█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ جون بركنز ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2025 ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها الاغتيال الاقتصادي للأمم ❱
تنبيه: متصفحك لا يدعم التثبيت على الشاشة الرئيسية. ×
قراصنة الاقتصاد هم خبراء محترفون مهمتهم أن يحصلوا على ملايين الدولارات من دول كثيرة في جميع أنحاء العالم، يحولون المال من المنظمات الدولية التي تقدم القروض والمساعدات إلى خزائن الشركات الكبرى وجيوب مجموعة من العائلات الثرية التي تسيطر على الموارد الطبيعية للكرة الأرضية. وسائلهم لتحقيق ذلك تشمل تزوير التقارير المالية، الانتخابات والرشوة والابتزاز والجنس والقتل. يلعبون لعبة قديمة قدم الإمبراطوريات لكنها تأخذ أبعاداً جديدة ومخيفة في هذا الزمن: زمن العولمة. 1- خطر الكتابة هذا الكتاب هو أشبه بسيرة ذاتية لكاتبه جون بيركنز. يقول بيركنز أنه قد شرع في كتابته أربع مرات على مدار عشرين عامًا، لكنه في كل مرة كان يتوقف؛ إمّا تحت التهديد، أو الرشوة، وكان البعض ينصحه حفاظًا على نفسه وحياته بكتابة ذلك الكتاب في صورة رواية، مساحة الإبداع في الرواية ستُعطي انطباع مُربك بين الحقيقي والخيال لكن كان داخله دومًا رغبة في كشف الحقائق وليس مجرد الكتابة لأجل الكتابة. جون بركينز هو أحد قراصنة الأقتصاد- أو كما يسمون بعضهم البعض EHM اختصارًا لـ -economic hitmen وهم مجموعة من المحترفين تتلخص مهمتهم في إخضاع كافة الدول الضعيفة والنامية التي تذخر بالبترول، والموارد الطبيعية إلى الولايات المتحدة، واقتصادها المتمثل في الشركة الأمريكية " Corporate America". كل ذلك يتم دون الحاجة إلى حشد الجيوش والأسلحة والهجوم على البلدان بعنف وقتل ودم كما كان يحدث في أزمنة الاستعمار السابقة؛ فكما تطور العصر تكنولوجيًا بشكل يُمثل الطفرة، فقد تطور أيضًا سياسيًا، وأصبح التدخل يتم وكأن الولايات المتحدة ومؤسساتها تُقدم يد العون إلى تلك البلدان "المسكينة" التي تحتاج إلى من ينقذها ولا تهدف الولايات المتحدة من هذا إلى أي مطمع، أو مسعى أبعد من ذلك. 2- مؤسسات الأمم المتحدة كوسائل مساعدة للاستعمار من أهم الوسائل التي تساعد قراصنة الاقتصاد لإتمام مهامهم- بجانب التقارير المزيفة والرشاوى وكل تلك الأشياء- هي مؤسسات الأمم المتحدة المتمثلة في صندوق النقد الدولي، البنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية التي أنشئها الرئيس الأمريكي نيكسون تحت عنوان "نظام بريتون وودز" الذي ألغى الذهب وجعل الدولار هو العملة الأساسية العالمية، والتي تعادل 35 دولارًا لأونصة الذهب. هذا النظام الذي فرضته أمريكا فرضًا على كافة دول العالم بلا استثناء القوية والضعيفة، تارة بذريعة تقديم القروض والمساعدات لدول العالم الثالث، والقضاء على الفقر والمجاعات، وتارة أخرى بصلف وغرور متمثلاً في رد نيكسون قائلاً "عندما تخسر عليك أن تغير من قواعد اللعبة" والحق أنه لم يستطع أحد ولا بلد إيقاف تلك المنظمات عن المهام التي وضتعها لنفسها. أصبحت النتيجة في النهاية هي أن تلك المؤسسات استمرت في طريقها، لكن الغريب أن كل الدول التي زعمت تلك المؤسسات أنها كانت تساعدها وتُقدم لها يد العون يتدهور حالها؛ فالدول الفقيرة تزداد فقرًا، وشعوبها الجائعة تزداد جوعًا، ولا تمثل تلك المؤسسات إلا وسيلة تساعد هؤلاء القراصنة في القيام بمهامهم. 