أبو محمد سهل بن عبد الله بن يونس التستري، أحد علماء أهل السنة والجماعة ومن أعلام التصوف السني في القرن الثالث الهجري، وصفه أبو عبد الرحمن السلمي بأنه «أحد أئمة الصوفية وعلمائهم والمتكلمين في علوم الإخلاص والرياضيات وعيوب الأفعال» أصله من "بتُسْتَر" أحد مدن محافظة خوزستان الموجودة حاليًا في إيران.
ذكر ابن الأثير في تاريخه أن مولد سهل كان في سنة مائتين، وقيل إحدى ومائتين بتُسْتَر، سكن البصرة وعبادان مدة. مر سهل بن عبد الله في طريقه للتصوف بعدة مراحل، متأثراً فيها بأكثر من شخص، بداية بخاله محمد بن سوار، الذي أسس لديه أولى معاني التصوف، حيث بقي بعدها فترة يخلو بنفسه تفرغ فيها للعبادة والذكر والتهجد وحفظ القرآن، ثم تأثر بالزاهد العباداني الذي التقى به في عابدان، فتأدب بآدابه وانتفع بعلمه وأخذ عنه كثيراً، وانتهى به الحال إلى أن أصبح مصدراً ومرجعاً صوفياً مهماً، يرجع إليه أكثر الناس عندما يغلب عليهم أمر ما. ولقي في الحج ذا النون المصري وصحبه.
وقد ابتلي سهل بإخراجه من تُستر إلى البصرة، فبقي فيها حتى مات، وسبب ذلك كما قال السّراج أنه قال: "التوبة فريضة على العبد مع كل نفس"، فسعى من سعى وهيج العامة وكفّره ونسبه إلى القبائح عند العامة حتى وثبوا عليه، وكان ذلك سبب خروجه عن تُستر وانتقاله إلى البصرة رحمه الله.وقال ابن الجوزي حكى رجل عن سهل أنه يقول: إن الملائكة والجن والشياطين يحضرونه، وإنه يتكلم إليهم، فأنكر ذلك عليه العوام، حتى نسبوه إلى القبائح، فخرج إلى البصرة.
لقد ترك سهل التستري عدة مؤلفات، وشارك في أنواع من العلوم، وقد قام العلامة فؤاد سزكين بإحصاء مؤلفاته المخطوطة مع بيان أماكن وجودهان فانتهى إلى ذكر ثمانية كتب، وذكر ابن النديم في الفهرست ثلاثة منها.
توفِّي سهل - رحمه الله - في البصرة في المحرم سنة ثلاث وثمانين ومائتين (283هـ) ، وقيل سنة ثلاث وسبعين ومائتين.