█ _ نهاد خياطة 1994 حصريا كتاب ❞ دراسة فى التجربة الصوفية ❝ عن دار المعرفة للطباعة والنشر 2024 الصوفية: الـتـصوف فـلسفـة ونـظـرة إلى الحـياة ورؤيـة للـوجـود إنـه نـوع مـن الـتـعامـل مـع الحـقـائـق الـكـونـية بـشـكـل عـام ومع الـقـضـايا الإنـسـانـيـة خـاص فـعـلى الـمسـتـويـات الاقـتـصادية والـسيـاسـية والاجـتـماعـيـة والأخلاقـية… يـمـثـل مـوقـفـا بـامتـيـاز مـوقـف رافــض للـمـظاهـر الـسـلـبـيـة كـل مـجـالات الـحـياة الـتي يـلامـسها إنـه أو بـآخـر سـعي تـصحـيـح الأوضاع تـعـاني اعـوجـاجـا واضطـرابا الـمـستـوى الـسيـاسي رفـضا لـكـل أشـكـال الـمـرض من تـنـازع عـلى الـسـلـطـة وتـعـال وظــلـم واستــبــداد تــلـطــيـف أجــواء الـنــزوع نـحـو الاستـعـلاء وتـحـطـيـم الآخـر الأشـكـال سـواء مـنـها ما كـان مشـروعـا مـا بـخـلاف ذلك وعـلى الـمسـتـوى الأخـلاقي الـتـصـوف تـصحـيـحـا للـسـلـوكـيـات الـمـرضـية الـقـائـمة حـب الـعـاجـلة دون الآجـلـة وتـكـريـسا لمـبـدأ الـعـدل والـتـوازن بـيـن الـقـيـم الـروحـيـة والـقـيـم الـمـاديـة فــقـد اكـتـفى الـكـثـيـر الـنـاس الـعـصر الأمـوي الـذي ظـهـر فـيه ـ سـبـيـل الـمـثـال بـالـسـعي جـني أكــبـر قــدر مـمـكـن الـمـال وتـحـقـيـق أكـبـر حـظ الـمـتـع واللـذائــذ الـدنـيـويـة الـمـادية ضـاربـيـن عـرض الـحـائـط بـالـقـيـم والإنـسانـيـة أتى بـهـا الإسـلام وســعى تـرسـيخـها فـقـد تحـولـت حـيـاتـهم حـيـاة فـارغـة الـمـعـنى ومن الـروح حـياة تـعـتـبـر شيء والجـاه وكـل مـجـتـمع تـسـود فـيـه هذه الـقــيـم يـستـحـيـل أن تـتـحـقـق الـعـدالـة الاجـتـماعـية تـوزيـع الخـيـرات يـراعي حـق الـضعـيـف ونـصيب الـفـقـيـر وهـذا الـنـوع يـحـيا بـالـمـال ويـموت بمـوتـه وفـقـدانـه وتـصـيـر الحـيـاة بـعـد الـمـوت سعـيـا نـيـل استـرجـاع ضاع مـنـه أنـفـق بـشـتى الـطرق والـوسائـل المـشـروع مـنها والـمحـرم حـد هـذا السـيـاق يـأتي لـيعـيـد الاعـتـبـار للـقـيم الـروحـية ولـيعـيـد الأمـور نـصابـها إن نـقـطـة قـوة الـمجـال لـيـست محـاولـتـه إصلاح الـوضع بـقـدر تـكـمـن الـقـوة طريـقـة معـالجـتـه لهـذه وطريـقـة تـعـامـلـه مع الأمـراض فـهـو يـستـعـيـن بـمـجـمـوعة طرق وسـلـوكـيـات نـوجـزهـا الآتي : 1 الـتجـربـة الـبـاطنـية : الـملاحـظ هـنا أنـنـا نـتـحـدث الـتـربـيـة لا الـتـعـلـيـم إذ الـوقـت اكـتـفـت كـثـيـر مـدارس بـمـهـمة وتـحـديـدا بالـتـلـقـيـن الـتـلـقـيـن للـمعـلـومات والــمعـارف الجاهـزة تـبـقى عـاجـزة