📘 ❞ بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك ❝ كتاب ــ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

كتب إسلامية متنوعة - 📖 ❞ كتاب بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك ❝ ــ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 📖

█ _ عبد العزيز بن الله باز 0 حصريا كتاب بيان حقوق ولاة الأمور الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب الإخلال بذلك 2024 بذلك: أوضح سماحة الشيخ: عبدالعزيز مفتي عام المملكة العربية السعودية ووجوب طاعتهم غير معصية تعالى مستشهدا بما جاء ذلك الآيات والأحاديث النبوية وأشار سماحته إلى أصول الدعوة الإسلامية الدولة محذرا الدعوات الباطلة والضالة واصفا أصحابها بأنهم دعاة شر عظيم وجاء خلال ندوة عقدت بالجامع الكبير بالرياض مساء الخميس ليلة الجمعة 1 5 1417 هـ تحت عنوان: "بيان الكتاب بذلك" حيث قال: الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام نبيه ورسوله وخليله وأمينه وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد عبدالله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه يوم الدين أما بعد: فلا ريب أن جل وعلا أمر بطاعة الأمر والتعاون معهم البر والتقوى والتواصي بالحق والصبر عليه فقال وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59] هذا هو الطريق؛ طريق السعادة وطريق الهداية وهو طاعة كل شيء وطاعة المعروف ولهذا قال فطاعة ولي تابعة لطاعة فإن أولي هم الأمراء والعلماء والواجب إذا أمروا بمعصية سواء كان أميرا أو ملكا عالما رئيس جمهورية فلا له كما النبي ﷺ: إنما الطاعة والله يقول: وَلا يَعْصِينَكَ مَعْرُوفٍ [الممتحنة:12] يخاطب الصلاة ويقول : فَاتَّقُوا مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ [التغابن:16] فالله بالتقوى والسمع والطاعة يعني: لذا النصوص يشرح بعضها بعضا ويدل بعض فالواجب جميع المكلفين التعاون مع الخير وحفظ الألسنة عن أسباب الفساد والشر والفرقة والانحلال يقول أي: ردوا الحكم وإلى سنة رسوله ﷺ اتباع الحق والتلاقي والتحذير الشر هذا أهل الهدى وهذا المؤمنين أما أراد دفن الفضائل والدعوة ونشر يقال مما فيه قدح بحق بباطل فهذا الشقاق الفتن فينشرون ويدعون إليه ويتناصحون بينهم فيما يخالف حتى يحصل ويحصل الوفاق والاجتماع لأن وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى تَعَاوَنُوا الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ بِالصَّبْرِ [العصر:1 3] ومعلوم المسلمين والهدى والمنفعة العظيمة إقامة الحدود ونصر المظلوم وحل المشاكل وإقامة والقصاص والعناية بأسباب الأمن والأخذ يد السفيه والظالم المصالح وليس الحاكم معصوما العصمة للرسل عليهم يبلغون لكن الواجب والنصيحة قد يقع والنقص هكذا فهم المؤمنون وهكذا الرسول بالسمع لولاة لهم رسول إن يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم: تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل جميعا تفرقوا تناصحوا ولاه أمركم الحديث والسلام: النصيحة قالوا: يا لمن؟ قال: ولكتابه ولرسوله ولأئمة وعامتهم وقال والٍ فرآه يأت فليكره يأتي ينزعن يدا ولما سئل الذين لا يؤدون أدوا الذي عليكم وسلوا فكيف حريصين العدل وردع الظالم والحرص استتباب حفظ نفوس ودينهم وأموالهم وأعراضهم فيجب ترك ويجب الحرص التناصح يقل ويكثر وقد منَّ هذه البلاد بدعوة الشيخ الإمام عبدالوهاب رحمة ومناصرة جد الأسرة سعود رحمه لهذه وحصل العظيم العلم والحق والقضاء الشرك وسائل قمع أنواع البدع والضلالات يعلمه والإيمان ممن سبر وشارك فيها وناصر أهلها فصارت مضرب المثل توحيد والإخلاص والبعد ووسائل جرى الفتنة المعلومة التي حصل بسببها العدوان