بائع الماضي نبذة عن الرواية : يلجأ فيليكس فنتورا، بعد نهاية الحرب الأهلية الأنغولية إلى اكتشاف مهنة جديدة وغريبة ومثيرة، تعارض الزمن وتتدخل في تعديل الحقيقة والثبات. إنّه تاجر يبيع ماضيا مجيدا لزبائنه الجدد من الطبقة البرجوازية الصاعدة في العاصمة لواندا، فيؤثّث لهم ذكريات سعيدة، ويخلق لهم أنسابا متأصلة في الجاه والنبالة .إنّهم "رجال أعمال، وزراء،مزارعون، تجّار ألماس، جنرالات، ناس عاديون؛ يعني أصحاب مستقبل مضمون. لا ينقص هؤلاء الناس إلا ماض جيّد وأجداد مشاهير" .كانت تجارة فيليكس فنتورا رابحة وناجحة حتّى ظهر له ذات يوم زبون غريب يبحث عن هويّة أنغولية جديدة وماض ناصع فيحدث ما لم يكن في الحسبان، ويبدأ مكر التاريخ فيشتدّ الاشتباك بين الماضي والحاضر، بين الواقع والخيال وتختلط الأوراق.إنّ شخصيات رواية "" التي ابتدعها ومتمثّلة في الراوي أولاليو( الوزغة) وفيليكس فنتورا، وجوزيه بوشمان، وأنجيلا لوسيا، وإدموندو باراطا دوش رايش ستتحدى لزمن طويل إقتباسات : "الواقع مؤلم وناقص ... هذه هي الطريقة التي نميزها ، هكذا نميزها عن الأحلام. عندما يبدو شيء جميل تمامًا ، نعتقد أنه يمكن أن يكون مجرد حلم ، ونقرص أنفسنا فقط للتأكد من أننا لا نحلم حقًا - إذا كان هذا مؤلمًا لأننا لا نحلم. الواقع يمكن أن يؤذينا ، حتى تلك اللحظات التي قد يبدو لنا فيها حلم. يمكنك العثور على كل ما هو موجود في العالم في الكتب - في بعض الأحيان أكثر واقعية في الألوان ، ودون الألم الحقيقي لكل شيء موجود بالفعل. عند الاختيار بين الحياة والكتب ، يا بني ، يجب عليك اختيار الكتب " "الذاكرة هي منظر طبيعي يتم مشاهدته من نافذة قطار متحرك. نشاهد ضوء الفجر وهو يكسر أشجار السنط ، والطيور تنقر في الصباح ، كما لو كانت عند الفاكهة. أبعد من ذلك نرى الصفاء من النهر ، والأشجار تحتضن ضفافه. نرى الماشية ترعى ببطء ، زوجان يركضان ويداه ، أطفال يرقصون حول كرة القدم ، والكرة تسطع في الشمس (شمس أخرى). نرى البحيرات الهادئة حيث توجد البط يسبح ، والأنهار غزيرة بالماء حيث تروي الأفيال عطشهم. هذه الأشياء تحدث مباشرة أمام أعيننا ، فنحن نعرفها حقيقية ، لكنها بعيدة جدًا ولا يمكننا لمسها. بعضها بعيد جدًا ، بعيد جدًا ، ويتحرك القطار سريعًا ، بحيث لا يمكننا التأكد من حدوثه بالفعل بعد الآن. ربما كنا نحلمهم فقط؟ " تخيل شابًا يسابق على دراجته النارية ، على طريق صغير. الريح تدق على وجهه. الشاب يغلق عينيه ، ويفتح ذراعيه عريضًا ، تمامًا كما يفعلون في الأفلام ، ويشعر بنفسه حيًا تمامًا وفي شركة مع الكون. لا يرى الشاحنة تتدحرج من المعبر. مات سعيد. السعادة هي دائما تقريبا غير مسؤولة. نحن سعداء بتلك اللحظات القصيرة عندما نغمض أعيننا. "