█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ بناء الكعبة المشرفة
أوحى الله إلى إبراهيم : أن ابن لي بيتا ، فذهب إبراهيم إلى ولده إسماعيل - عليهما السلام - وقال له : إن الله عَهِدَ إلينا أن نَبْنِي له بيتًا فوق هذا التل ، وكانت الكعبة قد ضاعت معالمها وأصبح مكان الكعبة تل أحمر ، فذهب إبراهيم وإسماعيل إلى مكان البيت وجعلا يبنيان ويبتهلان إلى الله ويقولان : ربنا تقبل منا إنك أنت السميع لكل دعاء ، العليم بكل قصد ونية ، ربنا واجعلنا منقادين لك ومخلصين ، ومن ذريتنا جماعة مسلمة منقادة لك وأرنا مناسكنا ، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ، ربنا وأرسل في ذريتنا رسولا منهم يتلو عليهم آيات دينك ، ويُعلمهم القرآن وما به يكمل الدين ، ويطهرهم من دنس الشرك ، إنك أنت العزيز الذي لا يغلب الحكيم في كل صنع .
وأراد إبراهيم أن يجعل علامة للناس يبدأون الطواف منها ، ويختمون بها .
فقال لإسماعيل - عليه السلام - : يا بني أحضر لي حجرًا حسنًا أضعه هنا ، وتأخر إسماعيل وعاد ليجد إبراهيم قد أنزل له حجر من السماء هو الحجر الأسود ، ثم فرغ نبي الله إبراهيم وولده إسماعيل من بناء البيت . فقال الله له : أذن في الناس بالحج ، قال إبراهيم : كيف أُؤَذِّنُ في الناس وصوتي لا يُسمعهم . قال الله له : عليك الأذان ، وعلى البلاغ . فأذَّنَ إبراهيم في الناس : إن الله جعــل لــه بيتا وكتب عليكم الحج إليه فأجيبوه ، فأسمع الله كل شيء الإنس والجن والحجر والشجر ، حتى أسمع الذرية التي في بطون النساء وأصلاب الرجال ، فجاء الناس من كل فج عميق يطوفون بهذا البيت الحرام ، وحتى يومنا هذا لا ينقطع الطواف حول هذا البيت العظيم لا في الليل ولا في النهار ، مرت الأيام بعد بناء هذا البيت ، وتكاثرت ذرية نبي الله إسماعيل جيلا بعد جيل ، حتى بعث الله من ذريته رسول الله محمدا - صلى الله عليه وسلم . ❝