وأهلها ثم جمع الشمل يدي تركي والد فيصل الجميع ابنه ابن حصلت فجوة بعد موت فجاء بالملك ونفع وجمع الكلمة ورفع مقام دينه وأقام بالمعروف والنهي المنكر والنعم الكثيرة  يحصيه إلا  سار أبناؤه بعده والأمر فالواجب خير يقوم بالدعوة الإسلام يجب معه المشارق وفي المغارب فكل دولة تدعو للحق وتدعو تحكيم شريعة وتنصر دين معها أينما كانت وهذه مباركة نصر بها وقضى وأمن النعم وليست معصومة كاملة كلٌّ نقص إكمال النقص إزالة سد الخلل بالتناصح والمكاتبة الصالحة والزيارة بنشر والكذب بنقل الباطل؛ بل يبين ويدعو يسعى بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة وبالتناصح حكم يريد يدعو يتعاون وإزالة أوصى بقوله وَاتَّقُوا شَدِيدُ الْعِقَابِ خَسِرَ فالدين فمن أهم الواجبات إظهار وقمع الباطل نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة الشرعية ويجب الرعية ومع الهيئات داع إظهاره شرعها قوله ﴿ادْعُ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل:125] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33] وفي تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46] فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ الآية [آل عمران:159] لموسى وهارون لما بعثهما فرعون: فَقُولا لَهُ لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44] الآن المسعري وسعد الفقيه وأشباههما ناشري الفاسدة الضالة بلا شك وهم وفساد كبير الحذر نشراتهم عليها وإتلافها وعدم أي والباطل والفتن؛ بالتعاون الكذب تسبب الفرقة واختلال هذه النشرات تصدر غيرهما ودعاة القضاء الالتفات إليها نصيحتهم وإرشادهم وتحذيرهم يجوز لأحد ينصحوا يعودوا رشدهم يدَعوا ويتركوه ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع يسلك سبيلهم الطريق الوخيم يتقوا ويحذروا نقمته وغضبه يتوبوا سلف منهم سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم والإحسان إليهم قُلْ عِبَادِيَ أَسْرَفُوا أَنْفُسِهِمْ تَقْنَطُوا رَحْمَةِ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ وَأَنِيبُوا رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر:53 54] ﴿وَتُوبُوا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] والآيات المعنى كثيرة والمقصود والصلاح ويستتب وحتى يقضى الظلم ينصر تؤدى الحقوق الولاة القضاة الدعاة مصلح إيجاد والتخلص والتناصح لمن حاد فينصح ويوجه وأسباب النجاة والمصالح العامة والاختلاف والناس وتعاونوا فإذا تعاونوا والفساد ساد البلاء ونزع وانتصر ودفن يحبه الشيطان والذي شياطين الإنس والجن بكل وبكل يدحض التحذير : وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ تَفَرَّقُوا عمران:103] الصادق والعمل الصالح الحميدة وبهذا يكثر ويدحض وتأمن ويرتدع المفسد وينتصر صاحب وصاحب ونسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى يوفق للخير يمنحهم الفقه يصلح أحوال يعيذنا وإياهم شرور النفس وسيئات الأعمال واتباع الهوى مضلات نسأله أمرنا لكل يعينهم بهم أعوانهم يعيذهم شرع يجعلنا وإياكم الهداة المهتدين مكان يولي خيارهم ويصلح قادتهم يجمع كلمة والهدى؛ إنه سميع قريب وصلى وسلم وآله وصحبه هذا لسماحة ألقاها الجامع ويُبيّن الواجبة تجاه أمورهم كتب إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين المنهج وضعه وتعالى للناس كي يستقيموا وتكون حياتهم مبنيةً بيَّنه صلى وسلّم وإنّ للإسلام مجموعة المبادئ والأُسس الإنسان يكون مسلماً الالتزام وهي اركان كتب فقه وتفسير وعلوم قرآن وشبهات وردود وملل ونحل ومجلات الأبحاث والرسائل العلمية, التفسير, الثقافة الاسلامية, الشريف والتراجم, والدفاع الإسلام, الرحلات والمذكرات والكثير

