تناولت رواية "عُزلة لا إرادية" جانباً من حياة شابٍ انطوائي، قرر في لحظةٍ ما تركَ عائلته قاصدًا وجهةً جديدةً لاكتشافِ ذاته ومستقبلِه بعيدًا عن تهكماتِ أفكارِهم القديمة، كما كان يصفُها، وايمانًا بنفسِه وباختلافِه وبعزلتِه التي كان يصنفُها البعض بالاكتئاب. وتناولت الرواية أيضًا جانبًا من تقلُّباتِ مزاجياتِه السريعة بين فترةٍ وأخرى، وكيف حاولَ تفهُّم ذاتِه، وكيف تعاملَ مع العزلة واتخذَها لصالحِه دونَ أن يعتبرها علةً كما يعتقدُ الكثيرون. ولا سيما دائرةَ علاقاتِه، التي يمكنُ عدها بسهولةٍ، فهي دائرةٌ تكادُ تتألف من شخصٍ أو اثنينٍ، أو قد تزيدُ قليلًا، لكنها يمكن وصفُها بالقويةِ، وكيف كانت تفيضُ مشاعرُه عندما كان يفكرُ بمَن يحبُّ، وكيف قرر في النهاية التغلُّب على نفسِه، محاولًا السماح لها بتقبُّل فكرة "أن هناكَ أشياءً لا دخلَ للإنسانِ بها حتى يرفضها".