
أنتبه لها مجدي وقال: اللي ف مصر الجديدة؟
فردت نرمين قائلة: أيوه اللي ف مصر الجديدة بيتهم القديم سابوه من زمان.
ابتسم مجدي ابتسامة احباط قائلا: طيب هستأذنكم بس تنادوا حد يشيل الابرة اللي ف ايدي دي عشان نمشي من هنا. انا مابحبش المستشفيات.
ابتسمت نرمين وهي تقول: حاضر.
خرجتا نرمين ونهي خارج غرفة مجدي ليستدعوا الطبيب.
وبعد قليل عادوا ومعهما الطبيب ودخلوا جميعا الي غرفة مجدي.
بدء الطبيب يفحص مجدي ليتأكد من انه اصبح بخير.
ثم قال: انت احسن الحمدلله دلوقتي بس كان افضل لو تقعد يوم تاني تحت الملاحظة.
فرد مجدي قائلا: ارجوك يادكتور انا دلوقتي احسن، ومش متعود علي النومه دي.
فرد الدكتور قائلا: في الحالة دي هتوقعلي علي تعهدك بالمسئولية عن خروجك من المستشفي.
ثم اعطي لمجدي قلم واوراق وقعها واعطاها للطبيب مرة آخري..
خرج الطبيب وخلفه خرجتا نهي ونرمين حتي يبدل مجدي ملابسه..
.........................
استقل ثلاثتهم سيارة اجرة، وجلس مجدي بجوار السائق وظل محملقا علي الطريق من نافذة السيارة.
بينما نرمين تلاحظه في صمت وهي مشفقة عليه فنظراته كطفل صغير تائه لايدري اين هو ولا يدري من هؤلاء..
ما اصعبه من شعور ان تشعر بوحده وانت بين بشر، ولكن لاتدري من هؤلاء، بل ولا تشعر بوجودهم ايضا..
منغمسا في احزانك. حائرا بين واقع مرير وذكريات أكثر ألما..
مر الوقت..
ثم وجهت نرمين السائق لطريق جانبي جهة اليمين وما ان دخل لهذا الطريق حتي طلبت منه التوقف..
توقفت السيارة وترجل ثلاثتهم من السيارة..
وجد مجدي نفسه امام بناية فارهة، يبدوا من شكلها وفخامتها انها مساكن لعلية القوم.
فنظر لنرمين ونهي قائلا: سها كانت ساكنه هنا؟
فقالت نهي: ايوه هنا يامجدي في الدور الرابع.
اتجه مجدي لمدخل البنايه وخلفه نهي ونرمين..
واستقلوا المصعد للصعود للدور الرابع..
وماهي الا لحظات حتي وصلوا للدور الرابع، ترجلوا من المصعد فأشرت نهي من بعيد الي الشقة.
فنظر لها مجدي مبتسما وقال: مش مشكلة تقدري تنزلي لو محرجه منهم عشان عرفتيني المكان.
تقدمت نرمين وهي تسحب نهي من يدها قائلة وهي تنظر لنهي في غضب: ومين قال اننا محرجين؟
ثم دقت نرمين جرس الباب لتثبت لمجدي ثبات موقفها..
ثم دقت مرات ومرات.
ولكن..
ما من مجيب..
ابتسم مجدي في احباط قائلا: شكلهم اخدوا مكان تاني، تقريبا موضوع الترحال دا عجبهم.
فقالت نرمين: لا طبعا انا متأكده انهم ماغيروش المكان مش هيلحقوا يعني و....
فجأه فتح باب الشقة المجاورة، وخرج صاحب الشقة وقال: ماحدش موجود هنا حضراتكم مين..
صدم الثلاثة من كلمات صاحب الشفة المجاورة وظلوا ينظرون لبعضهم البعض دون فهم لما يحدث..
فقاطع صاحب الشقة لحظات الصمت والصدمة وقال:.......
..............................