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك
كتاب

بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك

ــ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك
كتاب

بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك

ــ عبد العزيز بن عبد الله بن باز

عن كتاب بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من ال والسنة وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك:
أوضح سماحة الشيخ: عبدالعزيز بن باز، مفتي عام المملكة العربية السعودية حقوق ولاة الأمور، ووجوب طاعتهم في غير معصية الله تعالى، مستشهدا بما جاء في ذلك من الآيات والأحاديث النبوية، وأشار سماحته إلى أصول الدعوة الإسلامية في الدولة السعودية محذرا من الدعوات الباطلة والضالة، واصفا أصحابها بأنهم دعاة شر عظيم، وجاء ذلك خلال ندوة عقدت بالجامع الكبير بالرياض مساء الخميس ليلة الجمعة 1 / 5 / 1417 هـ تحت عنوان: "بيان حقوق ولاة الأمور على الأمة بالأدلة من الكتاب والسنة، وبيان ما يترتب على الإخلال بذلك" حيث قال:

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله وخليله وأمينه على وحيه نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه، ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

فلا ريب أن الله جل وعلا أمر بطاعة ولاة الأمر والتعاون معهم على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر عليه، فقال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء:59].

هذا هو الطريق؛ طريق السعادة، وطريق الهداية، وهو طاعة الله ورسوله في كل شيء، وطاعة ولاة الأمور في المعروف من طاعة الله ورسوله، ولهذا قال جل وعلا: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [النساء:59] فطاعة ولي الأمر تابعة لطاعة الله ورسوله، فإن أولي الأمر هم الأمراء والعلماء، والواجب طاعتهم في المعروف، أما إذا أمروا بمعصية الله سواء كان أميرا أو ملكا أو عالما، أو رئيس جمهورية، أو غير ذلك، فلا طاعة له في ذلك كما قال النبي ﷺ: إنما الطاعة في المعروف والله يقول: وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ [الممتحنة:12] يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام، ويقول الله : فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ [التغابن:16] فالله أمر بالتقوى، والسمع، والطاعة، يعني: في المعروف، لذا فإن النصوص يشرح بعضها بعضا، ويدل بعضها على بعض فالواجب على جميع المكلفين التعاون مع ولاة الأمور في الخير، والطاعة في المعروف، وحفظ الألسنة عن أسباب الفساد، والشر، والفرقة، والانحلال، ولهذا يقول الله جل وعلا: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ [النساء:59] أي: ردوا الحكم في ذلك إلى كتاب الله، وإلى سنة رسوله ﷺ في اتباع الحق والتلاقي على الخير والتحذير من الشر، هذا هو طريق أهل الهدى، وهذا هو طريق المؤمنين.

أما من أراد دفن الفضائل والدعوة إلى الفساد والشر ونشر كل ما يقال مما فيه قدح بحق أو بباطل فهذا هو طريق الفساد، وطريق الشقاق، وطريق الفتن، أما أهل الخير والتقوى فينشرون الخير ويدعون إليه ويتناصحون بينهم فيما يخالف ذلك حتى يحصل الخير ويحصل الوفاق والاجتماع والتعاون على البر والتقوى لأن الله جل وعلا يقول: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2] ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۝ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3].

