📘 ❞ المقري صاحب نفح الطيب ❝ كتاب ــ محمد عبد الغني حسن

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب المقري صاحب نفح الطيب ❝ ــ محمد عبد الغني حسن 📖

█ _ محمد عبد الغني حسن 0 حصريا كتاب المقري صاحب نفح الطيب 2024 الطيب: أحمد بن هو شهاب الدين أبو العباس أحمد التلمساني القرشي المالكي الأشعري من أعلام الفكر العربي الجزائر أثناء عهدها العثماني شخصية متميزة فكرياً توزّع هواها بين أقطار العروبة مشرقاً ومغرباً ولد وهام بالمغرب الأقصى كما كبر وجده بالحجاز وأحب دمشق وأهلها والقاهرة ورجال علمها حيث لقي ربه وفي نفسه حنين إلى وطنه الأول وشوق الرحلة التي حالت دونها المنية بعدما ارتوى صدره أريج الأرض الطاهرة البقاع المقدسة إنه العلامة الأديب اللامع 986 1041هـ 1578 1631م عملين فكريين جادين بدأ بأوّلهما حياته التأليف وهو روضة الآس العاطرة الأنفاس ذكر لقيته الحضرتين: مراكش وفاس وكان الثاني خاتمة مؤلفاته عشية وفاته غصن الأندلس الرطيب المقري (1578م ـ 1631م) اسمه الكامل أبوالعباس ابن يحيى مؤرخ مسلم تلمسان سنة 1578م وتوفي بالقاهرة أشهر كتبه الذي يعد أحد أبرز المراجع العربية المكتوبة حول تاريخ يعد المؤرخين المسلمين القرن السادس عشر والسابع الميلاديين اشتهر صِيتُه العلمي بقاع العالم الإسلامي ابتداء ومراكش ومصر والحجاز والشام خلال حكم الخلافة العثمانية وشهد له معاصروه بالعلم وتدل ذلك آثاره العلمية شتى صنوف العلم يعتبر المغرب والمشرق الآثار المفقودة لأبي لولا الهدية قدمتها حفيدة المستشرق الفرنسي جورج ديلفان 1993م للمكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة والمتمثلة مجموعة المخطوطات بينها رحلة يعد مؤلفات المعتمدة وتجدر الإشارة أن ألّف كتابه بطلب شاهين الصقلي الدمشقي أعجبه الحديث كان يدور وعلماء عالم لسان الخطيب أزهار الرياض أخبار القاضي عياض خمسة أجزاء روضة الأنس علماء حسن الثنا العفو عمن جنى عرف النشق أرجوزة سماها إضاءة الدجنة عقائد أهل السنة زهر الكمامة العمامة نشأته (المقري) أسرة علم عاشت قرية (مقرة (ولاية المسيلة)) شرق مدينة (المحمدية) أي (المسيلة) حالياً بنحو ثلاثين كيلو متراً وهي لا تزال تنطلق هكذا (مَقْرَة) حتى اليوم بسكون القاف فشيوع نسبته إليها بفتح تشديد (المقّري) خطأ مبرر غير جهل بضبط النسبة القرية المذكورة كتابات باحثين جزائريين منذ أوائل هذا مثل (الحفناوي) بقي متردّدا فقال: "المقرّي الميم وتشديد القاف… وقيل وسكون لغتان… قرى أو (الزاب) فنقل مكان جنوب الشرقي غربها واثق انتقل جد (أحمد المقري) الأعلى (مقرة) قرب (تلمسان) وبها برز أجلاء الأسرة بينهم عم (أحمد) (سعيد وفيها المؤلف المكنّى (أبا العباس) (986هـ 1578م) ودرس أمثال عمّه السالف الذكر وقت كانت (الرحلة) (العلم) مكملات التكوين انتقل (المقري) فاس (1009هـ 1600م) للدراسة لفت أنظار رجال العلم والسياسة ومنهم الشيخ إبراهيم الآيسي اصطحب (فاس) قدمه للسلطان المنصور الذهبي) أجلّه أعجب به مثلما طرب للجوّ (مراكش) ورجاله ولم يكد يعود (1011هـ 1601م) شرع يبرّح الشوق ومناخها الزاخر فسافر (1013هـ 1604م) إماماً ومفتياً وخطيباً ذا مكانة مرموقة هناءه وراحته نغصهما عليه الجو السياسي الصراع أبناء السلطان المنصور) السلطة بعد (1012هـ 