قلوب من حجر.. الجزء الحادي عشر
قال صاحب الشقة المجاورة وهو يتمعن في ثلاثتهم موجها حديثة لمجدي: حضرتك الاستاذ مجدي؟
نظر مجدي ونرمين ونهي الي بعضهم البعض في صدمة
ثم رد مجدي وهو لازال حائرا وقلبه يدق كدقات طبول الحرب رهبة مما سيقوله ذلك الرجل فقال في توجس: ايوه انا مجدي.
فقال صاحب الشقة المجاورة: طيب اعذرني معلش ممكن اشوف بطاقتك للتأكيد؟
نظر مجدي له في تعجب واخرج جواز سفرة من حقيبة صغيرة كان بحملها بيده واعطاه للرجل، الذي اخذه وتصفح فيه وظل يقارن الصورة الموجوده بجواز السفر والشخص الواقف امامه، وبعد ان تأكد، قال موجها حديثه لمجدي: اتفضل جواز سفرك يا استاذ مجدي، هستأذنك دقايق وراجعلك.
فدخل الرجل الي شقته وبعد بضع دقائق عاد وبيده مظروف كبير ومفتاح فقدمهما لمجدي الذي ظل مندهشا فقال الرجل: بعتذرلك مرة تاني يا استاذ مجدي بس دي امانه وكان لازم اتأكد.
فرد مجدي الذي لازالت معالم الدهشه علي وجهه كذلك نرمين ونهي قائلا: امانة اي ومن مين انا مش فاهم حاجه؟!
فقال الرجل: الحقيقة ماعرفش الامانة عبارة عن اي وحتي لو اعرف افضل انك تشوفها بنفسك، اما من مين فالأمانة دي من الأستاذ فتحي جاري ابو المرحومة سها قالي هيجي واحد اسمه مجدي اديله الظرف والمفتاح ومشي وساب الشقة، ثم استطرد قائلا: والحمدلله حضرتك جيت وربنا قدرني وأديت الأمانه..
نظر مجدي للمظروف الذي بين يديه ثم نظر الي نهي ونرمين في حيرة، فأومت نرمين له بأن يفتح المظروف ويري مافيه..
وبالفعل بدأ مجدي بفض المظروف وما وجده تسبب له في صدمة وحيرة أكثر..
فنظر لنهي ونرمين وهو مشدوه ومتوتر فأنتابهما القلق من منظر مجدي..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف و........
.............................
قلوب من حجر. الجزء الثاني عشر والأخير..
فأخرج مجدي ماكان بالمظروف وجد عدة اوراق، فض الاوراق المطوية وقلبه يكاد ينخلع من مكانه رهبة وتشوقا من تسارع وغرابة الاحداث التي يمر بها..
فوجد خطابا بعد ان قرأه بعينيه بدأت ملامح الدهشة تارة والغضب تارة آخري تظهر علي وجهه، وكلا من نهي ونرمين تنظران اليه في ريبة وتوجس.
وبعد ان انتهي من القراءة مدت نرمين يدها لمجدي بقصد اخذ الخطاب لقراءته ففضولها يقتلها، فأعطاها مجدي الورقة في لامبالاة وانشغالا بالبحث عن شئ ما داخل المظروف، فبدأت نرمين ونهي يلتهمان الكلمات بأعينهما التهاما..
بينما وجد مجدي ضالته داخل المظروف وهي عبارة عن مفتاح..
انتهت نرمين ونهي من قراءة الورقة ونظرتا الي مجدي في بلاهة، فقابلهما مجدي بابتسامة ساخرة قائلا: ها. ايه رأيكم؟
فقالت نرمين: ممكن يكونوا حسوا بتأنيب الضمير وخصوصا بعد موت سها فحاولوا يعوضوك.
ثم قالت نهي بتأثر: ومش قادرين يواجهوك بعد اللي عملوه، ابو سها بيقول كدا صراحة في الجواب.
فقال مجدي موجها حديثه لنرمين ونهي: وهما كدا عوضوني؟
فقالت نرمين: اكيد لأ، هو أي نعم كاتبلك عقود بالشقة دي والشقة القديمة بس أكيد اللي كنت بتبعتهلهم أكتر و..