ومعلوم ما يحصل من ولاة الأمر المسلمين من الخير والهدى والمنفعة العظيمة من إقامة الحدود، ونصر الحق، ونصر المظلوم وحل المشاكل، وإقامة الحدود، والقصاص والعناية بأسباب الأمن والأخذ على يد السفيه والظالم، إلى غير هذا من المصالح العظيمة، وليس الحاكم معصوما إنما العصمة للرسل عليهم الصلاة والسلام فيما يبلغون عن الله عليهم الصلاة والسلام، لكن الواجب التعاون مع ولاة الأمور في الخير والنصيحة فيما قد يقع من الشر والنقص، هكذا فهم المؤمنون، وهكذا أمر الرسول ﷺ أمر بالسمع والطاعة لولاة الأمور، والنصيحة لهم، كما قال رسول الله ﷺ: إن الله يرضى لكم ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا، يرضى لكم: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم الحديث، ويقول عليه الصلاة والسلام: الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة قالوا: يا رسول الله لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم وقال عليه الصلاة والسلام: من ولي عليه والٍ فرآه يأت شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يدا من طاعة ولما سئل عن ولاة الأمر الذين لا يؤدون ما عليهم قال ﷺ: أدوا الحق الذي عليكم لهم، وسلوا الله الذي لكم فكيف إذا كان ولاة الأمور حريصين على إقامة الحق، وإقامة العدل، ونصر المظلوم، وردع الظالم، والحرص على استتباب الأمن، وعلى حفظ نفوس المسلمين ودينهم وأموالهم وأعراضهم، فيجب التعاون معهم على الخير وعلى ترك الشر ويجب الحرص على التناصح والتواصي بالحق حتى يقل الشر ويكثر الخير.

وقد منَّ الله على هذه البلاد بدعوة الشيخ الإمام محمد بن عبدالوهاب رحمة الله عليه، ومناصرة جد هذه الأسرة الإمام محمد بن سعود رحمه الله لهذه الدعوة، وحصل بذلك من الخير العظيم ونشر العلم والحق، ونشر الهدى، والقضاء على الشرك، وعلى وسائل الشرك، وعلى قمع أنواع الفساد من البدع والضلالات ما يعلمه أهل العلم والإيمان ممن سبر هذه الدعوة، وشارك فيها، وناصر أهلها.

فصارت هذه البلاد مضرب المثل في توحيد الله والإخلاص له، والبعد عن البدع والضلالات، ووسائل الشرك حتى جرى ما جرى من الفتنة المعلومة التي حصل بسببها العدوان على هذه الدعوة وأهلها، ثم جمع الله الشمل على يدي الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود والد الإمام فيصل بن تركي، رحمة الله على الجميع، ثم على يد ابنه فيصل بن تركي، ثم على يد ابن ابنه عبدالله بن فيصل بن تركي ثم حصلت فجوة بعد موت الإمام عبدالله بن فيصل رحمه الله فجاء الله بالملك عبدالعزيز ونفع الله به المسلمين، وجمع الله به الكلمة، ورفع به مقام الحق، ونصر به دينه، وأقام به الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحصل به من العلم العظيم والنعم الكثيرة، وإقامة العدل، ونصر الحق، ونشر الدعوة إلى الله  ما لا يحصيه إلا الله ، ثم سار على ذلك أبناؤه من بعده في إقامة الحق، ونشر العدل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

فالواجب على جميع المسلمين في هذه المملكة التعاون مع هذه الدولة في كل خير، وهكذا كل من يقوم بالدعوة إلى الله ونشر الإسلام والدعوة إلى الحق يجب التعاون معه في المشارق وفي المغارب، فكل دولة تدعو للحق، وتدعو إلى تحكيم شريعة الله، وتنصر دين الله يجب التعاون معها أينما كانت.