1603م) فقرر الرحيل تاركاً أسرته بمدينة رمضان (1027هـ 1618م) متجهاً نحو الحجاز لأداء فريضة الحج فمر بوطنه وتونس براً ثم (مصر) بحراً ومنها فوصل مكة المكرمة ذي القعدة (1028هـ 1619م) فاعتمر حجّ وفكر الإقامة عوائق أشار يحدّدها فعاد شهر المحرم (1029هـ 1630م) أعاد الزواج (مصرية) وشرع يدّرس (الأزهر) والأراضي المقدسة ومن يكرر رحلاته فقال عن زيارته (مكة) و(المدينة) و(بيت المقدس) زار "خمس مرات وحصلت بالمجاورة فيها المرات وأمليت قصد التبرك دروساً عديدة… ووفدت طيبة المعظمة ميمّماً مناهجها السديدة سبع وأطفأت بالعود الأكباد الحرار واستضأت بتلك الأنوار… النبوي بمرأى منه الصلاة ومسمع… أبت مصر مفوّضاً لله جميع الأمور ملازماً خدمة الشريف بالأزهر المعمور… فتحركت همتي… للعودة للبيت المقدس وتجديد العهد بالمحل التقوى مؤسس فوصلت أواسط رجب وأقمت فيه وعشرين يوماً بدا لي بفضل الله وجه الرّشد وما احتجب وألقيت عدة دروس بالأقصى والصخرة المنيفة وزرت مقام الخليل ومن معه الأنبياء ذوي المقامات الشريفة"(4) هناك اتجه (دمشق) سرّ كثيراً بأرضها وإنسانها فدرّس (البخاري) ولقي الإعجاب وحظي بتقدير عوّضه ما عاناه فقرّر الانتقال بتشجيع أنفسهم إلى(مصر) للانتهاء تحرير (نفح الطيب) وتصفية شؤونه نية السفر لكن الأجل أدركه (1041هـ وروحه قال أعذب المشاعر كمشاعر الحنين القائل "الاعتراف بالحق ومحاسن الشام وأهله طويلة عريضة ورياضه بالمفاخر والكلمات أريضة مقرّ الأولياء والأنبياء ولا يجهل فضله إلا الأغمار الأغبياء" وخلال الحياة الذاتية والروحية والعلمية وجد (المغرب الأقصى) أولاً (المشرق العربي) ثانياً المناخ الصحي فتّق مواهبه الأدبية وإمكاناته العقلية فأثر الدينية خصوصاً و(دمشق) وأنجز يقرب كتابا كتابان دلالتهما مهمة تعبيراً ميوله وصلاته الفكرية أولهما سبقت الإشارة: "روضة الأنفاس" وثانيهما: "نفح الطيب…" كتبه بالكتاب افتتح والأدبية وقد جاء وحي المحيط عاشه و(مراكش) فاختلط بعلماء البلد وفقهائه وسياسييه وأعجب بهم أعجبوا فشرع يكتب لقائه بالسلطان المغربي للتعريف بمن لقيهم المدينتين ليكون الكتاب هدية النهاية شرع عمله وتابعه عودته (1011هـ) لكنه حين عاد بالعمل جاهزاً 1904م) قد قبل بسنة فبقي أكثر ثلاثمائة وخمسين صفحة الحاضرتين المغربيتين الذين بلغ عددهم أربعاً وثلاثين وتكفّل بالسهر طبعه وإخراجه الناس الأستاذ: (عبد الوهّاب منصور) أما فقد ختم وأنجزه (1038هـ 1628م) فقامت شهرته بمادته وأسلوبه أما المحرّض تأليفه فهو (الدمشقي) كان(المقري) مقيماً (1037هـ 1627م) فلمس لدى القوم شغفاً علمياً ووداً صافياً طاهراً استحوذ فؤاده فيذكر حديثه لهم (الأندلس) و(لسان الخطيب) جعل علمائهم (ابن شاهين) يطلب تأليفاً الموضوع "كنا بدمشق المحوطة وأثناء التأمّل محاسن الجامع والمنازل والقصور والغوطة ننظم سلك المذاكرة درر الأخبار الملقوطة ونتفيأ ظلال التبيان مع أولئك الأعيان مجالس مغبوطة نتجاذب أهداب الآداب ونشرب سلسال الاسترسال ونتهادى لباب الألباب… ونستدعي الأعلام فينجرّ بنا الكلام والحديث شجون وبالتفنن يبلغ المستفيدون يرجون البلاد الأندلسية ووصف رياضها السندسية… فصرت أورد بدائع بلغائها يجري لساني الفيض الرحماني وأسرد كلام وزيرها السلماني… تثيره المناسبة وتقتضيه وتميل إليه