█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ 3- أؤمن، بشكل مطلق، بثبات الشكل وتمدد المعنى، بمعنى أن الصلاة التي أتحدث عنها في (الصلاة)التي يعرفها ويطبقها المسلمون منذ قرون إلى اليوم، دون أي انحراف أو تحريف في شكلها ولفظها، ولكني أتحدث عن (تمدد المعاني) المرتبط بهذه الأشكال والألفاظ، وهو (تمدد) لا يلغي التراكم بالضرورة، كما أنه لا يعارضه بالضرورة أيضا، إنه إقلاع إلى أفق أعلى، لذا فأنا هنا أتحدث عن أفق جديد لمعاني الصلاة، وهو أفق لا يلغي الآفاق الأخرى، بل ربما يزيدها سطوعا ووضوحا..
4- لا أزال أؤمن بأن الأفكار عندما (تتغير) فإنها (قد) تؤدي إلى تغيير السلوك. التقليل هنا لأن ذلك، للأسف، ليس حتميا. وأحيانا يحدث تغيير في الأفكار، دون أن يرافقه تغيير موافق في السلوك على الإطلاق، الأمر الذي ينتج تلك
الهوة المعروفة بين الفكر والسلوك، التي قد تصل إلى حد النفاق أحيانا..
والحقيقة أن عملية تغيير السلوك أمر أصعب من عملية تغيير الأفكار، فهي لا تشمل الإيمان بفكرة جديدة فحسب، بل استئصال الفكرة السلبية أيضا، وهو أمر سيكون -سلوكيا- أصعب وأعقد من مجرد الاقتناع، لأن الفكرة السلبية قد تكون لها رواسبها وجذورها المتأصلة في اللاوعي. بينما الفكرة الجديدة ما تزال في سطح الوعي وغير مؤصلة ولا مرسخة بمفاهيم ونمط سلوك اجتماعي، كما هو الأمر مع الفكرة السلبية. مثال نموذجي على هذا، وعي المدخنين بمضار التدخين، والأخطار الصحية التي قد تنتج عنه، ولكن هذا الوعي لا ينتج بالضرورة تغييرا في سلوكهم، رغم قوة الحملات الإعلانية التي تدعوهم لذلك. ومثل ذلك يصح على الكثير من العادات الغذائية الضارة صحيا; الناس تعلم، ولكنها مع ذلك تواصل. عملية الإقلاع والامتناع والتغيير تتطلب آليات معقدة أكثر بكثير من مجرد المعرفة والعلم، أكثر من مجرد الوعي . ❝