█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ هل حدثتكَ عن أمي قبلًا؟
لا أتذكر، ها أنا أخبركَ عنها الآن، كان لها وجه كالشمس في استدارتها حين تجمع شعرها للخلف، وفي حُمرتها حين تخجل أو تغضب، مكتنزة المشاعر، متناسقة التفكير، يومًا ما حسبَتْ نفسها شمسًا وخرجتْ من النافذة في اتجاه السماء.
لكنها لم تسقط، أمسكتُ بقدمي أمي في اللحظة الأخيرة، وحين نظرَتْ في وجهي المرتعب مسحَتْ فوقه بأناملها الحانية، وأخبرتني أنها مجبرة على الرحيل.
النافذة التي خرجتْ منها أمي كانت تعلو مدفأة الصالة، لكنني أغلقتُها بالقرميد، وعلَّقتُ مكانها ساعة جدارية تتسابق فيها العقارب سباقًا لا فائز فيه ولا مُنهزِم، فما عاد أحد يُدري أن ثمة نافذة صغيرة كانت تعلو المدفأة، تسع جسد أُم بحجم الشمس . ❝