لقد بدأت قصتي مع الحلقات بعد أنْ أكرمني الله عز وجل بتدريس مادة أصول الفقه في كلية العلوم الإسلامية جامعة كربلاء , وكان المقرر هو الحلقة الأولى من كتاب (دروس في علم الأصول) للسنة الثانية , هنا وجدت أنَّ الحلقة الأولى مع سهولتها لكنَّها تحتاج إلى توضيح وتيّسير , وسلكت في ذلك منهجاً تمثل في إعادة صياغة الكتاب على شكل سؤال وجواب . وبعد مدة طُبع هذا الكتاب , وأصبح محل قبول لدى الطلبة المبتدئين , وهنا تنامى لديَّ شوق وحب في أن أطبق هذه التجربة على الحلقة الثانية من (دروس في علم الأصول) مع التماس عدد غير قليل من طلبتي بإعادة صياغتها على شاكلة الحلقة الأولى ؛ لأنَّها تُدرسُ في السنة الثالثة والرابعة , فهنا شمرت عن ساعدي لإنجاز هذا العمل , وكنت أتصور للوهلة الأولى أنَّ الامرَ سهلٌ يَمُرُ كما مرَّ في الحلقةِ الأولى , إلّا أني وَجدتُ متنَ الحلقةِ الثانيةِ متناً منيعاً ؛ إذ لم ألجهُ بسهولةٍ و يسر , فقد أخذ مني هذا العمل كثيراً من الوقتِ و الجهدِ , كما احوجني الأمر إلى الرجوع إلى ما كُتبَ من شروح عن الحلقةِ الثانيةِ , وكثير من المصادر والمراجع , والاطلاع عليها بغية الوصول إلى أقرب فهم ممكن إلى رأي المصنف .