الطباع السّليمة وترتضيه النظم الجزل الجدّ والهزل… فلما تكرر مرة أسماعهم لهجوا دون غيره صار كأنه كلمة إجماعهم وعلق بقلوبهم وأضحى منتهى مطلوبهم ومنية آمالهم وأطماعهم… فطلب مني المولى الشاهيني إذ ذاك الماجد المذكور ذو السعي المشكور أتصدى بلسان مصنف يعرب بعض أحواله وأنبائه وبدائعه وصنائعه ووقائعه ملوك عصره وعلمائه وأدبائه…" فحاول الاعتذار صاحبه يلحّ فلم يقو ردّ ملحّ لعزيز فأقدم وكله عزم وحزم فقدم مرجعاً هاماً وتحفة أسلوبية ذات تميّز عربي ببيانها الضاد (الجزائر) عموماً فكان (المجلد الأول): تاريخاً ومدناً وإنتاجاً وطوائف وفتحاً وأعلاماً السياسة والفكر والدين والشعر والأدب (في 704 صفحة) الثاني) "من رحل الأندلسيين بلاد المشرق" فشمل (307 شخصية) بينما ضم الثالث) "بعض الوافدين والحصيلة (475 ويتلاحق معظم صفحات الرابع) (700 متبوعة بحديث "تغلّب العدوّ واستغاثة أهلها معاصريهم لإنقاذها" (مئتي ثم يستأثر (لسان بثلاثة مجلدات: (الخامس) و(السادس) و(السابع) أسلافه ونشأته ومشائخه بالملوك والأكابر جملة نماذج مطولة إنتاجه نثراً وشعراً أولاده وبعض صلاته الأخرى المختلفة أفرد المحقق والناشر الثامن) للفهارس النفع الكبير بالنسبة للباحثين عرباً وأجانبَ فالكتاب صورة أدبية فكرية سياسية للأندلس أنجبت رجالاً واستقطبت أعلاماً فبنت لها مجداً أتلفه (ملوك الطوائف) فسحقوه تحت (حوافرهم) صراعاً المواقع و(المغانم) لقد أحبّ وأديبها هيامه الروحي بالبقاع مهبط الرسالة المحمدية تنفس هواءها وضعت قدميه طريق المجد عالماً فقيهاً مصنفاً أديباً فكان علماً عربياً بحسّ قومي تغلغل أعماقه أعمالاً خدمت أمته وعبرت إمكانياته وظروف سياسياً وأدبياً فإن أول عمل (روضة الآس) إحدى الخطوات الأولى الناجحة معاجم فإن آخر متوهجة حية لآخر (الأدب المغاربي) و(الأدب الجزائري) يتدحرج الهاوية عصر (الظلمات) الوقت ذاته للمستويات الشعرية بهذا النماذج أشبع بها (النفح) بلغت أربعة آلاف وثمانمئة (4850 ص) تراث مشترك جناحي الوطن (مشرقه ومغربه) كله فضل لهذا الأكبر جميعه دين تقدير جهده المقرون بالحب والإخلاص للذين يعطون أوطانهم بسخاء منّ أذى التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين يتناول سير حياة عبر العصور دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية عندهم عهد الرسول صلى وسلم بزمن يسير حرص العلماء حماية وصيانة المصدر مصادر التشريع الإسلام حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي وبالأخص فيما يتعلق بالحديث أولا المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: رسول يأذن لحديثه ينظر يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول لم نأخذ نعرف » واستمر العمل هذه القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك لما ينبني المعرفة قبول والتعبد بما تعالى رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من منهم حدث عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل كثير الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب منها تفرّدته الأمة الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة وقد أسهب الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
المقري صاحب نفح الطيب
كتاب

المقري صاحب نفح الطيب

ــ محمد عبد الغني حسن

المقري صاحب نفح الطيب
كتاب

المقري صاحب نفح الطيب

ــ محمد عبد الغني حسن

عن كتاب المقري صاحب نفح الطيب:




أحمد بن محمد المقري هو شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد المقري التلمساني القرشي المالكي الأشعري من أعلام الفكر العربي في الجزائر أثناء عهدها العثماني شخصية متميزة فكرياً، توزّع هواها بين أقطار العروبة مشرقاً ومغرباً، ولد في الجزائر، وهام بالمغرب الأقصى كما كبر وجده بالحجاز، وأحب دمشق وأهلها، والقاهرة ورجال علمها، حيث لقي ربه، وفي نفسه حنين إلى وطنه الأول الجزائر وشوق الرحلة إلى دمشق التي حالت دونها المنية، بعدما ارتوى صدره من أريج الأرض الطاهرة في البقاع المقدسة.

إنه العلامة الأديب اللامع أحمد المقري 986- 1041هـ/ 1578- 1631م صاحب عملين فكريين جادين، بدأ بأوّلهما حياته في التأليف، وهو كتاب روضة الآس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من أعلام الحضرتين: مراكش وفاس وكان الثاني خاتمة مؤلفاته، عشية وفاته، وهو كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب.

المقري التلمساني (1578م ـ 1631م) اسمه الكامل شهاب الدين أبوالعباس أحمد ابن محمد ابن أحمد ابن يحيى القرشي هو مؤرخ مسلم ولد في تلمسان سنة 1578م ، وتوفي سنة 1631م بالقاهرة ، من أشهر كتبه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب الذي يعد أحد أبرز المراجع العربية المكتوبة حول تاريخ الأندلس.

يعد المقري أحد أبرز المؤرخين المسلمين في القرن السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، اشتهر صِيتُه العلمي في بقاع العالم الإسلامي ابتداء من تلمسان وفاس ومراكش ومصر والحجاز والشام خلال حكم الخلافة العثمانية، وشهد له معاصروه بالعلم وتدل على ذلك آثاره العلمية في شتى صنوف العلم

يعتبر كتاب الرحلة إلى المغرب والمشرق من الآثار المفقودة لأبي العباس المقري لولا الهدية التي قدمتها حفيدة المستشرق الفرنسي جورج ديلفان سنة 1993م للمكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة ، والمتمثلة في مجموعة من المخطوطات من بينها رحلة المقري.
يعد نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب أشهر مؤلفات المقري كما يعد أحد أبرز المراجع العربية المعتمدة حول تاريخ الأندلس وتجدر الإشارة أن المقري ألّف كتابه نفح الطيب بطلب من أحمد بن شاهين الصقلي الدمشقي ، الذي أعجبه الحديث الذي كان يدور بين المقري وعلماء دمشق حول عالم الأندلس لسان الدين بن الخطيب.
أزهار الرياض في أخبار القاضي عياض من خمسة أجزاء.
روضة الأنس العاطرة الأنفاس في ذكر من لقيته من علماء مراكش وفاس.
حسن الثنا في العفو عمن جنى.
عرف النشق في أخبار دمشق.
أرجوزة سماها إضاءة الدجنة في عقائد أهل السنة.
أرجوزة سماها زهر الكمامة في العمامة.
نشأته
(المقري) من أسرة علم بالجزائر، عاشت في قرية (مقرة (ولاية المسيلة)) شرق مدينة (المحمدية) أي (المسيلة) حالياً، بنحو ثلاثين كيلو متراً، وهي لا تزال تنطلق هكذا (مَقْرَة) حتى اليوم، بسكون القاف، فشيوع نسبته إليها اليوم بفتح على تشديد القاف (المقّري) خطأ، لا مبرر له، غير جهل بضبط النسبة إلى القرية المذكورة، حتى في كتابات باحثين جزائريين منذ أوائل هذا القرن، مثل (الحفناوي) الذي بقي متردّدا فقال: "المقرّي بفتح الميم وتشديد القاف… وقيل بفتح الميم وسكون القاف لغتان… قرية من قرى تلمسان أو (الزاب) فنقل مكان القرية من جنوب الجزائر الشرقي إلى غربها غير واثق.

