تشهد التنظيمات السياسية في مصر، وبخاصة الإسلامية منها، منذ كانون / يناير 2011، تغييرات في مكوناتها السياسية والتنظيمية، وفي حضورها ودورها، سواء صعودا أو هبوطا. ورغم تبدلات المشهد السياسي في مصر وتغير مكوناته بعد 2011، ظل هناك مكون سياسي ثابت وإن اختلف حجم حضوره وتأثيراته، هو جماعة (()) وحزبها السياسي (حزب الالكتب)، الذي مر بمفارقات تثير الكثير من التساؤلات. فمنذ إشهاره في 25 أيار / مايو 2011 استطاع أن يكون ثاني أكبر القوى الحزبية في مصر بعد فوزه بنحو 22 بالمئة من مقاعد مجلس الشعب 2011 – 2012، في أول انتخابات 2015، رغم انتخابات 2015، رغم أنه لا يزال يحاول احتكار المشهد السياسي كممثل للإسلاميين من المعادلة السياسية. يسعي هذا الكتاب لتحليل تجربة تنظيم الدعوة السلفية، وظروف نشأته وتكوينه، وشبكة علاقاته، وأبرز المحطات التي مر بها، وأدوات انتشاره وتمدده التي ترجمت بالزخم الذي حققه منذ عام 2011، مرورا بقراءة مواقفه العملية وتصوراته الفكرية والفقهية، وصولا إلى توجهه نحو العمل الحزبي. كما يناقش الكتاب مستقبل العمل السياسي السلفي في مصر، ومدى قدرة تنظيم الدعوة السلفية على الاستمرار كممثل سياسي للإسلاميين، وبخاصة بعد حظر جماعة الإخوان المسلمين.