█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ صراخ داخلي
بداخلي شجنٌ وبيل ليس له نهاية إلاّ عند مَنِيتي،
أرسم ابتسامةً مُزيفةً على وجهي فقط؛ حتى لا يعلم أحد عن كم الحزن الموجود بقلبي،
أجلس ليلًا في الظلام الحالك، وأبكي كثيرًا على ما يحدث لي، تسقط دموعي كالمياه المتدفقة من الشلالات، أتمنى لو يعانقني أحدٌ ما عناقًا كبيرًا يزيل فيه الكمدُ من قلبي،
أنا مُقيدةٌ بين الحزن والديجور، ولا أعلم متى سيتركاني،
ضحكتي بعدما كانت يسمعها الجميع أصبحَت خافتةً لا يسمعها أحد، حتى أذني لم تعد تسمعها، كنت مثل الوردة المتفتحة يملأني السرور والبهجة دائمًا، أمَّا الآن أصبحتُ منطفئةً تمامًا، ولا أعلم كيف ومتى سأعود إلى الفرح الذي كنت عليه مُسبقًا؟!،
ها أنا أجلس وبداخلي كلالة السرمدي، ولا أرى سوى الدجن حولي، أشعر بأني مكبولة الأيدي والأرجل، الجميع حولي يمرحون ويلعبون، وأنا أجلس مُنزوية في مكانٍ بعيدٍ عنهم، وجسدي يحترق من اللوعة الموجودة به،
أن أبقَ وحيدةً أصبح هو الدأب الوحيد الذي أفعله، أتمنى لو أحصل على مُكامعة أحدهم لي، وأن يجلس معي؛ فتهدأ نيراني، ولكن يأخذني الأسى بعيدًا عنهم، وأن البين عن الثُّلَّة هو أفضل شيء،
سلب الحزن مني شبابي، مليئة أنا بالانكسارات الداخلية التي جعلت وجهي عابس دائمًا، حتى الوجه الذي كنت أصطنعه أمام الجميع حتى لا يروا آلامي أصبح باهت هو الآخر، صِرْتُ أتلاشىٰ شيئًا فشيئًا، أشعر بالنيران في أعماق قلبي التي تكاد تحرقه، كُنتُ أتظاهر بالقوة أمام الناس دومًا، ولكن ذهبَتْ قوتي، وذهب جمال وجهي، وقد تمَلَّكَ الحزن مني، وها قد أصبَحَتْ روحي أسيرةً له.
منار أحمد الديب ˝عـــآشــــقـــهِ آلَهِدوء˝ . ❝