3- مهام قراصنة الاقتصاد ونتائجها مهمة هؤلاء القراصنة هي جعل تلك الدول النامية والفقيرة تدين بكل شيء للولايات المتحدة، وكلما زادت موارد تلك الدول-خاصة البترول- كلما كان من المهم أن يزداد الدين الذي عليها؛ هُنا يمكن للولايات المتحدة أن تستفيد من هذه الحالة بأكثر من طريقة متاحة في نفس الوقت. الطريقة الأولى هي تقديم قروض لتلك الدول للقيام بمشروعات للبنية الأساسية، والتعليم والتنمية.. إلخ، لكنها ستُجبرها على الاستعانة بشركاتها ليس فقط هذا؛ لكن هناك بالطبع الفوائد ذات الأرقام الفلكية التي سيصبح على الدولة المسكينة أن تسددها، هكذا يتعاظم الدين ويتضاعف من تلقاء ذاته وتضعف أمامه القدرة على السداد بمرور الزمن. هنا تأتي الطريقة الثانية وهي إجبار تلك الدولة على الخضوع كليًا إما بالتنازل عن موارد محددة، أو قرارات، أو قطعة أرض ترى الولايات المتحدة أنها يمكنها استخدامها بما يفيد اقتصادها ويعود عليها بالربح؛ وهكذا وبكل بساطة يتم احتلال تلك البلدان سلطويًا، ماديًا وبكل شكل ممكن دون جيوش ومعارك دموية. ويمكن تلخيص ذلك فيما قاله جون بيركنز نفسه "إن ما نتقن صنعه نحن قراصنة الاقتصاد هو أن نبني إمبراطورية عالمية؛ فنحن نخبة من الرجال والنساء يستخدمون المنظمات المالية الدولية لخلق أوضاع تخضع الأمم الأخرى لاحتكار الكوربيروقراطية التي تدير شركاتنا الكبيرة وحكومتنا وبنوكنا" 4- هل يقف الأمر عند هذا الحد؟ الحق أنه على اختلاف الدول، واختلاف ثقافتها ومواردها، وناتج دخلها القومي، وكل تلك الأشياء التي لا تتشابه بين دولة وأخرى؛ فإنه من غير الممكن الزعم أن تلك المهمة التي يقوم بها قرصان الاقتصاد ستأتي بنتائجها المطلوبة على الدوام. هنا نجد أن هناك فرق أخرى أكثر أهمية، وأن الأمرليس فقط مجموعة مدربة على الحيل الاقتصادية؛ فكما أن هناك قرصان الاقتصاد، فهناك فرقة أخرى تحت اسم "الثعالب". تلك الفرقة هي التي تمتلك حيل دموية، ليست اقتصادية هذه المرة، ويمكنها أن تعترض طريق أي دولة لا تسير وفقًا للمخطط الموضوع لها. كما تم مع رئيسين من رؤوساء أمريكا اللاتينية وهما: خايمي رولدوس رئيس الإكوادور، وعمر توريخوس رئيس بنما، فحين عارض كل منهما محاولات الولايات المتحدة الأمريكية للهيمنة على بلادهم كانت النتيجة هي اغتيالهما فقد قُتل كليهما في حادثين مروعين. إنه كتاب خطير بما يحوى من حقائق وروايات أتت من أعماق واقع مخفى وغير معلن.. ظاهره المساعدات والمبادئ النبيلة وباطنه احتلال من نوع خاص للثروات الأموال، حقائق أشبه بحلم مزعج من شدة شرها وتمكن خبثها من التلون والإختفاء طوال هذه السنوات.. إنها اعترافات قرصان إقتصادى كتبت بمداد من مستقبل أجيال ودماء شعوب وأحلام أمم.