ان الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ باهلل من شرور انفسنا و من سيئات اعمالنا من يهده هللا فال مضل له و من يضلل فال هادي له و اشهد ان لا اله الا الله وحده ال شريك له و اشهد ان محمدا رسول هللا صلى الله عليه و سلم /نشاة علم مصطح الحديث : اختلف الصحابة رضوان هللا عليهم في جواز كتابة الحديث فذهب بعظهم لكراهة ذلك لحديث ابي سعيد الخدري عند مسلم ان رسول هللا صلى هللا عليه و سلم قال"ال تكتبوا عني شيئا اال القران و من كتب عني شيئا غير القران فليمحه". قال ابن كثير في "الباعث الحثيث"-قال ابن الصالح " وممن روينا عنه كراهة ذلك عمر و بن مسعود و زيد بن ثابت و ابو موسى و ابو سعيد في جماعة اخرين من الصحابة و التابعين ". قال و ممن روينا عنه اباحة ذلك او فعله علي و ابنه الحسن و انس و عبد هللا بن عمرو بن العاص في جمع من الصحابة و التابعين. و قد حكي اجماع العلماء في االعصار المتاخرة على تسويغ كتابة الحديث و هذا امر مستفيض شائع فائض من غير نكير"انتهى قال الشيخ احمد شاكر في تعليقه على الباعث الحثيث"و اكثر الصحابة على جواز الكتابة و هو القول الصحيح. وقد اجاب العلماء عن حديث ابي سعيد باجوبة فبعضهم اعله بانه موقوف عليه و هذا غير جيد فان الحديث صحيح واجاب غيره بان المنع انما هو من كتابة الحديث مع القران في صحيفة واحدة خوف اختالطها على غير العارف في اول االسالم.و اجاب اخرون بان النهي عن ذلك خاص بمن وثق بحفظه خوف اتكاله على الكتابة و ان من لم يثق بحفظه فله ان يكتب. وكل هذه اجابات ليست بقوية و الجواب الصحيح ان النهي منسوخ باحاديث اخرى دلت على االباحة فقد روى البخاري و مسلم ان ابا شاة اليمني التمس من رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ان يكتب له شيئا سمعه من خطبته عام فتح مكة فقال"ا كتبوا البي شاه " و روى ابو داود و الحاكم و غيرهما عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال" قلت يا رسول هللا اني السمع منك الشيئ فاكتبه" قال" نعم" قلت " في الغضب و الرضا" قال"نعم فاني ال اقول فيهما اال حقا"