█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ لعلنا لا نغالي إذا قلنا بأن انتصار منطق أرسطو واندحار السفسطة كان من سوء حظ البشرية. فالسفسطة فلسفة لا تخلو من صواب، إذ هي تمثل وجهاً لا بأس به من حقيقة الكون . ❝
❞ إننا قد نجد عذراً لشيوع الأوهام في العصور القديمة.ولكننا في هذا العصر الذي نعيش فيه يجيب إن لا نتهاون في أمر مكافحتها. وليس في مقدرو أمه تعيش في القرن العشرين أن تظل متمسكة بأوهام القرون البائدة . ❝
❞ إن تركيب العقل البشري متماثل في جميع الناس سيان في ذلك بين المتعلمين منهم وغير المتعلمين. فكل إنسان على عقله منظار أو إطار ينظر إلى الكون من خلاله، وهو إذن لا يصدق بالأمور التي تقع خارج هذا الإطار. وكثيراً ما يختلف اثنان على حقيقة من الحقائق: هذا يؤمن بها كأنه يراها رأي العين وذلك ينكر وجودها إنكاراً تاماً. فإذا فحصنا مصدر الخلاف ووجدناه كامناً في الإطار الذي ينظر به كل منهما إلى الحقيقة. إنهما ربما كانا على درجة متقاربة من الذكاء وقوة التفكير ولكن الإطار الذي وضع على عقل كل منهما جعل أحدهما ينظر إلى الحقيقة من زاوية تختلف عن زاوية الآخر.. إن من البلاهة إذاً أن نحاول اقناع غيرنا على رأي من الآراء بنفس البراهين التي نقنع بها أنفسنا. يجدر بنا أن نغير وجهة إطاره الفكري أولاً وإذ ذاك نجده قد مال إلى الإصغاء إلى براهيننا بشكل يدعو إلى العجب الشديد . ❝
❞ مشكلة الناس بوجه عام أنهم يتوقعون من كل إنسان أن يكون مثلهم في عاداته وأفكاره، وعند هذا يسمونه ”عاقلاً“. وهم لا يكادون يلمحون فيه شيئًا من الشذوذ عن مألوفاتهم حتى يسخروا منه ويصفونه بالجنون. إنهم لا يبالون عندئذٍ أن يكون هذا الإنسان مجنونًا حقًا أو عبقريًا. فإذا أتضح لهم أخيرًا أن شذوذه كان من النوع العالي، وأنه كان مبدعًا جبارًا، تحولوا إلى تعظيمه بعدما كانوا يسخرون منه. والناس يفعلون ذلك مرة بعد مرة على توالي الأجيال دون حياء أو ندم . ❝