█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في مكانٍ ما بالهرم بالجيزة، وبالتحديد في أحد الملاهي الليلية، يتمايل الشباب مع البنات على أنغام إحدى الأغاني التي تمتاز بالصخب الشديد، بطريقة غير أخلاقية بالمرة، فالبنات والشباب شبه عُراة يتراقصون وبعضهم كأس الخمر في يده، ليس ذلك فحسب، بل تخطى الأمر ذلك، ففي أحد الأركان البعيدة بعض الشيء عن الزحام، شباب وفتيات يفعلون ما لا يليق... كل ذلك يحدث وأكثر منه، وفي نهاية اليوم يخرج الشباب والفتيات من الملهى يترنحون هنا وهناك وهم سكارى، فينظر إليهم عم رجب _الذي يعمل كسائس بالجراج الذي يقع في الدور الأرضي_ نظرة احتقار وقلبه يحترق غيرة على دينه وانتهاك حرماته بتلك الطريقة البشعة، وفي نفس الوقت يرق لحال هؤلاء الشباب لما وصلوا إليه من دنوّ الأخلاق بلا رقيب من أهل أو غيرهم..
جلس عم رجب بعد فراغه من عمله يحتسي كوبًا من الشاي بهدوء ويفكر في المشاهد التي يشاهدها كل يوم، ويفكر جديًا في ترك العمل الذي كان مرغمًا عليه؛ بسبب ظروف الحياة، يفكر أن يتركه خوفًا من الفتنة وخوفًا على نفسه، فلديه أولاد يخاف عليهم... أثناء استغراقه في التفكير لاحظ اقتراب خيال رجل قادم نحوه في ثبات، فقام ينظر فلم يجد شيئًا فتملكه الرعب... وفجأة ظهر رجل أمامه، رجل غريب الشكل والهيئة يرتدي معطفًا أصفر وبنطالًا أزرق، عيناه زرقاوان داكنتان، وشعره أسود داكن وبشرته بيضاء وعيناه تلمعان بشدة.
فزع عم رجب وبدأ قلبه يخفق بشدة وأحس بأنّ قدميه لا تحمله... وأثناء ذلك أخرج ذلك الرجل من جيبه ورقة مكتوب فيها خمس كلمات فقط (لا تأتي غدًا، عقاب شديد)...
اتسعت عيناه بذهول، ونظر حوله فلم يجد الرجل، فقد اختفى . ❝