█ _ علي بن نايف الشحود 2007 حصريا كتاب ❞ موسوعة الخطب المنبرية (19) ❝ 2024 (19): كان ظهور الدعوة الإسلامية حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية حيث بعث الله رسوله محمدًا صلى عليه وسلم حين فترة من الرسل وبعد أن الناس جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت بما ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد جاء النبي برسالته وقد أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه إلا القيام أمره به ربه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ هذا الداعي الجديد وأقبل ينظرون ما الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون كما لها ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون عن طريقها ومنذ ذلك الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون ثم إن الإسلام بالإضافة إلى اعتماده نشر قد جعلها ضمن الشعائر التعبدية ففرض خطبة كل يوم جمعة لا تصح الصلاة بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد وغيرها الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أو أداءً ومضمونًا وكان أكبر عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها القرآن الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف وقد ذكر ابن خلدون كلام العرب الذين أدركوا فاق الجاهليين الشعر النثر بأنواعه خطابة وكتابة ومحاورة ونحوها وأن كله أتى أعلى طبقة البلاغة وأذواقها منظوم ومنثورهم قال: والطبع السليم والذوق الصحيح شاهدان بذلك للناقد البصير بالبلاغة والسبب هؤلاء سمعوا الطبقة العالية الكلام اللذيْنِ عجز البشر الإتيان بمثليْهما لكونها ولجت قلوبهم ونشأت أساليبها نفوسهم فنهضت طباعهم وارتقت ملكاتهم ملكات قبلهم أهل الجاهلية ممن لم يسمع هذه ولا نشأ عليها كلامهم نَظْمهم ونثرهم أحسنَ ديباجة وأصفى رونقا أولئك وأرصف مبنى وأعدل تثقيفا استفادوه العالي وتأمّلْ يشهدْ لك ذوقك كنت الذوق والتبصّر بالبلاغة وكثير أغراض التي كانت قبل الإسلام؛ بقيت أيضاً بعد مثل والصلح والحث القتال والأغراض السياسية والقضاء وبقيت كثير عادات واستمرت بعده اعتماد الخطيب العصا وإلقاء الخطبة مكان مرتفع فوق الراحلة خطب وهو ناقته حجة الوداع ومِثل لفّ العمامة والإشارة أثناء الإلقاء وغير ثم اكتسبت مزايا وخلالًا طيبة تكن فيها صارت تفتتح بحمد والصلاة والسلام والتشهد بالشهادتين والاستشهاد بآي وكلام والالتزام مضمونها بأدب وشريعته مما يعني إهمال بعض الأغراض موجودة والترفع بالخَطابة التنافر والتفاخر بالأحساب والأنساب ونحو سائدًا الجاحظ ذكر أن خطباء السلف الطيب وأهل البيان التابعين لهم بإحسان مازالوا يسمون تبتدأ بالتحميد وتستفتح بالتمجيد " البتراء " ويسمون تُوشَّح بالقرآن وتُزيَّن بالصلاة وسلم: " الشوهاء " وخطب أعرابي فلما أعجله بعضُ التصدير والاستفتاح قال: " أما بغير ملالةٍ لذكر إيثارِ غيرِه فإنا نقول كذا ونسأل فرارًا تكون خطبته بتراء شوهاء اشتهر العصر كوكبة الأفذاذ رأسهم خاتم النبيين وإمام المرسلين سيدنا محمد الذي آتاه جوامع الكلم له خطيب هو ثابت قيس بن شماس جهير الصوت خطيباً بليغاً المبارك الفصحاء؛ الخلفاء الأربعة وكثيرون الصحابة والتابعين رضوان عليهم أجمعين وهذه للخطب والدروس جمعها المؤلف مواقع كثيرة النت وخاصة موقع المنبر وغالبها معزوة لأصحابها تحتوي أكثر ألف وخمس مائة ودرس شتَّى الموضوعات بحيث يستطيع وغيره الرجوع والاستفادة منها إنها تشمل سائر موضوعات المناسبات وهي مرتبة الأحرف الألف بائية وفيها مقدمة أهمية وآدابها وسننها ومكروهاتها يقول خطبه: "بسم الرحمن الرحيم الحمد لله سيد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم الدين : فهذه جمعتها فينبغي ينزِّلها يوزِّعها ليس عنده نت والدالُّ الخير كفاعله يقول المصطفى صحيح مسلم عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِىِّ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ فِى سَفَرٍ مَعَ النَّبِىِّ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ « مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ لاَ ظَهْرَ وَمَنْ فَضْلٌ زَادٍ زَادَ » فَذَكَرَ أَصْنَافِ الْمَالِ ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ حَقَّ لأَحَدٍ مِنَّا فَضْلٍ قال تعالى سان نبيه شعيب السلام { يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ بَيِّنَةٍ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ اسْتَطَعْتُ تَوْفِيقِي بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) [هود 88] } أسأل ينفع بها جامعها وقارئها وناقلها وناشرها آمين" كتب مجاناً PDF اونلاين ولقد ومنذ