█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ ودارت الأيام؛ والحب لا يزال أسيرًا.
خرج (أبو العاص) للتجارة، فوقعت قافلتُه في أيدي المسلمين، ففرّ هاربًا يبحث عن بيتِ (زينب)، وطرق بابها وهو لا يدري هل هذا صوتُ طرقاتِه على بابِها أم هو صوتُ دقاتِ قلبِه المشتاق، واستجار بها؛ فآوته لبيتها وخرجت للمسجد صارخةً لتعلن أنها أجارَتْه، فأقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها بحنان قائلًا:
-يا بُنيتي، أكرِمي مثواه ولا يقربنّكِ؛ فإنكِ لا تحلِّين له.
فالتفتَت في حياءٍ وقالت:
-إنما جاء يطلب مالَه.
وانطلقت في طريقها، طائعةً لربها ولأبيها حتى وهي مشتاقةٌ لحبيبِها، تلملم رحيقَ الحب وتحبِس الأشواقَ، وترفع الابتهالات لربٍّ رحيمٍ أن يَهديَ حبيبَها للإسلام، ووصلت أخيرًا ووقفت أمامَه، وأبَتْ زهرتُنا أن تتفتحَ، وعفَّتْ أن تسكبَ عطرَها الطاهر؛ فهي لا تحلّ له وهو لا يحلّ لها، فعاد بالمال لمكةَ وهو يتفكرُ طوال الطريق في عظمة هذا الدين، وأعاد الأموال لأصحابها وانطلق عائدًا، ودخل على النبي -صلى الله عليه وسلم- جاهرًا بالشهادتين، وأخيرًا حلَّ الربيعُ وتفتحَتْ زهرتُنا وتعطَّرَ كلاهما بالحب الحلال.
وكذلك أنتِ حبيبتي، فلتحفظي رحيقَ الحب حتى يأذنَ اللهُ ويأتيكِ زوجٌ صالحٌ، وحتّى وإن تقلَّبَتِ الأشواقُ في صدرك، فاحفظي نفسَك، كما حفِظَتْها (زينب).
فكوني مثلَها..
كوني صحابيّة . ❝