وهذه الدولة السعودية دولة مباركة نصر الله بها الحق، ونصر بها الدين، وجمع بها الكلمة، وقضى بها على أسباب الفساد وأمن الله بها البلاد، وحصل بها من النعم العظيمة ما لا يحصيه إلا الله، وليست معصومة، وليست كاملة، كلٌّ فيه نقص فالواجب التعاون معها على إكمال النقص، وعلى إزالة النقص، وعلى سد الخلل بالتناصح والتواصي بالحق والمكاتبة الصالحة، والزيارة الصالحة، لا بنشر الشر والكذب، ولا بنقل ما يقال من الباطل؛ بل يجب على من أراد الحق أن يبين الحق ويدعو إليه، وأن يسعى في إزالة النقص بالطرق السليمة وبالطرق الطيبة وبالتناصح والتواصي بالحق هكذا كان طريق المؤمنين وهكذا حكم الإسلام، وهكذا طريق من يريد الخير لهذه الأمة، أن يبين الخير والحق وأن يدعو إليه، وأن يتعاون مع ولاة الأمور في إزالة النقص، وإزالة الخلل، هكذا أوصى الله جل وعلا بقوله سبحانه: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] ويقول سبحانه: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ ۝ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] فالدين النصيحة، الدين النصيحة، فمن أهم الواجبات التعاون مع ولاة الأمور في إظهار الحق، والدعوة إليه، وقمع الباطل والقضاء عليه وفي نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة بالطرق الشرعية.

ويجب على الرعية التعاون مع ولاة الأمور، ومع الهيئات، ومع كل داع إلى الحق، يجب التعاون على الحق وعلى إظهاره والدعوة إليه، وعلى ترك الفساد والقضاء عليه، هذا هو الواجب على جميع المسلمين، بالطرق التي شرعها الله في قوله سبحانه: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾ [النحل:125] وفي قوله سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا [فصلت:33].

وفي قوله سبحانه: وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ [العنكبوت:46] وفي قوله سبحانه: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ الآية [آل عمران:159]. وفي قوله  لموسى وهارون لما بعثهما إلى فرعون: فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].

أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك.

هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه. ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم، كما قال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۝ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ﴾ [الزمر:53-54] وقال سبحانه: ﴿وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31] والآيات في هذا المعنى كثيرة.

والمقصود أن الواجب على جميع المسلمين التعاون مع ولاة الأمور في الخير والهدى والصلاح حتى يحصل الخير ويستتب الأمن، وحتى يقضى على الظلم، وحتى ينصر المظلوم، وحتى تؤدى الحقوق، هذا هو الواجب على المسلمين التعاون مع الولاة، ومع القضاة، ومع الدعاة إلى الله، ومع كل مصلح في إيجاد الحق، والدعوة إليه وفي نصر المظلوم، وردع الظالم وإقامة أمر الله، وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير والتخلص من الباطل، ويجب التعاون والتناصح لمن حاد عن الخير فينصح ويوجه إلى الخير وأسباب النجاة حتى يحصل الخير العظيم، والمصالح العامة، وحتى يقضى على الفساد والشر والاختلاف بالطرق الشرعية، والناس في خير ما تناصحوا وتعاونوا على البر والتقوى، فإذا تعاونوا على الباطل وعلى الشر والفساد ساد البلاء ونزع الأمن وانتصر الباطل، ودفن الحق وهذا هو الذي يحبه الشيطان والذي يدعو إليه شياطين الإنس والجن، فالواجب الحذر مما يدعو إليه شياطين الإنس والجن، والتواصي بكل أسباب الأمن، وبكل أسباب الخير والهدى، والتواصي بالتعاون مع ولاة الأمور، في كل خير، ومع كل من يدعو إلى الخير، وإقامة أمر الله، وفي نصر الحق وفي إقامة المعروف، والتعاون مع كل مصلح فيما يدحض الباطل وفي التحذير من الباطل، والتحذير من أسباب الفرقة والاختلاف.

هذا هو الواجب كما قال : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [المائدة:2] وقال جل وعلا: وَالْعَصْرِ ۝ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ ۝ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ [العصر:1-3] وقال سبحانه: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا [آل عمران:103] هذا هو الذي فيه النجاة والإيمان الصادق والعمل الصالح والعاقبة الحميدة، وبهذا يكثر الخير ويحصل التعاون على البر والتقوى، ويدحض الشر، وتأمن البلاد، ويستتب الأمن، ويحصل التعاون على الخير، ويرتدع السفيه المفسد وينتصر صاحب الحق وصاحب الهدى.


ونسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يوفق الجميع للخير وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا، وأن يعيذنا وإياهم من شرور النفس، وسيئات الأعمال واتباع الهوى، وأن يعيذنا جميعا من مضلات الفتن، كما نسأله سبحانه أن يوفق ولاة أمرنا لكل خير وأن يعينهم على كل خير وأن ينصر بهم الحق، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يوفق أعوانهم للخير وأن يعيذهم من كل ما يخالف شرع الله، وأن يجعلنا وإياكم وإياهم من الهداة المهتدين كما نسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يمنحهم الفقه في الدين، وأن يولي عليهم خيارهم، ويصلح قادتهم، وأن يجمع كلمة المسلمين على الحق والهدى؛ إنه سميع قريب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.



هذا الكتاب كلمة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله ، ألقاها في الجامع الكبير بالرياض عام 1417. ويُبيّن فيها الحقوق الواجبة على المسلمين تجاه ولاة أمورهم.


#كتب_الدين_الاسلامى #كتب_الإسلام_. #كتب_الاسلام #كتب_الاسلام #كتب_التاريخ_الإسلامي_. #كتب_إسلامية_متنوعة. #كتب_كتب_دينيه #كتب_الفقه_الإسلامي #كتب_مجلات_إسلامية_ودوريات_. #كتب_مجلة_الوعي_الإسلامي #كتب_الشريعة_الإسلامية. #كتب_كتب_إسلامية_. #كتب_اسلامية_متنوعة_. #كتب_فكر_اسلامى #كتب_أسلامي_. #كتب_اسلاميات #كتب__الدراسات_الإسلامية #كتب_فقه_إسلامى #كتب_كتاب_اسلامي #كتب_الاسلامية #كتب_فلسفة_إسلامية_. #كتب_المفهوم_الاسلامي #كتب_الإسلامية_. #كتب_ثقافة_إسلامية_ #كتب_هذا_هو_الإسلام_الذي_قالوا_عنه_(يحتوي_الكتاب_على_سبعين_درسا_) #كتب_قصص_اسلامية_. #كتب_لماذا_يخافون_من_الإسلام؟ #كتب_نظرات_فى_مسيرة_العمل_الإسلامى #كتب_إسلامية #كتب_كتب_إسلاميات_. #كتب_الفكر_الاسلامي_. #كتب_التربية_الإسلامية_. #كتب_الثقافه_الاسلاميه_العامة #كتب_القضايا_الاسلاميه #كتب_إنتشار_الإسلام_ #كتب_قواعد_الإسلام #كتب_تربية_اسلامية_. #كتب_الفقه_الاسلامى_. #كتب_الدعوة_الاسلامية #كتب_نواقض_الإسلام #كتب_محاضرات_إسلامية #كتب_الوعي_الإسلامي_ #كتب_النهضة_الاسلامية #كتب_موسوعة_إسلامية_ #كتب_تربيه_اسلاميه #كتب_تربية_دينية_اسلامية_ #كتب_التربيه_الاسلاميه #كتب_التربية_الدينية_الاسلامية #كتب_التربيه_الدينيه_الاسلاميه #كتب_معالم_اسلامية #كتب__الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_لفقه_الاسلامي_pdf #كتب_الفقه_الاسلامي_pdf #كتب_التربية_الاسلامية #كتب_التربيه_الاسلامية #كتب_منظور_اسلامي #كتب_التربية_الاسلاميه #كتب_محاضرة_اسلامية #كتب_التربية__الاسلامية #كتب_منهج_التربية_الاسلامية #كتب_التشريع_الاسلامي #كتب_اليقظة_الإسلامية #كتب_الفكر_العربي_الإسلامي #كتب_اليقظة_الاسلامية_وحركات_التحرير #كتب_اليقظه_الاسلامية #كتب_الموسوعة_الإسلامية_العربية #كتب_الفلسفة_الإسلامية #كتب_الموسوعة_الإسلامية
الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#44K

15 مشاهدة هذا الشهر

#42K

6K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 20.
المتجر أماكن الشراء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية
نتيجة البحث