📘 ❞ المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة ❝ كتاب ــ أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي اصدار 1988

التراجم والأعلام - 📖 ❞ كتاب المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة ❝ ــ أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي 📖

█ _ أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي 1988 حصريا كتاب المنهاج السوي ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع 2024 مصورة: زكريا يحيى شرف الحزامي الشافعي (631هـ 1233م 676هـ 1277م) المشهور باسم "النووي" هو مُحدّث وفقيه ولغوي مسلم وأحد أبرز فُقهاء الشافعية اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة الفقه والحديث واللغة والتراجم كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة ويوصف بأنه محرِّر المذهب ومهذّبه ومنقّحه ومرتبه حيث استقر العمل بين فقهاء ما يرجحه ويُلقب بشيخ فإذا أُطلق لفظ "الشيخين" عند أُريد بهما وأبو القاسم الرافعي القزويني ولد نوى سنة 631هـ ولما بلغ عشر سنين جعله أبوه دكان فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء تعلم القرآن الكريم وحفظه حتى ختم وقد قارب البلوغ ومكث بلده الثامنة من عمره ثم ارتحل إلى دمشق قدم 649هـ فلازم مفتي الشام الرحمن إبراهيم الفزاري وتعلم منه وبقي نحواً ثمان وعشرين أمضاها كلها بيت صغير المدرسة الرواحية يتعلّم ويُعلّم ويُؤلف الكتب وتولى رئاسة الحديث الأشرفية أن وافته المنية شخصيته وصفاته الزهد والورع قال العطار: قال لي شيخنا القادر الأنصاري: «لو أدرك القشيري صاحب الرسالة شيخكم (يعني النووي) وشيخه أبا إسحاق عثمان المغربي) لما قدّم عليهما ذكره لمشايخها أحداً جمع فيهما العلم والعمل والزهد والورع والنطق بالحكمة وغير ذلك» ويقول الذهبي: «وكان مع تبحره وسعة معرفته بالحديث والفقه ذلك بما قد سارت به الركبان رأساً الزهد قدوةً الورع» وقال أيضاً: «كان عديم الميرة والرفاهية والتنعم التقوى والقناعة الثخين والمراقبة لله السر والعلانية وترك رعونات النفس ثياب حسنة ومأكل طيب وتجمل الهيئة» رشيد الدين إسماعيل المعلم الحنفي: «عذلته عدم دخوله الحمام وتضييق عيشه أكله ولباسه وجميع أحواله وقلت له: «أخشى عليك مرضاً يعطلك أشياء أفضل مما تقصده» فقال لي: «إن فلاناً صام وعبد تعالى اخضرّ عظمه» قال: فعرفت أنه ليس له غرضٌ المقام دارنا ولا التفاتٌ نحن فيه» ومن ورع كان يأكل فاكهة كما اتفق أرخ يقول وسألته فقال: «إنها كثيرة الأوقاف والأملاك لمن تحت الحجر شرعاً يجوز التصرف إلا وجه الغبطة والمصلحة والغبطة لليتيم والمحجور عليه والناس يفعلونها جزء ألف الثمرة للمالك فكيف تطيب نفسي؟» الأمر بالمعروف والنهي المنكر كان كثير الأمر المنكر المثل المنكر» أجمع المترجمون يبالي أمره ونهيه لومة لائم بل الإهانة والموت يَكبُر عندَه أحدٌ النصيحة العلماء والأمراء والملوك مواجهاً للملوك والجبابرة بالإنكار يأخذه وكان إذا عجز المواجهة كتب الرسائل وتوصل إبلاغها» ويقول يواجه الملوك والظلمة ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى» مناصحته للظاهر بيبرس ومن أشهر قضايا وقوفه الملك الظاهر بيبرس البندقداري قضية الحوطة الغوطة القطب اليونيني: «إنه واقف غير مرة بدار العدل بسبب بساتين كثير: قام أرادوا وضع الأملاك بساتينها فرد عليهم ووقى شرها بعد غضب السلطان وأراد البطش أحبه وعظمه يقول: أنا أفزع منه» عندما خرج لقتال التتار بالشام طلب فتاوى أخذ مال الرعية ليستنصر قتال العدو فكتب بذلك وقتل خلقاً كثيراً إفتائهم بعدم الجواز «هل بقي أحد؟» فقالوا: «نعم الشيخ محيي النووي» فطلبه «اكتب خطك الفقهاء» فامتنع وقال: «لا» «ما سبب امتناعك؟» «أنا أعرف أنك كنت الرق للأمير بندقدار وليس لك مَنّ وجعلك ملكاً وسمعت عندك مملوك كلهم عنده حياصة ذهب وعندك مئتا جارية لكل حق الحلي أنفقت كله وبقيت مماليكك بالبنود الصوف بدلاً الحياصات الذهب الجواري بثيابهن دون ولم يبق المال شيء نقد أو متاع أرض أفتيتك بأخذ وإنما يُستعان الجهاد وغيره بالافتقار واتباع آثار نبيه صلى وسلم» فغضب كلامه «اخرج بلدي» يعني «السمع والطاعة» وخرج فقيل للملك: قتلك