█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ أحمد بن فضلان ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 العباس راشد حماد البغدادي عالم إسلامي القرن العاشر الميلادي كتب وصف رحلته كعضو سفارة الخليفة العباسي إلى ملك الصقالبة (بلغار الفولجا) سنة 921 م ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها رسالة ابن الناشرين : دار صادر ❱
أحمد بن العباس بن راشد بن حماد البغدادي عالم إسلامي من القرن العاشر الميلادي. كتب وصف رحلته كعضو في سفارة الخليفة العباسي إلى ملك الصقالبة (بلغار الفولجا) سنة 921 م.
أقدم وصف أجنبي لروسيا كتبه ابن فضلان عام 922. فقد زار أحمد بن فضلان روسيا برسالة من الخليفة العباسي إلى ملك الصقالبة. وصل ابن فضلان إلى البلغار يوم 12 مايو 922 (12 محرم 310 هـ)، (وقد اتخذت تتارستان المعاصرة من تلك المناسبةً يوم عطلة دينية).
مقدمة
أحد عشر قرنا من الزمان وما زال الالتباس والادعاء يكتنفان واحدة من أهم رحلات الحوار الحضاري في العصور الوسطى. ففي عام 921 (309هـ) خرجت من بغداد -عاصمة النور آنذاك- بعثة دينية سياسية بتكليف من الخليفة العباسي "المقتدر بالله" إلى قلب القارة الآسيوية في مكان عُرف وقتها باسم "أرض الصقالبة"؛ تلبية لطلب ملكهم في التعريف بالدين الإسلامي، عله يجد إجابة للسؤال المثار وقتها "كيف استطاع ذلك الدين الآتي من قلب الصحراء أن يكوِّن تلك الإمبراطورية الضخمة التي لم تضاهها سوى إمبراطورية الإسكندر المقدوني؟" وفي بغداد كان أعضاء البعثة يرتبون أوراقهم بين فقيه ورجل دولة ومؤرخ، وفي مقدمتهم كان الرجل الموسوعي أحمد بن فضلان.
حول الرحالة ورحلته
مسار للرحلة بن فضلان
لم يكن ابن فضلان رجلاً موهوباً أو صاحب رؤية سياسية فحسب؛ بل كان قد درب عينيه الثاقبتين على رؤية ما وراء المشاهد المفردة، وشاغل عقله بالتحليل دون الرصد. وحينما عمل لعقد من الزمان الساعد الأيمن للقائد العسكري محمد بن سليمان -الذي قاد في نهاية القرن التاسع وبداية القرن العاشر الميلاديين حملات عسكرية امتدت إلى حدود الصين في الشرق- تعلم ابن فضلان الكثير، وأهلته معارفه المتراكمة وثقافته بالشعوب التي خالطها إلى الوصول إلى بلاط السلطان "المقتدر بالله" كرجل دولة وفقيه عالم.
واستمر ابن فضلان في الترقي في بلاط السلطان حتى عام 921، حينما وصلت رسالة قيصر البلغار "ألموش بن يلطوار" طلبا لإرسال سفارة إلى القيصرية البلغارية لشرح مبادئ الإسلام، على أن يرسل الخليفة من يبني للقيصر مسجدا يطل من محرابه على شعبه، وقلعة حصينة لمجابهة الأعداء، فاختاره الخليفة على رأس الرحلة تقديرا لمكانته وقدرته على الحوار (هذا وتنتشر في المعالجة الغربية رواية أن اختيار ابن فضلان جاء تخلصا منه، وطمعا في فتاة كان قد أوشك على الزواج بها!).
ويعترف الغربيون بفضل الرحلة في تدوين اكتشافات حضارية نادرة، ويسطّرون اسم ابن فضلان بحروف بارزة في تاريخ التواصل الحضاري بين الإسلام و"الآخر"، ويؤكدون أنها نقلة نوعية في فن كتابة الرحلة العربية التي كانت غارقة في مفاهيم السرد، فنقلتها إلى مستوى التحليل الإثنوغرافي لشعوب وقبائل لم يكن العرب يعرفون عنها شيئا، بل لم يكن العالم يعرف عنها شيئا.
الروس[عدل]
وصف ابن فضلان لروسيا
كما قَدَّم وصفًا رائعًا ودقيقًا خاصًا ببلاد الروس؛ فوصف كلَّ ما يتعلَّق بحال الرجل عندهم، ومكانة المرأة بينهم، وحال سكنهم وطرق عيشهم، وحالهم في دفن الموتى، وعقيدتهم في الإله.. وغيرها كثير، ومن ذلك قوله: "وأَجَلُّ الحليِّ عندهم الخرز الأخضر من الخزف، الذى يكون على السفن يبالغون فيه، ويشترون الخرزة بدرهم، وينظمونه عقودًا لنسائهم" ويقول أيضًا: "وإذا أصابوا سارقًا أو لصًا، جاءوا به إلى شجرة غليظة، وشدوا في عنقه حبلاً وثيقًا، وعلَّقُوه فيها، ويبقى معلقًا حتى يتقطَّع من المُكْثِ بالرياح والأمطار" ويتحدَّث عن ملكهم فيقول: "ولا ينزل عن سريره، فإذا أراد قضاء حاجة قضاها في طشت، وإذا أراد الركوب قَدَّمُوا دابَّته إلى السرير فركبها منه، وإذا أراد النزول قَدَّم دابَّته حتى يكون نزوله عليه، وله خليفة يسوس الجيوش ويواقع الأعداء، ويخلفه في رعيته".
تاثيره على الثقافة العامة
كانت رحلة ابن فضلان أساساً لرواية مايكل كريتشتون أكلة الموتى والتي صورت كفيلم روائي باسم "المقاتل الثالث عشر" حيث قام أنتونيو بانديراس بدور بن فضلان، كما صدر كتاب "مغامرات سفير عربي " لأحمد عبد السلام البقالي من مطبوعات تهامة للنشر ، وهي عبارة عن جمع لروايتين للرحلة أحدهما غربي والآخر عربي، كما تم عمل مسلسل تلفزيوني عنه بعنوان سقف العالم عرض في 2005.