█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ «وماذا بعدَ الفراقِ أنجتمِعُ ثانيةً»
فراقك يقتلني ببطء، لم أكن أعلم أن فراقك يرهقني، يرهق قلبي، يهلك روحي، دائمًا أتساءل: ماذا بعدَ الفراقِ أنجتمِعُ ثانيةً؟
لا أعلم شيء قط، فراقك يجعل روحي مُهلكة دائمًا، قلبي ينزف من بُعدك، لا أعلم ماذا أفعل لنعود كما كنا من قبل؟
فأنت لي الحبيب، الأب، السند، الأخ، أنت لي كل شيء، وفراقك يجعلني حزينة دائمًا، لا أستطيع تحمل فراقك، والبعد عنك، أتمنى لو نعود كما كنا من قبل، أتمنى لو تنتهي ثلك المشكلات التي فرقتنا، فأنا لا أستطيع نسيانك إلى الآن، أُريد أن أُحادثك، وأسرد عليك تفاصيل يومي مثلما كنا من قبل؛ فحتى الآن لا أستطيع تصديق ذلك الفراق، اعتقد أنه مجرد خيال في مُخيلتي، أتمنى أن يكون كذلك.
گ/إنجى محمد ˝بنت الأزهر˝ . ❝
❞ -ماذا فعلت بنفسك ؟
- أردت أن أقتل نفسي لأستريح.
- ومن أين لك العلم بأنك سوف تستريح، أعلمت بما ينتظرك
بعد الموت؟
-إنه على أي حال أفضل من حالي في الدنيا.
-هذا ظنك.. ولا يقتل الناس أنفسهم بالظن.
- وماذا كنت أستطيع أن أفعل.. وماذا بقي لى ؟
- أن تصبر وتنتظر أمرنا
- صبرت
- تصبر يوما آخر إلى غد.
- سيكون غدا مشئوما مثل سالفه.
كيف علمت.. هل أنت الذي خلقت الأيام.. هل أنت الذي خلقت
-نفسك؟
-لا
- فكيف تحكم على ما لا تعلم وكيف تتصرف فيما لا تملك
-هذا عمري وقد ضقت به.
- أتعلم ماذا نخفي لك غدا؟
- لا.
- إذن فهو ليس عمرك.
- لا أريد أن أعيش.. خلوا بيني وبين الموت.. دعوني.. ارحمونی
- لو تركناك فما رحمناك.. إنما نحول بينك وبين رغبتك رحمة
وفضلا ولو تخلينا عنك لهلكت.
- يا مرحبا بالهلاك.. ما أريد إلا الهلاك.. يا أهلا بالهلاك.
- لن يكون الهلاك رقدة مطمئنة تحت التراب كما تتصور.
- أريد أن أخرج مما أنا فيه وكفی.
-ولو إلى النار
-وهل هناك نار غير هذه؟
اتصورت أنه لا وجود، إلا ما يقع تحت حسك من جنة ونار
أظننت أنه لا جنة ونار إلا نعيمكم وعذابكم.. أظننتنا فقراء
لا يتسع ملكنا إلا لهذا العالم.. أتصورت أنه ليس عندنا لك إلا هذه الشقة في المعادي وليس عند رب العالمين غير هذه الكرة
الأرضية المعلقة كذرة غبار في الفضاء.. بئس ما خيل لك
بصرك الضرير عن فقرنا.
- ضقت ذرعا مما أنا فيه.. انسدت أمامي المسالك.. انطبقت
السماء على الأرض.. اختنقت.. . أريد الخروج.. أريد الخروج.
- ألا تصبر لحظات أخرى.. أترفض عطيتنا في الغد قبل أن
تراها؟
- رأيت منها ما يكفيني.
- هذا رفض لنا ويأس منا واتهام لحكمتنا وسوء ظن بتدبيرنا
وانتقاص لملكنا.. بئس ما قررت لنفسك.. اذهب.. رفضناك
كما رفضتنا وحرمناك ما حرمت نفسك.. خلوا بينه وبين الموت..
وفي تلك الليلة شنق الرجل نفسه بملاءة الفراش.. ومات في
هذه المحاولة الرابعة.. وفشلت كل الإسعافات في إنقاذه.
وجاء الغد..
فطلعت صفحات الجرائد الأولى بخبر مثير عن اكتشاف علاج
جديد حاسم للمرض الذي كان يشكو منه.
ولكنه كان قد ذهب لم ينتظر العطية
ظلم المعطى والعطية وظلم نفسه وظلم الغد الذى لم يره واتهم الرحيم فى رحمته وأنكر على المدبر تدبيره.
وخرج إلى حيث لا رحمة .. ولا .. عودة.
