█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ سامحوني على هذه اللفتة الحزينة ..فالشعراءُ مثلُ كلِّ المخلوقات .. ألمَّ المرضُ بهم أو بأقربائهم .. فمنهم من تلقَّاهُ بالصبر ورحابة الصدر.. ومنهم مَنْ حزِنَ وسالت دموعُه..
وفي كل هذا وذاك أوحى المرضُ إليهم شعراً ..نضَحتْ حروفُه بالحزن والألم..
ومن الشعراء منْ أصاب المرضُ أبناءهم وبناتهم .. فهذه الشاعرة ˝عائشة التيمورية˝ تنسج قصيدةً من أجمل قصائدها في بنتها ˝ توحيدة ˝ التي بلغت ثماني عشرة سنة فتزوجتْ .. فما مرَّ على عرسها شهرٌ حتى أصابها مرضٌ مفاجئٌ فماتت!! .
و روَّعتْ الصدمةُ عائشةَ وشدَهتْها .. ونسيت كلَّ شئ إلا ابنتَها ..فقالت فيها قصائدَ تُبكي الصخرَ وتحركُ الجمادَ .. ومن أروع ما قالت هذه القصيدة التي تصفُ فيها بنْتها.. وقد رأتْ عجْزَ الطبيب وراحت تودِّعُ أمَّها :
لما رأتْ يأسَ الطبيبِ وعجْزَه .. قالت ودمعُ المقلتين غـزيرُ..
أمّاهُ قد كلَّ الطبيبُ و فاتني.. مما أؤمِّل في الحياة نــصيرُ..
أماهُ قد عزَّ اللقاءُ وفي غدٍ .. سترينَ نعشي كالعروس يسيرُ..
وسينتهي المسعى إلى اللحدِ الذي .. هو منزلي.. وله الجموع تصيرُ..
قولي لربِّ اللحد رفقاً بابنتي .. جاءت عروساً ساقَها التقديرُ..
وتصوروا الأمَّ وهي تعودُ إلى الدار فلا تلقى ابنتَها.. وترى جهازَ العرس ما زال باقياً .. ويرنُّ في أذنها صوتُ العروس تقول لها :
صوني جهازَ العرس تذكاراً فلي.. قد كان منه إلى الزفاف سرورُ..
أماه لا تنسي بحق بنوَّتي .. قبري لئلا يحزن المقــبـورُ..
فأجابتها أمُّها بالقول :
فأحببْتُها والدمعُ يحبسُ منطقي .. والدهرُ من بعد الجوار يجـورُ..
لا تُوصِ ثكلى قد أذابَ فؤادَها .. حزنٌ عليك وحسرةٌ وزفـيرُ..
والله لا أسلو التلاوةَ والدُّعا .. ما غرَّدتْ فوق الغصون طيورُ..
أبكيكِ حتى نلتقي في جنةٍ .. برياض خُلْدٍ زيَّنتْها الحــورُ . ❝