📘 ❞ حفلة القنبلة ❝ رواية ــ جراهام غرين اصدار 1990

عن رواية حفلة القنبلة:
نبذة من الرواية:

أول كتاب أقرؤه لجراهام جرين، قرأت مذكراته قبل عام تقريبا ً، ولأنه من الكتاب الذين لا يرد ذكرهم كثيرا ً، حيث لا أذكر أني قرأت أو سمعت من يتحدث عنه أو عن كتبه، فلذا لم أكن متعجلا ً للتجربة، بعض الكتاب تشعر بضغط شديد للقراءة لهم، الكل يتحدث عنهم، مراجعات كتبهم في كل مكان، مع جراهام كنت مرتاحا ً، لا توقعات فلا خيبات أمل.

يمكنني القول بعد الفراغ من روايته هذه أنه من الكتاب الجيدين، لديه فكرة جديدة، وهو يرسمها بهدوء وبطريقة ذكية، فلذا سأقرأ له أكثر.

يصعب استخلاص موضوعة أساسية لهذه الرواية، يمكننا أن نقول أنها عن الجشع، يمكن أن نقول أنها عن الحب وفي نفس الوقت عن غياب الحب، يمكننا القول أنها عن الحسرة، شعور الإنسان بالضياع، وسأوضح هذا بعدما أتناول قصة الرواية في السطور التالية.

تنبيه: ما سيأتي يكشف شيئا ً من أحداث الرواية.

ألفرد جونز أرمل إنجليزي في الخمسينات من عمره، فقد يسراه عندما كان يعمل إطفائيا ً في لندن أثناء الحرب العالمية الثانية، يعيش الآن في سويسرا، حيث يعمل مترجما ً في مصنع للشوكولاتة.

تبدو لنا شخصية كهذه بلا مفاجئات، أو لنقل بلا مستقبل تقريبا ً، ولكن الروائيين لا يكفون عن الزج بشخصياتهم في العجائب من أجلنا – باركهم الله -، فلذا يجد ألفرد نفسه في علاقة حب ومن ثم زواج مع فتاة جميلة تدعى آنا لويز فيشر، ليست آنا ما يجذبنا في هذه الرواية، بل هو والدها الدكتور فيشر – للرواية عنوان آخر أو هو ربما العنوان الأصلي (الدكتور فيشر من جنيف)، ولكن العنوان الحالي أجمل -، لا تميل آنا لويز لوالدها، وتحاول إبعاد زوجها عنه، وسمعة الدكتور فيشر على كل حال لا تشجع كثيرا ً، فهو ثري كسب أمواله من اختراعه لمعجون أسنان، وسمعته السيئة تأتي من حفلاته التي يقيمها، ويحضرها مجموعة من الأثرياء، حيث يقوم الدكتور بإذلالهم بطرق مختلفة متعددة، يتحملونها مقابل هدايا قيمة يحصلون عليها نهاية الليلة.

يذهب جونز للقاء الدكتور فيشر وإبلاغه باتفاقه مع ابنته على الزواج، فيوجه له الدكتور فيشر دعوة لحضور إحدى حفلاته، وهي فكرة لا تدعمها آنا كثيرا ً، ولكن جونز يذهب ويكون شاهدا ً على ما يحدث في هذه الحفلات، ونتعرف من خلاله على الحضور وطبائعهم، بالطبع يرفض جونز الاشتراك في اللعبة، والحصول على الهدية نهاية الحفلة.

يعرف جونز قصة والدة آنا لويز التي أحبت رجلا ً جمعها به حبهما المشترك لموزارت، وعندما عرف الدكتور فيشر بهذه العلاقة، دفع لكيبس أحد الأثرياء الذين يحضرون حفلاته 50 ألف فرنك ليطرد هذا الرجل، الذي كان يعمل مستخدما ً عند كيبس، ورغم أن العلاقة بين الاثنين لم تكن إلا علاقة سماع للموسيقى إلا أن فيشر عذب والدة آنا بهذه العلاقة حتى ماتت، يعرف جونز بهذا كله عندما يلتقي بالرجل الذي يدعى شتينر في محل تسجيلات موسيقية، والذي يتعرف في ملامح آنا لويز على حبيبته القديمة، فيصاب بنوبة قلبية.

يبدو لنا الأمر وكأن الحياة ستأخذ جونز وزوجته في درب، والوالد وحفلاته الغريبة في درب آخر، ولكن يحدث حادث مفاجئ، تموت آنا لويز أثناء تزلجها على الجليد، فيدخل جونز في نوبة كآبة رهيبة، ويفكر بالانتحار، بل يحاول هذا مرة ولكنه لا ينجح