عـن الارتـقـاء بـحـيـاة الـفـرد مـعـانـقـة مـستـويات عـلـيا الـنـضج والـتـجـربـة قـلـنا لـم تـكـتـف الـصوفـيـة بـالـتـعـلـيـم بـل أول ربـمـا أهـم مـقـاصدهـا : الـبـعـد الـتـربـوي خلال الـربـط الـظـاهـر والـبـاطن شـخـصـيـة الإنـسان ومـن خـلال جـهـاد الـنـفـس إصلاحـها فـفي حـيـن كـثــيـر الـتجـارب الـتـربـويـة بـالـمستـوى السلـوكي حـيـث الإصلاح يـركـز سلـوكـيـات الـظاهـرة كـاحـتـرام والـنـظـافـة والـتـعـامـل الـمحـيـط الخـارجي فـإن ركـز الـمستـويـيـن مـعا مـستـوى الـسـلـوك الـظاهــري ومـستــوى الـبـاطني يـمكـن تـسمـيـتـه بـالـسـلـوك الـنـفـسي فـاهـتـمـوا جـانـب تـمت الإشـارة إلـيـه بالأخـلاق الـنـفـسـية حـسـد وحـقـد وتـواضع ومـحـبـة … وغـيـرهـا الـسلـوكـيـات يـصعـب عـلاج الـظاهـر عـلاجـهـا 2 الـتجـربة الغـيـرية : إذا الـمـدارس يـكـتـفي فـي بالتـلـقـين الـشـفـوي الـمنـهـج الصوفي يـمـيـل اتـخـاذ سـبـيـلـيـن اثـنـيـن كـوسـيـلـة للـعـلاج والإصلاح فـإذا صح نـسمي الطريـقـة الأولى الـذاتـيـة فـإنـه يــصح تـسمـية الـتـربـية الصوفــية بالـتربـية الـغـيـرية الـمـتـعـديـة مـقـابـل الـقـاصرة إن الـفـرق الـمنهجـيـن يـكـمـن بـالخـصوص الـصوفي يـعـتـمد المـتـعـدي نـفـعـه الـغـيـر أي سـلـوك إصلاحي يـتـوقـف الـمربـي نـفـسـه أولا قـبـل غـيـره هـو مـنـهـج قـلـما يـصـل نـتـائـج مـهـمـة 3 الـتـجـربـة بـالـقـدوة : في يـحـاول الـمربي الـعـادية يـلـقـن الـمـتـعـلـم سلـوكـيات معـيـنـة عـبـر الـشـفــوي نـجـد يـرتـقي درجـة أعـلى وهي الـقـدوة فـكـثـيـر مـنـاهـج نـظـرنـا أخـطـأت الـفـصـل الـمـعـرفـة وبـيـن لأنـه إذا كـانـت الـطريـقـة الـتـلـقـيـنـية مجـديـة الـمعـارف والمعـلـومات فـإنـها تـنـفـع نـقـل الـسلـوكـيات الـسـلوكـيـات مـسـألـة أغـفـل إلـيـها الـمـربـيـن أنـسب طـريـقـة لـنـقـل الـسـلـوكـيـات هي فـإذا كــانـت الـتـجـارب يـمـر بهـا الـمـرء مـتـعـددة مـتــنـوعة مـنـهـا الـمـعـارف ومـنـها الأحـاسـيـس فـلـيـس الـمنـطـقي ولا الـمقـبـول تـنـقـل هـذه تـنـوعـها بـآلـة واحـدة ووسـيـلـة وإذا أمرا مسلـما به فالأولى نـبـحـث وسـيـلـة أنـسـب تـجـربـة لــنـقـل بـصـيـغـة أخـرى حـيـة وبـالـتـالي تـنـاسـبـها نـقـلـها الـوسـيلـة اللـغـوية مـهـمـا بـلـغ اقـتـدار صاحـبـهـا الـبـلاغـة تـكـون أداة الـنـقـل جـنـس الـمـنـقــول أنــسـب الـسـيـاق وهـنـا نـستحـضـر قـول الـرسـول صلى الله عـلـيه وسـلـم < صلـوا كـما رأيـتـمـونـي أصـلـي > انطلاقـا