انتقل جد (أحمد المقري) الأعلى من (مقرة) قرب (المسيلة) إلى (تلمسان) وبها برز علماء أجلاء، في الأسرة، من بينهم عم (أحمد) العلامة (سعيد المقري) وفيها ولد المؤلف (أحمد بن محمد المقري) المكنّى (أبا العباس) سنة (986هـ/ 1578م) ودرس على أمثال عمّه السالف الذكر، وفي وقت كانت (الرحلة) إلى (العلم) من مكملات التكوين العلمي، انتقل (المقري) إلى فاس سنة (1009هـ/1600م) للدراسة، حيث لفت أنظار رجال العلم والسياسة، ومنهم الشيخ إبراهيم بن محمد الآيسي الذي اصطحب (المقري) من (فاس) إلى مراكش حيث قدمه للسلطان (أحمد المنصور الذهبي) الذي أجلّه، كما أعجب (المقري) به، مثلما طرب للجوّ العلمي في (مراكش) ورجاله، ولم يكد يعود إلى (تلمسان) سنة (1011هـ/ 1601م) حتى شرع يبرّح به الشوق إلى (فاس) ومناخها العلمي الزاخر، فسافر إليها سنة (1013هـ/ 1604م) إماماً ومفتياً وخطيباً ذا مكانة مرموقة، غير أن هناءه وراحته نغصهما عليه الجو السياسي، في الصراع بين أبناء السلطان (أحمد المنصور) على السلطة، بعد وفاته (1012هـ/ 1603م) فقرر الرحيل تاركاً أسرته بمدينة (فاس) في رمضان (1027هـ/ 1618م) متجهاً نحو الحجاز، لأداء فريضة الحج، فمر بوطنه، وتونس براً، ثم إلى (مصر) بحراً، ومنها إلى الحجاز، فوصل مكة المكرمة في ذي القعدة (1028هـ / 1619م) فاعتمر، ثم حجّ، وفكر في الإقامة، التي حالت دونها عوائق أشار إليها ولم يحدّدها، فعاد إلى (مصر) في شهر المحرم (1029هـ/ 1630م) حيث أعاد الزواج من (مصرية) وشرع يدّرس في (الأزهر).

المقري والأراضي المقدسة
ومن (مصر) شرع يكرر رحلاته إلى البقاع المقدسة، فقال سنة (1029هـ/ 1631م) عن زيارته (مكة) و(المدينة) و(بيت المقدس) إنه زار مكة "خمس مرات، وحصلت بالمجاورة فيها المرات، وأمليت فيها على قصد التبرك دروساً عديدة… ووفدت على طيبة المعظمة ميمّماً مناهجها السديدة سبع مرات، وأطفأت بالعود إليها الأكباد الحرار، واستضأت بتلك الأنوار… وأمليت الحديث النبوي بمرأى منه عليه الصلاة ومسمع… ثم أبت إلى مصر مفوّضاً لله جميع الأمور، ملازماً خدمة العلم الشريف بالأزهر المعمور…

فتحركت همتي… للعودة للبيت المقدس وتجديد العهد بالمحل الذي هو على التقوى مؤسس، فوصلت أواسط رجب وأقمت فيه نحو خمسة وعشرين يوماً بدا لي فيها بفضل الله وجه الرّشد وما احتجب، وألقيت عدة دروس بالأقصى والصخرة المنيفة، وزرت مقام الخليل ومن معه من الأنبياء ذوي المقامات الشريفة"(4). ومن هناك اتجه إلى (دمشق) حيث سرّ كثيراً بأرضها وإنسانها، فدرّس (البخاري) ولقي الإعجاب وحظي بتقدير عوّضه ما عاناه في (مصر) فقرّر الانتقال إليها من (مصر) بتشجيع من رجال (دمشق) أنفسهم، فعاد إلى(مصر) للانتهاء من تحرير (نفح الطيب) وتصفية شؤونه فيها على نية السفر إلى (دمشق) لكن الأجل أدركه في (مصر) سنة (1041هـ/ 1631م) وروحه في (دمشق) التي قال فيها أعذب المشاعر، كمشاعر الحنين إلى وطنه، وهو القائل فيها "الاعتراف بالحق فريضة ومحاسن الشام وأهله طويلة عريضة، ورياضه بالمفاخر والكلمات أريضة، وهو مقرّ الأولياء، والأنبياء، ولا يجهل فضله إلا الأغمار الأغبياء". وخلال رحلة الحياة الذاتية والروحية والعلمية، وجد (المقري) في (المغرب الأقصى) أولاً وفي (المشرق العربي) ثانياً المناخ العلمي الصحي الذي فتّق مواهبه الأدبية وإمكاناته العقلية فأثر في الحياة الدينية، خصوصاً في (فاس) و(دمشق) وأنجز ما يقرب من ثلاثين كتابا، من بينها كتابان دلالتهما مهمة، تعبيراً عن ميوله، وصلاته الفكرية، أولهما كما سبقت الإشارة: "روضة الآس العاطرة الأنفاس" وثانيهما: "نفح الطيب…".

