أحيانًا يوجد أشخاص يُشبهونَ الماءَ مِثلَ الزوجِ، الرفيقِ،الإبنِ لا نَبحثُ ونفكرُ في قيمتهِ والسعادةِ البالغةِ التي يُقَدمها لنا وكفايتِهِ لحاجَتِنا وإكمالهِ لكلِّ شيءٍ في يومِنا، لا ولن نفكرَ سِوى إذا غابَ عنّا هذهِ هيَ الكلماتِ التي خَرَجَت من فَمِ السيدةِ مريمَ فورَ وصولنا إلى هذا المكانِ الغريبِ الذي وصلنا لهُ، فقاعةً كبيرةً داخلَ الماءِ لا يوجد بها سوى بيتٍ أو ليس بيتًا، ربما قصرًا لا أعلمُ لكنه بناء ربما يأخذُ نصفَ تلكَ الفقاعةِ الكبيرةِ وكَأنَّنا داخلَ مدينةٍ أخرى تحتَ الماءِ، مدينة لكن لها بابٌ واحدٌ لا توجد أصوات سوى صوتُ الهواءِ والحيواناتِ التي تخرجُ من المبنى، لكن لم تكن أصواتُهُم مزعجةً بل على العكسِ كان المكانُ يمتازُ بهدوءٍ كبيرٍ جدًا مثل شخصيةِ السيدةِ مريمَ، ينتابُني شعورٌ أن كلَّ شيءٍ يُحبُّ أن يُسايرَها أو أنها تستطيعُ التحكمَ في كلِّ شيءٍ فقط بنظرةٍ يمكنها أن تُثبِّت الرمالَ مكانها،توقفُ حركةَ المياهِ عندها، تجعلُ الرجالَ يصطفّونَ خَلفها، حتى الطرقات أشعرُ أنها تتأهَّبُ لمرورِها، حتى أنا منذُ أن رأيتُها لا أستطيعُ أن أقولَ لها "لا" بَدَأتْ بشَرحِ المكانِ لي، أشارت إلى المبنى وقالت: "نازكا" هذا هو النصف الآخر للدنيا