مـمـا سـبـق نـشـيـر إلـى الـصـوفـيـة هـي : 4 تـجـربة مـعـيـشـة : الـمـربـي الصـوفـي حـيـنـمـا يـنـقـل للـمـريـد فـإنـمـا إلـيه عـايـشـهـا وعـانـاهـا وكـابـدهـا بـفـكـره وإحـسـاسـه وشـعـوره بـاخـتـصار إنهـا بالـنـسبة تجـربة تـغـلـغـلـت مـدارك الـمـريـد الـنـفـسـيـة والـروحـيـة والـعـقـلـيـة وتـغـلـغـلـت ذاتـه وصـارت جـزءا كـيـانـه فـهـو عـوض يـلـقـنـه يـجـعـلـه يـعـيـشـها ويـحـيـاها بـنـفـسـه الأمـر يـجـعـل أمـر مـيـسـورا هـيـنـا لأن فـاقــد الـشيء يـعـطـيه كـمـا يـقـول الـمـثـل يعتبر هذا الكتاب أبرز الكتب التي تناقش الأفكار وتوضحها بشكل متجرد وغير متحيز ويبدأ الفصل الأول بمدخل هام فكر ابن عربي ويستعرض لنا مسألة وحدة الشهود ووحدة الوجود ومعيار التمييز بين والحلول ومصادر والسنة وفي الثاني تتناول المؤلفة ظاهرة الشطح التصوف الإسلامي ويتكون ثلاثة أقسام بعنوان: بسطاميات والثاني شبليات والثالث بعنوان حلاجيات وكل قسم قُصد استعراض عند كل شخصية أبو يزيد البسطامي بكر الشبلي والحلاج أما الثالث فيتناول طبيعة الغزالي والفصل الرابع يناقش اللاهوت والناسوت الحلاج ويختتم بفصل فناءين الصوفية هو مذهب إسلامي لكن وفق الرؤية ليست مذهبًا وإنما أحد أركان الدين الثلاثة (الإسلام الإيمان الإحسان) فمثلما اهتم الفقه بتعاليم شريعة الإسلام وعلم العقيدة بالإيمان فإن بتحقيق مقام الإحسان التربية والسلوك تربية النفس والقلب وتطهيرهما الرذائل وتحليتهما بالفضائل الذي الركن الكامل بعد ركني والإيمان وقد جمعها حديث جبريل عليه السلام وذكرها عاشر منظومته (المرشد المعين الضروري علوم الدين) وحث أكثر لما له عظيم القدر والشأن قال العارف بالله أحمد بن عجيبة: "مقام يُعبّر عنه بالشريعة ومقام بالطريقة بالحقيقة فالشريعة: تكليف الظواهر والطريقة: تصفية الضمائر والحقيقة: شهود الحق تجليات المظاهر فالشريعة تعبده والطريقة تقصده والحقيقة تشهده" وقال أيضاً: "مذهب العمل كان حدّه الجوارح الظاهرة يُسمى انتقل لتصفية البواطن بالرياضة والمجاهدة فتح العبد بأسرار الحقيقة الإحسان كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين المنهج وضعه سبحانه وتعالى للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً والذي بيَّنه رسوله وسلّم لهم وإنّ للإسلام مجموعة المبادئ والأُسس يجب الإنسان حتى يكون مسلماً بحق الالتزام بها اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الحديث الشريف والتراجم, الدعوة والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير