تندرج هذه الأطروحة في الفضاء الحضاري الذي يعتني بدراسة المذاهب السياسية في ظلّ التحوّلات العالمية والصراعات الإيديولوجية التي انقسم على إثرها العالم إلى قطبين متصارعين: ليبرالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، واشتراكي بقيادة الاتحاد السوفييتي. وإزاء تلك التحوّلات التي كانت نهايتها مع الحرب الباردة تتنزّل هذه الأطروحة تحت عنوان: “الزعيم والدولة بحث في تشكّل المجال السياسي العربي المعاصر”. وإذا كان مراد اختيارنا هذا العنوان ينحدر من صلب تخصّصنا في الحضارة العربية المعاصرة، كانت الدوافع التي جعلتنا نباشر هذه الأطروحة محاولة الكشف عن المرجعيات التاريخية لتشكّل الدّولة العربية زمن الخروج عن السيطرة الاستعمارية بفضل زعامات وطنيّة قادت حركات التحرر، ومنها محاولة استكشاف مرجعيات الصورة الكاريزمية المساهمة في تضخيم صورة زعماء الاستقلال. ونرجّح أنّ هاتين المحاولتين تفتحان لنا السبيل لتفكيك تشكّل المجال السياسي والاطّلاع على الجدل الإيديولوجي حول نشأته بالاعتماد على الإطار الذي تشكّلت فيه الدّولة والزعامة في الوطن العربي.