تَلَبَّدَتْ سَمَاءَ اَلْعَلَاقَاتِ اَلدَّوْلِيَّةِ بِغُيُومٍ لَمْ يَشْهَدْهَا اَلْعَالَمُ مُنْذُ اَلْحَرْبِ اَلْعَالَمِيَّةِ اَلثَّانِيَةِ عَقِبَ قَرَارِ عَبْدِ اَلنَّاصِرْ بِتَأْمِيمِ شَرِكَةِ قَنَاةِ اَلسُّوَيْسِ فِي 26 يُولْيُو 1956 م ؛ فَقَدَ وَقَعَ نَبَأَ اَلتَّأْمِيمِ عَلَى اَلْغَرْبِ وَقَعَ اَلصَّاعِقَةَ - بِسَبَبَ أَهَمِّيَّةِ اَلْقَنَاةِ لَهُ ، وَقَدْ تَضَارَبَتْ اَلْمَوَاقِفُ اَلدَّوْلِيَّةُ تُجَاهَ تِلْكَ اَلْأَزْمَةِ حَتَّى بَيْنَ اَلدُّوَلِ اَلْغَرْبِيَّةِ نَفْسُهَا ، وَفِي إِطَارِ اَلْعَلَاقَاتِ اَلْبِرِيطَانِيَّةِ اَلْكَنَدِيَّةِ مَثَّلَتْ تِلْكَ اَلْأَزْمَةِ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ حَاسِمَةٍ وَعَلَامَةِ فَارِقَةٍ فِيهَا ؛ حَيْثُ رَفَضَتْ اَلْإِدَارَةُ اَلْكَنَدِيَّةُ دَعْمَ اَلْعَمَلِ اَلْعَسْكَرِيِّ اَلْبِرِيطَانِيِّ فِي مِصْرَ ، كَمَا رَفَضَتْ أُوتَاوَا - خِلَالَ تِلْكَ اَلْأَزْمَةِ - لَعِبَ دَوْرُ اَلْخَاضِعِ وَالتَّابِعِ ، وَأَعْلَنَتْ اِسْتِقْلَالَ قَرَارِهَا اَلسِّيَاسِيِّ نِهَائِيًّا عَنْ اَلْوَطَنِ اَلْأُمِّ اَلْمَمْلَكَةِ اَلْمُتَّحِدَةِ . وَتَتَنَاوَلَ هَذِهِ اَلدِّرَاسَةِ اَلْمَوْقِفُ اَلْكَنَدِيُّ مِنْ تَأْمِيمِ قَنَاةِ اَلسُّوَيْسِ ( 26 يُولْيُو – 29 أُكْتُوبَر ) 1956 م ، مِنْ خِلَالِ عِدَّةِ مَحَاوِرَ : أَوَّلاً : قَرَارُ تَأْمِيمِ قَنَاةِ اَلسُّوَيْسِ ، ثَانِيًا : مُؤْتَمَرُ لَنْدَن اَلْأَوَّلِ ، ثَالِثًا : جَمْعِيَّةٌ اَلْمُنْتَفِعِينَ بِالْقَنَاةِ ، رَابِعًا : اَلْمُحَادَثَاتُ اَلْأَنْجِلُو هِنْدِيَّةً ، خَامِسًا : عَرْضُ اَلْقَضِيَّةِ عَلَى مَجْلِسِ اَلْأَمْنِ .