. ❝
❞ كنت حرًا يومًا ما قبل أن يُقررا والديّ قطع أجنحتي، ومنعي من الطير إلى الأحلام، منذ صغري أحب الاكتشاف، والتجول في المحيط دون خوف؛ ولكن يبدو أن هذا لم يعجبهم كثيرًا، كنتُ كالطير الصغير الحر، الذي فرح كثيرًا بقدرته على الطير، كان يرفرف في السماء، ولكنهم أسقطوه أرضًا، وقطعوا أجنحته عن دراية، فأصبح هنا يُلازم الأرض، ليس قادر على الوقوف، ولا الطير كما اعتاد، أصبح ينظر للسماء بأعين باكية قائلة: ليتهم لم يمنعوني عن ملامستك، والتجول بكِ.
أصبح هنا طريح، تحركه الرياح كما تشاء، وتُلقيه في أي أرض، غير قادر على الحركة، ينتظر الرياح تأتي مرة أخرى لتحركه، ما فعلتموه خطأ كبير، دفعت ثمنه وحدي، بما كانت تُحزنكم أجنحتي؟ هل تأذيتم بها؟ وكيف لطير صغير إيذاء أحد؟ أنظروا إليّ الآن، حزين هش، ضعيف بلا مسؤولية، وضعتموني داخل سجن الخوف، لا وأستطيع مجابهة شيء، حتى الحزن يهزمني، ليتني صرختُ قبل أن أسمح لكم بهذا، ولكن بما سيفيد الندم؟ انظروا إلى ما فعلتم، ها أنا مقيد داخل السجن الذي صنعتموه بأيديكم، حطمتم روحي الصغيرة، ولا تستحق هذا، هل كان كل خطأها أنها حلمت بالطيران إلى الأفق؟، العجز لا يليق بي، خوفكم من الحياة، جعل قتلي سهلًا، وأنا لا أملك إلا الوجوم، والصمت، فقدتُ استطاعتي على كل شيء، وأنتم سبب هذا.
إيـمـان زكريـا ˝ياقـوت˝ . ❝
❞ اللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم ! ...
مدير السجن الحربي الذي كان يعذب المسجونين وينزع أظافرهم ، ويعلقهم من أرجلهم ، ويطلق عليهم الكلاب الوحشية ، ويطفئ سجائره في المواطن الحساسة من اجسامهم .. مات في حادث سيارة على طريق مصر إسكندرية الزراعي اصطدم بعربة نقل تحمل أسياخا حديدية .. دخلت الأسياخ في قلبه وخرجت من ظهره انتقل الى الآخره مرشوقا في هذه الأسياخ ..
والرجل الذي كان يحمل نعش أبيه في الطريق إلى المدافن ويتشاجر على الميراث سقط في الحفرة التي وضع فيها أبوه فاقد النطق ومات الى جواره بسكته قلبية .
والمرأة التي اعتادت على تعاطي الحشيش لتطيل الذة ماتت تحت رجل آخر غير زوجها .. طالت بها الغيبوبة وخرجت من الدنيا إلى اللّه دون توبة .
والذين قفزوا من السفينة الغارقة ماتوا وأكلتهم قروش البحر والعجوز ذو المائة سنة المريض بالسكر والضغط والذبحة الذي لم تسعفه قدماه فى اللحاق بهم والقفز معهم بقى ملقي في قاع السفينة حتى جاءه النجدة وأنقذواه .
وجراح السرطان الموهوب قتل ابنه خطأ في علمية تافهة أتفه من خراج .
والإسكندر الأكبر قتلته بعوضه في بابل .
وفي سنه ١٩ قتل فيروس متناه في الصغار لا يرى بالعين ولا بالمجهر .. عشرين مليونا بالانفلونزا ..
إنه صاحب الجلالة الموت .
أقرب إلى كل منا من ظله .. بل أقرب إلى الواحد من نطقه .. و أقرب اليه من نفسه التي بين جنبيه .
يجري في الدم واللعاب والنبض ويسكن النخاع .
كل منا يحمل نعشه على كتفيه ، ويسير كراقص على حبل لا يعلم متى يسقط ولكنه لابد ان يسقط لأن كل الذين سبقوه قد سقطوا .
ياسادتي الارض مغطاة برفات الموت .
وتحت القاهره ثلاث مدن وثلاثة عصور نمشي ونرقص على رفاتها وجماجمها .
وغدا يمشي الاحفاد على ترابنا ، في لا مبالاة تامة وكل منهم مشغول بحاله ملفوف في همومه .
نعم إنها تلك اللامبالاة التامة يا سادتي هي التي تثير الدهشة .
تلك الحالة الذاتية التي تلف الواحد منا و تغلفه وتطمس سمعه و بصره وبصيرته ، فلا يرى الموت تحت قدميه فهو يبكي من الحب او يخطط لسرقة ، أو يتآمر على قتل في هدوء عجيب وثقة وكانه يعيش وحده ، وكأن العالم غرفته الخاصه يتصرف فيها على هواه ، وكانه خالد مخلد لا يموت ؛ بل انه يخطط لموت الآخرين ولا يخطر موته هو على باله لحظة واحدة .
نعم يا سادة تلك الغفلة واللامبالاة التامة هي موضوع حكاياتنا الغريبه هذه الليلة وبطلها اذكى رجل في العالم .
وحينما تعرفون كيف أصبح مليونيراً سوف توافقون معي على انه أذكي رجل في العالم بالفعل .
ولندعه ويحكي بنفسه بداية القصة .
كان ذلك في الصيف ١٩٥٠ حينما رست في ميناء الإسكندرية سفينة محملة بمخلفات الجيش .
وصعد السماسرة وتجار المخلفات على سطحها ، ليفاجأوا بأن كل حمولتها أحذية .. نصف مليون حذاء .. كلها فرد يمين .. أي أنها لا تنفع بشـيء ولن يشتريها احد بمليم .
ورفض تاجر واحد ان يمد يده ليشتريها .
وابتدأ المزاد من الصفر وظل واقفاً عند الصفر .
وحيئذ تقدمت انا واشتريت الحموله كلها بجنيهات قليلة ، وأنا أتصور أني ألقى بهذه الجنيهات في البحر .. وأقول لنفسي .. ربما تظهر لها منفعة في المستقبل .. وأضحك وانا أتذكر مقالا قرأته بان هناك نوع من البيرة يصنع من من منقوع الصرم القديمة .
والقيت بها في المخزن .
ومر أسبوعان بالضبط .
وفي يوم ثلاثاء كنت أقف على رصيف الميناء .. وكانت هناك سفينة مخلفات ترسو ..
وصعدنا على سطحها لنفاجأ بأن الحامولة كلها أحذية .. نصف مليون حذاء كلها .. فردة شمال .. الجزء المفقود من الصفقة الماضية ولم يتقدم احد للشراء .. فمَنْ يشترى نصف مليون حذاء كلها فردة واحدة .. ولم يعقد مزاد .
وكنت انا الشاري الوحيد الذي التي رست عليه البيعة بجنيهات قليلة .
وهكذا اصبحت مليونيراً في لحظة وبدون جهد ولا عمل وانما بخبطة حظ قلما يجود بمثلها الزمان .
وهكذا يا ساده بدأ أذكى رجل في العالم حياته .
ولأن الثروة جاءته بلا جهد وبلا عرق .. ولأنها جاءته على شباب وصحة وفراغ .. فإنه كان طبيعيا أن يلهو و يلعب و يرخي الحبل لهواه .
وعرف النوعيات الهابطة من النساء .
وعرف السهرات المبتذلة .
ولكنه كان دائما الرجل الذكي القوي الذي يعرف كيف ومتى ينخفض عن نفسه تلك النوعيات الطفيلية ، ومتى ينبذ اللهو ويفيق ليعاود العمل في همة ونشاط .
ولكن الاقوياء لا يظلون اقوياء دائماً .
وفي كل إنسان ثغرة ! .
حتى اذكى الأذكياء لا يسلم من ضعف ، يمكن ان يتسلل منه الإغراء وتدخل الفتنه .
ودعوه يحكي بنفسه بقية القصة :
كنت أعيش في خفة لا أحمل همـًا لغـد ولا ألقي بالا لشيء .. كل ما أتمناه أجده .. وكل ما احلم به أحققه بالحيلة أو الذكاء ، أو بالمكر أو بالمال .
وكان كل شيء حولي قابلا للشراء ، وقابلا للمساومة وكانت الدنيا كلها رخيصة في متناول اليد .
حتى التقيت بها في حفل السفارة .
امرأة دقيقة التكوين ، نحيلة كشـبح ، ناعمة ، حريرية ، مشعة ، صوتها هامس يتسلل إلى ما تحت الجلد ، ويسكن العظم .
وعقلها حاد متألق .
وشخصيتها مزيج عجيب من الثقافات والمواهب .
وروحها مغناطيسية .
وكأنما حولها مجال غير منظور إذا وقعت في نطاق جاذبيته لا تستطيع أن تبرحه ، وإنما تظل تدور وتدور فيه كما تدور الأقمار حول النجوم .
وقد رأيت نفسي ادور حولها فلا أستطيع الإفلات .
و رايت نفسي سائراً إلى إحدى نهايتين : أن أقترن بها أو أحترق فيها .
ولكنها متزوجة .. وزوجها يعبدها ولن يطلقها بحال .
وهي لا تحبه و لكنها لا تملك ان تطلق نفسها منه .
وضاقت دنياي الواسعة حتى أصبحت زنزانة .
و فارقتني قوتي .
و هجرنى ذكائي .
و بكيت كطفل .
و عشت لحظات كالمجنون .
كانت تقول لي : نهـرب .
ثم مع الوقت والعادة أصبحت هذه الكلمات المجنونة هي العقل والمعقول بالنسبه لنا .
أصبحنا نرى بقية العالم مجانين ، لأنه لا يرى ما نراه .
و اصبحنا نرى الدنيا مسكناً للبلادة والخمول والغباء والسخف ، ولم نعد نجد لانفسنا مكاناً في هذه الدنيا .
وبدات تختمر في ذهني فكرة الهجرة والهرب بها .
وكانت لي أعمال في السودان و كينيا و أوغندا .
و رأيت نفسي ذات ليلة و دون أن أدري أخرج بها بجواز سفر مزور طائراً إلى السودان .. و من السودان إلى كينيا .
وقضينا شهر العسل في نيروبي بين مغاني الغابه العذراء وتحت استوائيه وتغرد فيها العصافير الملونه وترقص الفراشات .
كان هذا يا سادة هو الفصل الثاني من قصة اذكى رجل في العالم .
ودعوني احكي لكم الفصل الثالث والختامي وكانت رحلة شاعرية ، خرج فيها العشيقان لقضاء الويك اند على شاطئ بحيرة " ليك مانيارا " في فندق البامبو الجميل .. وفي احد المفاتن الذي يقصده اصحاب الملايين واهل الفن والذوق للاستمتاع بالموسيقى والحب والرقص والطعام الشهي ، و الخمر الجيدة في بيئة طبيعية ساحرة تمرح فيها الوحوش والغزلان .
والطريق إلي " ليك مانيارا " تصعد في السيارة جبالا شاهقة .. وقممـًا معممة بالضباب .
وكان صاحبنا يقود السيارة وهو يصفر بفمه لحنـًا شعبيـًا ويحتضن محبوبته ، ويشير الى الخور السحيق الذي يهوى إليه البصر في جانب الطريق .. في أقصى القاع يفترش الأرض دغل طبيعي من نباتات وحشيه ذات تلافيف متعانقة متشابكة ، في معترك من الأغصان والأوراق والازهار تتوه في العين فلا تبين أرضـًا .. وإنما خضرة متكاتفة علي خضرة .
منظر خلاب آخاذ يصيب الرأس بالدوار .
وقد دارت رأس الاثنين بخمرة النظر وذابا حبا .
والتقت الشفاه على ارتفاع تسعة آلاف قدم ، وسقطت العربة في حفرة وفي لحظة خاطفة كانت تتدحرج في الخور كالقذيفة .
وبعد دقيقة كانت تستقر في القاع محطمة .
أما هو فكان راقداً في وعيه ولكـن بلا حراك بسبب كسور في عظام الحوض .
أما هي فكانت تهمس وتتلوي ثم تفقد الوعي بسبب النزيف .
ثم تعود في فتفيق فتعود إلى الهمس المخنوق والتأوه وكان سقوطهمـا وسط مسـتعمره للنمـل الأحمـر .
وزحفـت عليهمـا جيـوش النمـل .
نعم يا سادة اكلهمـا النمـل وهم أحياء فاقدا الحراك ينظر كل منهما إلى الآخر ولا يقوى على الصراخ .. ولا يقوى على الدفاع عن نفسه .
وانتهت قصة أذكى رجل في العالم واجمل امرأه .
ولم يبقى اثر للقصة سوي ذلك الإعلان المتكرر في جميع الجرائد والذي ظل ينشر بالقاهرة ، على مدى اسابيع عن السيدة التي خرجت من بيتها ولم تعد ومعه نشرة كاملة بأوصافها .. بيضاء ، نحيلة ، سوداء الشعر ، زرقاء العينين في جاكيت وبنطلون من القطيفه السوداء وكرافات تركواز ، وعلى من يتعرف عليها الاتصال بالتليفون كذا .
وكان القراء يقرؤون الإعلان كل يوم .. ولم يكون أحد منهم يعلم أنها أصبحت هي وصاحبها فتاتـًا في بطن ستمائة الف نملـة من النمـل الأحمـر ، في وسط افريقيا الاستوائية .
إنه صاحب الجلالة الموت .
و الكـل فـی غفلـة .
د/ مصطفى محمود رحمهُ اللَّه
من كتاب / المسيـخ الدجـال . ❝
❞ ˝تهمني المصداقية ،أستطيع التغاضي عن عيوب كثيرة ،لأنني أيضًا لستُ مجردًا منها ،لكنني لا أستطيع التغاضي عن الكذب ،الكاذب لا يمكن أن يكون آمن .˝
گ: حبيبه هانى امين . ❝