كتاب لا تعقيد فيه يجمع مواضيع الإسلام المهمة المستقاة من الأبحاث الإسلامية العديدة والمجلدات الطويلة بلغة سهلة وبسيطة.. أثقل المؤلف كتابه باقتباسات من علماء الغرب ومفكريهم وفلاسفتهم سواء لعرض الشبهة أو التهمة أو للرد عليها وبيان براءة الإسلام منها والكثير من أولئك العلماء لم يكونوا من ذوي الصيت الشائع وكان يستطيع أن يكتفي بآراءهم في فقرة "شهادة علماء الغرب" التي خصصها في كل بحث ليستشهد بأقوال مؤرخين وعلماء لا يمتون إلى الإسلام بصلة وإنما هم علماء اجتماعيون يعطون الحوادث حقها من العناية ويضعون الأمور في نصابها.. ومن آثار ذلك الاعتماد الشديد على أقوال علماء الغرب تشابك الأقوال وتداخلها وذلك لكثرتها حيث لن تستطيع التمييز بين عالم وآخر فقد تطرق أولاً لمعنى الإسلام لغة وشرعاً كما حدد سبب الاختلاف في الأديان المختلفة التي دعت إلى وحدانية الله ألا وهو البغي والعدوان عمد إلى إثبات أن القرآن وحي إلهي ودحض الشبهات عنه ولم يكتفي بذلك إنما عرض بعضاً من معجزات القرآن العلمية بعد أن ذكر الأدبية منها كما أنه في كل بحث من أبحاثه يطيع أمام القارئ البراهين الحسية والعقلية والأدبية التي تثبت أن القرآن وحي إلهي برهن وجود الله تعالى وقد ساق لذلك دلائل علمية تثبت وجوده ومن ذلك الليل والنهار والشمس والقمر وخلص أخيراً إلى أن الإيمان بالله فطرة في النفس الإنساتية كما أنه ناقش الماديين وأثبت أن العلم يدعو للإيمان وبعد إثبات وجود الله وضح روح التوحيد في الإسلام التي خلصت البشرية من براثن العبادات الآثمة مثل عبادة الأهواء والأسلاف والشخصية وعرض بعض صفات الله في القرآن ودحض العديد من الشبهات عنها في الفصول الأربعة التالية ناقش موضوع الإيمان باليوم الإخر والملائكة وكتب الله ورسله فبين الحكمة فيها وبين سبب وجوبها ومن أبحاثه أيضاً "القدر" الذي عالج فيه المؤلف موضوعاً شائكاً ألا وهو مشيئة الإنسان ومشيئة الله فجاء بحثه فيه من الحجة والبرهان ما يدحض ريب كل مرتاب ويفحم ادعاء كل ملحد كما أنه دحض شبهة المادية عن الإسلام وعالج ذلك في بحث "الحياة الروحية في الإسلام حيث أثبت أن الإسلام دين وسط يعدل بين مطالب الروح والجسد إلا أنه فضل الآخرة على الدنيا وذلك ما يعزز أيضاً نظام الروحية في الإسلام ومن الأبحاث المتفوقة صلة الإنسان بالدنيا و صلة الإنسان بالله وأثرها في الطب الإسلامي حيث حدد الغاية من صلة الإنسان بالله وتطرق لبيان الحب بين العباد والرب وما إلى ذلك من التوكل والإخلاص والدعاء والاستغفار والتوبة.... عرض المؤلف أصول الإسلام وأحكامه وآدابه على ضوء ما وصلت إليه المدنية الحديثة من رقي ثم بيان أن للإسلام قصب السبق في بناء الحضارة الحقيقية وقد كان ذلك في أبحاث عدة مثل الأخلاق، الصلاة، الصوم، الحج، الزكاة دحض الكاتب العديد من الشبهات التي أثارها أعداء الإسلام حوله الذين لا يتركون فرصة إلا ويفترون عليه الأكاذيب وقد سرد في ذلك أدلة اعتمد فيها على النصوص القرآنية وشهادة التاريخ الصحيح ومنطق العلم الحديث ومن بين الشبهات التي دحضها مثلاً: "أن الإنسان كان حرباً على حرية الفكر وأنه كبت جميع الحركات العلمية وحارب العلم والفلسفة وقد دحض ذلك في بحث "العلم في الإسلام "أن حرية الأديان ليست ببعيدة العهد وأن الروح الفلسفية قد توصلت إلى تقرير حرية الأديان في 1789 متناسين في ذلك دور الإسلام في نزع الأحقاد الدينية من عقول متبعيه وذلك في بحث "التسامح في الإسلام الحكومة الإسلامية تيوقراطية وذلك في بحث "نظام الحكم في الإسلام" حيث بين أن واضع الأحكام هو الله وقدم بعض الدعائم التي تقوم عليها الدولة الإسلامية مثل الشورى، العدالة، المساواة وقدم بعض الأسس التي قام عليها التشريع الإسلامي أما في بحث "الاقتصاد في الإسلام" فقد بين أن مقومات السلام والتوازن الاقتصادي هي في يد الإسلام لأن النظام الاقتصادي الذي جاء به هو الذي يحل المشكلة الاقتصادية التي تحتل مكان الصدارة في مشاكل النظام العالمي اليوم عرض صورة واضحة للمكانة التي تبوأتها المرأة في الإسلام في بحث "المرأة والأسرة في الإسلام" حيث شرع في تفصيل وبيان تحرير الإسلام للمرأة في بحثه "نظام الحرب في الإسلام" بين وجهة نظر الإسلام في الحرب ودعوته للسلم كما قارن بين تشريع الإسلام والقانون الدولي في الحرب كما أنه رد على التهمة القائلة بأن الإسلام انتشر بالسيف لا بالإقناع ولعل من أبرز التهم أيضاً ضد الإسلام أن العقوبات الإسلامية قاسية لا تتفق مع روح المدنية لأنها حكمت بالرجم والجلد وقطع اليد، ولدحض هذه الشبهة خصص المؤلف بحثاً كاملاً عن العقوبات في الإسلام وقد خصص أيضاً بحثه "صحة الأبدان" للمعجزات الطبية في القرآن حيث فسر تشريعات الإسلام التي تقي الأبدان من العلل وتحفظها من الأمراض لما للصلة المتينة بين الروح والجسد "كما أن المؤلف أفرد بحثاً مستقلاً في تبيان صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم بعنوان "الأدلة العقلية على صدق نبوة محمد عليه السلام وأخيراً جاء بحثه "الحديث، المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي" وضح فيه منزلة الحديث في الإسلام كما شرح الأسلوب العلمي المعتمد في تنقية الحديث وذكر أشهر الكتب المعتمدة في الحديث...