كتبه
بالكتاب الأول افتتح (المقري) حياته الفكرية والأدبية، وقد جاء من وحي المحيط العلمي الصحي الذي عاشه في (فاس) و(مراكش) فاختلط بعلماء البلد وفقهائه، وسياسييه، وأعجب بهم، كما أعجبوا به، فشرع يكتب كتابه هذا في (فاس) بعد لقائه بالسلطان المغربي (أحمد المنصور) للتعريف بمن لقيهم من علماء المدينتين (فاس) و(مراكش) ليكون الكتاب هدية للسلطان في النهاية.

شرع يكتب عمله وهو في (فاس) وتابعه بعد عودته إلى (تلمسان) سنة (1011هـ) لكنه حين عاد بالعمل جاهزاً إلى (فاس) سنة (1013هـ/ 1904م) كان السلطان المغربي، قد لقي ربه قبل ذلك بسنة. فبقي الكتاب هدية للمكتبة العربية في أكثر من ثلاثمائة وخمسين صفحة، عن رجال الحاضرتين المغربيتين الذين بلغ عددهم أربعاً وثلاثين شخصية، وتكفّل بالسهر على طبعه وإخراجه إلى الناس، الأستاذ: (عبد الوهّاب بن منصور).

أما كتابه (نفح الطيب) فقد ختم به حياته، وأنجزه في (مصر) سنة (1038هـ/ 1628م) فقامت عليه شهرته، بمادته وأسلوبه، أما المحرّض على تأليفه فهو المحيط العلمي (الدمشقي) حين كان(المقري) مقيماً فيها سنة (1037هـ/ 1627م)، فلمس لدى القوم شغفاً علمياً، ووداً صافياً طاهراً استحوذ على فؤاده، فيذكر أن حديثه لهم عن (الأندلس) و(لسان الدين بن الخطيب) جعل أحد علمائهم (ابن شاهين) يطلب منه تأليفاً في الموضوع "كنا في خلال الإقامة بدمشق المحوطة، وأثناء التأمّل في محاسن الجامع والمنازل والقصور والغوطة، كثيراً ما ننظم في سلك المذاكرة درر الأخبار الملقوطة، ونتفيأ من ظلال التبيان مع أولئك الأعيان في مجالس مغبوطة، نتجاذب فيها أهداب الآداب، ونشرب من سلسال الاسترسال ونتهادى لباب الألباب… ونستدعي أعلام الأعلام، فينجرّ بنا الكلام والحديث شجون، وبالتفنن يبلغ المستفيدون ما يرجون، إلى ذكر البلاد الأندلسية، ووصف رياضها السندسية… فصرت أورد من بدائع بلغائها ما يجري على لساني، من الفيض الرحماني، وأسرد من كلام وزيرها لسان الدين بن الخطيب السلماني… ما تثيره المناسبة وتقتضيه، وتميل إليه الطباع السّليمة وترتضيه من النظم الجزل في الجدّ والهزل… فلما تكرر ذلك غير مرة على أسماعهم لهجوا به دون غيره حتى صار كأنه كلمة إجماعهم، وعلق بقلوبهم، وأضحى منتهى مطلوبهم، ومنية آمالهم وأطماعهم… فطلب مني المولى أحمد الشاهيني إذ ذاك، وهو الماجد المذكور، ذو السعي المشكور أن أتصدى للتعريف بلسان الدين في مصنف يعرب عن بعض أحواله وأنبائه وبدائعه وصنائعه ووقائعه مع ملوك عصره وعلمائه وأدبائه…" فحاول (المقري) الاعتذار لكن صاحبه يلحّ، فلم يقو على ردّ ملحّ لعزيز، فأقدم على عمله، وكله عزم وحزم، فقدم للمكتبة العربية مرجعاً هاماً، وتحفة أسلوبية ذات تميّز عربي، ببيانها على لسان أحد أبناء الضاد في (الجزائر) خصوصاً، وفي المغرب العربي عموماً.

