كان الخطاب الغرائبي أو الخيالي من الوسائل التي منحت السينما شعبية كبرى، وفي هذا السياق تجد ثلاثية "سيد الخواتم" "The Lord Of The Rings" جانبا معتبرا من اهتمام الجماهير، بوصفها نصا يعرض صراعا للخير والشر وفق بعد سمعي بصري. ومن هذا المنطلق جاءت فكرة الكتاب، حيث أردنا معالجة جانبي القصدية والاعتباطية في مكونات الثلاثية العلاماتية. فالتقنيات والشخصيات المشاركة في العمل والأداء التمثيلي تعتبر دوالا معدة مسبقا تحيل إلى مدلولات مقصودة بعينها. أو علامات عفوية وتلقائية نشأت من اعتباطية التوليف والعرف الاجتماعي والتركيب السنمائي عادة، وهذا ما لا يمكن الفصل فيه إلا من خلال البحث أكثر حول الأنساق المضمرة والظاهرة للعلامات داخل هذه المدونة الفيلمية، وفحص التناص الثقافي الذي اكتنفها من خلال التعرض لوجهات ثقافية مختلفة. ويجدر بي أن أذكر أنني من المتابعين المعجبين لهذه الثلاثية التولكينية، بالإضافة إلى بقية الأعمال التابعة لها سواء الثلاثية الهوبيتية أو المسلسل المنتج مؤخرا في سنة 2022 مقتبسا عن الرواية التولكينية من طرف شركة أمازون، حيث ليس هناك أجمل من أن تحول هوسك إلى دراسة ومجال بحث مقنن، فكنت سعيدة بممارسة هوايتي المفضلة التحليل السيميائي على ثلاثيتي المفضلة، وهذا فتح لي باب نحو ثقافات مختلفة استمتعت بالتعرف عليها والاطلاع على تفاصيلها. ولا يمكنني ككاتبة الجزم بقصدية أو عفوية هذه العلامات داخل المدونة الفيلمية، ولكن يكفيني أن أوضح وجهات نظر تعلقت بها وأحيكت حولها، ففي النهاية القصد والاعتباط ينبعان من الفكر البشري الذي ينهل روافده مما حوله وينسج أفكاره من وسطه الذي يعيشه، ويشكل تصوراته من أحداث عايشها وتعلق بها واستثمرها. لذلك قررنا تجاوز الجانب النظري المصطلحاتي فالكتاب دراسة تطبيقية، اكتفينا بجولة مصطلحية في بداية الكتاب للوقوف على بعض المصطلحات نركز أكثر على التحليل السيميائي الفعلي للمدونة.