يعتبر كتاب مذاهب التفسير الإسلامي للمستشرق جولد تسيهر هو آخر مؤلفاته وأهمها على الإطلاق، وقد كتبه عند تمام السبعين من عمره، وملأه بالعديد من تجاربه ودراساته في البحوث الإسلامية، فألمَّ فيه بعدة علوم بارزة من علوم الإسلام؛ على رأسها: التفسير، والحديث، والعقائد، والقراءات، والتصوف، والفرق، وغير ذلك، ووضع فيه خبرات السنوات القديمة التي أمضاها في الدراسة، وكذلك ضمّن في هذا الكتاب تجارب زملائه وتلامذته. لدرجة أن هذا الكتاب يعتبره الكثيرون كافيًا للتعرف على آراء المستشرقين، ومصادرهم ومؤلفاتهم، وزبدة ما يمكن أن يعرضوا له من نقد وتقدير في هذا الصدد، ومع هذه الفائدة الكبيرة للكتاب إلا أن المترجم الأول للكتاب وهو الدكتور على حسن عبدالقادر لم يستكمل الترجمة كما يذكر لنا المؤلف عبدالحليم النجار في فاتحة هذا الكتاب، ولهذا فقد استكمل مؤلف الكتاب ما لم يتممه المترجم الأول فاستأنف الترجمة وأكملها لتتسق الموضوعات وتكتمل، كما أنه حقق وراجع الكثير من النصوص التي جاءت في الكتاب وعلق على بعض الأخطاء الواردة.