إنسانيّة جافة الناس يفتخرون كل صباح بإنسانيتهم المعلّبة ، يرسلونها مرات عديدة ويتغاضون عن تاريخ صلوحيتها المنتهية. تميل إلى حيث تسير، لا تملك بوصلة وتتصنّع المسك بزمام الأمور… الرمادي يغزو الأماكن ويطرد الألوان، يعدّل الأجواء، فلا من حرّ قائظ أو برد قارس، يحتّل القلوب ويمحي النفوس، يُجمّد التقاسيم ويُشمّع التفاصيل، يُحجّر السوائل ويمنع الإجابة عن كل سائل. الناس ! وأتساءل أيضا عن الجنّ؟ أليست الجنّ موجودة تعيش وتتعايش؟ أليست مُكلّفة ومُتكلّفة؟ أليست أقوما مُتناحرة مُتقاتلة مُتدافعة.