فقاطعها مجدي وقال: طيب وكسرة قلبي؟، وخداعهم وخيانتهم ليا الفترة دي كلها؟، واستغلالهم لثقتي فيهم ولأني اعتبرتهم أهلي لأن ماليش حد وحاجات تانيه كتير ميتحيل يعرفوا يعوضوها، هعمل ايه بالفلوس؟، ولزمتها معايا ايه بعد ما دمروني؟
فأنهمرت دموعه دون ان يستطيع كبح جماحها هذه المرة.
أشفقت نرمين علي حال مجدي وتأثرت بكلماته حتي انهمرت دموعها رغما عنها هي الأخري..
فحاولت تهدئته قائلة: أكيد طبعا ماحدش يقدر يعوض اللي قولته دا كله يا مجدي، بس الشقتين حقك وشقاك وتقدر تبيع واحدة وتعمل مشروع كويس تبدأ بيه من جديد والتانيه تبقي سكن ليك، والدنيا مش بتقف علي حد صدقني، اكيد هتلاقي نصيبك اللي تصونك وتحبك وتحبها و...
قاطعها مجدي قائلا وهو يقول: ولا عايز احب ولا اتحب غالبا اللي مسلمها كدا وبيثق في الناس مالهوش مكان في الغابة اللي بقينا عايشين فيها، كفااايه اوي اللي جرا.
فقالت نرمين وهي متلعثمة: طيب هتعمل ايه؟
فقال مجدي: ولا حاجه، انا ماليش عيشه في البلد دي، همشي وارجع لغربتي من تاني هبيع فعلا زي ماقولتي بس هبيع الشقتين اللي زي ماقولتي فعلا شقايا وتعبي، هبيعهم وامشي وأحاول ابدأ حياتي هناك علي الأقل هناك مش هستغرب وحدتي ولا أي ظلم هتعرضله لأني في غربة انما هستغرب وحدتي والظلم وأنا في بلدي اللي اتولدت فيها لقيتني ماليش حد ويوم ماوثقت في ناس واعتبرتهم اهلي اللي ربنا عوضني بيهم عن سنين الحرمان واليتم، كسروني وخانوني واستغلوا طيبتي وثقتي...
ثم استطرد موجها حديثه لنرمين قائلا: وبالنسبة ليكي انتي ونهي انا بشكركم جدا تعبتكم معايا وكتر خيركم ساعدتوني ناس غيركم كان ممكن ماتظهرش اصلا او تعمل نفسها ماتعرفش حاجه او حتي مايساعدوش اصلا.
فردت نرمين قائلة: لا طبعا ماعملناش حاجه غريبة ولا زيادة عن اللي لازم يتعمل، كان نفسي اقدر اساعد اكتر من كدا او اقدر اخفف عنك بس ماعرفتش، عموما بتمنالك الخير في اي قرار تاخده وربنا يخفف عنك يارب.
ثم ودعته نرمين ونهي وذهبوا في طريقهما بعد ان نفذت نرمين وعدها بمساعدته..
بينما سار مجدي في طريقه هائما شاردا كغريب تائه
في وطنه!!!!..
.................... انتهت القصة🌺. ❝
❞ هل لي؟ ام كيف! ام ماذا ولماذا الجحود وانتِ سيدتي عندي أساس الوجود، يا جمالاً تعدى الحدود، هل اسمكِ هيفا ام العنود، ام كنت لي ليل الخلود ام رِحُكِ أطيب من المسك او العود، فإن وصلتكِ رسالتي ارجوكِ ان لا تنسي العهود. ❝ ⏤الأستاذ فيصل الجيزاني
❞ هل لي؟ ام كيف! ام ماذا ولماذا الجحود وانتِ سيدتي عندي أساس الوجود، يا جمالاً تعدى الحدود، هل اسمكِ هيفا ام العنود، ام كنت لي ليل الخلود ام رِحُكِ أطيب من المسك او العود، فإن وصلتكِ رسالتي ارجوكِ ان لا تنسي العهود. ❝