█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ الناس همْ بلاءُ بعضهم ؛ فقد يُفسدوا الصالح بسُخريتهم، وقد يصلُحوا الفاسد إن إعراضوا عنه.
إن رائيت عاصي فارْجع إلى نفسك، وحاسبها قبل أن تحاسبه.
فقد تكون رائيتهُ يومًا يخجل من ذنبه أمام الناس وهم يشمتون، ويستهزئون به حتى كبلوه بكابل الحقد، وران على قلبه كلامهم حتى حُجب عن طريق العودة، حبسوه في محكمة الخزاء وليس محكمة الجزاء.
خاضوا فيه وماجوا بإلسنتهم، وخفضوا في ذنبه ورفعوا حتى قرروا أن لانجاة له من شيطانهم.
بعد كل هذا هل سيبقى للخجلِ معنى في عين مذنب.
لقد توارى عن الناس ليستر ذنبه، ويستغفر ربه؛ لكنهم أخرجوه من مخبئه، وهتكوا ستره، وفضحوا ذنبه، وألبسوهُ عار الخطيئةَ بعد أن كانت عابرة، وغير مقصوده، لكنهم جعلوها بدلتهُ الرسمية .
همْ مَن أبدلوا غيرهمْ بأثواب الجرائه بعد نزعوا عنهم أثواب الخجل.
ربما أكثروا من فضح غيرهم حتى سلط الله عليهم مذنبيهم.
أحذر من أن تستحقرالناس؛ فكل واحد منهم يعيش معركته الخاصة .
مهما كانوا أشرار فالخير فطرتهم، ومن يدري كيف تشتعل الحرائق فيهم!؟ ومن يدري كيف يطفئوها !؟
ومابين طرفة عين وانتبهاتها يغير ربك من حالٍ إلى حال .
سيلين القاسي، وسيتوب العاصي، وسيعود الضائع من متاهة الشيطان، وسيهتدي الحائر للرحمن، هم فقط يحتاجون للمساندة، وليس للمعاتبةَ واللوم.
لتلزم التغيير ولِتكن أفضل منهم، و لاترضى بِظلمهم ، ودافع عن ما بقيَّ من الحياءَ في وجهِ المذنبين؛ لكي لايولد فُجورٌ جديد . ❝