█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ يلملم الليل آخر شعاعا له، وتخرج الشمس من مخدعها كامرأة محملة بالثواكل، ترتدي زيا باهتا يُشبه حياتي؛ ذلك الرداء الرمادي الذي طالما تلحفتُ به منذ أن رأت عيناي ضوء الحياة.
مر عاما كاملا منذُ أن تركت غرفتي الصغيرة في منزل أبي، ومازلتُ أتذكرها كما لو إن روحي ما زالت تقبع داخلها.
صوت حشرجة قوية يأتي من الغرفة المقابلة لي، تلك الأنفاس التي تشاركني وحدتي وكأنها الحارس على زنزانتي الجديدة التي صنعها لي أبي؛ فكلما حاولتُ صناعة ذكرى جديدة تُلقي الحياة أمامي بتعاويذها، تجذبني أطياف الماضي، تمزق ما تبقى من روحي، فتتصارع أفكاري، تتخبط بعضها ببعض، تبحث عن بؤرة أمل لتتمسك به وتحاول أن تهرول بعيدا عن تلك الحياة التي فرضت عليّ.
أستلقي على فراشي، أحاول الوصول إلى متكئ تستند عليه روحي، أبحث عن يدِ تربت على ذلك الألم الذي تتركه صفعة سجاني، فأغمض عيناي وتتعانق ذكرياتي، وتعود بي مرة أخرى لذلك اليوم الذي لملمت فيه الشمس حقائبي ورحلت، ولم تعد إلى الآن . ❝