█ حصريا تحميل كتاب مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ في تلك الغابة.. وحيث أني إستوحشت للأشياء كلها.. قلمي.. دفتري. الحرفُ والكلمات.. تلك الخواطر والأشعار التي تزملت في جوف كتبي الموضوعة فوق رَفّي العتيق..
محاولاً تفنيد واقعي المُر.. محاولاً إستدراجي للنجاة من ذاك النفق المُعتم جداً جداً..
أتلمسُ الجدران كضريرٍ دون ملامح.. لا أُبصرُ نهاية النفق.. والجُبُ أعمقُ من أعمقِ بحر.. الرمال طمست كل معالم المسير المؤدية إليه.. السيارةُ في الجانب الآخر من تلك الأرض.. أُنادي بصمت.. عملاقٌ كنت.. ضعيفٌ لا أقوى على المُضي قُدما.. مُستسلماً لنملةٍ تنهش في جلدي.. وبعوضة ترتوي من مُح دمي.. كنتُ بألف فارس.. خارت القوى.. وأُعدمت العزيمة.. وتفلتت كل معاني الجُرأة لدي..
تركتني دون دليلٍ بائن.. تركتني دون تهجئةً للحرف.. أستصعبُ القراءة وحدي.. لا أعي للكلمات معناً.. كانت تعني كل الكلمات
لا تسألو حرفي عن كم القهر الذي إنتابني..
لا تسألوا حِلمي لِما أُجهض..
مرٌ وعلقم.. لا طوق نجاة في قلب العصف.. والموج يضحك.. لقد تمكن مني.. غريقٌ ولا أمل في النجاة..
ذاك الشراع مُمزق.. والساريةُ أنهكتها منسأةٌ تلتهم يباس الحطب.. كنارٍ أُضرِمت في هشيم القش.. والقشة تغرق.. تطلبُ النجاة في قطرة ماء..
الكلُ جهز جُنده.. والمعركةُ بدأت..
هناك حين كنتُ في العدم.. القلم جر مداده بعض ألم.. مأموراً بعلم الله الأزلي عن فقدي لروحي رغم أني ميتٌ على قيد الحياة..
أنا وأوجاعي.. وعظيمُ الهم.. مُكبلاً دون رحماتٍ ولا عفو.. القاضي وجميعهم ينتظرون مقصلةً تحتضن نحري.. تعتكفُ في محراب صدري.. تضمني إليها بلا عناء..
سأرفع راياتي.. لن أستسلم.. سأرحل غيثاً لأُحدثهم عن معركتي..
سأصرخُ فوق الغيم..بصوتٍ يعلو فوق الرعد وزلزلة الفصول..
سأنادي..
أنا المهزوم الذي إنتصر ذات يوم.. ميتٌ بلا موعد.. أسكنُ لحداً فيه قلماً وأوراقاً وبعض حروف..
#خالد_الخطيب . ❝