له؟» «كلما أردت قتله أرى عاتقه سَبْعَين يريدان افتراسي فأمتنع أي إن خوفه بهذه المثابة وكثيراً صرح يخافه رأى لم تُجدِ نفعاً عمد الكتابة إليه بأسلوب فيه ترغيب وترهيب ووقع معه بعض كتبه: «بسم الرحيم الحمد رب العالمين تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [51:55] ﴿وإذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس تكتمونه﴾ ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ الْهَدْيَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى تَعَاوَنُواْ الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [5:2] أوجب المكلفين نصيحة أعز أنصاره ونصيحة عامة المسلمين ففي الصحيح رسول وسلم «الدين ولكتابه ورسوله وأئمة وعامتهم» وفّقه لطاعته وتولاه بكرامته يُنهى الأحكام جرت خلاف قواعد الإسلام وأوجب الشفقة والاهتمام بالضعفة وإزالة الضرر عنهم ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [15:88] أنعم علينا وعلى سائر بالسلطان فقد أقامه لنصرة والذب وأذل الأعداء جميع الطوائف وفتح الفتوحات المشهورة المدة اليسيرة وأوقع الرعب قلوب أعداء وسائر المارقين ومهّد البلاد والعباد وقمع بسببه أهل الزيغ والفساد وأمده بالإعانة واللطف والسعادة فلله هذه النعم المتظاهرة والخيرات المتكاثرة ونسأل دوامها وللمسلمين وزيادتها خير وعافية آمين شكر نعمه ووعد الزيادة للشاكرين ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾ لحق أملاكهم أنواع يمكن التعبير عنها وطُلب منهم إثبات يلزمهم فهذه تحل أحد علماء يده فهو ملكه يحل الاعتراض يكلف بإثباته سيرة يحب بالشرع ويوصي نوابه أولى عمل والمسؤول: إطلاق الناس والإفراج جميعهم فأطلقهم أطلقك كل مكروه » فغضب الجرأة وأمر بقطع رواتبه وعزله مناصبه فقالوا للشيخ راتب منصب» يفده مشى بنفسه وقابله وكلمه كلاماً شديداً فأراد يبطش «فصرف قلبه وحمى وأبطل أمر وخلَّص شرها» قول المؤرخين صفته الشكلية قال الذهبي وصف النووي: أسمر كث اللحية ربعة مهيباً قليل الضحك اللعب جدّاً صرفاً الحق وإن مُراً يخاف لائم» ووصفه أيضاً بأن لحيته سوداء فيها شعرات بيض وعليه هيبة وسكينة الإسنوي: سكينة ووقار البحث وأما ملبسه فيقول "تاريخ الإسلام": مثل آحاد الفقهاء الحوارنة يؤبه شبختانية صغيرة» "تذكرة الحفاظ": «ملبسه ثوب خام وعمامة يلبس الثياب الرثة يدخل وكانت أمه ترسل القميص ونحوه ليلبسه» معيشته كان خشن العيش قانعاً بالقوت تاركاً للشهوات عبادة وخوف اليوم والليلة أكلة واحدة وقوته قِبَل والده يُجري الشهر الشيء الطفيف يشرب بالسحر ترك ملاذّ الدنيا المأكول يأتيه كعك يابس وتين حوراني الفواكه جميعها سوى العشاء الآخرة شربة السحر وإذا شرب فلا الماء المبرد «ورأيت رجلاً أصحابه قشر خيارة ليطعمه إياها أكلها أخشى ترطب جسمي وتجلب النوم» السخاوي: «ونحوه تعاطيه البلح عادة الدمشقيين» والمشهور يتزوج قط الكتاب الذي ايدينا يضم دفتيه احد اولئك الاعلام الكبار الامام القدوة الحافظ الزاهدة العابد الفقيه المجتهد الرباني شيخ الاسلام محي يحيي وصفه التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة وهو دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول هذا كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص فيما يتعلق أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا روى صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي عباس يحدث ويقول: يأذن لحديثه ينظر يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ عباس: إنا كنا سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي حال نقلة النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ (من حدث عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية بها حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام التي وقع والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم متعلّقة الباب منها تفرّدته الأمة الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل وغيرها أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية وقد أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة
كتاب

المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة

ــ أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي

صدر 1988م عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة
كتاب

المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة

ــ أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي

صدر 1988م عن دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع
عن كتاب المنهاج السوي في ترجمة الإمام النووي نسخة مصورة:
أبو زكريا يحيى بن شرف الحزامي النووي الشافعي (631هـ-1233م / 676هـ-1277م) المشهور باسم "النووي" هو مُحدّث وفقيه ولغوي مسلم، وأحد أبرز فُقهاء الشافعية، اشتهر بكتبه وتصانيفه العديدة في الفقه والحديث واللغة والتراجم، كرياض الصالحين والأربعين النووية ومنهاج الطالبين والروضة، ويوصف بأنه محرِّر المذهب الشافعي ومهذّبه، ومنقّحه ومرتبه، حيث استقر العمل بين فقهاء الشافعية على ما يرجحه النووي. ويُلقب النووي بشيخ الشافعية، فإذا أُطلق لفظ "الشيخين" عند الشافعية أُريد بهما النووي وأبو القاسم الرافعي القزويني.

ولد النووي في نوى سنة 631هـ، ولما بلغ عشر سنين جعله أبوه في دكان، فجعل لا يشتغل بالبيع والشراء عن تعلم القرآن الكريم وحفظه، حتى ختم القرآن وقد قارب البلوغ، ومكث في بلده نوى حتى بلغ الثامنة عشر من عمره، ثم ارتحل إلى دمشق. قدم النووي دمشق سنة 649هـ، فلازم مفتي الشام عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري وتعلم منه، وبقي النووي في دمشق نحواً من ثمان وعشرين سنة، أمضاها كلها في بيت صغير في المدرسة الرواحية، يتعلّم ويُعلّم ويُؤلف الكتب، وتولى رئاسة دار الحديث الأشرفية، إلى أن وافته المنية سنة 676هـ.

شخصيته وصفاته
الزهد والورع
قال ابن العطار: قال لي شيخنا محمد بن عبد القادر الأنصاري: «لو أدرك القشيري صاحب الرسالة شيخكم (يعني النووي) وشيخه (يعني أبا إسحاق إبراهيم بن عثمان المغربي) لما قدّم عليهما في ذكره لمشايخها أحداً، لما جمع فيهما من العلم والعمل والزهد والورع، والنطق بالحكمة وغير ذلك».

ويقول الذهبي: «وكان مع تبحره في العلم، وسعة معرفته بالحديث والفقه واللغة وغير ذلك بما قد سارت به الركبان، رأساً في الزهد، قدوةً في الورع»، وقال أيضاً: «كان عديم الميرة والرفاهية والتنعم، مع التقوى والقناعة والورع الثخين، والمراقبة لله في السر والعلانية، وترك رعونات النفس من ثياب حسنة، ومأكل طيب، وتجمل في الهيئة». وقال رشيد الدين إسماعيل بن المعلم الحنفي: «عذلته في عدم دخوله الحمام، وتضييق عيشه في أكله ولباسه وجميع أحواله، وقلت له: «أخشى عليك مرضاً يعطلك عن أشياء أفضل مما تقصده»، فقال لي: «إن فلاناً صام وعبد الله تعالى حتى اخضرّ عظمه»، قال: فعرفت أنه ليس له غرضٌ في المقام في دارنا ولا التفاتٌ لما نحن فيه». ومن ورع النووي أنه كان لا يأكل من فاكهة دمشق، كما اتفق على ذلك من أرخ له، يقول ابن العطار: وسألته عن ذلك فقال: «إنها كثيرة الأوقاف والأملاك لمن هو تحت الحجر شرعاً، ولا يجوز التصرف في ذلك إلا على وجه الغبطة والمصلحة، والغبطة لليتيم والمحجور عليه، والناس لا يفعلونها إلا على جزء من ألف جزء من الثمرة للمالك، فكيف تطيب نفسي؟».

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
كان النووي كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يقول الذهبي: «كان عديم المثل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، وقد أجمع المترجمون له على أنه كان لا يبالي في أمره ونهيه لومة لائم، بل لا يبالي الإهانة والموت، ولا يَكبُر عندَه أحدٌ عن النصيحة، حتى العلماء والأمراء والملوك، يقول ابن العطار: «وكان مواجهاً للملوك والجبابرة بالإنكار، لا يأخذه في الله لومة لائم، وكان إذا عجز عن المواجهة كتب الرسائل، وتوصل إلى إبلاغها». ويقول الذهبي: «وكان يواجه الملوك والظلمة بالإنكار، ويكتب إليهم ويخوفهم بالله تعالى».

مناصحته للظاهر بيبرس
ومن أشهر قضايا النووي في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقوفه في وجه الملك الظاهر بيبرس البندقداري في قضية الحوطة على الغوطة، قال القطب اليونيني: «إنه واقف الظاهر غير مرة بدار العدل بسبب الحوطة على بساتين دمشق وغير ذلك»، وقال ابن كثير: «إنه قام على الظاهر في دار العدل في قضية الغوطة لما أرادوا وضع الأملاك على بساتينها، فرد عليهم ذلك، ووقى الله شرها بعد أن غضب السلطان، وأراد البطش به، ثم بعد ذلك أحبه وعظمه، حتى كان يقول: أنا أفزع منه».

عندما خرج الظاهر بيبرس لقتال التتار بالشام طلب فتاوى العلماء بأنه يجوز أخذ مال من الرعية ليستنصر به على قتال العدو، فكتب له فقهاء الشام بذلك، وقتل خلقاً كثيراً من العلماء بسبب إفتائهم له بعدم الجواز، فقال: «هل بقي أحد؟» فقالوا: «نعم، بقي الشيخ محيي الدين النووي»، فطلبه فقال: «اكتب خطك مع الفقهاء»، فامتنع وقال: «لا»، فقال: «ما سبب امتناعك؟» فقال: «أنا أعرف أنك كنت في الرق للأمير بندقدار، وليس لك مال، ثم مَنّ الله عليك وجعلك ملكاً، وسمعت أن عندك ألف مملوك كلهم عنده حياصة من ذهب، وعندك مئتا جارية، لكل جارية حق من الحلي، فإذا أنفقت ذلك كله، وبقيت مماليكك بالبنود الصوف بدلاً عن الحياصات الذهب وبقيت الجواري بثيابهن دون الحلي، ولم يبق في بيت المال شيء من نقد أو متاع أو أرض، أفتيتك بأخذ المال من الرعية، وإنما يُستعان على الجهاد وغيره بالافتقار إلى الله تعالى، واتباع آثار نبيه صلى الله عليه وسلم»، فغضب السلطان من كلامه وقال: «اخرج من بلدي» يعني دمشق، فقال: «السمع والطاعة»، وخرج إلى نوى، فقيل للملك: «ما سبب عدم قتلك له؟» فقال: «كلما أردت قتله أرى على عاتقه سَبْعَين يريدان افتراسي فأمتنع من ذلك»، أي إن خوفه منه كان بهذه المثابة، وكثيراً ما صرح أنه يخافه. ولما رأى النووي أن المواجهة لم تُجدِ نفعاً عمد إلى الكتابة إليه بأسلوب فيه ترغيب وترهيب، فكتب إليه ووقع معه بعض العلماء، وكان مما كتبه:

«بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: ﴿وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [51:55]، وقال تعالى: ﴿وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه﴾، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [5:2]، وقد أوجب الله على المكلفين نصيحة السلطان أعز الله أنصاره، ونصيحة عامة المسلمين، ففي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الدين النصيحة، لله ولكتابه ورسوله، وأئمة المسلمين وعامتهم»، ومن نصيحة السلطان، وفّقه الله لطاعته وتولاه بكرامته، أن يُنهى إليه الأحكام إذا جرت على خلاف قواعد الإسلام، وأوجب الله تعالى الشفقة على الرعية والاهتمام بالضعفة وإزالة الضرر عنهم، قال الله تعالى: ﴿لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [15:88]... وقد أنعم الله تعالى علينا وعلى سائر المسلمين بالسلطان أعز الله أنصاره، فقد أقامه الله لنصرة الدين، والذب عن المسلمين، وأذل له الأعداء من جميع الطوائف، وفتح عليه الفتوحات المشهورة في المدة اليسيرة، وأوقع الرعب منه في قلوب أعداء الدين وسائر المارقين، ومهّد له البلاد والعباد، وقمع بسببه أهل الزيغ والفساد، وأمده بالإعانة واللطف والسعادة، فلله الحمد على هذه النعم المتظاهرة والخيرات المتكاثرة، ونسأل الله الكريم دوامها له وللمسلمين، وزيادتها في خير وعافية آمين. وقد أوجب الله شكر نعمه، ووعد الزيادة للشاكرين، فقال تعالى: ﴿لئن شكرتم لأزيدنكم﴾، وقد لحق المسلمين بسبب هذه الحوطة على أملاكهم أنواع من الضرر، لا يمكن التعبير عنها، وطُلب منهم إثبات لا يلزمهم، فهذه الحوطة لا تحل عند أحد من علماء المسلمين، بل من في يده شيء فهو ملكه، لا يحل الاعتراض عليه، ولا يكلف بإثباته. وقد اشتهر من سيرة السلطان أنه يحب العمل بالشرع، ويوصي نوابه به، فهو أولى من عمل به، والمسؤول: إطلاق الناس من هذه الحوطة والإفراج عن جميعهم، فأطلقهم أطلقك الله من كل مكروه...»
فغضب السلطان من هذه الجرأة عليه، وأمر بقطع رواتبه وعزله عن مناصبه، فقالوا له: «إنه ليس للشيخ راتب وليس له منصب»، ولما رأى الشيخ أن الكتاب لم يفده، مشى بنفسه إلى السلطان وقابله وكلمه كلاماً شديداً، فأراد السلطان أن يبطش به، «فصرف الله تعالى قلبه عن ذلك وحمى الشيخ، وأبطل السلطان أمر الحوطة، وخلَّص الله تعالى الناس من شرها» على قول المؤرخين المسلمين.

صفته الشكلية
قال الذهبي في وصف الإمام النووي: «كان أسمر كث اللحية، ربعة مهيباً، قليل الضحك، عديم اللعب، بل جدّاً صرفاً، يقول الحق وإن كان مُراً، لا يخاف في الله لومة لائم»، ووصفه الذهبي أيضاً بأن لحيته سوداء فيها شعرات بيض، وعليه هيبة وسكينة، وقال الإسنوي: «كان في لحيته شعرات بيض، وعليه سكينة ووقار في البحث مع الفقهاء». وأما ملبسه، فيقول الذهبي في "تاريخ الإسلام": «وكان في ملبسه مثل آحاد الفقهاء من الحوارنة لا يؤبه له، عليه شبختانية صغيرة»، وقال في كتاب "تذكرة الحفاظ": «ملبسه ثوب خام، وعمامة شبختانية صغيرة»، وقال أيضاً: «وكان يلبس الثياب الرثة، ولا يدخل الحمام، وكانت أمه ترسل له القميص ونحوه ليلبسه».

معيشته
كان النووي خشن العيش، قانعاً بالقوت، تاركاً للشهوات، صاحب عبادة وخوف، وكان لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلة واحدة، وقوته من قِبَل والده، يُجري عليه في الشهر الشيء الطفيف، وكان لا يشرب إلا مرة بالسحر، فقد ترك جميع ملاذّ الدنيا من المأكول، إلا ما يأتيه به أبوه من كعك يابس وتين حوراني، وترك الفواكه جميعها، وكان لا يأكل في اليوم والليلة سوى أكلة واحدة بعد العشاء الآخرة، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السحر، وإذا شرب فلا يشرب الماء المبرد. قال ابن العطار: «ورأيت رجلاً من أصحابه قشر خيارة ليطعمه إياها، فامتنع من أكلها وقال: أخشى أن ترطب جسمي وتجلب النوم»، وقال السخاوي: «ونحوه عدم تعاطيه البلح على عادة الدمشقيين». والمشهور أن الإمام النووي لم يتزوج قط.


الكتاب الذي بين ايدينا يضم بين دفتيه سيرة احد اولئك الاعلام الكبار هو الشيخ الامام القدوة الحافظ الزاهدة العابد الفقيه المجتهد الرباني شيخ الاسلام محي الدين يحيي بن شرف النووي كما وصفه الامام الذهبي .
الترتيب:

#3K

0 مشاهدة هذا اليوم

#58K

13 مشاهدة هذا الشهر

#36K

7K إجمالي المشاهدات
المتجر أماكن الشراء
أبو عبد الله محمد بن الطيب الفاسي السيوطي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية