█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (140)
قوله تعالى : إذ أبق قال المبرد : أصل أبق تباعد ، ومنه غلام آبق . وقال غيره : إنما قيل ليونس أبق ; لأنه خرج بغير أمر الله - عز وجل - مستترا من الناس . إلى الفلك المشحون أي المملوءة ، والفلك يذكر ويؤنث ويكون واحدا وجمعا ، وقد تقدم . قال الترمذي الحكيم : سماه آبقا لأنه أبق عن العبودية ، وإنما العبودية ترك الهوى وبذل النفس عند أمور الله ، فلما لم يبذل النفس عندما اشتدت عليه العزمة من الملك حسبما تقدم بيانه في [ الأنبياء ] ، وآثر هواه لزمه اسم الآبق ، وكانت عزمة الملك في أمر الله لا في أمر نفسه ، وبحظ حق الله لا بحظ نفسه ، فتحرى يونس فلم يصب الصواب الذي عند الله ، فسماه آبقا ومليما . ❝
❞ وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (152)
ليقولون ولد الله وإنهم لكاذبون في قولهم إن لله ولدا وهو الذي لا يلد ولا يولد . و ˝ إن ˝ بعد ˝ ألا ˝ مكسورة ; لأنها مبتدأة . وحكى سيبويه أنها تكون بعد أما مفتوحة أو مكسورة ، فالفتح على أن تكون أما بمعنى حقا ، والكسر على أن تكون أما بمعنى ألا . النحاس : وسمعت علي بن سليمان يقول : يجوز فتحها بعد ألا تشبيها بأما ، وأما في الآية فلا يجوز إلا كسرها ; لأن بعدها الرفع . وتمام الكلام : لكاذبون . ❝
❞ وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا ۚ وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (158)
قوله تعالى : وجعلوا بينه وبين الجنة أكثر أهل التفسير أن الجنة هاهنا الملائكة . روى ابن أبي نجيح عن مجاهد قال : قالوا - يعني كفار قريش - الملائكة بنات الله ، جل وتعالى . فقال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - : فمن أمهاتهن . قالوا : مخدرات الجن . وقال أهل الاشتقاق : قيل لهم جنة لأنهم لا يرون . وقال مجاهد : إنهم بطن من بطون الملائكة يقال لهم الجنة . وروي عن ابن عباس . وروى إسرائيل عن السدي عن أبي مالك قال : إنما قيل لهم جنة لأنهم خزان على الجنان ، والملائكة كلهم جنة .
نسبا : مصاهرة . قال قتادة والكلبي ومقاتل : قالت اليهود لعنهم الله : إن الله صاهر الجن فكانت الملائكة من بينهم . وقال مجاهد والسدي ومقاتل أيضا . القائل ذلك كنانة وخزاعة ، قالوا : إن الله خطب إلى سادات الجن فزوجوه من سروات بناتهم ، فالملائكة بنات الله من سروات بنات الجن . وقال الحسن : أشركوا الشيطان في عبادة الله فهو النسب الذي جعلوه .
قلت : قول الحسن في هذا أحسن ، دليله قوله تعالى : إذ نسويكم برب العالمين أي : في العبادة . وقال ابن عباس والضحاك والحسن أيضا : هو قولهم : إن الله تعالى وإبليس أخوان ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا .
قوله تعالى ولقد علمت الجنة أي الملائكة إنهم - يعني قائل هذا القول - لمحضرون في النار ، قاله قتادة . وقال مجاهد : للحساب . الثعلبي : الأول أولى ; لأن الإحضار تكرر في هذه السورة ولم يرد الله به غير العذاب . ❝