فكان (المجلد الأول): عن (الأندلس) تاريخاً ومدناً وإنتاجاً، وطوائف وفتحاً، وأعلاماً، في السياسة، والفكر والدين والشعر والأدب، (في 704 صفحة). وكان (المجلد الثاني) عن بعض "من رحل من الأندلسيين إلى بلاد المشرق" فشمل نحو (307 شخصية) بينما ضم (المجلد الثالث) "بعض الوافدين على الأندلس من أهل المشرق". والحصيلة أكثر من (475 شخصية) ويتلاحق ذلك في معظم صفحات (المجلد الرابع)، أكثر من (700 شخصية) متبوعة بحديث عن "تغلّب العدوّ على الأندلس واستغاثة أهلها معاصريهم لإنقاذها" في أكثر من (مئتي صفحة).

ثم يستأثر (لسان الدين بن الخطيب) بثلاثة مجلدات: (الخامس) و(السادس) و(السابع) عن أسلافه، ونشأته، ومشائخه، وصلاته بالملوك والأكابر، مع جملة نماذج مطولة من إنتاجه، نثراً وشعراً، ثم أولاده، وبعض صلاته الأخرى المختلفة. وقد أفرد المحقق والناشر (المجلد الثامن) للفهارس المختلفة ذات النفع الكبير بالنسبة للباحثين، عرباً وأجانبَ. فالكتاب صورة أدبية فكرية سياسية للأندلس التي أنجبت رجالاً واستقطبت أعلاماً، فبنت لها مجداً أتلفه (ملوك الطوائف) فسحقوه تحت (حوافرهم) صراعاً على المواقع و(المغانم).

لقد أحبّ (المقري) الأندلس وأديبها (ابن الخطيب) كما أحبّ (دمشق) وأهلها، مثل هيامه الروحي بالبقاع المقدسة، مهبط الرسالة المحمدية، مثلما بقي الشوق مقيماً في نفسه إلى وطنه (الجزائر) التي تنفس هواءها، مثل (فاس) التي وضعت قدميه على طريق المجد عالماً فقيهاً مصنفاً أديباً. فكان علماً عربياً، بحسّ قومي تغلغل في أعماقه، وأنجز أعمالاً خدمت أمته وعبرت عن إمكانياته وظروف عصره سياسياً، وأدبياً.

فإن بقي أول عمل له (روضة الآس) إحدى الخطوات الأولى الناجحة له في معاجم الأعلام، فإن آخر عمل له (نفح الطيب) صورة متوهجة، حية لآخر الأنفاس في (الأدب المغاربي) عموماً، و(الأدب الجزائري) خصوصاً قبل أن يتدحرج نحو الهاوية، في عصر (الظلمات) كما هو صورة في الوقت ذاته للمستويات الشعرية في الأندلس بهذا الفيض من النماذج التي أشبع بها المؤلف صفحات (النفح) التي بلغت أربعة آلاف وثمانمئة وخمسين صفحة (4850 ص) وهو تراث مشترك بين جناحي الوطن العربي (مشرقه ومغربه) له كله على (المقري) فضل، كما لهذا على وطنه الأكبر جميعه دين في تقدير جهده، المقرون بالحب والإخلاص. للذين يعطون أوطانهم بسخاء، من دون منّ ولا أذى.
الترتيب:

#5K

0 مشاهدة هذا اليوم

#18K

36 مشاهدة هذا الشهر

#5K

31K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 192.
المتجر أماكن الشراء
محمد عبد الغني حسن ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية